ظبية مكة

ظبية مكة @thby_mk

كبيرة محررات

الوجه الاخر القبيح للصين الايغور :حتى لا ننساهم .. اخواننا المنسيون

الملتقى العام

بعض صور الاحداث الحالية ..























































































يتبع
230
19K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ظبية مكة
ظبية مكة
الايغور :حتى لا ننساهم .. اخواننا المنسيون ..
<b>كلما دارة عقارب الزمن و تقدمت بنا السنون . تزداد معها هموم هذه الامه . و يزيد اضطهاد اقليتها دونما حركة من احد . الا خجلاً من قانون الفاشل و المشروع السياسي الغربي المسلط علينا فقط .
اخواننا المسلمين في الصين عامة و في إقليم سنغيانغ .. و للعلم فأنه كان لهم دولتهم الخاصة بهم و على مدى اكثر من عشرة قرون . و هي تركمستان الشرقية . و قد قامت الصين بغزوها و احتلالها و تشريد اهلها . و قد بلغ عدد سكان هذا الاقليم المسلم 8 ملايين في 2003 .. و يتكون اعظمهم من مسلمين سنة و بعضهم اسماعيلية شيعية . وهم القله . و تنحدر لغتهم من التركية و يكتبونها بحروف عربية

و حتى لا ننساهم كان لزاما علينا . ان نتذكرهم و لو بكلمه حق . او موقف مضاد لتلك الدولة الشيوعية المغتصبه المحاربه لديننا و اهلنا في هذا الاقليم المسلم ..

ستكون هذه السلسله للتعريف بهذا الشعب العريق المسلم .. و سأقوم بالبحث في الانترنت و كلما يقع تحت يدي لاضعه هنا ..
رد: الايغور :حتى لا ننساهم .. اخواننا المنسيون ..
لإيغور.. مسلمون في الصين

الإيغور اعتنقوا الإسلام منذ القرن العاشر الميلادي (الفرنسية-أرشيف)
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم سنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.

أصل الإيغور: قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا* وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.

ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.

اللغة والثقافة: اللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.

وقد أثرى الإيغور التراث الثقافي الصيني بعدد من المؤلفات والكتب والموسيقى والفنون لعل من أبرزها الألعاب البهلوانية التي برع فيها الصينيون.

الدين: كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام ويتوزعون اليوم على أغلبية سنية حنفية وأقلية شيعية إسماعيلية.

العلاقة مع الصين: اتخذت العلاقة بين الإيغور والصينيين طابع الكر والفر* حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1950 بالصين الشيوعية.

وعلى مدى هذه المدة قام الإيغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة على غرار ثورات 1933 و1944 لكنها سرعان ما تنهار أمام الصينيين الذين أخضعوا الإقليم في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الإيغور السكان الأصليين.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كثف النظام الصيني من حملة مطاردته للاستقلاليين الإيغور وتمكن من جلب بعض الناشطين الإيغور خصوصا من باكستان وكزاخستان وقيرغزستان في إطار ما يسمى "الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب".

ورغم المطاردة الصينية ظلت بعض التنظيمات السرية تنشط داخل البلاد منها بالخصوص الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية التي تتهمها بكين بتنفيذ سلسلة انفجارات في إقليم سنغيانغ وشباب تركستان الشرقية.

و في 19 سبتمبر/أيلول 2004 قام الإيغور بتأسيس حكومة في المنفى لتركستان الشرقية يرأسها أنور يوسف كما تمت صياغة دستور.

منقول يتبع
ظبية مكة
ظبية مكة
امراءة ايغورية تبكي ..


{ صمت و تحامل و تجاهل } ..




ثير أحداث العنف التي شهدتها مقاطعة شنغيانغ الصينية بين الإيغور المسلمين وقومية الهان عدة تساؤلات لا تبدأ بسبب اندلاعها ولا تنتهي بكيفية تعامل السلطات الحكومية مع تداعياتها* بل تتجاوزها لتشمل الطعن في مواقف المجتمع الدولي إزاءها وتحامل الإعلام الغربي في تناولها، مما يقدح في مصداقيته ومهنيته.

فقد اكتفت معظم الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم بسرد تفاصيل الأحداث التي وقعت في مدينة أورومشي عاصمة مقاطعة شنغيانغ، وتعمّد بعضها إبراز الرواية من منظور شهود عيان ينتمون إلى قومية الهان.

فها هو بيتر فوستر مراسل صحيفة ديلي تلغراف في أورومشي* يفرد الجزء الأكبر من تقريره حول ما جرى لروايات على لسان أفراد من عرقية الهان التي تعد القومية الأكبر في الصين.

ولإظهار قدر من التوازن* يخصص المراسل الجزء الأخير من تقريره لوصف ما جرى من منظور الإيغوريين الذين يمثلون غالبية سكان المقاطعة مسرح الأحداث.

