بعد غياب طويل عن واحتي الدافئه عدت بهذا الموضوع، نعم انه حزين ولكن مع كل الاسف هو الواقع الذي صار يعيشه الكثير من الناس المظلومين والاطفال المنكوبين.
وكل عام والجميع بألف خير واتمنى من ربي الكريم ان يرفع البلاء والعذاب عن المسلمين جميعا في مشارق الاض ومغاربها وخصوصا في فلسطين الحبيبه.
*******************
ربما تكمن السعادة وراء الحقائق المرّة.الليل .. عالمٌ غريب تُقادُ به ثلة من الارواح الى واحة الطمأنينة والاحلام. وبعضها يحمل على سفن اليأس لتعوم به الاقدار في بحار الغربة والضياع. عالم له لون الوحدة وطعم الصمت، وليس فيه سوى رائحة السكون. ففي كل مساء، يُرخي سدوله على اطراف تلك المدينة ليُلبسها ثوب الوحشة والدموع، ويغطيها بمخالبه السوداء، مخلّفاً برده القارس ليتسلل فيهزم المتسكعين الى رحمةِ أوكارهم. ويلاحق المتسوّلين وحفاة الليل...
تأوهت الرياح بين المساكن تعبثُ بشُجيراتها، تاركة وراءها صدى أنغام تقطّع أوتار الصمت، فلا شيء يوحي بالحياة ... حتى المدينة تبدو وكأنها مقبرة مهجورة، طوتها السنون في ذكريات الزمن الغابر..
ثمة صوتٌ غريبٌ، ما كان في حساب الليل أن يشق صمته الى نصفين، يتصاعد من بيت فقير، تهتز لنبرته الخضراء أركان الحانات فتُرعب أشباح الخمرة..
أبي ... أبي ... اريدُ ابي.
صبيٌ في عمر البراءة، قد شربت الاحزان كؤوساً من وجنتيه حتى ارتوت، يجلس في زاوية قرب جدار هرم، يعلوه سراج ضعيف يكسر ضوءه على صورة مكتوب فيها: )واصْبِر لِحُكمِ ربِّكَ فإنّكَ بِأعْيُنِنا( تتراءى وكأنها سفينة تتقاذفها الامواج على سواحل التيه...
صرخات تخترق جدران المدينة لتعكّر شخير الموتى، فتوقظ على أثرها امرأة منحنية على كومةِ صوف عتيقة..
ولدي ... ولدي ... ما بك يا حبيبي؟
اماه .. أين ابي؟ .. اريد أبي!
سحبٌ من الدخان الغليظ تتصاعد فتملا جو الغرفةِ بآلاف من الاسئلة عن رجل غاب منذ سنين ولم يعرف مصيره أحد.
تختنق المرأة بصدى الصوت الذي لم تسمعه بهذهِ النبرة، فينتابها إحساسٌ بثقل خطاها ... وببطء .. تتقدم لتضمّه بين ذراعيها، وبحشرجة ملؤها حيرة وعطف:
إنه في سفر يا بني.
ومتى يعود يا اُمي؟ .. أما سئم من الغربة؟
تضمّه إليها اكثر ... تمسح على رأسه .. تُقبّل ما بين عينيه ...
سيعود إن شاء الله عن قريب!.
ولكن ... ولكن يا اُمي .. جارنا يسافر ويرجع بعدَ مدة، حتى عصافير شجرتنا إني أراها تخرج في الصباح وتعود قبل المغيب، لكن أبي..! أيكون قد نسينا يا اُمي!؟
تأخذ نفساً عميقاً تطلقه، يمرح في فضاء البيت، يتلاشى شيئاً فشيئاً، منذُ أكثر من عشر سنوات لا تعلم مصير رجل صَرخَ بوجه الظلام من أجل الشمس وحرية النوارس .. أين؟ متى؟ .. لماذا؟ .. أسئلة مثقلة بأعباء السنين، تجول في فكر المرأة، تتحول بعدها الى رماد.
يسود الصمت للحظات ... بكاءٌ وشهقات دفينة تنظر وتتألم على ذلك المصير المجهول:
نَم يا بني .. فالبردُ يشتد في آخر الليل.
يتثائب الصبي، فتنبعث منه رائحة الوحدة، عَرفت اُمه أن النعاس بدأ يدبّ في مفاصله كدبيب الليل في جنح المساء.
سكنت الرياح وفرشت حقائبها لتجمع ما خلفته من حطام، حتى مخالب الليل سمعت اقدامَ الفجر قادمة فعزمت على الرحيل..
تنفس الصبح، وأشرقت الشمس، وبدأت قطرات الندى تتراءى فوق شُجيرات الصنوبر، ورائحة الغابات تهاجر الى أديم السماء. هو الاخر ذلك اليوم ولد ليموت ويُطوى في سجل النسيان.
طرقاتٌ لم تُسمع من قبل، تحول بين المرأةِ وأحلامها فتفزعها ... منذُ زمان لم يطرق الباب غير أكف الرياح فمن يا تُرى؟ .. مَن يختفي وراء هذهِ الخشبة المنسية.؟
مَن .. مَن؟؟
أنا أنا ... حامل بريد.
بـ .. بـ .. بريد ..
كلمة لا مكان لها في قاموس الكلمات .. من أين جاءت؟ .. ومتى ولدت؟
افتحي الباب .. قلتُ لكِ؟ بريد!
ترفع العمود المتآكل بالعثة لتعرف ربما الامل!
ثمة شيخ كبير يلبس جلباباً من الصوف، يتّكئ على عصا، في وجهه سكن عالمٌ آخر ... هي لم تره .. ولم تعرفه ... يمد يده الى جلبابه ليخرج ورقة يودعها الى المرأة ويذهب دون ان يتكلم.
تزداد الدهشة .. ربما أخطأ هذا العجوز العنوان ... ولكن بغير شعور تفتح الورقـة ثم تحتضنها فتنساب الدموع علـى عبارات مـن النـور الابدي لوصية الفراق.
منقول

Zena @zena
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


العزيزة زينة .........
في قصة درامية راقية ومميزة ....تلونت بلون الحزن الرمادي ..ولبست ثوب الغربة
كانت وبحق قصة تمثلت في شكل انسان ضايع يحمل فوق كتفية جبال من الهموم التي لا تنتهي ............
كندا ..... وبلد الذكريات ..والمراهقة
فانكوفر ......مدينة لها ذكريات رائعة قضيت فيها اجمل سنوات عمري
سلمي لي عليها
وكل عام وانتي بخير
في قصة درامية راقية ومميزة ....تلونت بلون الحزن الرمادي ..ولبست ثوب الغربة
كانت وبحق قصة تمثلت في شكل انسان ضايع يحمل فوق كتفية جبال من الهموم التي لا تنتهي ............
كندا ..... وبلد الذكريات ..والمراهقة
فانكوفر ......مدينة لها ذكريات رائعة قضيت فيها اجمل سنوات عمري
سلمي لي عليها
وكل عام وانتي بخير

تسلم الايادي اختي زينه .. طالت الغيبة .. وينك :26: :26:
اختي الحبيبة ذكرني هذا الموضوع بقصة روتها لي احدى الاخوات من
فلسطين عن اختها وزوجها الذي استشهد في عملية انتحارية
قتل خلالها ثلاثين يهودي وذلك بتفجيره لباص
تقول :
في اليوم الذي اراد ان ينفذ فيه العملية كان يصلي طوال اليوم وختم
القران الكريم وحين اراد الخروج اراد ان يوقظ طفله لتوديعه ورفضت
لم اكن اعلم بانه ينوي القيام بتلك العملية .. قبل طفله وهو نائم
ووضع رسالة تحت فراشه لم اكتشفها الا فيما بعد وكانت عبارة عن وداع
ووصية لزوجته وابنه ..
أسأل الله ان يتقبل شهداء المسلمين في كل مكان
اختي الحبيبة ذكرني هذا الموضوع بقصة روتها لي احدى الاخوات من
فلسطين عن اختها وزوجها الذي استشهد في عملية انتحارية
قتل خلالها ثلاثين يهودي وذلك بتفجيره لباص
تقول :
في اليوم الذي اراد ان ينفذ فيه العملية كان يصلي طوال اليوم وختم
القران الكريم وحين اراد الخروج اراد ان يوقظ طفله لتوديعه ورفضت
لم اكن اعلم بانه ينوي القيام بتلك العملية .. قبل طفله وهو نائم
ووضع رسالة تحت فراشه لم اكتشفها الا فيما بعد وكانت عبارة عن وداع
ووصية لزوجته وابنه ..
أسأل الله ان يتقبل شهداء المسلمين في كل مكان

هلا وغلا اختي زينه
نورتي الواحة حبيبتي ... ومن طول الغيبات جاب الغنايم ...
مشاركه اكثر من رائعه من انسانه رائعه نتشرف جميعنا بها .....
تقبلي تحياتي
نورتي الواحة حبيبتي ... ومن طول الغيبات جاب الغنايم ...
مشاركه اكثر من رائعه من انسانه رائعه نتشرف جميعنا بها .....
تقبلي تحياتي
الصفحة الأخيرة
واخيرا شرفتينا........
والله اشتقنالك يا زينة ...واشتقات الواحة لمواضيعك
صدقتي يا زينه
هذا حال الكثير من الأمة
ترى كيف سيلقى اطفال افغانستان وفلسطين العيد؟!!!
كان الله في عونهم
:30: