والاعتزاز بالهوية الاسلامية لايعني الجحود للوطن .....
وطني الحبيب الذي يضم اطهر البقاع :
قضية الوطن
امر يحاول الكثير جعلها شائكة باطروحاتهم النفعية دون الاحتكام الى الشرع والعقل والمنطق
لذلك ضاعت المكتسبات مابين افراط وتفريط وغياب للمعادلة الموزونة بالشرع والعقل .
ففي وقت تنكر بعض الجهلة لاوطانهم وافسدوا فيها ولم يدركوا انها بيتهم الكبير الذي يضمهم
ويتعموا بخيرات الله تعالى من خلاله وعبر حمايته وبنائه
في هذا الوقت كان هناك من يبالغ في تقديس الوطن وربما احتذى قول الأول عندما أخطأ خطأ فاحشا
ومنكرا بقوله :
وطني لو شغلت بالخلد عنه.... نازعتني إليه في الخلد نفسي.
ومما لاشك فيه ان الوطن ممايأنس به الانسان ويشعر بالطمأنينة فيه اذ هو حاضنه الاول
ومنشأه الذي نشا فيه
وتلك جبلة وغريزة في الانسان بل حتى الحيوان حين يألف مكانه فانه يبقى فيه ويأنس به
فالطير يغدو ويعود الى عشه وكذا الزواحف الى جحورها والبهائم الى حظائرها
وهذه لا خلاف فيها ......
اننا بحاجة الى موازنة وضبط للعلاقة بين الانسان وموطنه وبين الانسان وهويته
بكل وضوح وبعيدا عن الجنوح ذات اليمين او ذات الشمال ......
ماالذي يمنع ان يحمي الفرد وطنه ويدافع عنه ويعمل لبنائه وتنميته ويسعى لمصالحة
ويخطط لانجازاته في كل المجالات
مع تمسكه بهويته الاسلامية والشعور بهموم الامة وقضاياها
اننا نلحظ خلط كبير ومقصود هدفه اذابة الشخصية الاسلامية وتحجيمها
وذلك حين نسمع صيحات تسخر من اهتمام افراد الوطن والبلد بقضايا الامة وهمومها
ونقرأ مقالات تدعو الى حصر الاهتمام والفكر
ومن ذلك اعتراض احد الكتاب المشهورين على قصائد لشاعر كبير كانت امسيته الشعرية
واحة بث فيها هموم الامة وجراحاتها وايقظ في الحضور المشاعر
فكان يعترض على مااسموه فكر ( الاممية ) اي اهتمام المواطن بهموم الامة وترك هموم بلده
وهذه فكرة مردودة عليهم والسبب :
ان الذي يهتم بامور امته يعتبر من اخلص المواطنين في الاهتمام بوطنه وذلك
لان موطنه هو موطن الاسلام وبلد الشريعة الاسلامية وفيه الاهتمام الكبير من قيادته الحكيمة
بقضايا المسلمين ولم شملهم والاهتمام بشؤونهم وهذا لايخفى على احد ......
لكن لماذا هذا الاتجاه من هؤلاء الكتاب لتمييع اهتمام الناس بقضايا الامة ؟؟!!!
هل هو بالفعل حب للوطن وغيرة عليه
ام انهم يمتطون ( حب الوطن ) لتحقيق اهدافههم ) ؟؟!!
لا اريد ان اسيء الظن لكن ؟؟!!!
ماالذي يفسر دعوتهم الى ترك الاهتمام بهموم الامة الاسلامية من جهة
ولكنهم في الجهة الاخرى يدعون الى الانفتاح والاستسلام للعولمة والعيش مع الاخرين
ويصمون من يتمسك بهويته بانه يسعى لمجتمع مغلق
ويتهمون من يحيي تراث بلده وعاداته الطيبة انه اسير للعادات والتقاليد البالية
اين حب الوطن عندما تتعالى تحذيرات الناصحين من الانغماس في وحل وسائل
التغريب المتنوعة ؟؟؟!!!!
