الهدي النبوي في السواك والطيب

ملتقى الإيمان



اتمنى ان تكونوا في اتم صحة وعافية
تحية طيبة واشواق قلبية

الهدي النبوي في السواك والطيب

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ما أروع الحديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومهما كتبنا عن الهدي النبوي فلن نوفي للنبي صلى الله عليه وسلم حقه ولن نستطيع وصفه ولن نبلغ قدره ولن نحيط بسيرته.. فهو رسول رب العالمين المبعوث رحمة للعالمين وهو الصادق الأمين وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو خير الخلق أجمعين.. وهو حبيبنا وقدوتنا وأسوتنا وفي السطور القادمة سنتحدث ان شاء الله عن هديه صلى الله عليه وسلم في السواك والطيب..
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحناء والتعطر والسواك والنكاح من سنن المرسلين» رواه الترمذي وحسنه والإمام أحمد.
ونسأل الله ان يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم وأن يرزقنا شفاعة طه الأمين وأن يجمعنا بنبينا في جنات النعيم.

أولاً: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السواك!


السواك في اللغة مأخوذ من ساك الشيء سوكاً بمعنى دلكه, والسِّواك ما يُدْلَكُ به الفم من العيدان, والسِّواكُ كالمِسْواك, والجمع سُوُكٌ. وفي الشرع: استعمال عود أو نحوه في الأسنان لتذهب الصفرة وغيرها عنها.
وهو سنة مؤكدة عن النبي فعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب عليّ" , ولذلك كان يكثر النبي من الحث عليه, فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثرت عليكم في السواك", والسواك من سنن الفطرة, والفطرة هي ما جبل عليه الإنسان في أصل خلقته, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء", قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
والسواك يرضي الرب سبحانه وتعالى ويطهر الفم, فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب", وهو من سنن الوضوء, قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء", ويستحب عند القيام للصلاة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة", وهو من الوظائف المستحبة في يوم الجمعة, فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم, وسواك, ويمس من الطيب ما قدر عليه".
ويتأكد أيضاً عند الاستيقاظ من النوم, وفي القيام لصلاة الليل, فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عنده, فإذا استيقظ بدأ بالسواك". وعن حذيفة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد, فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ , ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة, ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح. ولذلك كان أهله يحرصون على وضع السواك قريباً من الماء الذي يتوضأ به, فعن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع له وضوءه وسواكه فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك", يقول النووي: «فيه استحباب السواك عند القيام من النوم».
ويستحب عند قراءة القرآن الكريم, فعن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن", وعن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فتسمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها, حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن".
وكان أول ما يبدأ به النبي عند دخوله إلى البيت هو السواك, فعن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك", وفي هذا الحديث يقول النووي: «فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به وتكراره والله أعلم».
وكان آخر ما ختم به النبي حياته هو السواك, عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به, فأبدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره, فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فاستن به, فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه, فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: "في الرفيق الأعلى" ثلاثا ثم قضى, وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي".
يقول النووي: «والمستحب أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبس يجرح, ولا رطب لا يزيل, ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه».
ويستحب غسل السواك بعد استخدامه, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه".
ووردت أحاديث أخرى تدل على تسويك اللسان, فعن أبي بردة عن أبيه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده يقول أع أع والسواك في فيه كأنه يتهوع", وعن أبي موسى قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه", يقول ابن حجر: «جعل السواك على طرف لسانه كما عند مسلم والمراد طرفه الداخل كما عند أحمد يستن إلى فوق, ولهذا قال هنا كأنه يتهوع, والتهوع التقيؤ, أي له صوت كصوت المتقيء على سبيل المبالغة, ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولاً, أما الأسنان فالأحب فيها أن تكون عرضاً, وفيه حديث مرسل عند أبي داود وله شاهد موصول عند العقيلي في الضعفاء, وفيه تأكيد السواك وأنه لا يختص بالأسنان», ومن هنا ظهر معنى قوله على طرف لسانه أنه الطرف الداخلي؛ لأن هذا الجزء إن
وضعت عليه شيئاً دفعك إلى الميل للتقيؤ, وهذا ما حدث مع رسول الله في قوله: "أع أع".

ثانياً: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطيب!

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وفي رواية: «حبب إلي من دنياكم …الخ» رواه النسائي وأحمد في مسنده وهو حديث صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ‘ أطيب الطيب المسك ‘ .
وفي الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها : كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطيب لم يرده» رواه النسائي، وفي رواية البخاري: «كان أنس لا يرد الطيب وزعم أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من عرض عليه طيب، وفي رواية، ريحان، فلا يرده فإنه طيب الريح خفيف المحمل» رواه مسلم. وعن محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية قال: سألت عائشة رضي الله عنها: « أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتطيب؟ قالت نعم، بذكارة الطيب: المسك والعنبر» أخرجه النسائي وضعفه الأرناؤوط. وقال الأزهري: أنهم كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأساً. قال : والمراد بالمؤنث طيب النساء مثل الخلوق والزعفران، وأما ذكورته فما لا لون له من المسك والعود والبخور والعنبر، والذكورة والذكارة بمعنى واحد وهي جمع ذكر. وعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان ابن عمر يستجمر بالألوّة غير مطراة والكافور يطرحه مع الألوة ويقول: « هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم » رواه مسلم.
والاستجمار التبخر وهو استفعال من المجمرة وهي التي توضع فيها النار، والألوة العود الذي يتبخر به، والمطرّى: المطيب. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب بها» أخرجه أبو داود وإسناده حسن. وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحناء والتعطر والسواك والنكاح من سنن المرسلين» رواه الترمذي وحسنه والإمام أحمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» أخرجه الترمذي والنسائي وهو حديث صحيح. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل عين زانية، وإن المرأة إذا استعطرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية» رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل وفي رواية: «نهى عن التزعفر ( يعني للرجال) رواه البخاري ومسلم. ومعنى كراهية التزعفر للرجل أن يتطيب به. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال : قدمت إلى أهلي من سفر وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد. وقال: اذهب فاغسل هذا عنك. فذهبت فغسلته حتى أنقيته فجئت فسلمت عليه فرَدَّ علي ورحب بي وقال: «إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بالزعفران ولا لجنب» رواه أبو داود وفي سنده لين، لكن لهذا الحديث شواهد يتقوى بها (الأرناؤوط).
وخلاصة القول نفهم من الأحاديث الكثيرة التي أوردناها أنّ التطيب سنة النبي صلى الله عليه وسلم طبقها لنفسه ودعا إليها. وهذا مظهر حضاري متميز في الدعوة الإسلامية * ونختم الحديث بما ذكره ابن قيم الجوزية عن فوائد الطيب: «الطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى، والقوى تتضاعف وتزيد بالطيب كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة، وحدوث الأمور المحبوبة».

===========






المسك

=========================
انتهى
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

=================

3
648

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام الدب1
ام الدب1
جزاك الله خير ياقلبي
التاجرة أم عبودي
جزاك الله الجنه
محبوبة رنودة
محبوبة رنودة
جزاك الله الجنه
جزاك الله الجنه
بارك الله فيكم نورتو الصفحة بمروركم وردكم