بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات
حبيت احط لكم هالموضوع لعل الله ينفع به ..
راجية من الله تعالى القبول ...
كتب: جمال المهنا
قال تعالى في محكم التنزيل (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
هذه الآداب الشرعية الواردة في الآية الكريمة من جملة التشريعات الربانية لحفظ احدى ضرورات الناس العظام ألا وهي العرض، وقد جاء القرآن بالمحافظة عليه بأقوم الطرق واعدلها، فنهى المسلم عن ان يتكلم في اخيه بما يؤذيه.
قال تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) اي لا يسخرون ولا يستهزؤون بهم والعرب تقول: سخر منه، يسخر اذا استهزأ به واستخف.
وقد نهى الله تبارك وتعالى في هذه الاية الكريمة من السخرية من الناس، مبينا ان المسخور منه قد يكون خيرا من الساخر.
ومن اقبح القبيح استخفاف الدنيء الارذل بالاكرم الافضل، واستهزاؤه به.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من النهي عن السخرية جاء ذم فاعله وعقوبته عند الله في مواضع اخر من كتاب الله، كقوله تعالى: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم).
وقد بيّن الله تعالى ان الكفار المترفين في الدنيا كانوا يسخرون من ضعاف المؤمنين في دار الدنيا، وان اولئك يسخرون من الكفار يوم القيامة، كما قال تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) وقال تعالى: (إن الذين اجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون واذا مرّوا بهم يتغامزون) إلى ان قال: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون).
فلا ينبغي لمن رأى غيره في حالة رثة ان يسخر منه لهذه الآيات الكريمة.
قوله تعالى: (ولا تلمزوا أنفسكم) اي لا يلمز احدكم اخاه اي لا يعيره ويلقبه بلقب يكره ان يقال فيه او يدعى به وهذا هو التنابز.
واما الالقاب غير المذمومة فلا تدخل فيه.
وقد اوعد الله تعالى الذين يلمزون الناس في قوله: (ويل لكل همزة لمزة) والهمزة كثير الهمز واللمزة كثير اللمز.
قال بعض العلماء: الهمز يكون بالفعل كالغمز بالعين احتقارا وازدراء واللمز باللسان.
قوله: (بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) اي: بئسما تبدلتم عن الايمان والعمل بشرائعه، وما يقتضيه بالاعراض عن اوامره ونواهيه باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالالقاب.
(ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) وهذا هو الواجب على العبد، ان يتوب الى الله تعالى، ويخرج من حق اخيه المسلم باستحلاله والاستغفار والمدح مقابلة على ذمه.
كتبه جمال المهنا
fatoommh @fatoommh
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة