تضحية

تضحية @tdhy

عضوة جديدة

الوردة العـفـيفـــــــــــــــــــة

ملتقى الإيمان

الوردة العفيـــــفة
الوردة العـفـيفـــــــــــــــــــة




هي وردة نقية ، صافية صفية ، وضعتها أمها طاهرة زكية ، وفي أرض

الإسلام عاشت هنية ، أكلت من رزق رب البرية ، وارتوت من نبع الطهر

مياه نقية ، وعاشت طفولتها بين أعشاب طرية ، كانوا لها إخوة ورفاق ،

والحب نسمات تهب على الأحباب ، وروح الوداد صادقة بلا شك ولا نفاق

، وهكذا تسلقت سلم الزمان وكبرت على رسالة الإسلام وتزينت بفاضل

الأخلاق ، بل سبحان الخلاق الذي ألهمها الجمال الشفاف الذي ينبع

من داخلها ،،،

فما يمر عليها من البرايا خلق إلا وأغرته بجمالها الرقراق ، وما من طائر

يسبح في السماء إلا وتغرد باسم الوردة الغراء،،،وما تجاورها نحلة إلا

وبشذاها تستمد الحيوية والآمال ،،


وهكذا أصبحت حديث الحاكي وأمل اليائس ، وحين شبت ،،ألبستها

الحياء غلالة تسترها ، بل كانت حمراء الخدين من شدة حيائها

،،فاستدعت أختها الريح لتلقي عليها حجابا يسترها وسترا يغطيها ،

لتبقى عفيفة في احتشام ،،


فأجابت الريح ،،أيا أخيتي ... أمرتِ طائعا وخادما مطاوعا ،،، لك مني كل

العطايا ،،يامن كمنت حبه بين الثنايا ،،، فانتبذت الريح أنقى الحرير

ليغطيها ولتبقى بعيدة عن الفتون ...


وفي يوم والشمس تحيي البستان وترسل شعاعها ليصافح الأعشاب

وليقرأ عليهم السلام ،، إذ تتبختر حوراء في أورقة البستان ،، وبين خرير

الماء الرقراق ،،وحفيف الأشجار ،،وشقشقة الأطيار ،،، إذ ترأرأت بعينيها

حول الوردة الحمراء ،،فلما رأتها محتشمة مستورة ،، مدت أناملها

لتُسقِط عنها غلالتها الخفيفة ،، ولتكشف عن وجنتيها الحمراوتين

،،وليطرق قلب حوراء جمال الوردة البديع فيتسرب الإعجاب بداخلها

،،حتى تمردت على الوردة فقطفتها وأحرقت بيديها أأصل العروق

،،فخطفتها من أرضها ،،ولما قربتها إلى نفسها ،،إذ تهمس الصغيرة ..."

أيا ابنة الإسلام ،، مالي أراكِ كالنيام ،،!! أنزعتي عني حجابي ،لتُري

الورى جمالي !!! ولِتُفتني العيون القريرة ،،ببتلاتي الصغيرة ؟؟ "


فأجابت حوراء بغرور واستعلاء : " أتعاتبينني وأنا صاحبة البستان ؟؟ أنا

ملكتك وملكة الجمال ،،، ولي حق التصرف أياً كان ..."

ردت عليها الوردة بائسةً : " يا صحبتي ،، أنا في أرضك سجينة ،،وبين

أغصان الجنات رهينة ،،وأسوار الحديقة المتينة تأسرني في أرضها

الخضيبة ،، منذ أن ولدت إلى هذه اللحظة الحزينة ، لم أملك سوى

قطعة حرير صغيرة ،،فدعيها لي ولا تفسخي عني سترتي الحقيرة .."

حوراء : " ماذا قلتِ ؟؟!! أترتدينها وأنت باهرة جميلة ؟؟ انظري إليّ كم

أنا عظيمة ،،وتلمحي روعتي الأصيلة ،من غير غطاء أو سترة قبيحة ،،

وانظري إلى مكانتي ومنزلتي بين الناس ،،شباب يحيونني بأدب وإخلاص

، أتبختر بين الناس على سجاد ،، كالملوك في عظمتهم

وكالملاك ...ورياح تداعب خصلات شعري فتطير بها كالحسناء ،،وتهز لي

رموشي وكأنها ريم الفلاة ،، "


الوردة : " أيا ملكتي .. يا من غدوتُ أسيرة أناملها ،، أنسيتي أمانتك

في هذه الحياة ؟؟ كيف تحملينها على كتفيك وأنت نائمة ؟؟ إن روعة

الدنيا هباء ،، والجمال فيها كذبة وخداع ،،فكفي تبرجا ورياء،،فإن السفور

محظور ،،والتبرج فجور ،،وأصحابه في نار الخلود ،،فاتقي ربك الغفور ،،

فإنه يغفر الذنوب ،،واطمحي إلى الفردوس الموعود ..."


حوراء : " كفاك هراء أيتها الصغيرة ،،، أتحاجينني وأنا الكبيرة ؟!!

سأعاقبك في غرفتي الجميلة ،، ستظلين في شرفتي الفسيحة ،،

وعن أرضك نائية بعيدة ،،هذا جزاؤك في التجرؤ على الكلام ،،وهذا

مكانك اليوم بين الجدران ..."


فهرولت حوراء إلى غرفتها وغرست الوردة في إناء على مكتبها ،،

لتشبع منها أعين وقلوب ،،وكأن الخلق ينهشون جسدها وينتهكون

عرضها وشرفها بعد أن تعرت من الحجاب وتفسخت من الاحتشام ،،،

وبين وعكة في قلبها ،،وألم بين أحشائها ،،ودموع تسيل على

محياها .. بل إن الدموع حبرها الذي كتبت به وصيتها قبل قضاء

نحبها،،فتركت بتلات على المنضدة حاملة كلمات ذهبية ورسالة إيمانية

لكل فتاة مؤمنة استظلت بظل الإسلام،، فخطت هذه الكلمات: (( أيتها

المؤمنة المصونة ،،يا لؤلؤة اختبأت في صدفة الإسلام ،،ويا زهرة

استعطرت بشذى الإيمان ،،إن العفاف والاحتشام عزة المرأة في كل

مكان وزمان،،والتفسخ والفجور طرق إلى نيران الخلود،،ومادمت نفس

غالية في هذه الحياة ،،،فثمنك هو شرفك ،،فلا تكوني رخيصة ولا تكوني

حقيرة تباع وتشترى بأبخس النقود،فكوني وردة نقية ،،طاهرة أبية

،،مسلمة أبية ،،،))،، لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تحتضر للرحيل ،، ثم

أغلقت جفنيها بلوعة وأوام ،،وارتحلت عن الدنيا والناس نيام ،،،،باكية

والناس حولها يضحكون ،، حزينة والناس عنها لاهون ،،متألمة والكل في

لذة الدنيا يتسابقون ،،خاشعة لربها والفجار عن الطاعة نائيون

،،،فتساقطت وريقاتها الهزيلة بين أيادي الرياح ،،لتدفنها في الثرى

وليحرسها الليل والنهار ..


فهـــــــكذا ضحت الوردة بنفسها وآثرت الموت على أن يسلب منها

شرفها واحتشامها ،،،


فلتبقى عبرة لمن اعتبر ،،ولتبقى بصمة في قلوب رياحين الإسلام ومثالا

للحجاب والعفاف ،،

أختاه ،، فلتكون هذه الوردة قدوة لك في الاحتشام والعفاف ..



اخت الجميع : تضحية :27:
1
538

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

محبة النوم
محبة النوم
مشكور على اسلوبك الرائع

الى الامام اتحفينا بمثل هل الكلمات وجزاكي الله خير