النهاية السعيدة..بقلمي..

الأدب النبطي والفصيح

كان يمل من صوت والديه الذي يعلو هنا وهناك
لأجل أنهما يودان الجلوس معه وقت أطول،وكان يمل
من مزاح ولعب اخوته الذي لا ينتهي،فغادر المنزل
مسرعا متجها إلى العمل،ربما يرتاح من كل هذا
الضجيج،ولكن لا فائدة فالعمل كثير،والمدير كثير
الصراخ،ولا يرضى بالخطأ حتى وإن كان صغيرا،و
حينها شعر بالضجر أكثر،وضاقت نفسه أكثر فأكثر
وظل على هذه الحال إلى أن انتهى الدوام،حينها بكل
تأكيد لم يعد إلى البيت ولكن فكر في أن يذهب إلى
مكان هادئ وجميل بعيد من كل الضجيج،فكانت
وجهته إلى البحر وفعلا بدأ يرتاح وبدأ يغوص في
أعماق تفكيره،وهو أن يتزوج لربما ارتاح وشعر
بحلاوة الحياة مع زوجة تحتويه وتؤيه عندما
تضيق به نفسه وتضيق به الحياة ،مرت أشهر طويلة
كان خلالها يبحث عن الزوجة المناسبة في نظره،وفعلا
وجدها وتزوجها،مرت الأشهر الأولى بخير وسلام
ومن بعدها،أصبح البيت يلتهب بالمشاكل والجدال في
كل يوم،حتى أصبح يفر منها ومن أبنائه ومن كل شيء
يربطه بهم،وعاد إليه الضيق بشكل أكبر،والرغبة في
الوحدة أكثر فأكثر،شعر بأن الحياة لا طعم لها ولا لون
ففي كل مكان متاعب لا تنتهي،عاد بعدها إلى صديقه
البحر تأمل حاله وحال الناس من حوله،تيقن بأن
الجميع يمرون في مثل هذه الظروف والبعض يمرون
بأصعب من ذلك بكثير،حتى هدأت نفسه وأوقف
التفكير،ونظر إلى البحر بابتسامة منهزمة قال
بعدها:هذه حال الدنيا،وهكذا هي الحياة،شيء طبيعي
جدا!.
وبعدها نظر إلى السماء وتأملها طويلا طويلا!
حتى شعر بنوع من الانجذاب لها،ماهو ؟!
وكيف؟!
لا يدري!، سوى أنه شعر حقا بإنه قد اشتاق إلى الله
وإلى جنته،وأنه لا يريد شيء من الدنيا سواه،شعور
قد غزا قلبه هكذا فجأة ومن دون سابق انذار،وفي كل
يوم الحنين يكبر ويكبر،وكأن الله ألهمه هذا ليعلم بأنه
يحبه واشتاق إليه كما اشتاق هو إليه،وفي يوم ما
كان هذا اليوم مختلفا تماما عن باقي الأيام حيث أنه
شعر بالشوق يزيد ،وبأنه في كامل مزاجه المثالي،و
أن صدره رحب قد اتسع للجميع،يضحك مع
هذا،ويصافح هذا،ويتحدث إلى هذا وذاك،وبينما هو
ساجد،شعر بقبضة لطيفة على قلبه،جعلته يبتسم
ابتسامة جميلة كشمس أشرقت على الدنيا فملأتها
ضياء ونورا،فأغمض عيناه من بعدها ولم يفتحهما.
4
300

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الأمل المنشوود
الأمل المنشوود
الله يعطيك العافية
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نهاية سعيدة لهذا الرجل !
لكنه مع أنه يحب الله تعالى ويشتاق لقاءه
فقد قصر في ذوي رحمه ومع زوجته وضجر وهذا نقص إيمان
وبدلاً من أن يفر إلى البحر كان لزاماً عليه أن يؤدي واجبه
وأن يصلح الاخطاء ويصلح الأمور بينه وبين أهله بالنصح والإرشاد
لا بالفرار بنفسه
مع هذا فالسرد جميل وبسيط ويدخل القلب
بارك الله بك ملوك وبنتاجك الغزير وقلمك الكريم
دمت وأرجو أن تقرأي مايُكتب لك على الأقل وإن لم تشاركي
لك كل الشكر 💐
حنين المصرى
حنين المصرى
سلمت يداك اختي
المحامية نون
المحامية نون
بارك الله بك ملوك 🌷