زي ماوعدتكم بموضوعي اللي قبل
وهذا رابطه
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?p=51450368#post51450368
هذي معلومات عن النيم شجرة الكنز

النيــم ـ الشجرة الكنز
والله منقول لأن فيه فائدة اتمنى نعيها جميعا
المقدمة
لا يكفى أن ننعتها فحسب بشجرة الجمال الدائمة الاخضرار. بل هى أيضاً الشجرة التى تفيض بعناصر الإثارة وبوفرة الخير والعطايا فيتبارى الحاملون فى منحها الألقاب الرفيعة. منهم من وصفها " بكنز الغابة الذى لا يفنى " وآخرون أجمعوا على اعتبارها " صيدلية لقرية " كما أطلق عليها غيرهم " شجرة الألف فائدة وفائدة "، بينما انبرى البعض إلى تأكيد ما ذهب إليه كل الحالمين ، فاستحقت شجرة النيم ألقابها عن جدارة وبكل ثقة !!
غابة من الأشجار :
تستدعى كلمة " غابة " على الفور كلمة " شجرة " ، والشجرة التى نقصد هى شجرة النيم Neem ، أو المرجوزة Margosa، والتى تسمى علمياً " أزاديراختا إنديكا Azadirachta indica ، وتعنى فى اللغة الهندية " شجرة الهند المجانية ". إذ أن موطنها الأصلى يقع فى القارة الأسيوية خصوصاً فى غابات شبه القارة الهندية . والنيم شجرة مدارية (استوائية) تنتمى إلى الفصيلة " الزنزلختية ". وهى معمرة تستطيع أن تحيا عمراً ، يصل إلى مائة وثمانين عاماً ، وقد يمتد عمرها فى الغابة إلى المائتين. حين يتأملها العالم النباتى لا يسعه إلا الإعجاب بأشكالها الرائعة وخصائصها النباتية الباهرة . فهى شجرة سريعة النمو كثيفة الظل دائمة الاخضرار تنمو بكثافة، وتمثل فى الغابة مظهراً رئيسياً للخضرة، أما ارتفاعها فيصل إلى 16 متراً وأحياناً يبلغ 25 متراً، ويصل قطر مجموعها الخضرى إلى عشرة أمتار. وتمتاز الشجرة بجذع قاس صلب، بنى داكن، يتراوح قطره ما بين 75 و 150 سنتيمتراً على أن ما يعنينا هنا بالتحديد ليس جمال الشجرة الخارجى بل روائع الكيميائيات الحيوية الفعالة، التى تنطوى عليها أجزاء الشجرة وعطاياها المتجددة التى جعلت الناس يطلقون عليها " كنز الغابة الذى لا يفنى " .
الأجزاء .. فى مختبر الكيمياء :
الواقع أن أحد من الباحثين لم يكن يتصور مطلقاً أن تنطوى أجزاء الشجرة من أوراق وبذور وأزهار وقلف وعصارة وأغصان على هذه الذخيرة من الكيميائيات الحيوية التى عثر عليها الباحثون . ولكى يهتدى المحللون إلى الكيميائيات الفعالة كان يتعين عليهم أن يجروا عدداً لا حصر له من التجارب والاختبارات . فقاموا بأخذ عينات من كافة أجزاء النبات ، ثم شرعوا فى غمس الواحد منها تلو الآخر فى شتيت المذيبات ، بغية استخلاص ما تحتويه من مركبات وأعقبوا ذلك بإجراء فصل للمذيب فحصلوا من ثم على خلاصات خالية من المذيبات جرى تجفيدها (جففت بالتجميد) . وفى مختبرات متطورة لديها وسائل فحص قياسية لعدد هائل من الكيميائيات المحتملة أجريت تجارب أكثر نوعية وتحديداً على الخلاصات المجفدة ، تعرف باختبارات التقويم الحيوى biological assay (bioassay) . أظهرت الخلاصات المختبرة فعالية ذات قيمة فى كافة الاختبارات . و ها هنا كان على الباحثين أن يفصلوا الجزيئات المسؤولة عن الفعالية المشاهدة ، ويعينوا (بالتقنيات المطيافية) بنيتها الكيميائية ثم يمضوا باختبار الخصائص العلمية لكل جزئ . فماذا كانت النتيجة ؟
بإيجاز نجح الكيميائيون فى الكشف عن أربعين مركباً حيوياً فعالاً تتركز أساساً فى البذور وفى زيت البذور ، وفى القلف والأوراق . وهى مركبات من نوع " ثلاثية التربينات " Triterpenes ، وتتصف بتركيب كيميائى معقد . وأنها لتشبه كثيراً " الاستيرويدات " Steroids من وجهة نظر الكيمياء . وعرف الباحثون أن المركب النشط الرئيسى الذى يعود إليه طعم النبات المر هو " الازاديراكتين " Azadirachtin الذى يسمى بلغة الكيميائيين رباعى نور ثلاثى تيربينويد Tetranortriterpenoid ، ويتراوح تركيزه فى لب البذورما بين 4 ، 9 ملليجرامات فى الجرام .