مشهد درامي
"
كان الحديث في بادئ الأمر يدور حول الدفاع عن النفس* ثم ما لبث أن تحوّل إلى أخذ الثأر (من الإيغوريين)
"
ذي غارديان

وحاولت صحيفة ذي غارديان إعطاء صورة درامية أشبه بالسيناريو عن اللحظات التي سبقت اندلاع المواجهات بين العرقيتين.

وبدا المشهد الذي رسمته مراسلة الصحيفة تانيا برانيغان من أورومشي بقلمها وكأنه مقدمة لفيلم سينمائي يظهر فيه أفراد من الهان وهم يتجمعون في ظهيرة يوم حار وجاف قبل أن يتوجهوا صوب ميدان الشعب بالمدينة.

كان بعضهم يرتدي قمصانا وربطات عنق أنيقة* وآخرون ملابس رياضية أو سراويل جينز. الكل مدجج بقضبان حديدية وسكاكين وهراوات وجنازير معدنية وسواطير.

ورويدا رويدا تتزايد أعدادهم* وفي غضون نصف الساعة كان هناك المئات ثم الآلاف من قومية الهان يجوبون شوارع عاصمة مقاطعتهم.

ثم تصل المراسلة إلى نقطة مفصلية في تقريرها حيث تقول: "كان الحديث في بادئ الأمر يدور حول الدفاع عن النفس* ثم ما لبث أن تحوّل إلى أخذ الثأر (من الإيغوريين)".

أصل الحكاية

مواطن من الهان يحمل هراوة في شوارع أورومشي (الفرنسية)

وآثرت صحيفة ذي تايمز أن تسلط الضوء في تقريرها على الشرارة الأولى التي أشعلت كل ذلك الحريق.

فقد راجت إشاعة الشهر الماضي في أحد مصانع لعب الأطفال في مدينة شاوغوان الجنوبية بأن العمال الإيغوريين اغتصبوا فتاتين من الهان تعملان بالمصنع* فكان أن هجم العمال الهان على زملائهم الإيغوريين فقتلوا اثنين منهم وجرحوا العشرات.

وبعد أيام* أعلن المسؤولين هناك أن "الاغتصاب" لم يكن سوى إشاعة أطلقها موظف سابق ناقم من إدارة المصنع* وهو الآن في قبضة الشرطة.

ولعل من الصحف القلائل التي تناولت الموضوع من زاوية أخرى كانت ذي إندبندنت التي نشرت مقالا لمحام أميركي من أصل إيغوري يدعى نوري توركل.

فقد انتقد نوري بشدة القادة الغربيين لموقفهم من أزمة الإيغوريين* قائلا "في إيران حيث يتعرض أمنها القومي إلى الخطر* سارع الزعماء الغربيون إلى إدانة تصرفات النظام القمعي* لكن عندما تعلّق الأمر بالصين فإن اعتبارات المصلحة القومية تجاوزت حقوق الإنسان كقيمة".

وأضاف "كنا نتوقع أن يبدي رجال الدولة رأيهم جهارا* إلا أنهم خذلونا. وفي غضون ذلك* أخذت وسائل الإعلام العالمية* التي ترتاب في الرواية الصينية حول أي قضية من التبت إلى تايوان* ادعاءات الحكومة بظاهرها".


يتبع
ظبية مكة
ظبية مكة
لا شيء إيجابي في أحداث الصين الأخيرة، سوى أنها ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين في أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم.

1

"
كان المسلمون في شنغيانغ يشكون من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق الهان عليهم
"
لم أفاجأ كثيرا بانفجار غضب المسلمين في شنغيانغ، ذلك أنني أحد الذين عرفوا معاناة الإيغوريين منذ أن زرت بلادهم قبل ربع قرن، ووقفت على آثار الذل والقهر والفقر في حياتهم. وقتذاك نشرت عنهم عدة استطلاعات في مجلة العربي طورتها في وقت لاحق وصدرت ضمن سلسلة عالم المعرفة بالكويت في كتاب عنوانه الإسلام في الصين.

كانت تلك الزيارة بداية علاقة لم تنقطع مع الإيغوريين، سواء في باكستان المجاورة، أو في تركيا التي لا يزالون يعتبرون أن ثمة نسبا يربطهم بها، رغم أن بلادهم صارت شنغيانغ (المقاطعة الجديدة) بعد شطب الاسم الأصلي وحظره، بحيث لم يعد أحد يجرؤ على أن يذكر اسم تركستان الشرقية الذي كان معترفا به قبل أن تبتلعها الصين في أواخر القرن التاسع عشر.

هذه العلاقة وفرت لي بشكل شبه منتظم كما من المعلومات، اعتمدت عليها في كتابة مقالات عدة، نشرت في العقدين الأخيرين في الصحف العربية، خصوصا مجلة المجلة التي كانت تصدر من لندن.

وكان رجاء الإيغوريين المقيمين في باكستان بالذات، أن لا أشير إلى أسمائهم، لأن ذلك يعرضهم للخطر حين يذهبون إلى بلادهم بين الحين والآخر، وهو ما قدرته واستوعبته، بعد درس قاسٍ وبليغ تلقيته من تجربة مماثلة مررت بها في وقت سابق، حين زرت الاتحاد السوفياتي وكتبت عن أوضاع المسلمين هناك، وكان أحد مصادري شاب من النشطاء لم أذكر اسمه، ولكن أحد رفاقه وشى به.

وعلمت فيما بعد أنه حوكم وأعدم. وهى الواقعة التي ما زالت تشعرني بالحزن حتى الآن. حيث لم أعرف بالضبط ما إذا كانت لقاءاته معي هي تهمته الوحيدة، أم أن هناك اتهامات أخرى نسبت إليه.

أول إشارة فتحت عيناي على حقيقة معاناة المسلمين الإيغور وقعت في اليوم الأول من وصولي إلى عاصمتهم أورومشى، إذ سألت عن فرق التوقيت لكي أضبط ساعتي، وفوجئت بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان لا الصين. وهو ما أثار فضولي، لأنني طوال الوقت ظللت أتحرى إجابة السؤال، لماذا يعتبر الإيغوريون أنهم جزء من العالم الذي تمثله باكستان، وليسوا جزءا من البلد الذي يعيشون في رحابه منذ نحو 150 عاما؟

2

كنت قد حملت معي من الكويت حقيبة ملأتها بالمصاحف متوسطة الحجم، بعدما أدركت من زيارة سابقة للاتحاد السوفياتي وقتذاك أن المصحف هو أثمن هدية يمكن أن يقدمها القادم من العالم العربي أو الإسلامي إلى من يصادفه من أبناء البلاد الشيوعية.

لاحظت في شنغيانغ أن المساجد التي زرتها لم تكن بها مصاحف. وكل ما شاهدته هناك كان بعض الأواني الخزفية التي كتبت عليها بحروف عربية عبارات مثل "لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله" و"الله أكبر".

ولا أنسى منظر أحد الأئمة حين قدمت إليه نسخة من المصحف، فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إلي أن أعطيه مصحفا لكي يقدمه مهرا لمحبوبته التي ينوى الزواج منها.

التواصل مع الناس كان مستحيلا، ليس فقط بسبب اللغة، ولكن أيضا لأن الصينيين ممنوعون من الحديث للأجانب. والحصول على المعلومات كان صعبا للغاية. ولم ينقذني من المشكلة سوى اثنين من الإيغور. أحدهما عمل في السعودية والثاني كان أبوه قد درس في الأزهر، ويعرف بعض الكلمات العربية المكسرة.

ذهبت إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير بأورومشى، ولاحظت أن أغلب المصلين يرتدون الثياب البيضاء وأغطية الرؤوس من ذات اللون، لكن الواحد منهم يؤدي الحركات من ركوع وسجود وهو صامت تماما، وقيل لي إن أغلبهم لا يعرف كلمة واحدة من القرآن، وإنهم يعتبرون الجمعة يوم عيد، فيتطهرون ويستحمون ويرتدون الثياب البيضاء، ويتعطرون قبل ذهابهم إلى المسجد، ثم يصطفون ويؤدون الحركات بكل خشوع دون أي كلام. وأذكر أنني قلت وقتذاك أن هؤلاء أكثر ورعا من كثيرين يحفظون الكلام. لكن صلواتهم تخلو من أي أثر للخشوع.

كنت أعرف أن الإسلام وصل إلى الصين في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان عن طريقين، الأول طريق البر الذي عرف لاحقا باسم طريق الحرير، وكان الفرس هم الذين أوصلوا الإسلام إلى مناطق الشمال، ومن بينها تركستان الشرقية، ولذلك فإن الكلمات الفارسية تستخدم في المصطلحات الدينية (الصلاة عندهم تسمى "نماز" والوضوء وظوء).

الطريق الثاني عبر البحر، وقد سلكه التجار العرب الذين جاؤوا من حضرموت ومناطق جنوب اليمن، وأوصلوا الإسلام إلى الجزر الإندونيسية وكانتون في جنوب الصين، وقد شاهدت بعضا من مقابر أولئك العرب الذين كتبت على شواهدها آيات القرآن الكريم.

وقتذاك كان المسلمون في شنغيانغ يشكون من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق "الهان" عليهم.

وهؤلاء الأخيرون أصبحوا يتحكمون في كل شيء. هم أصحاب السلطة وأصحاب القرار. في الوقت ذاته فإنهم كانوا يعبرون عن القلق الشديد إزاء استمرار تلاعب الحكومة بالتركيبة السكانية للإقليم. إذ في الوقت الذي كانت تستقدم فيه أعدادا كبيرة من الهان من أنحاء الصين، فإنها كانت تقوم بتهجير الإيغور من مقاطعتهم إلى المدن الصينية الأخرى. وهو ما أدى في الوقت الحاضر إلى تراجع نسبة المسلمين الإيغور في شنغيانغ، إذ وصلت نسبتهم إلى 60٪ فقط من السكان بعد أن كانوا يمثلون 90٪.