اين هؤلاء الذين ينفون الخصوصية لبلدنا ؟؟؟!!
عجبا لهم كيف يحكمون !!!!!
لكنه فقد الميزان الصحيح في التعامل مع هذه الامور
والنفعية المقيته التي تقتات على هوية الامة وعلى مكتسبات الوطن ....
ايهما افضل ان نربي المجتمع على حب بلده والدفاع عنه وصيانته والاسهام في تنميته مع
التمسك بدين هذا البلد الذي يدعو للتواد والتراحم والاهتمام بامر المسلمين
مع الادراك الحقيقي لمايدور حول بلادنا من مخططات وقلاقل تستهدف امن بلدنا وهويته
فنحن بلد من بلدان العالم يؤثر ويتأثر ولايمكن الانعزال عنه
ام الاافضل
ترك الاهتمام بقضايا الامة وعدم معرفة مايخطط ضد بلادنا وتخدير المجتمع بثقافة التغريب
والانحلال الاخلاقي عبر قنوات السوء
ليكون البلد طعما سهلا لكل مغرض وحاقد لايري الخير لبلادنا الطيبة ؟؟؟!!!
هل نترك الاهتمام بقضايا الامة
لاصحاب العقائد المنحرفة
هل نترك ذلك لمن يدعو الى دولة ( اسراطين ) ويدعي ان الحرمين هما مكة والاقصى
ويدعو الى دولة فاطمية ؟؟!!
هل نتخلى عن هويتنا الاسلامية لنجعل اصحاب العقيدة المنحرفة يشوهون صورة الاسلام في
الغرب على انه دين قتل ودماء وزيارة اضرحة وقبور ولطم وتباكي ؟؟؟!!!!
هل نترك لاهل المولد تمثيلنا امام العالم حين يحيون حفلات المولد النبوي البدعي ويتقاعسون
عن نصرة سنته واهل سنته ولا يذبون عنه صلى الله عليه وسلم حين سخر منه ؟؟!!
ان من علامة حب الوطن ان يحرص الفرد على التمسك بمنهجه الشرعي
اما الذين يؤسسون لفكرهم التغريبي باسم تطوير الوطن فهؤلاء يسعون الى طمس
هوية البلد الاسلامية
ان اعز مايكون لوطننا هو هويته الاسلامية وحين يعتدى عليها فهو اعتداء على اعظم
شيء
في الوطن
واختم بنصيحة صادقة لكل من يرى ان حب الوطن من الجاهلية
اقول له الامر ليس كذلك
بل يجب عليك ان تحب وطنك وتحميه وتحرص على امنه واستقراره ولا تتركه للمرتزقة والجهلة
وقفة قد تكون اطنابا :
عندما يريد شخص ان يحقق اهدافا معينة في مكان ما
فهو سيقوم بشراء بيت
هذا البيت ماموقفه منه ؟؟؟!!!
هناك ثلاث مواقف
1/ ان يهتم باهدافه من اكل وشرب ونوم وتعلم وعمل ويترك الاهتمام ببيته ولا يحرك ساكنا
لحمايته فهذا هو جاهل واحمق
فحين يقال له اهتم ببيتك واحمه من اللصوص يقول : ( هذا ليس من اهدافي )
فنقول له ولو لم يكن من اهدافك الاولية لكنه وسيلة لتحقيق اهدافك واستقرارك
وهو ملك لك يجب ان تحميه ....
2/ ان يهتم ببيته وبصيانته وترتيبه لكنه مهمل في اهدافه فلم ياكل ولم يشرب ولم يعلم ولم يتعلم
فهذا جاهل واحمق
فحين يقال له لماذا لاتحقق اهدافك
قال انا هدفي الاول والاخير بيتي وتلميعه !!!!!
3/ ان يهتم بحماية بيته وصيانته ويسعى لتحقيق اهدافه
فهذا هو المعتدل الذي سينجو باذن الله
والوطن بيتنا الكبير فاي الاصناف نحن ؟؟؟!!!!