الوصية الرابعة ...
احمل روح الرواد وابحث عن الدروب غير المطروقة واجعل مناط سعيك : " مالم يفعله من قبل أحد " ..
أضف إلى الحياة .. مالم يفعله من قبلك أحد ..!
هناك حديث مضيء قاله الرسول عليه الصلاة والسلام :" إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها "
ومعالي الأمور : غاية كل انسان ذكي القلب ، مستبسل العزم .
وأنت كما نمت شخصيتك وربت همتك ، واستقامت غايتك ، ازداد هيامك بالعظائم ، مهما تكتنفها المشاق ، وعانقت روحك الجلائل مهما تتطلب من تبعات .
إن رواد المجهول ، المولعين دوما بالسير في الدروب غير المطروقة المهيأة كواهلهم لحمل الأعباء الجليلة الثقيلة ..
هؤلاء هم الذين يخرجون لنا كنوز الحياة وأسرارها ، لأن الحياة لا تفض أسرارها لهزيل ولا لجبان ..
والمعلم الذي تلقى أطفالا – لهم أعبن لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم عقولا لا يفقهون بها .. ثم أرعف السمع وفتح العين وثقف االعقل وصنع من اطفل طبيبا أو مهندسا أو معلما جديدا .. هو أيضا رائد أضاف إلى الحياة جديدا ..
ليس نوع العمل إذن ، ولا حجمه هما اللذين يمنحان صفة الرائد بل الروح المبتدى في العمل ،
وطبيعة الجهد المبذول لانجازه ..
فإتقانك العمل – أي عمل – يمنحك روح الرائد ومكانته لأنك وأنت تعمل ثم وأنت تضع في عملك كل قلبك وجهدك ونبوغك – إنما- تمنح طاقة الحياة مزيدا .. وتضيف إليها جديدا .
إنك عازف في أوكسترا البشرية ، وكما أدنى نشاز في عزفك يفسد اللحن ، ويذهب باتساقه فكذلك كل انسجام منك يمنح اللحن ابداعا وفنا ..!!
ولست مطالبا لكي تكون رائدا .. أن تمنح الابداع النهائي لعملك .. بل الابداع الميسور .. لا غير ..
وحين يصير عملك علامة ضوئية تتركها للناس على طريق لم يكونوا يعرفونها فقد فعلت فعل الرواد العظام ..
وهذا " الإسكاف " الذي يخيط غرزته وكأنه في عبادة ويدق مسمارا في عناية من يصنع طائرة .. تبتهج الحياة به ويعمله – أكثر ابتهاجا – بهذا الذي يأتي أعمالا كبارا بيد مرتعشة ، وقلب زائغ ، واهتمام فاتر .
زلكي تتقن عملك لابد من أن تحبه .
وأنت ستحبه قطعا اذا اخترت مادته ونوعه
فاختر عملك اذا استطعت لهذا سبيلا ..
اختر ماتعلم أن امكاناتك تؤهلك له – وتعطيك القدرة على التفوق فيه .
وإذا لم تستطع أن تختار عملك ، فأحبه حتما ..
إن حب العمل ضروري لإجادته ..
وكل عمل صغير تتفوق فيه ؛ يتحول من فوره إلى عمل عظيم ..
وكل عمل قديم تبتكر فيه ، يتحول بدوره إلى عمل جديد ..
السير بلا خريطة .. نبذ التقليد والتبعية : السعي في العمل وراء الجديد الذي لم يكتشفه من قبل أحد .. فلكي تحمل روح الرواد ؛ ابتكر ، ولا تقلد ..
حرك عقلك في جميع اتجاهاته الواسعة ، ولا تولع بالسير وراء الآخرين .,,
انتفع بتجاربهم .. ثم احمل تجربتك أنت ؛ وشق لنفسك طريقا ..
إن طرق الله في الحياة كثيرة لا حصر لها ولا منتهى ,, ولقد خلقنا كثيرين ، ولم نخلق فردا واحدا .. وأعطينا عقولا كثيرة ؛ ومشيئات كثيرة . لا عقلا واحدا ، ولا مشيئة واحدة .
وذلك ليكتشف كل منا الجزء المنوط به من مجهول الحياة والعمل .
والذي يكتفي بتقليد الآخرين ، انسان انسحب من الحياة ؛ وألغى دوره العظيم ..
فانظر ملياً .. وركز على بواطنه وعيك ، وعزمك فستلقاه مليئا بأسرار كبرى .
إن في يدك أن تفعل ملام يفعله من قبل أحد ، إذا بذلت في عملك جهد الصادقين .
وكل حركة لك ، هي حركتك أنت ، والحياة تنتظرك لتفعلها : فإذا فعلتها بقوة وفطنة وتجديد ، فقد فععلت شيئا جديدا ، لم يفعله من قبلك أحد .
فإذا كنت تحمل قلما ، وتكتب للناس فلا تجعل همك تسويد الصفحات ، وترديد ماقاله قبلك كثيرون ، بل ابحث عن الجديد ، ولو في الفكرة المطروقة – ثم قدمه لقرائك ..
لاتجعل غايتك أ، تظفر بشهادة تدثر بها عريك العقلى ، أو تأكل بها عيشا ..
بل اجعل غرضك أن تحصل على " المفتاح " الذي تفض به أكبر قدر ممكن من أبواب المستقبل لنفسك ، وللناس جميعا ..
إن معظم الذين فكروا ، وعملوا ؛ واخترعوا- من رواد الانسانية لم يكن في حسابهم وهم يؤدون واجباتهم ، أنهم يصنعون من أنفسهم روادا ؛ ومن أعمالهم أمجادا ..
لقد كانوا يعملون فحسب ؛ ويتقنون أعمالهم وواجباتهم لا غير .. ثم كتب لهم خلود لم يسعوا إليه ؛ وأخذوا مكانهم من الصف الأول من غير حرص ولا صلف ..
أيقظ الرائد الذي تحت ضلوعك ؛ يصنع لك المعجزات .
إن أهم حوافز الحياة ، كامن في عزيمة الإنسان ..
والعزيمة موهبة لم يحرمها أحد ..
يتفاوت الناس في ثرائهم ؛ وفي أشياء كثيرة من مظاهر العيش والحياة ..
ولكنهم جميعا سواء في روح الكامن داخلهم ..
وسواء في العزيمة القادرة على بلوغ مايريدون
والعزيمة تتطلب مثابرة لا تكل ، وصبرا لا يمل ..
والذين يملكون أزمة الصبر والمثابرة يتهيأون لكل عمل عظيم
فاصبر على أداء واجبك وثابر على تجويد عملك ولا تيأس أبدا
اجعل شعارك " غدا تغرد العصافير "
فإذا غلبك اليأس ، فقل : " بعد غد ، تغرد العصافير "..!
احفظ عليك هدوءك ، واصرارك , ولا تيـــــأس ..
إذا اقتلعت الريح خيمتك ، فاعلم أن القدر يدعوك لتبني مكانها قصرا ..
• * * *
لا تحقر عملك أيا كان نوعه ..
ولا تستهن بواجبك ..
واعلم أنه خير لك أن تكون " الأول " في عمل صغير ، من أن تكون الأخير في " عمل كبير "
مستمتعة بحياتي @mstmtaa_bhyaty
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مايميزني القاب
•
روعه جزاك الله خيرا ياليت تحطي روابط الوصية اﻻولى والثانية والثالثة
.. ســــلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
سأضــع بين أيديكم تلخيص كتاب الوصايا العشر .. كتاب رائع .. يعيشك الحياة بشكل مختلف وبقيم عليا تسعد بها وترتقي... سأنزله لكم على مقاطع ان شاء الله لأن التلخيص مطوّل بعض الشيء
ّ المقدمةّ *
أنت ... وأنا ... قد تواتينا القدرة على الأخذ بهذه الوصايا جميعا وقد نقدر على بعضها ، ونعجز عن بعض ..
ومهما يكن الأمر، فلا ينبغي أن نيأسأو نتخذ من العجز مرفأ يرسو عليه زورق حياتنا ..
بل علينا أن نحاول دوما ونحقق منها ومن الخير مانستطيع ..
وسنجد كمآلنا في أولئك الذين يستطيعون أن يحققوها جميعا ويضيفوا اليها جديدا .. كماسنجده في هذا القدر المشترك من محاولاتنا معا ومثابرتنا دائما ..
والآن نمضي سويا نحن الذين نتلقى حول هذه الكلمات والوصايا
وليحاول كل منا أن يسبق فهذا هو السباق الشريف حقا .. النبيل حقا .. العادل حقا ..!
ولئن جاءت هذه الوصايا عشر في تعدادها فهي "واحدة " في موضوعها ..!
وإنها لتبدأ وتنتهي في خدمة واحدة – هي انتصارنا على ضعفنا – وتمكيننا من الشد على دفة الحياة بأيدينا
ولم أرد لهذه الوصايا أن تكون مدينة فاضلة أسوق الناس إليها فإن ولائنا للحرية ينأي بنا عن أن نخضع " الروح الانساني " لأي تخطيط .
وحسب هذه الوصايا أن تكون دليلا يستعين به على بناء مدينته الفاضلة بنفسه ولنفسه كمايريد هو وكما يختار ..
وقديما سمع أحد الحكماء رجلا يقول في مرارة النادم :" ياليتني لقيت من يقول لي "
فأجابه الحكيم قائلا :" ياليتك عملت بما كان معك وهذا حق فمع كل هداه .
والآن نمضي سويا نحن الذين نلتقي حول هذه الكلمات والوصايا
وليحاول كل منا أن يسبق فهذا هو السباق ...
الوصـــــــــــية الأولـــــــــــــــــى .....:
أهلت عصور الحب فودع الكراهية ..
منذ متى والبشرية ترتعد تحت وطأة صقيع الكراهية وزمهرير البغضاء ؟؟
منذ عهد بعيد ممعن في البعد منذ ساق أحد ابني آدم أخاه إلى المجزر لأن الله رفض قربانه وتقبل قربان أخيه .
والبحث عن الحب بحث عن " القانون " الذي ينظم سير الحياة ويضمن بقائها
وعبر الزمان المديد ، كان الرسل والهداة والمصلحون ينطلقون من ضمير البشرية ليرتادوا المجهول وليبحثوا لها عن قانون حياتها وتضرجت الأرض بدماء الكثيرين منهم .
اغتالتهم الكراهية التي شحذت كل قواها لتفتك بهم قبل أن يفتكون بها ..
وكان كلما ارتفع للحب راية خفقت للبعض رايات وتحرك ميراث الغابة في جيشان صاخب ، أحقابا تلو أحقاب زاعما للناس أن
الحب ضعف انساني وزاعمالهم كذلك أن البقاء للأشد ساعدا، الأحد نابا الأكثر استعارا بنيران الحقد والأنانية والاستعلاء
وتعثرت البشرية وخاضت مستنقعات الكراهية التي كادت تبتلعها ..
فحين يرتبط الانسان بالأرض في قديم الزمان يتخذ الحب من ذلك سبيلا لينمي نفسه داخل ضمير الانسان وروحه
وحين يرتبط بالأسرة يبرز الحب كقانون للعلاقة بين الرجل وزوجته وبين الزوجين وبنيهما ..
وينشر الحب وجوده ويفسح رحابه كاسحا أمامه البغضاء التي كانت تتطوح تحت ضرباته في مثل جنون العواصف وعربدتها
وبعد محاولات وجهود ، اكتشف الانسان أن المحبة هي القانون الحقيقي لوجوده بل للوجود كله !!
تبين الانسان أن الحب قوام طبيعته , وجوهر طينته , وأنه خلق ليحب ويحب , ليألف ويؤلف ..
منذ عهد بعيد وملكوت الحب يقترب ولكنه في عصرنا هذا يسرع في اقترابه .
إن الحياة الانسانية تتقدم ولا تتأخر .. تزدهر , ولا تذوى ..
وحين نبلو أمرها . نجد أن جوهر ازرهارها – هو الحب ..
تأمل تلك الظواهر العابرة في حياتك , وفي حياة الناس تجد الحب جوهر كل ازدهار ..
إذا زارك صديق تحبه ؛ تحول بيتك إلى عرس ومهرجان .
إذا أحببت عملك .. تفانيت في أدائه واتقانه ..
إذا أحببت قانونا ، احترمته ..
إذا أحببت الحياة ؛ لم تفكر في الانسحاب منها ..
وكلنا تمر بنا تلك اللحظات التي تتفجر فيها أنفسنا محبة وشوقا ، وصداقة وود فإذا بأفئدتنا تهفو نحو كل خير وتفيض توقيرا
واحتراما للحياة ، وتبدو الدنيا بهيجة والناس طيبين والمستقبل مغردا ..
لحظات الحبور هذه .. لاتكاد تواتينا صافية مشعة إلا حين تحيا نفوسنا في حالة حب ظافر ..
ونحن نظلم الحياة حين نحسبها فقيرة أو بخيله بهذا الحبور فالحق أنها تعطينا منه بغير حساب لمن يهيئ نفسه لتقبله
وذلك بأن يطهر قلبه من البغض ويحيا في وفاق مع نفسه ومع الناس ..
إن الاحساس بالجمال وبالمحبة وبالحياة قريب من كل فؤاد ذكي وكل قلب سليم ..
فمن مزايا عصرنا هذا أنه عرف – وبوسائله هو – كل القيم الصحيحة واللازمة لاستمرار الازدهار البشري ..
أنت واحد من الجيل الذي وضعت على كاهله تبعات الميلاد .
ميلاد الانسانية والتي من أجلها أرسل الرسل المباركين أيد جهاد الرواد والمصلحين ..
الإنسانية التي تختفي الكراهية من حياتها والتي تقود المحبة العظمى في سلوكها وتهدى خطاها ..
إن الحياة تفتح ذراعيها الحانيتين لتضم إلى صدرها الودود كل محب ودود
وإنها لتنادي الطيبين الودعاء :- إلى يابذور الغد المجيد إلى طلائع البشرية المقبلة ..
لم تعد الحياة الانسانية تأبه إلا للبطولات التي تنطلق من الخير وتمل وفق أغراضه .
لم يعد التاريخ يقف عند ذوي البأس والسطوة .. بل مع ذوي المروءة والحق .!
لم تعد تبهره بطولات الفتح العسكري والسياسي ..
بل تبهره بطولات الفتح الانساني الذي يجمع الشتات ويقاوم التمزق والكره ..
فإذا بذلت من قلبك للآخرين حبا وصفاء ؛ فلن يكون قلبك موضع السخرية ولا الجحود .
إن معايير الحياة الانسانية قد استقامت ونجت من قوى الزيف والمناورة
وإن المحبين الطيبين لن يسلموا بعد اليوم للنكران ولا الضياع
إذا أحببت الناس صادقا فلن يكرهوك أبدا ..
صحيح أنهم قد يفعلون ذلك بعض الوقت لكنهم لن يلبثوا إلا قليلا ثم يعودون إليك تسبقهم قلوبهم ..
ذلك أن أولى مزايا الحب قدرته على منح الآخرين الثقة به والطمأنينة إليه ..وهكذا لايذهب حبك للناس سدى .
ولكن ، كيف تبدأ ؛ لكي تكون محبا ..؟؟
طالما قالت لك الوصايا الأخلاقية .. أحبب جارك أحبب إخوانك أحبب والديك .. أحبب عملك ..
بيد أنني أريد أن أسبق كل هذه الوصايا بوصية أخرى هي : " أحبب نفسك "!
الحق أن من أحب نفسه أحب رفاقه وأحبه رفاقه لأن الذي يعطي هو الذي يملك والعاجز عن حب نفسه هو عن حب غيره أشد عجزا !!
وصدق أفلاطون حين قال :" إن أشق أنواع الصداقات كافة صداقة المرء لنفسه "!
فالحب : مالحب ؟؟
نشاط يهيج تعبر به الروح عن نفسها ..
كيف نمنحه غيرنا ونمنعه أنفسنا ؟!
إننا نحب الأشياء التي نرغبها ونجد في التعلق بها معاناه ممتعة
وفي الفوز بها سعادة فائقة
فإذا قيل لنا أحبوا أنفسكم كان هذا الاستهلال الرشيد لكل حب رشيد ..
وحبك لنفسك مختلف عن الأنانية اختلافا كبيرا
فالأنانية .. هي تعصب وانطواء وغرور بينما الحب يتضمن التسامح والايثار والفهم ..
وأول التزاماتك تجاه حبك لنفسك ، أن تعرف قيمتك فأنت انسان طيب ..
مهمــا تكن عثراتك وأخطاؤك فأنت انسان طيب ولو لم يكن فيك إلا رغبتك الملحة في أن تكون أفضل مما أنت لكفاك هذا ..
إن عوامل الشر الكامنة في أنفسنا والمنتشرة حولنا تطارد نوازع الخير وتتحداها في اصرار ومع هذا ففي أعماقنا دائما نزوع
الخير وحنين إلى الى الكمال ، ومحاولات تكبو مرة وتنهض مرات ..
فلا تكن باخعا نفسك على عثراتها ..
ناقش نفسك في أخطائها .. لكــــــن لا تمتهنها ..
إلوي زمامها عن السوء .. لكن لا تضطهدها ..
إن أكثر الذين يضمرون للناس العداوة والحقد ، إنما يصدرون عن خراب داخلي في أنفسهم التي كرهوها واضطهدوها ..!
إن نفسك جديرة بحبك وباحترامك .. لأنها ليست ذرة تائهة في خواء .. بل هي حلقة ثمينة في سلسلة الكيان الانساني ..
هي عضلة عاملة من عضلات القلب البشري ..!
إن الحب العظيم الذي كان يعمر قلب " محمد " و" المسيح " عليهما السلام .. وقلب " بوذا" وغاندي موجود فيك ومعك ..
وإنك لتملك هذا الرصيد بيد أنك تجهل وسائل استثماره ، ولا تبذل إرادتك جهدا كافيا لبعثه ونشوره .
والدليل على أن حبهم لأنفسهم كان كبيرا – أنهم ندبوها للأعمال الجليلة وللجهاد الكبير من أجل خير الإنسانية كلها
واختاروا لها أشق وأعظم رسالات الحياة .. وجندوها تجنيدا كاملا لقضية الحق ، والخير ، والرحمة والحب ..
وهذا يمنحنا المفهوم الصحيح لحب النفس ..
فحبك لنفسك لا يعني الانطواء عليها وتدليلها .
لا يعني تركها ترعى مع الهمل وتختار من الواجبات والتبعات نفاياتها الهزيلة ..
وإنما حب النفس إذا كان صادقا ورشيدا ؛ يدعو صاحبه إلى ايثار الواجبات الثقيلة والتبعات الرفيعة
والتحليق عاليا في آفاق العظمة .
وأنت لابد تعلم أن الاحتفاظ بروح السلام والود بينك وبين الناس مهمة صعبة .. لكن حبك الذي أنضجته داخل نفسك قادر
على أن يجعل الصعب سهلا ، وولاؤك الوثيق للحب ، كضرورة انسانية ، وقيمة عليا سيجعلك في كل نزاع ، خير ابني آدم وأزكاهما نفسا .
وسوف تلتقي في الحياة بناس تعبق منهم كل عطور التفوق الأخلاقي ..
وهؤلاء لن تتكلف حبهم لأن سموهم ينادي إليهم كل نظير .
وستتلقى بآخرين تعرف منهم وتنكر .. لايشجعون على حبهم بل ولا على الاقتراب منهم .. فيهم الكثير من أخلاق المستنقع ,,!
وهؤلاء فرصة لك فاغتنمها .. إنهم هم الذين سيكشفون عن جوهرك ويفتحون عينيك على المستوى الذي بلغته نفسك في حبها وتفوقها ..
إن العظمة الوافية هي أن تمنح نفس الحب الذي منحته لمن يستحق للذين يعجزون عن حبك بل للذين يكافئونك على الحب بالعداوة ..!!
وعلاقاتك بالناس ، لاتكفي أن تقوم على المجاملة .. بل ينبغي أن تضرب جذورها في الأعماق .. وأن تقوم على الحب الكامل الوثيق ..
ولكي تدرك هذا ؛ عليك أن تبذل جهودا دائبة ليزداد ثراؤك الروحي من :
• التسامح .
• التفوق .
• التفاؤل .
• فضع في حسابك دوما أنك تتعامل مع الجزء الأفضل من الناس ، ولا تكن قوى الذاكرة تجاه اساءاتهم
سأضــع بين أيديكم تلخيص كتاب الوصايا العشر .. كتاب رائع .. يعيشك الحياة بشكل مختلف وبقيم عليا تسعد بها وترتقي... سأنزله لكم على مقاطع ان شاء الله لأن التلخيص مطوّل بعض الشيء
ّ المقدمةّ *
أنت ... وأنا ... قد تواتينا القدرة على الأخذ بهذه الوصايا جميعا وقد نقدر على بعضها ، ونعجز عن بعض ..
ومهما يكن الأمر، فلا ينبغي أن نيأسأو نتخذ من العجز مرفأ يرسو عليه زورق حياتنا ..
بل علينا أن نحاول دوما ونحقق منها ومن الخير مانستطيع ..
وسنجد كمآلنا في أولئك الذين يستطيعون أن يحققوها جميعا ويضيفوا اليها جديدا .. كماسنجده في هذا القدر المشترك من محاولاتنا معا ومثابرتنا دائما ..
والآن نمضي سويا نحن الذين نتلقى حول هذه الكلمات والوصايا
وليحاول كل منا أن يسبق فهذا هو السباق الشريف حقا .. النبيل حقا .. العادل حقا ..!
ولئن جاءت هذه الوصايا عشر في تعدادها فهي "واحدة " في موضوعها ..!
وإنها لتبدأ وتنتهي في خدمة واحدة – هي انتصارنا على ضعفنا – وتمكيننا من الشد على دفة الحياة بأيدينا
ولم أرد لهذه الوصايا أن تكون مدينة فاضلة أسوق الناس إليها فإن ولائنا للحرية ينأي بنا عن أن نخضع " الروح الانساني " لأي تخطيط .
وحسب هذه الوصايا أن تكون دليلا يستعين به على بناء مدينته الفاضلة بنفسه ولنفسه كمايريد هو وكما يختار ..
وقديما سمع أحد الحكماء رجلا يقول في مرارة النادم :" ياليتني لقيت من يقول لي "
فأجابه الحكيم قائلا :" ياليتك عملت بما كان معك وهذا حق فمع كل هداه .
والآن نمضي سويا نحن الذين نلتقي حول هذه الكلمات والوصايا
وليحاول كل منا أن يسبق فهذا هو السباق ...
الوصـــــــــــية الأولـــــــــــــــــى .....:
أهلت عصور الحب فودع الكراهية ..
منذ متى والبشرية ترتعد تحت وطأة صقيع الكراهية وزمهرير البغضاء ؟؟
منذ عهد بعيد ممعن في البعد منذ ساق أحد ابني آدم أخاه إلى المجزر لأن الله رفض قربانه وتقبل قربان أخيه .
والبحث عن الحب بحث عن " القانون " الذي ينظم سير الحياة ويضمن بقائها
وعبر الزمان المديد ، كان الرسل والهداة والمصلحون ينطلقون من ضمير البشرية ليرتادوا المجهول وليبحثوا لها عن قانون حياتها وتضرجت الأرض بدماء الكثيرين منهم .
اغتالتهم الكراهية التي شحذت كل قواها لتفتك بهم قبل أن يفتكون بها ..
وكان كلما ارتفع للحب راية خفقت للبعض رايات وتحرك ميراث الغابة في جيشان صاخب ، أحقابا تلو أحقاب زاعما للناس أن
الحب ضعف انساني وزاعمالهم كذلك أن البقاء للأشد ساعدا، الأحد نابا الأكثر استعارا بنيران الحقد والأنانية والاستعلاء
وتعثرت البشرية وخاضت مستنقعات الكراهية التي كادت تبتلعها ..
فحين يرتبط الانسان بالأرض في قديم الزمان يتخذ الحب من ذلك سبيلا لينمي نفسه داخل ضمير الانسان وروحه
وحين يرتبط بالأسرة يبرز الحب كقانون للعلاقة بين الرجل وزوجته وبين الزوجين وبنيهما ..
وينشر الحب وجوده ويفسح رحابه كاسحا أمامه البغضاء التي كانت تتطوح تحت ضرباته في مثل جنون العواصف وعربدتها
وبعد محاولات وجهود ، اكتشف الانسان أن المحبة هي القانون الحقيقي لوجوده بل للوجود كله !!
تبين الانسان أن الحب قوام طبيعته , وجوهر طينته , وأنه خلق ليحب ويحب , ليألف ويؤلف ..
منذ عهد بعيد وملكوت الحب يقترب ولكنه في عصرنا هذا يسرع في اقترابه .
إن الحياة الانسانية تتقدم ولا تتأخر .. تزدهر , ولا تذوى ..
وحين نبلو أمرها . نجد أن جوهر ازرهارها – هو الحب ..
تأمل تلك الظواهر العابرة في حياتك , وفي حياة الناس تجد الحب جوهر كل ازدهار ..
إذا زارك صديق تحبه ؛ تحول بيتك إلى عرس ومهرجان .
إذا أحببت عملك .. تفانيت في أدائه واتقانه ..
إذا أحببت قانونا ، احترمته ..
إذا أحببت الحياة ؛ لم تفكر في الانسحاب منها ..
وكلنا تمر بنا تلك اللحظات التي تتفجر فيها أنفسنا محبة وشوقا ، وصداقة وود فإذا بأفئدتنا تهفو نحو كل خير وتفيض توقيرا
واحتراما للحياة ، وتبدو الدنيا بهيجة والناس طيبين والمستقبل مغردا ..
لحظات الحبور هذه .. لاتكاد تواتينا صافية مشعة إلا حين تحيا نفوسنا في حالة حب ظافر ..
ونحن نظلم الحياة حين نحسبها فقيرة أو بخيله بهذا الحبور فالحق أنها تعطينا منه بغير حساب لمن يهيئ نفسه لتقبله
وذلك بأن يطهر قلبه من البغض ويحيا في وفاق مع نفسه ومع الناس ..
إن الاحساس بالجمال وبالمحبة وبالحياة قريب من كل فؤاد ذكي وكل قلب سليم ..
فمن مزايا عصرنا هذا أنه عرف – وبوسائله هو – كل القيم الصحيحة واللازمة لاستمرار الازدهار البشري ..
أنت واحد من الجيل الذي وضعت على كاهله تبعات الميلاد .
ميلاد الانسانية والتي من أجلها أرسل الرسل المباركين أيد جهاد الرواد والمصلحين ..
الإنسانية التي تختفي الكراهية من حياتها والتي تقود المحبة العظمى في سلوكها وتهدى خطاها ..
إن الحياة تفتح ذراعيها الحانيتين لتضم إلى صدرها الودود كل محب ودود
وإنها لتنادي الطيبين الودعاء :- إلى يابذور الغد المجيد إلى طلائع البشرية المقبلة ..
لم تعد الحياة الانسانية تأبه إلا للبطولات التي تنطلق من الخير وتمل وفق أغراضه .
لم يعد التاريخ يقف عند ذوي البأس والسطوة .. بل مع ذوي المروءة والحق .!
لم تعد تبهره بطولات الفتح العسكري والسياسي ..
بل تبهره بطولات الفتح الانساني الذي يجمع الشتات ويقاوم التمزق والكره ..
فإذا بذلت من قلبك للآخرين حبا وصفاء ؛ فلن يكون قلبك موضع السخرية ولا الجحود .
إن معايير الحياة الانسانية قد استقامت ونجت من قوى الزيف والمناورة
وإن المحبين الطيبين لن يسلموا بعد اليوم للنكران ولا الضياع
إذا أحببت الناس صادقا فلن يكرهوك أبدا ..
صحيح أنهم قد يفعلون ذلك بعض الوقت لكنهم لن يلبثوا إلا قليلا ثم يعودون إليك تسبقهم قلوبهم ..
ذلك أن أولى مزايا الحب قدرته على منح الآخرين الثقة به والطمأنينة إليه ..وهكذا لايذهب حبك للناس سدى .
ولكن ، كيف تبدأ ؛ لكي تكون محبا ..؟؟
طالما قالت لك الوصايا الأخلاقية .. أحبب جارك أحبب إخوانك أحبب والديك .. أحبب عملك ..
بيد أنني أريد أن أسبق كل هذه الوصايا بوصية أخرى هي : " أحبب نفسك "!
الحق أن من أحب نفسه أحب رفاقه وأحبه رفاقه لأن الذي يعطي هو الذي يملك والعاجز عن حب نفسه هو عن حب غيره أشد عجزا !!
وصدق أفلاطون حين قال :" إن أشق أنواع الصداقات كافة صداقة المرء لنفسه "!
فالحب : مالحب ؟؟
نشاط يهيج تعبر به الروح عن نفسها ..
كيف نمنحه غيرنا ونمنعه أنفسنا ؟!
إننا نحب الأشياء التي نرغبها ونجد في التعلق بها معاناه ممتعة
وفي الفوز بها سعادة فائقة
فإذا قيل لنا أحبوا أنفسكم كان هذا الاستهلال الرشيد لكل حب رشيد ..
وحبك لنفسك مختلف عن الأنانية اختلافا كبيرا
فالأنانية .. هي تعصب وانطواء وغرور بينما الحب يتضمن التسامح والايثار والفهم ..
وأول التزاماتك تجاه حبك لنفسك ، أن تعرف قيمتك فأنت انسان طيب ..
مهمــا تكن عثراتك وأخطاؤك فأنت انسان طيب ولو لم يكن فيك إلا رغبتك الملحة في أن تكون أفضل مما أنت لكفاك هذا ..
إن عوامل الشر الكامنة في أنفسنا والمنتشرة حولنا تطارد نوازع الخير وتتحداها في اصرار ومع هذا ففي أعماقنا دائما نزوع
الخير وحنين إلى الى الكمال ، ومحاولات تكبو مرة وتنهض مرات ..
فلا تكن باخعا نفسك على عثراتها ..
ناقش نفسك في أخطائها .. لكــــــن لا تمتهنها ..
إلوي زمامها عن السوء .. لكن لا تضطهدها ..
إن أكثر الذين يضمرون للناس العداوة والحقد ، إنما يصدرون عن خراب داخلي في أنفسهم التي كرهوها واضطهدوها ..!
