الهداية..والضلال

فرق كبير بين الهداية والضلال فالاول ينتهي الي الجنة والثاني هوسبيل أصحاب النار وطريق الذاهبين الي سقر. ولايكون ضلال في كون الله إلابعد هداية لان الله سبحانه وتعالي هدي الناس جميعاً الي طريقي الخير والشر. وهو ما يسميه العلماء "هداية دلالة" وكل الناس مشتركون فيها فمنهم من يتجه الي الخير ويلتزمه ومنهم من ينصرف عنه يقول تعالي : "سبح اسم ربك الاعلي الذي خلق فسوي والذي قدر فهدي" أي أنه هدي كل كائن في الارض أو السماء الي مايصلح له حياته ومعيشته وعلاقته بباقي مكونات كونه فهدي الكائنات الحية الي طعامها وشرابها ووسائل حماية نفسها وتحقيق بقائها بالتناسل واقامة العلاقات فيما بينها بلغة تعرفها أفرادها تتعاون بها وتقيم مجتمعاتها ونظمها وقوانينها.
وهداية الدلالة يشترك فيها كل الكائنات مع ماجبلت عليه من الطاعة والايمان والتسبيح لله سبحانه وتعالي ولم يختلف عن كل الكائنات سوي الانسان الذي منحه الله سبحانه وتعالي حق الاختيار بعد أن هداه الي كل الاشياء والي طريق الله وطريق الشيطان. والي باب السلامة. وباب العنت والندامة.
لذلك فإن عدالة الله تتحقق في المؤمن. وفي الكافر لأنه لو لم يمنح هداية الدلالة للجميع لاحتج الكافر لأنه لم يعرف الخير من الشر بل ان الله ارسل الرسل ليذكروا الناس بهذه الهداية يقول تعالي"وهديناه النجدين" والضلال هو اختيار ارادة الانسان بكامل حريته اذا أوغل الانسان فيه انسجم معه وانساقت جوارحه فيه فلا يستطيع الانسان أن يحيا الا ضالاً ويصبح النور بالنسبة له من الأمور التي تؤذيه ويصبح الحق من غرائب الطبيعة لانه لا ألفه بينه وبينه وليس هناك تعود عليه. لذلك نجد قوله سبحانه وتعالي في وصفة للأخسرين اعمالاً : "قل هل انبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ذلك لانهم انسجموا مع الضلال فرأوه افضل الطرق وخير المسالك وماعداه ضلال".

منقول :27: