الوجه الحقيقي للطبق الفضائي

الملتقى العام

الوجه الحقيقي للطبق الفضائي
الحمد لله الذي أمرنا بطاعته و حذرنا من مغبة معصيته ، و الصلاة و السلام على رسول الله الذي دلنا على الخير و نهانا عن الشر و على آله و صحبة أما بعد :
فإذا تحدثنا عن موضوع الأطباق الفضائية فإننا نتحدث عن باب شر فتح على مصراعيه للنيل من الإسلام و أهله ، فأعداؤنا لا يزالون يحيكون لنا الشر و يدسون السم في الدسم ، و حسبنا قول الله تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا سواء) ، وللأسف الشديد تنطلي حليهم على بعض المسلمين اللاهثين وراء التقدم المزعوم المبطن بالباطل المذموم ، و حسبي في هذه العجالة أن أوجه نصيحة من أعماق قلبي إلى رجل علقت علية الآمال و أنيط به صنع الرجال ألا وهو رب الأسرة و صاحب المنزل الذي جلب الطبق الفضائي ؟ و ما قصد الذين صنعوه؟ إنه و إن كان وسيلة من وسائل الاتصال إلا أنه بالدرجة الأولى أدُخل إلى بلاد المسلمين ليزعزع عقيدتهم و يشككهم في مسلماتهم و يضعف إيمانهم و مبدأ الولاء و البراء في نفوسهم و يذكي نار الجريمة في مجتمعهم و يدعوهم إلى تقليد الغرب في حركاتهم و لباسهم و تصرفاتهم ويثير حفيظتهم و يدغدغ عواطفهم الجنسية و يشوه صور الحجاب لديهم و يزين لهم الخمور و السفر إلى بلاد السفور . إن القنوات الفضائية تتنافس وتسابق الزمن لتعرض النساء العاريات الفاتنات على الشاشات و أصوات المغنين و المغنيات وأفلام الجنس و الإثارة و الرعب لا أتوقع أنك تنكر هذا فأنت تراه بأم عينك بل و تلاحظ ضرر هذا الطبق يوماً بعد يوم عليك و على أسرتك ، و كأني بك تريد التخلص منه لكن شياطين الإنس و الجن يخدعوك و يعظمون أمره في قلبك و يزينونه في عينيك فتطيعهم بحجة مشاهدة الأخبار ،فيضحكون عليك لتبرر موقفك أمام الناس ، و قد فعلت ذلك ، لكن كيف تبرر موقفك أمام رب الناس ، هذا هو السؤال الذي لا بد أن تطرحه على نفسك و تفكر في الإجابة عليه ، لكن للأسف تناسيت و غفلت و أعمتك الدنيا عن تذكر مصيرك . كفانا يا أخي مخادعة لأنفسنا فالشر يغزونا في عقر دارنا و نحن نطبل وراء الأخبار ، وهب أن الدافع لجلب الطبق ما ذكرت ، فماذا قبل الأخبار و أثناءها و بعدها إلا العار و الشنار و غضب الجبار ؟ أيسرك يا أخي أن تشتري بنقودك ما يكون سبباً في ضياع وقتك و خدش حيائك و الطعن في دينك وخراب بيتك و ضعف إيمانك و سخط ربك ! من خلال ما يبثه الطبق من أفلام داعرة و صور نسائية ماجنة و أصوات منكرة ،
فأن أجبت بلا فأين دوراك كمسلم يخاف الله و يغار على محارمه و تنهاه صلاته عن الفحشاء و المنكر، و إن أجبت بنعم فانتظر لنكبر عليك أربعا ً فأنت ميت القلب و أن كنت تمشي على قدميك !
أخي أعطاك الله بصراً فنظرت به إلى النساء في القنوات و منحك سمعا ً فأطرقت للموسيقى وقبيح الأصوات ووهبك صحة فسهرت و نمت عن الصلوات و أنزل إليك القرآن لتقرأه فأعرضت عنه وتثاقلت عن الطاعات، تالله ستخجل عندما تلاقي جبار الأرض و السماوات. قلب بصرك فسترى غيرك سلب هذه النعم أو بعضها ، اسأل الأعمى ماذا يتمنى ؟ و خاطب الأصم ماذا يريد ؟ أذهب إلى المستشفى لترى منهم على الأسرة البيضاء ينتظرون الموت ، و آخرين مقعدين لا يقوون على تنظيف أنفسهم ،وستعلم أنك مفرط فاحمد الله و اتعظ بما حصل لغيرك و لا تعص ربك بنعمه فيعاقبك بأخذها منك ،فالله يمهل لكن إذا تجاوز العبد حده أخذه أخذ عزيز مقتدر .