3

"
لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين، ولكنها كانت حلقة في سلسلة الصدامات التي لم تتوقف منذ أن اجتاحت الصين تركستان الشرقية في عام 1933 وضمتها رسميا في عام 1949
"
لم تتوقف السلطات الصينية عن محاولة تذويب المسلمين الإيغوريين في المحيط الصيني الكبير وطمس هويتهم. آية ذلك مثلا أنها قررت منذ سنتين نقل مائة ألف فتاة إيغورية من غير المتزوجات (أعمارهن ما بين 15 و25 سنة) وتوزيعهن على مناطق مختلفة خارج شنغيانغ. الفتيات كن يجبرن على السفر، دون أن تعلم أسرهن شيئا عن مصيرهن، وكان ذلك من أسباب ارتفاع نسبة الاحتقان ومضاعفة مخزون الغضب بينهم.

وفي الأسبوع الأخير من شهر يونيو/حزيران الماضي قام العمال الإيغور بتمرد في مصنع للألعاب مقام قرب مدينة شنغهاي في جنوب البلاد، وهؤلاء عددهم سبعمائة شخص، كانوا قد هجروا إلى مناطق "كونغدوغ" التي أقيم المصنع بها.

وقد أعلنوا تمردهم لسببين، الأول أن أجورهم لم تصرف منذ شهرين، والثاني أن إدارة المصنع رفضت أن تخصص مساكن تؤوي المتزوجين منهم، التمرد أخذ شكل الإضراب عن العمل. لكن رد الفعل من جانب إدارة المصنع كان عنيفا. إذ تجمعت أعداد كبيرة من العمال الآخرين الذين ينتمون إلى أغلبية الهان (قدر عددهم بخمسة آلاف) واقتحموا مكان تجمعهم "لتأديبهم"، واشتبك معهم الإيغوريون الغاضبون. وحسب شهود عيان فإن الاشتباك استمر من التاسعة مساء إلى الخامسة في صباح اليوم التالي، حين تدخلت الشرطة وفضته.

البيان الرسمي ذكر أن اثنين من الإيغوريين قتلا، ولكن الإيغوريين أصروا على أن الذين قتلوا من شبابهم يتراوح عددهم بين خمسين ومائة، أما الذين تم اعتقالهم أو فقدوا فقد قدر عددهم بالمئات.

المهم أن هذه الأخبار حين وصلت إلى شنغيانغ، فإن أهالي العمال بدؤوا يسألون عن أبنائهم وبناتهم الذين لم يعرف مصيرهم. وحين مر أسبوع واثنان دون أن يتلقوا جوابا، فإنهم خرجوا في مظاهرة سلمية رفعت فيها صور المفقودين، وحين تصدت لهم جموع الهان ورجال الشرطة حدث الصدام الدموي الذي قال البيان الرسمي إن ضحاياه كانوا 150 من الإيغوريين، في حين ذكرت تقديرات الطرف الآخر أن عدد القتلى يزيد على أربعمائة منهم.

لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين، ولكنها كانت حلقة في سلسلة الصدامات التي لم تتوقف منذ أن اجتاحت الصين تركستان الشرقية في عام 1933 وضمتها رسميا في عام 1949. وظلت كل انتفاضة للإيغوريين تقابل بقمع شديد بدعوى أنهم انفصاليون تارة وإرهابيون أخيرا، حتى قيل إن ضحايا القمع الصيني قدر عددهم بمليون مسلم ومسلمة.

الانتفاضة هذه المرة كانت أكبر من سابقاتها، الأمر الذي اضطر الرئيس الصيني إلى قطع اجتماعاته في قمة روما والعودة سريعا إلى بكين لاحتواء الموقف المتدهور في شنغيانغ. إذ من الواضح أن المسلمين هناك ضاقوا ذرعا بإذلالهم وحرمانهم من تولي الوظائف الرسمية، ومنعهم من صوم رمضان وأداء فريضة الحج ومصادرة جوازات سفر كل الإيغوريين لعدم تمكينهم من الحج إلا عبر الوفود التي تنظمها الحكومة، وتشترط أن يودع الراغب في الحج ما يعادل ستة آلاف يورو لدى الحكومة (وهو ما يعني إفقار أسرته)، وأن تتراوح سنه ما بين خمسين وسبعين سنة.

4

"
مأساة شعب الإيغور أنهم يعيشون في قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ.. وأن بلادهم شاسعة وغنية.. وأنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة في العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسيا وحضاريا
"
مأساة شعب الإيغور (الكلمة في اللغة القديمة تعني المتحد أو المتحالف لأنهم كانوا في الأصل عدة قبائل ائتلفت فيما بينها) تكمن في ثلاثة أمور، الأول أنهم يعيشون في قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ، لم تتعرض للتفكك كما حدث مع الاتحاد السوفياتي مثلا.

الثاني أن بلادهم الشاسعة (1.6 مليون كيلو متر مربع تمثل خمس مساحة الصين وثلاثة أضعاف بلد مثل فرنسا) تتمتع بوفرة ثرواتها الطبيعية. إذ يقدر احتياطي النفط لديها بنحو ثمانية مليارات طن، ويجري في الوقت الحاضر استخراج 5 ملايين طن منه كل يوم.

هذا إلى جانب أنها تنتج ستمائة مليون طن من الفحم الحجري. وبها ستة مناجم يستخرج منها أجود أنواع اليورانيوم، إضافة إلى وجود معادن أخرى على رأسها الذهب، والأمر الثالث أنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة في العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسيا وحضاريا.

هم ليسوا مثل البوذيين في التبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم. ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن إندونيسيا. ولا وجه لمقارنتهم باليهود الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.

استطرادا من هذه النقطة -وللعلم فقط- فان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في العام الماضي 2008 وصل إلى 133 مليار دولار. وهذا الرقم يزيد سنويا بمعدل 40٪، وللعلم أيضا فإنه في الوقت الذي كان فيه مسلمو الإيغور يسحقون كانت 1100 شركة صينية تقيم المعرض الثالث لمنتجاتها في دبي.

للعلم كذلك قال لي أحد المسلمين الصينيين الذين يجيدون العربية إنه يكلف بمصاحبة وفود الحج الرسمية التي تزور الدول العربية بعد أداء الفريضة، وتلتقي بقادتها ومسؤوليها. وقد فجع صاحبنا لأنه أثناء تلك اللقاءات فإن أحدا من القادة العرب لم يحاول أن يسأل الوفود التي رافقها عن أحوال المسلمين في الصين، الذين تقدرهم المصادر التركية بستين مليون نصفهم من الإيغور.


يتبع
ظبية مكة
ظبية مكة
أزمة مسلمي الصين ..


تحوم حول الموقف الصيني من الشرق الأوسط علامة استفهام كبيرة في الوقت الحالي، وهو تساؤل عن إمكانية أن تكون الصين حليفا للعالم الإسلامي. إن هذا المقال هو أول مقالين سيحللان الوضع في الصين وأحوال المسلمين فيها، كما سيلقيان الضوء على سياساتها تجاه العالم الإسلامي ككل.

إن الموقف الصيني من الإسلام متأثر بشكل كبير بوجود الأقلية المسلمة الكبيرة داخل الصين نفسها، فهناك حوالي 20 مليون مسلم في الصين وهو رقم كبير لكنه ضئيل مقارنة بعدد السكان الإجمالي البالغ 1.3 مليار، وبشكل رئيسي فإن بكين تشعر بالعصبية من الإسلام وتعتبره دينا يهدد الدولة.

هناك مجموعتان من المسلمين في الصين مختلفتان اختلافا كبيرا: الأولى هي المجموعة العرقية التي تدعى "هان" وهم لا يتكلمون سوى اللغة الصينية على الرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم مجموعة عرقية منفصلة بسبب هويتهم الثقافية والدينية المستقلة منذ عصور طويلة. إنهم مستقلون استقلالا قويا ويفخرون بتراثهم الإسلامي، وهم موزعون في كل أنحاء الصين لكنهم يتركزون بشكل خاص في الشمال الغربي قرب منغوليا، وكذلك في الجنوب الشرقي للبلاد. ويعود اعتناقهم للإسلام إلى حوالي ألف عام على الرغم من أن معظمهم اعتنقه بعد ذلك. وتعتبرهم بكين أقلية رسمية ويسمون في اللغة الصينية بـ "هوي" أو "دانغان". ويبدو البناء المعماري لمساجدهم من بعيد شبيها بالمعابد الصينية، لكنك عندما تتف***ا عن قرب ترى أنها مساجد حقيقية بمحاريب وكتابة عربية.. إلخ. وبشكل عام فإن الأئمة فيها يعرفون اللغتين الفارسية والعربية.

وكثيرا ما قام مسلمو الهوي بحركات تمرد ضد سلطة بكين خلال القرون الماضية، لكنهم لم يطالبوا بالاستقلال وذلك لسبب واضح وهو أنهم مبعثرون في أنحاء الصين. وهناك إقليم صغير تسكنه غالبية من الهوي، ولذلك فإن غاية ما يسعى إليه هؤلاء هو الحصول على حكم ثقافي ذاتي.

