الهروب من الوافع‎

الملتقى العام







الهروب من الواقع؟!

الهروب من الواقع.... كلمة باتت رائجة في أيامنا هذه... فقد
اعتبرها البعض وسيلة للدفاع عن النفس... فيما اعتبرها آخرون خيانة عظمى... إهمالوتقصير... تخلي عن الذات... تخلي عن فعل الواجبات وتحمّل المسؤوليات....
إلا أنها واقعياً... ليست إلا هروباً من المشاكل والهموم... سعياً إلى وجود عالم أكثر أماناًوهدوءاً وطمأنينة...
عالم لا تشوبه شائبة....
لا يحظره أوهام الناس...
لا تتعدّاه ولا تصل إليه أفكار وتطلعات الحالمين من البشر...
لا تكثر فيه الانتقادات والتعليقات....
عالم بناه هذا الإنسان من وحي وضعه الذي يعيشه _ أو يحلم بوجوده_
عالم بدأ يتخيّل وجوده , وينسج تخيّلاته على أوراق الزمن... ولكنه بات حلماً لا أكثر.. لا يخلو من نسمات الأمل.. ذلك الأمل بالتحقق, وهو ليس بالمستحيل!
ولكنه يستوجب وجود إرادة لحبّ التغيير, وعزيمة قوية, ومجهود مضاعف, وتطبيق أكثر من مجرد التفكير...

الواقع ! كلمة تحمل في طيّاتها أفكار وتوجّهات عديدة.... كلمة تنبع منها أسرارالشخصية الانسانية...
كلمة تعبّر عن نفسيّة كل إنسان.... هو أشبه بالمرآة التي تعكس الواقع الذي يعيشه كل فرد منا...
فمتى كان هذا الواقع أليماً... كانت الشخصية خجولة.. لها جوانب مظلمة... وأسرار مخفية.. تطمح إلى الاستقلالية...
إلا أنها لا تستطيع أن تخفي ملامح الحزن عن الوجه, أو في التصرفات والسلوكيّات...
وغالباً ما تخفي طيبة قلب تكسر الحجر, ولمسة حنان تدفىء السّهر!
أما إذا كان الواقع رضيّاً, فيعكس بدوره شخصية صادقة, صريحة, مندفعة, مبادرة ومساعدة, ...
أنّى وجدت مرآةً لها تعكس صفاتها... بادرت هي أيضاً إلى سرد واقع شموخها, وعزتها وكرامتها...
شخصية تتعلم من أخطاءها.... تتلقى ضربات في الصميم.. ولكنها تبقى صامدة... لا تهان!
لا بل تستمدّ قوتها من قصص ماضيها ومجد حاضرها..
تتلقى.. لا بل تستقبل آراء الآخرين برحابة صدر, خاصةً إذا ما توجّهوا إليها بعين الناصح الأمين..
في الخلاصة... هي نفسية طيّبة وخيّرة !
كيف نهرب من الواقع؟
كلّ منا عنده أساليبه الخاصة بالتعبير ( والهروب هو إحدى أساليب التعبير)..
وليس منّا من يقاوم الواقع, ويستطيع أن يمشي دوماً معاكساً للتيار... ولكن هذا لا يعني الانكسار, بل قد يعني ضعفاً في الشخصية... ومن منّا لا يضعف!
فالطالب مثلاً يهرب من واقعه بالنوم, وترك واجباته ودروسه... ومجرد التفكير بتراكم هذه الأعمال والواجبات وكثرة الانشغال يدفع الفرد للمحاولة مرة أخرى الهروب من هذا الواقع الجديد... الذي نشأ نتيجة هروبه من الأول..
وقد قيل:" لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد, فإن للغد عمل آخر".

مظاهر / أساليب/ ونتائج الهروب:
- النوم (أسلوب).
- الاحساس بالكآبة واليأس والاحباط (مظهر).
- ترك كل ما يتعلق بالمشكلة (أسلوب/مظهر).
- السقوط (نتيجة) _ وليس الفشل _.

كيف نواجه الهرب؟
- تجديد النفسية والرغبة في التغيير... قال تعالى:" لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
- معرفة المشكلة هو نصف الحل.
- أما النصف الآخر فهو المعالجة ومحاولة استئصالها من جذورها.
- تلافي الوقوع فيها مرة أخرى ( من يقع مرة أخرى هو إنسان قليل الخبرة).
- حسن اختيار الإنسان الصادق , المصدوق, الناصح, الذي نحسّ بجانبه بالراحة النفسية, ونرغب دوماً بالتواجد والحديث معه.... الذي يراعي الظروف, ويحسب ألف حساب...

أخي الكريم / أختي الكريمة:
كل منا يعيش هذا الواقع, ولا يستطيع أن يهرب منه....
لذلك.. ليعمل جاهداً أن يتخلص منه بأقل خسائر ممكنة, وسينضم هذا الصمود إلى لائحة خبراته.... وقد يكون تجربة يتعلم ويستفيد منها الآخرون...
3
602

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
استغفرالله استغفرالله استغفرالله
ليوني نوووور عيوني
الله يجزاك خير
المفتقة الملكية
سبحان الله وبحمده