وغير هذا المركب الرئيسى ، توجد تركيزات أقل من مركبات أخرى أمكن التعرف على بعضها وجرى توصيفها فى حين مازالت مركبات غيرها قيد التعرف والتوصيف العلمى . من بين المركبات التى عرفت على نحو مرضى نيمبين Nimbin ، ونيمبينات الصوديوم Sodium nimbinate ، ونيمبيدين Nimbidin ونيمبيدول Nimbdol وكويسيريتين Quecertin ،وجدونين Gedunin ، وسلانين Salanin ، ونيموستيرول Nimosterol ، وسوى ذلك مركبات ذات فائدة عملية وتطبيقية مدهشة جعلت الناس يطلقون على النيم " شجرة الألف فائدة وفائدة " . فماذا- إذن- عن بعض تلكم الفوائد البارزة ؟
شجرة تكافح الآفات :
حين يتأمل عالم الحشرات شجرة النيم ، لا يسعه إلا الإعجاب بمناعتها الطبيعية وصمودها الأشم فى وجه هجمات الحشرات الضارية ، وحجافل الآفات الباغية، وهذا صحيح فهى تبدو محصنة ضد الحشرات على نحو لا نظير له فى مملكة النبات .. فلا تصاب عادة بأى من أنواعها ، اللهم إلا الحشرة القشرية . وفوق ذلك، فهى تتصف بقدرة لا تبارى على طرد الحشرات An Insect repellent ، فهى إذا تنطلق روائح من زيت عطرى من أوراقها تنفر الحشرات وتطردها بعيداً حتى إنها لا تقوى على الاقتراب بل تفر مبتعدة لمسافة تصل إلى عشرين متراً .
والعجيب أن هذه الرائحة ليست منفردة للإنسان ولا تؤثر فيه سلبياً على الإطلاق ، كما أنها لا تؤذى نحل العسل ولا سواه من الحشرات النافعات ولنذكر فى هذا الصدد أن علماء الحشرات يرصدون ظاهرة فريدة فالجراد الصحراوى المهاجر الذى لا يكاد يحيط على أنواع الأشجار رائعة الاخضرار حتى يبيد خضرتها فى سويعات ، لا يكاد يقترب من أشجار النيم حتى يفر بعيداً مذعوراً منها ولا يمسها بأى سوء . لقد عرف الباحثون أن مركب " الازاديراكتين " الذى يعود إليه الطعم المر للنبات هو نفسه المركب الرئيسى الذى يبيد الحشرات . فهو يبدو مؤثراً ضد فيض منها، لا سيما الجراد والنطاطات والحشرات ذات الجناحين وغمدته الأجنحة ومستقيمة الأجنحة، وحرشفية الأجنحة ، والحشرات متشابهة الأجنحة أيضاً .
ومن السهل علينا أن نتصور مدى الدهشة التى تملكت العلماء حين أظهرت نتائج أبحاثهم العلمية وتجاربهم الحقلية سواء على نطاق الوحدات التجريبية أو المساحات الأكبر أو الزراعات المحمية إن مركب الأزاديراكتين يؤثر بقوة فى نحو مائتى نوع من الحشرات الضارية من بينها 25 نوعاً من حشرة أبى دقيق ، و 20 نوعاً من الخنافس ، و 14 نوعاً من البق ، وخمسة أنواع من الذباب ، وخمسة أنواع من الجراد والنطاطات ونوعين من النمل الأبيض وسوى من أنواع الحشرات . وعلى مدى سنوات تأكد الباحثون من حقيقة مذهلة : فمركب الأزاديراكتين ، حين يبلغ أجسام اليرقات أو الحوريات ، فإن 70% منها تموت فى غضون 3-14 يوماً . هذا لأنه يؤثر فى الاكديسون Ecdysone وهو جهاز الحشرة الهرمونى المسؤول عن انسلاخ اليرقات والحوريات لتكمل دورة حياتها وتتحول إلى حشرات كاملة . وبتعبير أفصح فإن الأزاديراكتين يسبب خللاً فى هرمونات الحشرات لا سيما هرمونات النمو Juvenile hormones ، وينتج عنه توقف عملية الانسلاخ ويؤدى إلى إيقاف النمو على نحو يفضى فى نهاية المطاف إلى موت الحشرة .
مبيدات النيم .. ومبيدات الكيمياء :
حين نوازن بين مركبات النيم الفعالة والمبيدات الكيميائية التخليقية نجد أن مركب الأزاديراكين - خلافاً للمبيدات - لا يؤثر فى الجهاز الهضمى أو العصبى للحشرات بل أنه يؤثر فى جهازها الهرمونى بصورة تجعلها عاجزة عن تكوين مناعة له فى المستقبل . والأزاديراكتين - خلافاً للمبيدات لا يعد ساماً أو ضاراً للإنسان أو للحيوانات الأليفة أو للطيور أو حتى للحشرات النافعات . فى حين يرصد العلماء فى كل عام ، ما يربو على مائتى ألف شخص يلقون حتفهم جراء الإفراط فى استخدام المبيدات التخليقية ، فضلاً عن ثلاثة ملايين حالة تسمم بالمبيدات . وإذن لم يكن غريباً أن نجد العديد من المؤتمرات الدولية تعقد فى أعوام 1980 ، 1983 ، 1986 ، 1993 ، لإبراز دور مركبات النيم الحيوية فى مكافحة الآفات وتوالى فى عقد التسعينات من القرن العشرين ، عقد المزيد من المؤتمرات والندوات للتوكيد على هذا الدور ، والتبشير بظهور جيل جديد من مبيدات النيم الحيوية فى الأسواق . ما لبث السوق الأمريكى أن احتفى بمقدم أول مبيد مستخلص من النيم ، فى صورة منتج تجارى عرف باسم " مارجوزان أو "- MARGOSAN-O . وقد أنتجته إحدى الشركات الأمريكية بالتعاون مع علماء من مختبرات " ويسكونسن " بعد أن نجحوا فى استخلاص الأزاديراكتين بواسطة الإيثانول من زيت بذور النيم .
وثمة شركة أمريكية تدعى " جريس " طرحت بالأسواق نوعين جديدين من مبيدات النيم الحيوية ، يصلح أحدهما فى مكافحة آفات الحدائق المنزلية ، ويدعى " بيونيم " BIONEEM . فى حين يكافح المبيد الثانى الذى يدعى " مارجوزين " MARGOSEN ، الحشرات الأكثر انتشاراً فى الصوبات الزراعية .
مطاردة فى التربة والماء :
إننا نستطيع أن نقول عن مركبات النيم الحيوية أكثر من ذلك فهى لا تطهر الأجواء من الهوام والحشرات الطائرة فحسب ، بل إنها تطهر مياه الرى والتربة الزراعية أيضاً من آفاتها . إذ يمكن لأربع أشجار نيم مزروعة فى الفدان-علاوة على طرد الحشرات الطائرة - إبعاد القوارض الساكنة بشقوق التربة وإبادة ديدان النيماتودا الرابضة . وإننا لنعلم أن المزارعين الهنود درجوا على خلط التربة بكمية من أوراق النيم تتراوح نسبتها ما بين5 ، 10% ، توسلاً لمكافحة مرض التعقد الجذرى الناتج عن النيماتودا والذى يصيب خضروات عديدة مثل الباميا والطماطم والباذنجان بضراوة . ويستطيع نبات النيم أيضاً ، أن يبيد بكفاءة قواقع المياه العذبة التى تأوى أطوار الطفيليات . وثمة تجارب مثيرة أجراها علماء هنود فى حقول الأرز فهم حين ألقوا فيها بعض أغصان النيم وجدوا أن يرقات البعوض أبيدت عن بكرة أبيها ، كما رصدوا انخفاضاً مذهلاً فى نسبة إصابة المزارعين بداء الملاريا . ولاحظوا كذلك أن الأغصان تكلفت بإبادة الكثير من الطفيليات النباتية ، كما دعمت من خصوبة التربة ، مما ضاعف من المحصول على نحو غير مسبوق .
لقد لفتت هذه التأثيرات الأنظار لأهمية نبات النيم كمخصب طبيعى للتربة عظيم فزراعته فى التربة الواهية ، تصلح كثيراً من خواصها ، وتعيدها إلى كامل خصوبتها ، وتقلل من ملوحتها ، وتحمى سطحها من عوامل التعرية ، وتمنع انجرافها . وثبت أن أوراق النبات وجذوره وكذا الكسب الذى يتخلف عن عصر بذوره تفيد جميعها أنواع التربة الفقيرة التى طالما خصبت بالنترات أو اليوريا . يعود ذلك إلى التأثير المباشر لمركبات النيم على بعض بكتيريا التربة المؤذية المؤكسدة للنيتروجين . وهكذا فعوضاً عن الفقدان الدائم للنيتروجين فى الهواء ، فإن نبات النيم يتكفل بتوفيره بصورة أكبر ويبقية فى التربة لأجل نمو أغزر وإنتاج نباتى أوفر .
أوراق النيم والحبوب المخزونة :
أتراك سمعت عن هؤلاء الذين يستخدمون نبات النيم فى مكافحة حشرات الحبوب والبقوليات المخزونة ؟
إن لم تكن سمعت عنهم فقد وجب أن نعلم شيئاً عن تلكم الحشرات المؤذية فلعل من أعدى أعداء الحبوب النجيلية ، الحشرات التى تتبع رتبة" حرشفية الأجنحة " Lepidoptera والتى تتبع رتبة " غمدية الأجنحة " Coleoptera. فهذه تحدث فى الحبوب المخزونة خسائر فادحة ، تبلغ نحو 15% من الإنتاج الكلى . أما أعدى أعداء بذور البقوليات المخزونة فهى الحشرات التى تتبع الفصيلة Bruchidae ، من رتبة غمدية الأجنحة . وهى تحدث بها خسائر لا تقل عما تحدثه سابقتها فى الحبوب المخزونة . وكما نعلم فإن الطريقة التقليدية المتبعة لحماية المخازن من الأذى الحشرى ، هى استخدام المبيدات الكيميائية التخليقية . وهذه ، وإن كانت فعالة وناجحة ، غير أنها تصطحب معها الكثير من التأثيرات الجانبية على صحة الإنسان والبيئة إن عاجلاً أو آجلاً . وهكذا كان لابد من البحث عن بدائل أخرى آمنة . ولكم كانت مصادفة سعيدة حين توصل الباحثون إلى بديل آمن ورخيص يتمثل – ياللعجب – فى أجزاء نبات النيم . على أننا لابد أن نعترف بفضل المزارعين الأفارقة والهنود فى هذا الميدان . فقد درجوا – منذ أمد بعيد – على خلط أوراق النيم مع الحبوب قبل تخزينها . وكثيراً ما عمدوا إلى وضع طبقة من الأوراق بسمك نحو 7 سنتيمتر، فوق الحبوب عند تخزينها . وعرف البعض طريقة رائعة لتخزين الحبوب فى حفر تحت سطح الأرض يقال لها " المطمورة " حين توسد فى قاع الحفر أفرع من شجرة النيم ، وتوضع الحبوب فوقها ثم تغطى بخليط من الرمل والأفرع الصغيرة ، لئلا تبلغ الحبوب الرطوبة أو الآفات .
التاثيرات الحيوية لبعض المركبات الفعالة فى شجرة النيم.
المركب الفعال
التأثير الحيوى
نيمبينات الصوديوم
مضاد لآلام المفاصل والالتهابات ،مثبط وقاتل للمنويات ، محفز على إدرار البول
نيمبيدين
مسكن ومخفف للآلام ، مضاد للنمو الفطرى ، مضاد للنمو البكتيرى
نيمبيدول
مضاد لأعراض الحميات ، مضاد لبكتيريا السل Mycobacterium
نيمبين
مخفف للآلام والالتهابات ، مضاد لنمو الفطريات
جدونين
معالج فعال لداء الملاريا ، مضاد للنمو الفطرى
كويسيريتين
مضاد وقاتل للطفيليات أحادية الخلية
عقاقير النيم : نموذج للعودة إلى الأصول :
خلق الله الإنسان وخلق معه الداء والدواء . فمن الأزل ، تكشفت للإنسان الطبيعة عن نباتات شافية وأعشاب ، فأقبل عليها يجد فى بذورها وأوراقها وأزهارها وجذورها وقلفها وثمارها أدوية لمختلف الأمراض والأدواء .
ومضى الإنسان رويداً رويداً خطوات فى عالم الكيمياء فتكشفت النباتات التى كان يتداوى بأعضائها مباشرة عن جواهرها الفعالة المختبئة فيها ، فأخذ فى تنقيتها وتحسين طرق استخلاصها واستغلالها فى القضاء على مسببات الأمراض . على أن التقدم الهائل فى علوم الكيمياء التخليقية وتضافر عدد من القوى الصناعية العالمية الاحتكارية أدى إلى أن تفقد النباتات معظم جاذبيتها منذ منتصف القرن العشرين - كمصادر أساسية للعقاقير فى الصناعة الدوائية . على أننا لاحظنا منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين - أن البندول بدأ فى التأرجح عائداً تجاه تجبيذ أن النباتات المستخدمة فى الطب الشعبى يمكن أن تكون مصدراً مهماً لناجح الدواء ، ولأكاسير الصحة والشفاء . فالأدوية الكيميائية التخليقية لا تفى دوماً بحاجة الإنسان ، كما أنها باهظة التكلفة وفوق ذلك فما من دواء مخلق إلا واستحضر معه تأثيرات جانبية مقلقة لا ينكرها الباحثون ويضج من وطأتها العليلون . وهكذا وجدنا العلماء يشمرون عن سواعدهم قاصدين الغابات والبرارى والصحراوات باحثين فى عجائب عالم النبات عما ينطوى عليه من قوى خارقة وبلاسم للشفاء . وإنهم بعد خبرة السنين يؤكدون اليوم على أن الخير كل الخير فى المزاوجة بين علوم الكيمياء الرصينة وخبرة المعالجين التقليديين بالنباتات . إن من شأن هذه المزاوجة أن تقدم للناس عقاقير أفضل وأنجح وأرخص مما لو اقتصر الأمر على العقاقير الكيميائية التخليقية . وفى رحلتنا مع عقاقير شجرة النيم خير برهان ودليل فالباحثون وجدوا بالفعل أن المركبات المستمدة من الشجرة لا تستصحب معها غالباً أية آثار جانبية مؤذية للإنسان . ولأجل ذلك وجدنا الكثيرين من باحثى العقاقير فى العالم الغربى يكرسون جهودهم لحماية شجرة النيم وإكثارها عبر تشجيع الاستمرار فى استعمالها بطريقة حكيمة " مستدامة " Sustainable ، أى دون استنزافها وعلى نحو يضمن بقاءها على الدوام . وفى الوقت نفسه وجدناهم يدعون إلى الإفادة بصورة أمثل من مركباتها الفعالة الدوائية باستخلاصها وجعلها على هيئة كبسولات أو بإضافتها إلى أدوية كيميائية مخلقة كمحسنات دوائية أو سوى ذلك من تقنيات .