أما المجموعة العرقية الثانية من مسلمي الصين والتي تعادل في أهميتها عرقية الهوي لكنها تختلف عنها اختلافا كبيرا فهي "الإيغور" الذين يتحدثون التركية إذ إن لغتهم وثقافتهم قريبة جدا من لغة وثقافة الأوزبك. وكان الإيغور أول أتراك تكونت لهم حروفهم الهجائية الخاصة بهم وأول من حصل على التعليم منهم. وكانوا دوما شعبا مستقرا مستوطنا وليسوا بدوا ويعيشون بشكل رئيسي على الزراعة والتجارة.

ويعيش الإيغور في إقليم شينغيانغ غربي الصين، أو ما اصطلح على تسميته بتركستان الشرقية. وكانت عاصمتها حتى وقت قريب تدعى كاشغر وهي أشبه ببغداد منها ببكين. ويعيش في الإقليم ثمانية ملايين من الإيغور وحوالي المليون من الأقليات المسلمة من آسيا الوسطى غالبيتهم من الطاجيك والكزاخ والقرقيز. وكان الإيغور خارج نطاق سيطرة الإمبراطورية الصينية معظم فترات التاريخ وظلت ارتباطاتهم الثقافية بالكامل مع آسيا الوسطى المسلمة وليس مع الصين، ولم يتعرضوا للغزو الصيني إلا بعد منتصف القرن الثامن عشر. وعلى الرغم من ذلك كان لهم حكامهم المحليون ويتمتعون بمقدار كبير من الحكم الذاتي ماداموا يدفعون ضرائبهم ويقرون بالبيعة للإمبراطور.


أقام مسلمو الإيغور في القرن العشرين دولتين مستقلتين لهم في الصين لم تعمرا طويلا، كانت آخرهما عام 1945

كما قام الإيغور بعدة ثورات ضد سلطة بكين وكان لهم في القرن العشرين دولتان مستقلتان لم تعمرا سوى فترة قصيرة، كانت آخرهما في أواخر عام 1945. ومثل جميع الصينيين عانى الإيغور كثيرا خلال "الثورة الثقافية" المتعصبة في الستينيات عندما دمر الرئيس ماو سيتونغ جميع المباني الدينية والمساجد والمعابد والمباني الثقافية والنصب التذكارية الفنية الخاصة بالديانات البوذية والكونفوشيوسية والداوية والإسلام والمسيحية في جميع أنحاء الصين. وبعد الثورة الثقافية ووفاة الرئيس ماو منحت بكين حريات دينية أكبر لجميع المجموعات الدينية، لكنها باعتبارها دولة شيوعية ظلت تتوجس خيفة من جميع الأديان وتعتبرها تهديدا للبلاد.


يواجه الإيغور أزمة حقيقية اليوم بسبب السياسات الصينية الجديدة التي تشجع الصينيين الهان على الهجرة إلى إقليم شينغيانغ المسلم بغرض تحويل الإيغور هناك إلى أقلية معزولة وهو ما يحدث بسرعة كبيرة


غير أن الإيغور يفكرون في الاستقلال لأنهم يشكلون غالبية سكان الإقليم، كما أنه ظلت لهم دوما هويتهم الثقافية المتميزة مع عدم وجود سوى القليل جدا من الصينيين المنحدرين من عرق الهان الذين هم في غالبيتهم من المسؤولين والمنشقين الصينيين الذين عوقبوا بإرسالهم إلى إقليم شينغيانغ. ومنذ أن حصل أتراك آسيا الوسطى على استقلالهم عن موسكو عام 1991 ازداد إصرار الإيغور على الاستقلال.

لكن الأمور الآن تتغير إذ يواجه الإيغور أزمة حقيقية، فمنذ حوالي عشر سنوات بدأت بكين تنفيذ سياسة جديدة بفتحها الباب أمام الصينيين من الهان للهجرة إلى الأقاليم الغربية. وبدأ ملايين الهان بالتدفق على شينغيانغ والاستيلاء على الأراضي الزراعية، وأنشؤوا المصانع والمدن الجديدة التي تسكنها غالبية من الهان. وتقوم بكين بتطوير الاحتياطيات النفطية في شينغيانغ وبالتالي فإنهم لن يتخلوا عن الإقليم. ومن الواضح أن الغرض غير المعلن من هذه السياسة هو "إغراق" الإيغور في بحر من الصينيين الهان، وهي الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع أقلية.

ويشكل الإيغور اليوم أقل من 50% من سكان شينغيانغ كما أن أعدادهم في تراجع نسبي مستمر. ويسيطر الهان على الإدارة والاقتصاد والأمن في شينغيانغ ولا يعطون الإيغور سوى هامش بسيط جدا من تلك الأعمال باستثناء فئة صغيرة جدا من الإيغور "الموالين". إن شينغيانغ إقليم يتمتع بالحكم الذاتي من الناحية الشكلية فقط لكنه في الواقع لا يتمتع بأي حكم ذاتي تقريبا.
ويثق النظام الصيني بالمسلمين الهوي أكثر من ثقته بالإيغور، ويعطي الهوي حكما ذاتيا ثقافيا أكثر مما يعطيه للإيغور لأنه يعرف أن الهوي لا يسعون للاستقلال. ولم يكن للهوي علاقات طيبة مع رفاقهم المسلمين الإيغور، إلا أنه ظهرت حركة تحرر إيغورية جادة استمرت عدة عقود وكانت تسعى للاستقلال التام عن الصين وتعتقد أن الوقت يسير في غير صالح الإيغور. فإذا كانوا لا يستطيعون الحصول على الاستقلال أو على الأقل على سيطرة حقيقية على إقليمهم، فإنهم قد يختفون بعد بضعة أجيال ويتحولون إلى "متحف" صغير لا يقدم سوى الأغاني والرقصات الفولكلورية للأجانب بعد أن فقدوا هويتهم ولغتهم وثقافتهم المستقلة. أما بكين فإنها تدعي أنها تقوم بتطوير إقليم شينغيانغ وتنميته.

إن بكين خائفة بشكل خاص من قوة الإسلام في دعم حركة استقلال الإيغور. وهناك اليوم مدرسة وطنية واحدة فقط لخدمة الثمانية ملايين مسلم في إقليم شينغيانغ، أما المسؤولون الحكوميون من الإيغور أو أعضاء الحزب الشيوعي منهم فإنهم لا يمارسون واجباتهم الدينية على أية حال. وتسيطر الحكومة بقوة على تعيين جميع أئمة المساجد الذين تملي عليهم ما يقولونه. (عندما قمت بزيارة المساجد في الإقليم، تجنب الأئمة الخوض في هذه المشكلة بصراحة خوفا من عيون وآذان الحكومة الصينية). وهناك لافتات منصوبة خارج كل مسجد تحذر من دخول أي شخص للمسجد يقل عمره عن 18 عاما، كما أنه من المحظور تعليم الإسلام للأطفال في البيوت.

ومن الصعب على الإيغور الحصول على جواز سفر لمغادرة البلاد حتى لأغراض التجارة لأن بكين تخشى من اتصالهم مع منظمات إرهابية أو منظمات تحرير الإيغور التي تتمركز في آسيا الوسطى وتركيا وأوروبا وأميركا. ويواجه الإيغور متاعب عديدة في الحصول على وظائف في المؤسسات الصينية بدعوى أنهم لا يتحدثون اللغة الصينية بشكل صحيح. وهم في الغالب ممنوعون من تعلم اللغة الإنجليزية لأن "لغتهم الصينية ليست جيدة بما فيه الكفاية". لقد أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم، ويشعرون بالغضب والخوف من محاولات الصين القضاء عليهم -بدون إراقة دماء- كشعب وحضارة. وهناك أعمال عنف صغيرة ومتكررة ضد السلطات الصينية إلا أن بكين تصفها بالأعمال الإرهابية، بعضها يقوم بها العلمانيون والبعض الآخر الإسلاميون من الإيغور، ولذلك يكثف الجيش والأمن الصيني من وجودهما في إقليم شينغيانغ.

لقد اتخذت بكين إجراءات وسياسات حازمة لضمان عدم حصول الإيغور على مساعدات خارجية من إخوانهم الإيغور الذين يعيشون في المنفى أو من الشعوب التركية الأخرى. واشترطت بكين على جميع الدول المجاورة لها ضرورة القضاء على جميع الإيغور الذين يعيشون في هذه الدول مقابل تمتع هذه الدول بحق التجارة مع الصين والحصول على مساعدات من بكين. كما تطالب الصين هذه الدول بتسليمها جميع الناشطين السياسيين من حركات تحرير الإيغور.

وباختصار، فإن الأزمة التي تواجه الإيغور عميقة جدا والمستقبل أمامهم غير مشجع. إنهم يعتبرون أن العالم الإسلامي تخلى عنهم تماما وينظرون إلى ألمانيا والولايات المتحدة لكي تساعدهم وتحميهم.

في المقال القادم سنسلط الضوء على السياسات الصينية تجاه العالم الإسلامي.


