ترى أم عمر (متزوجة وأم لثلاثة شباب) أنها منذ تزوجت وهي لا تستطيع إرضاء زوجها, فكل مشكلة تحصل في البيت تكون هي مسؤولة عنها وعن عاقبتها، تقول" حتى في نزهاتنا وخروجنا معاً لا يخلو الأمر من عصبيته أو انزعاجه من أي أمر مهما كان صغيرا, وبعد هذه السنوات التي عيشني فيها بنكد وانزعاج، فإنني أكره أن ألتقي معه كزوجين في بيت واحد لمدة طويلة، فأحاول أن أشغل نفسي بأعمال البيت أو متابعة أولادي في دراستهم، أو التحدث مع صديقاتي، وإن لزم الأمر وكنت معه، فأنا أشغل نفسي بمجلة أو صحيفة تخفف الاحتكاك بيننا، وتجنب نكده غير المعقول , وكم أسعد وأشعر بشيء من التحرر عندما يسافر أو يبتعد عن البيت لفترة طويلة من اليوم".
انعدام الحوار
مشكلة أم عمر تلخصها الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الملك عبد العزيز بمكة المكرمة زهور الصعيدي في عدم فهم حقوق كل منهما للآخر، وتقول موضحة عندما تبدأ الحياة الزوجية يقف كل طرف في وجه الآخر وفي أدق الأمور, كما أنهما لا يملكان التغيير لا في السلوك ولا في الأخلاق، ولا يحاول أي منهما أن يغير طباعه للأحسن".
و تضيف "انعدام الحوار بين الزوجين من أسباب التنافر , إذ عليهما تقبل أي انتقاد أو ملاحظة، وتخصيص جلسات لحوار بينهما، يناقشان فيها كل المشاكل التي تصادفهما في حياتهما الزوجية، أو في تربية الأولاد، والأسلوب الأمثل في هذه التربية, فكلما كان هناك حوار كان هناك امتصاص للغضب النفسي الذي يؤدي للنكد".
وتشير الصعيدي إلى أنه ليس المقصود من جلسات الحوار والمصارحة هو تصيد الأخطاء، فذلك يأتي بنتيجة عكسية , وعلى المرأة أن تفهم أن من طبيعة الرجل أنه لا يقبل الاعتراف بالخطأ، فعليها أن تراعي هذه النقطة في جدالها معه".
وتنصح المرأة بأن تثقف نفسها في كيفية تدبير حياتها مع زوجها عن طريق الكتب المخصصة لذلك أو المنشورات أو المحاضرات المهتمة بشؤون الأسرة أو القنوات الفضائية الهادفة.
سيكولوجية المرأة
من جانب الرجل يرى عبد الله صالح المدرس بالمرحلة الابتدائية أن الأمر يحتاج إلى شيء من التحليل، وتحديد سيكولوجية المرأة، وسيكولوجية الرجل, فالرجل الذي يكدح ويتعب من أجل طلب الرزق وتحمل مسؤولية البيت يرى أن من حقه أن يتحلى بالمعاملة الطيبة، لا أن يقابل بالأسئلة أو الطلبات المرهقة أو الشكوى من الأبناء ومشاكلهم، وهذا ما يحدث غالباً من المرأة التي لا تستطيع أن تفهم احتياجات الزوج، وتسير على نظام معين يلائمه، أو أنها لا تراعي الزوج فيما يلاقيه من ضغوط وظروف خارجية.
في حين ترى الاختصاصية زهور الصعيدي أن المرأة السعودية لا تملك أسلوب التغيير في حياتها، بل يسيطر عليها الروتين، ففي جميع الأوساط المرأة هي المرأة، ولكنها تجهل أساسيات حياتها، ولا تهتم إلا بالرتوش، وترى أن تغيير الزوج النكدي يتوقف على المرأة باستخدام أسلوب أنثوي راق وذكي، لا تحاول فيه السيطرة أو التصادم معه، ومهما استمر الزوج على هذا السلوك، ففي النهاية سيرضخ لها.
نكد يؤثر على الصحة
أما أمل . ف (ربة بيت وأم لثلاثة أطفال) فتقول إن نكد زوجها يؤثر في صحتها ونفسيتها، ويجعلها متوترة باستمرار بالرغم من السنوات التي عاشتها مع زوجها والحياة العاطفية والرومانسية المتبادلة , فلا تخلو من هجمات من النكد تغزو حياتهم الزوجية , حيث يحل التوتر والغضب، وقد يكون لأسباب غير مفهومة أو واضحة مثل انزعاجه من فوضى الأطفال، أو عدم تجهيز طلب معين في وقته.
وتشدد الاختصاصية الصعيدي على أهمية الحرص على مشاعر الأطفال، فهم أكثر حساسية وتأثرا بمشاكل الوالدين، والتي تعود عليهم بصورة سلبية تتمثل في اضطرابات نفسية وانحرافات سلوكية، بسبب العيش في جو النكد والشحناء بين الوالدين، ما قد يضطرهم للهروب من التجمع الأسري، والبحث عن الاستقرار في أماكن أخرى بعيداً عن مشاكل الوالدين.
اللوم على المرأة
بينما تلقي أم مشهور ( 55 عاماً وأم لعدد من الشباب جميعهم متزوجون)، باللوم على المرأة قائلة "مع الحياة والتجارب أجد أن المرأة هي المسؤولة عن النكد في حياة الزوج، فالرجل هو المكلف بالعمل من أجل جلب الرزق، أما الزوجة وإن كانت عاملة، فليس عليها ذلك الالتزام مثل الذي على الزوج, فعليها أن تراعي نفسية الزوج ساعة دخوله للبيت باستقباله ببشاشة وترحاب، وتحاول الإسراع في تقديم احتياجاته من طعام وغيره , كما عليها أن تنبه الأبناء بعدم الفوضى ساعة وجود والدهم, حتى يهدأ الزوج ويرتاح، وبعد ذلك لو كانت ترغب في محادثته في أمر ما فستجده يستمع لها بكل هدوء واهتمام، دون الخوض في جدل يوتر العلاقة بينهما، وبالتالي يكرهها ويكره الوجود بالمنزل، وقد يبحث عن الراحة والاستقرار خارجه، وعندما يُسأل عن السبب يقول "زوجتي نكدية".
همس جازان @hms_gazan
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عازفة الكيبورد!!
•
صاادقة الحووااار افضل طريقة لحل المشااكل ..
الصفحة الأخيرة