الوسطية في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
ياله من دين .. ويالها من شريعة .. دين الفطرة القائم على العدل والاعتدال ..
دين حقق التوازن في مطالب الحياة بالقصد والإعتدال .. هو دين الحياة .. وللحياة مطالبها المشروعة في متعة الدنيا وزينتها .. وللدين واجباته في إصلاح النفس وتهذيبها ..
انه الدين الذي أشرق لهذه الأمة فسمت بروحها .. واستمتعت بطيبات الحياة الاستمتاع المشروع .. فللروح حقها .. وللبدن حقه .. والمسلم يأخذ من حظه هذا وذاك .. في قصد وتناسق واعتدال ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )
وما أجمل أن تكون متع الحياة قربة إلى الله .. وذلك في دين الإسلام إذا حسنت النية ..
وقد نهينا في الدين من التشدد في العبادة .. وجُعل ذلك تنطعا " هلك المتنطعون " ....
ولنا في رسول الله قدوة حسنة " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلى اختار أيسرهما مالم يكن إثما "
فأعمالنا نأتيها بقدر ما نستطيع لا إفراط ولا تفريط .. ولارخاء ولا مبالغة .. فالغلو في العبادة يورث السآمة والملل .. وربما أدى إلى التنفير من العبادة نفسها .. دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا بحبل ممدود بين الساريتين .. فقال ما هذا الحبل ؟ قالوا هذا حبلٌ لزينب , فإذا فترت تعلقت به , فقال صلى الله عليه وسلم : حلّوه , ليصل أحدكم نشاطه , فإذا فتر فليرقد " .
صلوات الله وسلامه عليه .. يأمر أمته بأن يأتوا من صالح العمل ما يطيقون " عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا "
ولا تكتمل شخصية المسلم حتى يحقق التوازن في كل حياته .. دين ودنيا .. فالغلو في جانب يفضي التقصير في الجانب الآخر ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .
قال عليه الصلاة والسلام " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه , فسددوا وقاربوا " .
فلله علينا حقا .. ولأنفسنا علينا حقا .. فلنعط كل ذي حق حقه ..

فائدة :
لا تكن لينا فتعصر , ولا صلبا فتكسر .

أختكم في الله الداعيـــة ..