يتبع
ظبية مكة
ظبية مكة
الأيغور شعب مسلم
هناك كثير من الشعوب الإسلامية التي لا نعرف عنها لا القليل ولا الكثير: متى دخلوا الإسلام؟ ومن هم؟ وأين؟ وماذا يفعلون؟
من هذه الشعوب .. شعب الأيجور الذي يعيش في جمهورية تركستان الشرقية التي تقع تحت الحكم الصيني حاليا.. ظهر منها علماء أثروا الحضارة الإسلامية كالسمرقندي والزمخشري وساعدت جيوشهم بصورة كبيرة في الفتوحات الإسلامية التي وصلت رومانيا وغيرها من الدول الأوربية.
جغرافية تركستان
تقع تركستان الشرقية في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكيستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا.
وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء "تكلمكات" المعروفة " بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية" ومتنزهات "التون داغ" الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا، وبحيرتي "طانري" و"بوغدا" وهما من أحلى البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة للحضارات غير المكتشفة.
و تعد حضارتهم من أقدم الحضارات، وإن لم يتفرغ - وللأسف - أحد من باحثي الحضارات لدراستها حق الدراسة.
- 16) مليونًا نسمة، فهم يمثلون حوالي 90 -95% من سكان بعض المدن التركستانية.
كيف دخل الإسلام تركستان الشرقية؟
دخل الإسلام تلك الأرض على يد القائد الإسلامي المجاهد "قتيبة بن مسلم الباهلي" عام 88 - 96هـ، ومن بعده بدأت ثمار الاتصال الحضاري بين الإسلام والحضارات الأخرى، فتحول التركستانيون للإسلام تحت قيادة زعيمهم "ستوف بغراخان" خاقان الإمبراطورية القراخانية عام 323هـ - 943م، وقد أسلم مع هذا القائد أكثر من مائتي ألف "خيمة" عائلة، أي ما يقارب مليون نسمة تقريبًا.
وارتفعت البلاد في النواحي الحضارية لا سيما في عهد "هارون بوغراخان" حفيد الزعيم السالف ذكره، وكانت أوقاف المدارس تشكل خمس الأراضي الزراعية، وقد سُمِّي القائد هارون (شهاب الدولة وظهير الدعوة)، وكان ينقش لقبه هذا على النقود.
وقد استمر انتشار الإسلام بين الخيام "القبائل" بالآلاف مثل قبائل القرقيز -التغزغز - الغز السلاجقة - القرلوق، وقد عرفوا فيما بعد بوقوفهم القوي مع الإسلام، وكانت فتوحاتهم في بلاد الدولة الرومانية سببًا في إعادة تشكيل أجزاء واسعة من خريطة الشرق الأوسط وتركيا الحديثة فيما بعد في التاريخ الوسيط، ومع ذلك كانت أجزاء أخرى لا تزال في الوثنية غارقة تحارب الدعوة الإسلامية وتناصبها العداء بدعم من الصينيين، ومن أشهر تلك القبائل "الكورخانوين" (الدولة الكورخانية)، وقد كان أبرز من تصدى لهذه القبائل السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي، وكان من أشهر المعارك التي انتصر فيها المسلمون على هؤلاء الوثنيين موقعة "طراز".
كان للسامانيين من شعوب منطقة آسيا الوسطى وإيران وشمال أفغانستان دور كبير في تثبيت دعائم الإسلام في تركستان الشرقية، فقد كانوا يُطبّقون سياسة الجهاد بالسيف من ناحية، والتبشير السلمي من جهة أخرى، فنشطت الجامعات والمدارس في هذه المناطق؛ لدعم العمل الدعوي والعلماء المتفرغين للدعوة الإسلامية، وكان أوجّ نشاطها في القرن الرابع الهجري.
المعاملة العادلة:
أما خلفاء الدولة الإسلامية فكانوا يحرصون على إشراك أهالي البلاد المفتوحة في حكم بلادهم وإدارة شئونها، ويعد ذلك العصر الذهبي للدعوة الإسلامية بين الأتراك الشرقيين، فظهر منهم الجنود والقادة والحكام والعظام في العلم النبوي الشريف والحضارة الإسلامية أمثال: البخاري – مسلم – الترمذي – البيهقي – ابن سينا – محمد بن موسى الخوارزمي – الزمخشري – السمرقندي – عبد الله بن المبارك – الفضيل بن عياض – سفيان الثوري.
وتعد الدولة الإخشيدية الطولونية والسلجوقية من العنصر التركي الآتي من تركستان الشرقية، وكم كان للعنصر التركستاني من أيادٍ بيضاء في إنقاذ الأمة الإسلامية وصدِّ الزحف الصليبي عنها، كما كان لذاك الشعب من العوامل ما جعلته من أقوى الشعوب الإسلامية (مثل امتزاجه بالعنصر المغولي الذي يمتّ له بنسب قوي، وهم من أشد الجنود مراسًا)، فضلاً عن كونه من أكثر الشعوب تمسكًا بالعقيدة وصفائها، وحفاظًا على التراث الإسلامي ومجده، ودفاعًا عن الحضارة الإسلامية.
هل تعلم أن:
1- تحوي أرض تركستان الشرقية أكثر من 8 مليارات طن من احتياطي البترول، وتنتج منه 5 ملايين طن في العام.
2- احتياطي الأراضي التركستانية من الفحم يبلغ نصف احتياطي الصين من الفحم والسعرات الحرارية العالية جدًّا، فضلاً عن التربة الخصبة والأراضي الزراعية الوفيرة والإمكانيات المائية الهائلة.
3- يستخرج من أرض تركستان نحو 118 نوعًا من المعادن من أصل 148 نوعًا تنتجه الصين بأكملها.


يتبع