إن نفسك جديرة بحبك وباحترامك .. لأنها ليست ذرة تائهة في خواء .. بل هي حلقة ثمينة في سلسلة الكيان الانساني ..
هي عضلة عاملة من عضلات القلب البشري ..!
إن الحب العظيم الذي كان يعمر قلب " محمد " و" المسيح " عليهما السلام .. وقلب " بوذا" وغاندي موجود فيك ومعك ..
وإنك لتملك هذا الرصيد بيد أنك تجهل وسائل استثماره ، ولا تبذل إرادتك جهدا كافيا لبعثه ونشوره .
والدليل على أن حبهم لأنفسهم كان كبيرا – أنهم ندبوها للأعمال الجليلة وللجهاد الكبير من أجل خير الإنسانية كلها
واختاروا لها أشق وأعظم رسالات الحياة .. وجندوها تجنيدا كاملا لقضية الحق ، والخير ، والرحمة والحب ..
وهذا يمنحنا المفهوم الصحيح لحب النفس ..
فحبك لنفسك لا يعني الانطواء عليها وتدليلها .
لا يعني تركها ترعى مع الهمل وتختار من الواجبات والتبعات نفاياتها الهزيلة ..
وإنما حب النفس إذا كان صادقا ورشيدا ؛ يدعو صاحبه إلى ايثار الواجبات الثقيلة والتبعات الرفيعة
والتحليق عاليا في آفاق العظمة .
وأنت لابد تعلم أن الاحتفاظ بروح السلام والود بينك وبين الناس مهمة صعبة .. لكن حبك الذي أنضجته داخل نفسك قادر
على أن يجعل الصعب سهلا ، وولاؤك الوثيق للحب ، كضرورة انسانية ، وقيمة عليا سيجعلك في كل نزاع ، خير ابني آدم وأزكاهما نفسا .
وسوف تلتقي في الحياة بناس تعبق منهم كل عطور التفوق الأخلاقي ..
وهؤلاء لن تتكلف حبهم لأن سموهم ينادي إليهم كل نظير .
وستتلقى بآخرين تعرف منهم وتنكر .. لايشجعون على حبهم بل ولا على الاقتراب منهم .. فيهم الكثير من أخلاق المستنقع ,,!
وهؤلاء فرصة لك فاغتنمها .. إنهم هم الذين سيكشفون عن جوهرك ويفتحون عينيك على المستوى الذي بلغته نفسك في حبها وتفوقها ..
إن العظمة الوافية هي أن تمنح نفس الحب الذي منحته لمن يستحق للذين يعجزون عن حبك بل للذين يكافئونك على الحب بالعداوة ..!!
وعلاقاتك بالناس ، لاتكفي أن تقوم على المجاملة .. بل ينبغي أن تضرب جذورها في الأعماق .. وأن تقوم على الحب الكامل الوثيق ..
ولكي تدرك هذا ؛ عليك أن تبذل جهودا دائبة ليزداد ثراؤك الروحي من :
• التسامح .
• التفوق .
• التفاؤل .
• فضع في حسابك دوما أنك تتعامل مع الجزء الأفضل من الناس ، ولا تكن قوى الذاكرة تجاه اساءاتهم
Nadine Abdulaziz :موضوع جميل يعطيكِ العافيةموضوع جميل يعطيكِ العافية
مرورك الاجمل حبيبتي .. يعافيك ربي❣
يتـــــــــــــبع ..♣
... تــــــابع للوصية الأولى ..
فلابد من التسامح لكي تكون محبا .. ذلك أن الناس صنوف شتى .
فضع في حسابك دوما أنك تتعامل مع الجزء الأفضل من الناس ولا تكن قوي الذاكرة تجاه اساءاتهم وكن قويا تلقاء مزاياهم وخيرهم !!
لن تجد أبدا الانسان الذي ماساء قط .. الانسان الذي تصفو مشاربه .. لكنك واجد دائما الإنسان الذي ينطوي على خير ، ولو ضئيل .!!
فتعرف إلى هذا الخير في كل من تلقى وتعامل مع هذا الخير كثيرا كان أو قليلا وحاول أن تنميه بتسامحك وتساميك وحدبك ..
ولاتركز على ضعفهم فإن بك – مهما تكن قوة نفسك – ضعفا لاتحب أن يركز الآخرون عليه !!
إن الفرد الكامل لا وجود له بين صفوف الناس .
ولكن الكمال في قدر مشترك من جهودهم جميعا واذا ساءك من أحدهم أمر سيسرك منه أمور فوطد عزمك على التسامح والفهم تظفر بقلوبهم وتعاونهم على ماترجو لهم من ارتقاء وحين تدفع السيئة بالحسنة والتجهم بالتهلل ، والأذى بالصفح ، فلن يكون لك على ظهر الأرض خصوم لأن روحك الطيبة ستجذبهم طائعين أو مكرهين . وسيمسهم منها شعاع مقدس فاذا هم ودعاء محبون
أهناك بين أرباح الدنيا كلها ومكاسبها جميعا ربح أوفى من هذا ؟!
& لابد من التفوق .. ذلك أن الحب بذل لاينتظر العوض .
فالمحب أبعد الناس عن الحقد والغضب ، ذلك أن الحقد عزاء يقدمه الفاشلون إلى أنفسهم العاجزة .. كل امرئ حقود ليس في حقيقته سوى أنقاض حي وبقايا جثمان ولن تجد انسانا مطمئنا إلى نفسه يحقد على الآخرين مهما يسبقوه ..
فلا تجعل الحاقدين يظفروا بك ويضموا عضوا جديدا إلى عصابتهم الفانية !!
وذلك لا يتطلب منك أن تتجنب الحقد وحسب .. بل ويقتضيك ألا تقاوم الحقد بحقد مثله
قاومها بثباتك وبفضائل نفسك وبحيلتك الواسعة الكريمة
ولكي يسلس لك هذا الموقف النبيل دوما .. تعود ألا تغضب وألا يلبث غضبك إلا قليلا ..
ومن العسير ألا تغضب لكن من اليسير ألا تغضب كثيرا ..
إذا غلبك الغضب ؛ فاغضب "غضبا مفكرا"
فهو انفعال فيه حمية لكن له منطق .. فيه انتفاض لكن معه كابح .. وفيه ذكاء كريم يدور رول الأزمة ويفسرها .. وسرعان ماينتهي الغضب ويذوب ..
كان " دزرائيلى " إذا أثاره أحد وأغضبه كتب اسمه في ورقة ثم تأملها جيدا ثم مزقها ، فينتهي غضبه من فوره .. وبهذه العادة الصالحة استنقذ راحة نفسه من براثن الغضب والغيظ ..
لاتجعل غضبك " نابحا " بل اجعله وديعا وعابرا وكن سريع الفيء والرضا ..
ولابد لك من الحماسة والتفاؤل لكي تكون محبا فالحماسة والتفاؤل عصب كل حب سديد كما أنها مثوبة الحب يهديها إلى ذويه ..
إن المحب يرى الحياة ببصيرته الثاقبة ويضفي عليها صفاء روحه ماينحي عنها الكآبة وهو لايفعل ذلك بخيال فنان بل بحنكة مجرب وفطرة انسان لأن الحب لايصير منهجا للنفس والسلوك إلابعد أن يجتاز الانسان تجارب كثرا يواجه خلالها من أسرار الحياة وبواطن الأمور مايجعل التشاؤم خرافة ولغوا .
والحق أن ليس ثمة في واقع حياتنا وتطورنا مايغري بالتشاؤم ويصد عن التفاؤل ..
فتفاءل وتهلل ولاتحصر تفاؤلك داخل حدود
فالتفاؤل مهما نسرف فيه ينطوي دائما على صدق تاريخي ويستمد صدقا كبيرا من معالم تطورنا الانساني ..
تفائل لنفسك ولمن حولك وللناس جميعا ..
والآن, وقد رضت نفسك على حبها وحب غيرك فوسع دائرة حبك حتى تسع الناس جميعا .
لاتخف أن ينفد أو يغيض فالحب يزيد بالانفاق ويموت بالشح والامساك .!!
ابسط ذراعيك وعانق البشر جميعا ولا تلو زمام قلبك إلا عن قوى الشر التي تعوق تقدم الانسان وتهدد أمن الحياة وتنكس ميزان العدالة في الأرض .
وفيما وراء ذلك لاتدع اختلاف الدين ولا اختلاف الجنس واللون ولا اختلاف المذهب وارأي . يضائل من حبك المفيض أو يصده عن السبيل .
وأنت بحاجة دائمة إلى التركيز بقدر أوفى على حب الوطن لا تعصبا، ولكن رعاية لضرورة الحب ذاتها ؛ لأن متاعب الحياة – عادة- لاتجئ من الناس البعيدين منا بقدر ماتجئ من الذين تجمعنا واياهم روابط العيش والعشرة الدانية ، حيث تولد العلاقات المتبادلة والمباشرة كثيرا مما يسر ويسوء . فما لم نكن مزدين بالفهم ومفعمين بالحب ، فإن الميزان سيضطرب في أيدينا ..
لاتسمح لشيء ما أن يكدر صفو حبك وولائك لوطنك .. ولقومك .. وخذ القدوة من أصحابها العظماء ..
هذا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، يضطهده سادة قومه ، ويخرجونه من وطنه ، فيودعه في أسى المحب ويستقبل مكة قبيل الرحيا قائلا :
" والله إنك لأحب البلاد إلى نفسي .. ولولا أن قومك أخرجوني منك ماخرجت أبدا "
والحب الكبير الذي يعد نفسه ليسبح في المحيطات الواسعة يجب أن يتفوق أولا في سباحة الأنهار .!!
والقلب الودود الذي يصافح وده البشرية بأسرها ، لابد أن يكون قد استقر ولاؤه لعشيرته الأقربين ..
على أن شحذ إحساسك بالإخاء العالمي وبالصداقة البشرية ضروري لك لتكون إنسانا ..
والحب للروح كالهواء للرئة .. كلما تلقت الرئة هواء نقيا قادما من المساحات الواسعة الطلقة ، ازدادت به حيوية وقوة
ودع وجدانك يمتلئ بالصداقة لكل شيء طيب ، لابين الناس وحدهم .. بل في كون الله الرحيب ..
فالكون كله صديقنا – الأرض .. الشمس .. القمر .. النجوم .. الناس .. النبات .. التلال .. الأنهار .. الزهور ..
وإن روحك إذا كانت طيبة ، لن تشبع حبا فدعها تصافح كل شيء .. فكل شيء لها صديق ..!
دعها تحب كل ماوجد لكي يحب ويؤلف
دعها تعزز صداقاتها وتنم موداتها
إن الحب يتقدم لينشئ عالما جدديدا .. عالما من خلقنا ومن روحنا .. فتقدم معه ..
ولا تقل كيف السبيل ؟
فأنت هو السبيل .. وليـس عليك إلا أن تكون محبـــــــــــا ..!
... تــــــابع للوصية الأولى ..
فلابد من التسامح لكي تكون محبا .. ذلك أن الناس صنوف شتى .
فضع في حسابك دوما أنك تتعامل مع الجزء الأفضل من الناس ولا تكن قوي الذاكرة تجاه اساءاتهم وكن قويا تلقاء مزاياهم وخيرهم !!
لن تجد أبدا الانسان الذي ماساء قط .. الانسان الذي تصفو مشاربه .. لكنك واجد دائما الإنسان الذي ينطوي على خير ، ولو ضئيل .!!
فتعرف إلى هذا الخير في كل من تلقى وتعامل مع هذا الخير كثيرا كان أو قليلا وحاول أن تنميه بتسامحك وتساميك وحدبك ..
ولاتركز على ضعفهم فإن بك – مهما تكن قوة نفسك – ضعفا لاتحب أن يركز الآخرون عليه !!
إن الفرد الكامل لا وجود له بين صفوف الناس .
ولكن الكمال في قدر مشترك من جهودهم جميعا واذا ساءك من أحدهم أمر سيسرك منه أمور فوطد عزمك على التسامح والفهم تظفر بقلوبهم وتعاونهم على ماترجو لهم من ارتقاء وحين تدفع السيئة بالحسنة والتجهم بالتهلل ، والأذى بالصفح ، فلن يكون لك على ظهر الأرض خصوم لأن روحك الطيبة ستجذبهم طائعين أو مكرهين . وسيمسهم منها شعاع مقدس فاذا هم ودعاء محبون
أهناك بين أرباح الدنيا كلها ومكاسبها جميعا ربح أوفى من هذا ؟!
& لابد من التفوق .. ذلك أن الحب بذل لاينتظر العوض .
فالمحب أبعد الناس عن الحقد والغضب ، ذلك أن الحقد عزاء يقدمه الفاشلون إلى أنفسهم العاجزة .. كل امرئ حقود ليس في حقيقته سوى أنقاض حي وبقايا جثمان ولن تجد انسانا مطمئنا إلى نفسه يحقد على الآخرين مهما يسبقوه ..
فلا تجعل الحاقدين يظفروا بك ويضموا عضوا جديدا إلى عصابتهم الفانية !!
وذلك لا يتطلب منك أن تتجنب الحقد وحسب .. بل ويقتضيك ألا تقاوم الحقد بحقد مثله
قاومها بثباتك وبفضائل نفسك وبحيلتك الواسعة الكريمة
ولكي يسلس لك هذا الموقف النبيل دوما .. تعود ألا تغضب وألا يلبث غضبك إلا قليلا ..
ومن العسير ألا تغضب لكن من اليسير ألا تغضب كثيرا ..
إذا غلبك الغضب ؛ فاغضب "غضبا مفكرا"
فهو انفعال فيه حمية لكن له منطق .. فيه انتفاض لكن معه كابح .. وفيه ذكاء كريم يدور رول الأزمة ويفسرها .. وسرعان ماينتهي الغضب ويذوب ..
كان " دزرائيلى " إذا أثاره أحد وأغضبه كتب اسمه في ورقة ثم تأملها جيدا ثم مزقها ، فينتهي غضبه من فوره .. وبهذه العادة الصالحة استنقذ راحة نفسه من براثن الغضب والغيظ ..
لاتجعل غضبك " نابحا " بل اجعله وديعا وعابرا وكن سريع الفيء والرضا ..
ولابد لك من الحماسة والتفاؤل لكي تكون محبا فالحماسة والتفاؤل عصب كل حب سديد كما أنها مثوبة الحب يهديها إلى ذويه ..
إن المحب يرى الحياة ببصيرته الثاقبة ويضفي عليها صفاء روحه ماينحي عنها الكآبة وهو لايفعل ذلك بخيال فنان بل بحنكة مجرب وفطرة انسان لأن الحب لايصير منهجا للنفس والسلوك إلابعد أن يجتاز الانسان تجارب كثرا يواجه خلالها من أسرار الحياة وبواطن الأمور مايجعل التشاؤم خرافة ولغوا .
والحق أن ليس ثمة في واقع حياتنا وتطورنا مايغري بالتشاؤم ويصد عن التفاؤل ..
فتفاءل وتهلل ولاتحصر تفاؤلك داخل حدود
فالتفاؤل مهما نسرف فيه ينطوي دائما على صدق تاريخي ويستمد صدقا كبيرا من معالم تطورنا الانساني ..
تفائل لنفسك ولمن حولك وللناس جميعا ..
والآن, وقد رضت نفسك على حبها وحب غيرك فوسع دائرة حبك حتى تسع الناس جميعا .
لاتخف أن ينفد أو يغيض فالحب يزيد بالانفاق ويموت بالشح والامساك .!!
ابسط ذراعيك وعانق البشر جميعا ولا تلو زمام قلبك إلا عن قوى الشر التي تعوق تقدم الانسان وتهدد أمن الحياة وتنكس ميزان العدالة في الأرض .
وفيما وراء ذلك لاتدع اختلاف الدين ولا اختلاف الجنس واللون ولا اختلاف المذهب وارأي . يضائل من حبك المفيض أو يصده عن السبيل .
وأنت بحاجة دائمة إلى التركيز بقدر أوفى على حب الوطن لا تعصبا، ولكن رعاية لضرورة الحب ذاتها ؛ لأن متاعب الحياة – عادة- لاتجئ من الناس البعيدين منا بقدر ماتجئ من الذين تجمعنا واياهم روابط العيش والعشرة الدانية ، حيث تولد العلاقات المتبادلة والمباشرة كثيرا مما يسر ويسوء . فما لم نكن مزدين بالفهم ومفعمين بالحب ، فإن الميزان سيضطرب في أيدينا ..
لاتسمح لشيء ما أن يكدر صفو حبك وولائك لوطنك .. ولقومك .. وخذ القدوة من أصحابها العظماء ..
هذا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، يضطهده سادة قومه ، ويخرجونه من وطنه ، فيودعه في أسى المحب ويستقبل مكة قبيل الرحيا قائلا :
" والله إنك لأحب البلاد إلى نفسي .. ولولا أن قومك أخرجوني منك ماخرجت أبدا "
والحب الكبير الذي يعد نفسه ليسبح في المحيطات الواسعة يجب أن يتفوق أولا في سباحة الأنهار .!!
والقلب الودود الذي يصافح وده البشرية بأسرها ، لابد أن يكون قد استقر ولاؤه لعشيرته الأقربين ..
على أن شحذ إحساسك بالإخاء العالمي وبالصداقة البشرية ضروري لك لتكون إنسانا ..
والحب للروح كالهواء للرئة .. كلما تلقت الرئة هواء نقيا قادما من المساحات الواسعة الطلقة ، ازدادت به حيوية وقوة
ودع وجدانك يمتلئ بالصداقة لكل شيء طيب ، لابين الناس وحدهم .. بل في كون الله الرحيب ..
فالكون كله صديقنا – الأرض .. الشمس .. القمر .. النجوم .. الناس .. النبات .. التلال .. الأنهار .. الزهور ..
وإن روحك إذا كانت طيبة ، لن تشبع حبا فدعها تصافح كل شيء .. فكل شيء لها صديق ..!
دعها تحب كل ماوجد لكي يحب ويؤلف
دعها تعزز صداقاتها وتنم موداتها
إن الحب يتقدم لينشئ عالما جدديدا .. عالما من خلقنا ومن روحنا .. فتقدم معه ..
ولا تقل كيف السبيل ؟
فأنت هو السبيل .. وليـس عليك إلا أن تكون محبـــــــــــا ..!
الصفحة الأخيرة