فلاتر حيوية للهواء :
لكم ندهش حين يحدثنا باحثو العقاقير عن أشجار النيم بوصفها مصانع نموذجية لإنتاج العقاقير الشافية لأوجاع الإنسان . كما ندهش حين يحدثنا باحثو وقاية النبات عن مبيدات النيم الحيوية وقدرتها الذكية فى مكافحة الآفات الزراعية . ولكن شجرة النيم ليست هذا ولاذاك فحسب ، بل هى قبل كل شئ رئة من رئات الحياة على سطح الأرض . إن قدرة هذه الشجرة كمرشح حيوى للغازات الضارة الملوثة للهواء ، شئ خيالى حقاً . فهذا " الفلتر "
الطبيعى لدية كفاءة عالية على امتصاص ملوثات غازية عدة لا سيما أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص . و ينتج أول أكسيد الكربون عن ماكينات احتراق المركبات والتدفئة المنزلية والتدخين ويكثر بشكل خاص فى المدن المزدحمة بالمواصلات . وهو بحد ذاته خطر كبير ،
بحسبانه لا يرى ، ولا تشم له رائحة . وتتنوع مصادر أكاسيد الرصاص فى الهواء وهى التى تتسرب رويداً رويداً إلى أبدان الأحياء . وإذا فحصنا أكاسيد النيتروجين فسوف نجد أن أول أكسيد النيتروجين وثانى الأكسيد ، هما أهم الأنواع . وتتركز مصادرها فيما تقذفه بالعوادم وسائل المواصلات . ويمكن لأول أكسيد النيتروجين التحول فى وجود الضوء إلى ثانى أكسيد النيتروجين ويمكن لهذا الغاز الاتحاد مع بخار الماء الموجود بالهواء ، مكوناً حامض
النيتريك الذى يعمل على تآكل النباتات ، ويؤثر فى المزروعات . ويالها من تأثيرات مدمرة . ولكن لحسن الحظ فقد اكتشف البيئيون أن بوسع كل شجرة نيم مزروعة على أرصفة الشوارع فى المدن التى تعانى من أزمة تلوث الجو والهواء ، امتصاص تلكم الغازات جميعها ، من مسافة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة
أمتار . واكتشفوا أن حزاماً من الأشجار بعرض 30 متراً ، يستطيع خفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون ، بنسبة تصل إلى 60% ، كما يمكن لكيلو متر مربع من الأشجار أن تمتص يومياً قدراً من الغازات ، يصل إلى 120 كيلو جراماً . وينبغى ألا ننسى دور الأشجار فى تنقية الهواء من الجزيئات العالقة والغبار ، فالأشجار الكثيفة فى الغابة تستطيع خفض عدد
الجزيئات العالقة بمعدل يتراوح ما بين 100 ، 1000 مرة ، كما تحتجز كميات من الجزيئات العالقة تتراوح ما بين 40 ، 80% من كميتها الموجودة بالهواء . ولأجل أن تصنع الأشجار متراً واحداً من مادتها الخشبية الجافة ، فإنها تمتص من الهواء 1.83 طن ، من غاز ثانى أكسيد الكربون
وتطلق بدلاً منه 0.23 طن من غاز الأكسجين . وتنطوى الأشجار على إمكانيات مذهلة بالنسبة إلى تلطيف الجو وإبطاء وتيرة ارتفاع درجة الحرارة . وفى هذا السياق يكفى أن نعلم أن خطة قومية لتشجير 20% من صحارى مصر ، تكفل إعادة الاتزان الحرارى بشكل ملموس لكوكبنا الأرضى . فهذه مزايا بيئية عظيمة ولئن كان فى الطبيعة أنواع كثيرة من الأشجار تستطيع تحقيق بعضها بصورة جيدة ، فإن أشجار النيم فى مقدورها أن تحقق كافة المزايا البيئة . وبطريقة أكمل وأفضل .
النيم عابر القارات :
إذا كانت شجرة النيم (هندية) الأصل والجنسية فإنها غذت مؤخراً (عالمية) الانتشار فاتخذت بذلك صفة المواطنة العالمية فهى تستزرع اليوم فيما يزيد على 65 دولة ولا سيما فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية . ومن أبرز الدول التى تعنى بزراعتها فى مساحات شاسعة لأغراض تجارية : مالى والنيجر وكينيا ونيجيريا والمكسيك والسنغال وجنوب أفريقيا والدومينكان ونيكاراجوا والأرجنتين وبورما وسيريلانكا وباكستان والبرازيل واستراليا . وفى عالمنا العربى استزرعت مساحات كبيرة نسبياً بشجرة النيم ، فى كل من السودان واليمن ومساحات أقل فى بلدان الخليج العربى وفى المملكة العربية السعودية .
وإن الزائر للمشاعر المقدسة فى منى والمزدلفة وعرفات ، ليشاهد أشجار النيم وقد أينعت بخضرتها الدائمة فضلاً عن دورها فى تطهير الأجواء من الحشرات وإبعاد الكثير من أنواع القوارض والزواحف والهوام . ولابد أن نذكر أن رجالات الزراعة فى مصر تمكنوا منذ ما ينوف على أربعين عاماً من استجلاب بذور وشتلات النيم من السودان ، ونجحوا فى استزراعها وإكثارها فى حديقة النباتات الاستوائية بأسوان وطوال هذه السنوات تراكمت لدى باحثينا الكثير من الملاحظات والمعارف القيمة عن أوفق ظروف الاستزراع ، وأفضل طرق الإكثار والمناخ المناسب .
رحلة النيم من البذرة إلى البذرة :
تمتاز شجرة النيم بأنها يمكن أن تستزرع فى طيف واسع من أنواع التربة على أن تكون عميقة ، وألا تكون حامضية . وهى تستنبت مباشرة من بذور ناضجة طازجة ، أخذت تواً من شجرة مثمرة . هذا لأن ترك البذور أياماً بعد جمعها يقلل كثيراً من حيويتها ويؤثر فى معدل إنباتها . وقبل كل شئ لابد من إزالة الطبقة اللحمية التى تغلف البذور ثم تنقع البذور فى ماء جار نظيف ، لمدة تتراوح ما بين 3،6 أيام على أن يتم تغيير ماء النقع يومياً بعدئذ تزرع فى أكياس أو أوعية فخارية بواقع بذرتين فى كل وعاء على خطة مكونة من رمل وطمى بمعدل (1:1) .
وهى تبقى فى المشتل لمدة عام ، تروى خلاله كل خمسة أيام إلى أن يبلغ طول الشتلة نحو 30 سنتيمتراً . تنقل بعدئذ إلى الأرض المستديمة لتزرع . وهى تكون على أوفق حال حين تزرع فى الجهة القبلية أو الشرقية ، حيث تفيد الشجرة أيما فائدة من أشعة الشمس الدافئة ، كما تتوقى من الرياح الباردة العاصفة . و تبدأ فى التزهير حين تبلغ من سنوات عمرها خمساً . وهى تعطى فى الربيع زهراً بلون بنفسجى ورائحة كرائحة الشهد المصفى ، ثم تعقد ثمراً أخضر مدوراً بقدر حب الحمص ، فى عناقيد
متفرقة ، فإذا اقترب الشتاء تغير لونه وصار عاجياً ، ثم ييبس واسود لونه . وطعم الثمر الأخضر مر حمضى نوعاً ، فإذا أينع حلا اللب ما بين القشرة وبذور الثمرة . والشجرة تعطى فى العام الواحد فوق الخمسين كيلو جراماً من بذور صغيرة مرة ، ومتى تهيأ لها المجال ووجدت طريقها إلى التربة ، أعادت الكرة وتكررت الرحلة .
تشجير بلادنا بالنيم :
فى مناخ يصل فيه معدل درجة الحرارة صيفاً فى أنحاء من بلادنا إلى ما فوق الـ 40 مئوية ، ويمتد فيه هذا الفصل القائظ نحو 6 أشهر لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى مثل مدننا التى تزدحم بالناس وشوارعنا التى تعج بملايين المركبات بما تنفثه من عوادم احتراق الوقود
الاحفورى لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى مدينة كبرى مثل القاهرة التى تصنف بين أسوأ 7 مدن ملوثة فى العالم ، من حيث كثافة المرور فى الشوارع ونسبة أكاسيد النيتروجين والكربون والكبريت فى الهواء وتركيز الرصاص الذى تبلغ كميته نحو 205 ألف كيلو جرام فى العام ، لابد من اللجؤ إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وفى أرض مثل أراضينا التى تتسم بإتساع رقعة الصحراء وانعدام الغابات الطبيعية وتدنى مساحة الأرض
الزراعية لابد من اللجوء إلى زراعة المزيد من أشجار النيم . وهكذا فقضية تشجير بلادنا هى مطلب ملح وضرورى . وهى ليست مجرد صرعة بيئية رومانسية أو مجرد إضافة جمالية لكنها شئ أعمق من ذلك إذا تحسن الأشجار من نوعية حياة البشر على نحو مدهش .
هذا لأن الأشجار تبقى دوماً هى درهم الوقاية الذى يغنى عن قنطار العلاج . على أن واقع التشجير فى بلادنا يدعو إلى كثير من الرثاء فقد أحصى الخبراء نصيب الفرد من المسطحات الخضراء ، بما لا يتعدى 23 سنتيمتراً مربعاً موازنة بالمعدلات العالمية التى تصل إلى 20 متراً مربعاً للفرد فى روسيا وعشرة
أمتار مربعة فى الولايات المتحدة . والمدهش حقاً أن لدينا فى مصر مالا يقل عن 76 ألف كيلو متر خطوط طرق طولية ، وطرق داخلية ، وجسور ، وترع ومصارف يمكن أن تشجر بنحو 6 بلايين شجرة فى حين لا يتعدى ما لدينا من ثروة شجرية العشرين مليوناً .
حين نتأمل فى هذا الواقع وفى المردود الإيجابى لأشجار النيم لا يسعنا إلا أن ندعو إلى خطة شاملة للتشجير ، آنية ومتوسطة وطويلة المدى ولعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا أن هذه الخطة قد تكون أكثر أهمية من أية عملية تنموية أخرى بمردوداتها الإيجابية على الإنسان والبيئة معاً
ازرع فى بيتك كنزاً :
يتساءل سائل : هل تتطلب خطة التشجير بالنيم اقتطاع مساحات من أرضنا الزراعية ؟ ونقول كلا على الإطلاق . إذ يمكن أن نغرس الأشجار حول القرى وعلى حدود المزارع والحقول وعلى جوانب الطرق والترع والمصارف والجسور . ويمكن أن نزرع شجراً فى الأراضى التى لا ينتفع بها فى الإنتاج الزراعى ، مثل شواطئ بحيرة السد العالى ، والتلال الرملية المتاخمة لشاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وأمكن ردم البرك والأراضى البور والصحارى وأراضى البرارى . ويمكن أن نغرس أشجار النيم على أرصفة الشوارع والطرقات داخل المدن ، وفى الحدائق العامة والمتنزهات أيضاً .ويمكن حث الأفراد على زراعة شجرة نيم أو شجرتين فى حدائق منازلهم أو على مداخلها .
بل يمكن تشجيع الجميع على زراعة نبات النيم داخل الدور والمساكن فى أصيص كبير يوضع قريباً من الشرفة . وتستطيع ربة البيت الواعية ، جمع أوراق النبات فى أكياس ، كلما أجرت تقليماً للنبات ، ثم وضعها فى غرف النوم . وعندئذ فإن الزيت العطرى طارد للحشرات ، سينطلق ليلاً وينتشر فى كافة الأنحاء فيضع حداً لأزيز الحشرات الذى يحطم أعصاب النائمين ، ويحميهم من قرص الهاموش والبعوض اللعين .
والآن أختم حديثى بطرفة ؟
لقرون طويلة كان الناس فى بعض نواحى الهند يقدسون شجرة النيم وكان من الظواهر العجيبة التى أكدت على الوشائج المتينة التى ربطت بينهم والشجرة ، أن كان من الواجب على أهل كل مولود يرى النور ، زراعة شجرة منها . وكانوا يعتقدون أن صحة المولود الجديد ونصيبه فى الحياة يرتبطان باستمرار بنماء الشجرة وتجدد عطاياها فى كل حين . فهذه ولا ريب طرفة ، لكنها تنطوى على حكمة . إذ لا يسعنا بعد كل ماذكرنا إلا أن نقول عن " النيم " أنها شجرة عجيبة حقاً فهى ليست درهم الوقاية الذى يغنى عن قنطار العلاج لهموم بيئتنا فحسب بل إنها كذلك عنوان للصحة والبهجة وكنز فى حياتنا لا يفنى .
في مجال الطب:
1- علاج الأمراض الجلدية: مستخلص أوراق شجرة النيم يحتوي على مثبط للتخثر يمكن استعماله كعلاج للسعات الآفات، والحروق والأمراض الجلدية، والالتهابات، كما يمنع زيت النيم تكاثر الفطريات على جلد الإنسان والحيوان.
2- رفع كفاءة الجهاز المناعي: يدخل زيت النيم في صناعة العقاقير القوية التي تساعد الجسم على مكافحة الأمراض قبل أن ينشط الجهاز المناعي، وخلافًا للمضادات الحيوية الكيميائية فإن النيم لا يقتل البكتيريا والأحياء الدقيقة التي يحتاج إليها الجسم من أجل الحفاظ على صحة مثلى.
3- إبطاء نمو فيروس الإيدز: وفقًا لإفادة عالم من المعهد القومي للمناعة بالهند بأن زيت النيم قد أبطأ نمو فيروس الأيدز في أنابيب الاختبار.
4- مكافحة الملاريا: يُستخدم منقوع أوراق شجرة النيم بعد تخفيف حرارتها بإضافة السكر إلى هذا المحلول لمكافحة مرض الملاريا.
5- علاج تسوس الأسنان: يستخدم معظم السكان بالهند أغصان أشجار النيم كسواك لتنظيف أسنانهم، حيث يعمل كمطهر لقتل البكتريا وأمراض اللثة والأسنان والآن يوجد في الأسواق معجون أسنان مستخلص من قلب شجرة النيم بل يدعم هذا الإقبال والاستخدام الشعبي لغصون النيم كمسواك.
مستحضرات التجميل والصابون:
بدأت الشركات الطبية في استخدام النيم (الأوراق والزيوت) لصناعة مستحضرات ومستحلبات تجارية وصابون، تم السماح بتسجيل معظمها، وتم استخدامها في مجالات متعددة، وأعطت نتائج ممتازة، وللأسف فإن معظم هذه المستحضرات يتم استيرادها من الخارج وبالتالي تكون مرتفعة الثمن.
تسميد التربة:
تستعمل المواد الصلبة المتبقية من بذرة النيم بعد الحصول على الزيت كسماد عضوي يحتوي على 5،7% نتروجين، 8،1-% فوسفور، 5% يوتاســــيوم، كمــا يمكن اســـتخدام النـــيم كمادة تغلف أو تغطي ســــماد اليوريا ليصبح تحرير النتروجين بطيئًا Slow Relacaseogent وذلك لتأثير النيم على البكتيريا التي تقوم بعملية تحويل النيتروجين إلى نترات وأمونيا يستفيد منها النبات.
كذلك تزرع أشجار النيم بالأراضي المنخفضة الخصوبة بـهــدف تحســــين الـ PH.
كما أنها تفيد في زيادة خصوبة التربة وتساعد على امتصاص ما بها من ملوحة.
كذلك يمكن استخدام أوراق النيم كسماد أخضر، كما أن الأوراق الجافة والمتحللة بالتربة تفيد في قتل الكائنات الضارة بها.
في مجالات التظليل ومصدات الرياح:
يمكن زراعة أشجار النيم بنجاح في الحدائق المنزلية والساحات، كما في عرفات لأغراض التظليل، وكشكل جمالي، وعلى جوانب الطرق وفي المنتزهات العامة. كما يمكن استعمالها في أنظمة التشجير المختلفة بالزراعة، وكمصدات قوية للرياح والأتربة.
مصدر جيد لإنتاج الأخشاب:
إن أفضل أنواع الأخشاب هي التي يحصل عليها من أشجار النيم، وذلك لمتانتها ولمقاومتها للآفات، خاصة حشرة النمل الأبيض، كذلك نموها سريع وعائدها الاقتصادي مجدٍ مقارنة بالأشجار الأخرى.
في مجال الطب البيطري:
وجد أن المستخلص المائي الذي يحتوي على 10% من الأوراق الغضة له القدرة على تكوين تفاعلات ضد الفيروسات التي تسبب أمراض المواشي الفيروسية كالجدري والنيوكاسل.
مكافحة الآفات الزراعية:
1- قصة اكتشاف المبيد الحشري من شجرة النيم:
في منتصف القرن الماضي وتحديدًا عام 1959م فإن أحد المختصين الألمان عاش كارثة غزو أسراب الجراد في السودان، ولاحظ أن شجرة النيم كانت الشيء الأخضر الوحيد الذي بقي قائمًا بالرغم من أن أسراب الجراد حطت على هذه الشجرة إلا أنها غادرتها من دون أن تتغذى عليها، فبدأت الأبحاث في دراسة هذه الأسباب والتي قادت إلى استخلاص مبيدات حشرية آمنة من بذور النيم، وكذلك إعداد مسحوق من أوراق وأغصان وثمار شجرة النيم للغرض نفسه.
2- مجموعة الآفات الزراعية التي تكافحها مبيدات النيم:
نظرًا لاحتواء مبيد النيم على مادة الأزادركتين، وغيرها من المواد الفعالة فلها فعالية خاصة ضــد الذباب الأبيض -والتربس- وحفارات الأنفاق- والخنافس- والمن- وديدان الذرة- وآفات الحبوب المخزونة- والحاروسات حلم الغبار. فقد اتضح أن مبيد النيم فعال ضد أكثر من 200 نوع من الحشرات.
في مجال مكافحة الحشرات ومرض الملاريا:
من التجارب الناجحة في مكافحة البعوض بواسطة مبيد النيم، التجربة التي قام بها عدد من الباحثين في حقول الأرز بالهند، حيث قاموا بقطع بعض أغصان النيم وإلقائها في المستنقعات التي يزرع بها الأرز، وكانت النتائج مدهشة، فقد أدى ذلك إلى إبادة يرقات البعوض. وخفض نسبة الإبادة بمرض الملاريا. وما يكسب مبيد النيم ميزة نسبية.. هو خاصيته الجهازية وبالملامسة نظرًا لتعدد المواد الفعالة فيه، فبهذه الميزة يقضي على أكثر من آفة في آن واحد، وفي جميع أطوار حياتها ولا تكتسب مناعة ضده، وسميته تكاد تكون معدومة على الثدييات، كما أنه سريع التحلل.
منقول من المجلة العربية
شجر النيم يعيش في المناطق الحارة والرطبه ويصل ارتفاع بعض الاشجار الى6 امتار وهو موجود بكثرة في شوارع مدينه جده ومكه المكرمه خصوصا( منطقة عرفات) حيث قام رجل الاعمال عبد الرحمن فقيه بزرع الاف منها في مشعر عرفات ليستظل بها الحجاج ... ازهاره لها رائحه عطريه جذابه ويقال انه يطرد الناموس عيبها الوحيد تكسير الارصفه والحوائط القريبه منها لذا ينصح بزرعها بعيدا عن الجدران !!