و اعلم يا أخي أن أهلك أمانة في عنقك و سيتعلقون يوم القيامة في رقبتك يقولون : اللهم أنصفنا من هذا الظالم ، نعم فلقد ظلمتهم وجعلت منهم ضحية من ضحايا الأطباق الفضائية ، و إني لأرجو أن تستيقظ قبل زلة القدم و حلول الندم فلقد سمعنا و سمعت أنت ما يبكي العين و يدمي القلب من القصص التي راح ضحيتها الشباب و الشابات بسبب هذه الأطباق خذ على سبيل المثال : شاب أتى إلى إمام المسجد و هو ينتحب من شدة البكاء ؟ و يقول أبي هو السبب أبي هو السبب فلما هدأ سأله إمام المسجد عن الأمر فقال الشاب : لقد فعلت الفاحشة بأختي على أثر منظر في الطبق الفضائي أثار غريزتنا (و بدون تعليق ) فاحذر يا أخي قبل أن تصحو من نومك فتجد وجهك أسود من العار فتحاول الاختفاء من الناس و الفرار و عندها ستتذكر آية في القرآن ربما قرأتها كثيراً لكن دونما اعتبار: ( يخربون بيوتهم بأيديهم ) و لكن ما فائدة التذكر بعد أن فات القطار . يا رعاك الله: إني أخاطب فيك دينك الذي يفرض عليك طاعة ربك و عقلك الذي به تميز ما ينفعك و ما يضرك أن تتقي الله في نفسك و تقدر خطر هذا الوباء على أسرتك و تسارع بإخراج هذا الطبق من بيتك قبل أن تموت غاشاً لأهلك مرتبكاً جرماً عظيما في حق ذريتك ، فربما فتنهم هذا الطبق بعدك و صدهم عن صراط ربك يقول علية الصلاة و السلام : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة). لقد كان أسلافك يعمرون بيوتهم بذكر الله و يكحلون عيونهم بتلاوة كتابه و يقلبون صفحاته رجاء ثوابه، و تتجافى جنوبهم عن المضاجع لدعائه و طلب مرضاته ، و أنت عمرت بيتك بصوت المزمار و أكحلت عينيك برؤية النساء و العار و قلبت ( الريموت ) لتتجول فيما يبثه الطبق من إعلانات الخمور و القمار ، و جافيت جنبك عن النوم لتتمتع بما يسخط الواحد القهار ، فهل يستوي النافع و الضار أم يستوي الأعمى و ذو الأبصار ؟ ( أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقي كالفجار ).
لا تؤاخذني على صراحتي فما هي إلا حرقة دفعتني للحديث معك و ما خطه يراعي هو الواجب تجاهك، والله أدعو أن يهديك و يوقظك من غفلتك ’ وأسأله أن أكون أبرأت ذمتي نحوك و أقمت الحجة عليك والله المطلع على نيتي و عالم بقصدي إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله و صلى الله وسلم على نبينا محمد .
لقد نقلت لكم ما كتبه الشيخ / سليمان بن عبد الكريم المفرج
إمام و خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب
الجوف- دومة الجندل
Salmfrj@awalnet.net.sa
3
545

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الجـــــــــوووودي
بيدو الموضوع ما عجبكم
على العموم حبيت التنبيه
وكمان الدين النصيحه :24:
:26: :26: :26:
دمعه وحزن
دمعه وحزن
عزيزتي المزضوع جميل لكنه طويل ,, الف شكر لك
الجـــــــــوووودي
تسلمين يالغالية
:24: :17: :24: