الوعي بالوزن ... صناعة ثقافية؟
--------------------------------------------------------------------------------
هل للوزن صلة بالثقافة؟
وهل الوعي بالنحافة والبدانة هو صناعة ثقافية يمكن تصديرها لثقافات أخرى ليس لديها هذا الوعي؟
هل المرأة البدينة جميلة أم قبيحة أم أن هذه مسألة نسبية حسب الثقافة وأدوار المرأة في مجتمع ما.
في ثقافة جداتنا كانت المرأة الممتلئة هي المفضلة وكانت المرأة النحيفة تُوصف بالمرض والسقم، أما الآن فإن جيلاً كاملاً يمشي بحساب السعرات الحرارية طول الوقت ويفزعه زيادة نصف كيلو جرام على الميزان.
ماذا حدث؟
في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات أجرت الدكتورة ميرفت عبد الناصر استشاري الطب النفسي بجامعة لستر دراسة حول البدانة والثقافة نشرتها دار روتلدج في لندن مؤخرًا.
والدراسة تقع في 5 فصول، الفصل الأول يتناول اضطرابات الأكل وتشخيصها في الطب النفسي، وتلاحظ د. ميرفت أن إعراض الخوف من زيادة الوزن لم تبرز في العيادة النفسية الغربية إلا بعد ظهور حركة تحرير المرأة في النصف الثاني من القرن 19 وأن ضبط الوزن والتحكم فيه كان موازيًا لضبط حياة الإنسان والتحكم فيها، وكان ضبط وزن المرأة جزءًا من تحكمها في حياتها واستقلالها ورفضها لصورة المرأة الممتلئة / الأم/ الزوجة،
والطريف أن أعداد المرضى قد زادت بنسبة 150% في بعض البلدان، وتربط الدراسة بين هذا المرض والسكن في المدينة "سكن الحضر".
وفي الفصل الثاني توضح الدراسة أن المرض بدأ في الظهور والانتشار في دول العالم الثالث نتيجة انتشار التحديث وتبرز بالإحصاءات تطور ظهوره مع تزايد معدلات العولمة، وانتشار الثقافة الغربية التي تقدم عبر وسائل الإعلام والأفلام صورة المرأة العملية/ النحيفة/ الرشيقة/ الجميلة، وتتبع الدراسة في هذا الفصل والفصل الثالث الأرقام والإحصاءات الخاصة بظهور هذه الأعراض وانتشارها في أغلب مناطق العالم الثالث، وكيف أن هذه الأرقام تتفاوت داخل الغرب نفسه بزيادة ملحوظة في أرقام وإحصاءات الولايات المتحدة الأمريكية.
وتفسر د. ميرفت ذلك باختلاف شكل الأسرة وضغوط الحياة والفجوة بين الأجيال وأثرها على صورة المراهقات للذات، وكذلك انتشار الثقافة الأمريكية وأنماط غذاء جديدة كالوجبات الجاهزة السريعة، وما يرتبط بها من ثقافة وقت الفراغ والانطلاق للشباب، وفي الفصل الرابع تربط في تحليلها هذه الظاهرة في الفئة العمرية الوسيطة بصورة المرأة عن ذاتها ورغبتها في التوفيق بين أدوار وتوقعات مختلفة والصورة النمطية السائدة عن المرأة العاملة الرشيقة، ومحاولة محاكاتها وخاصة صورة السكرتيرة النحيفة.
أما في الفصل الخامس فتربط الدراسة انتشار هذه الظاهرة المرضية بثقافة العولمة وتؤكد على الحاجة لبلورة صورة للمرأة من قلب ثقافة المجتمعات في العالم الثالث تفك الاشتباك بين صورة الأم، وصورة المرأة العاملة، وتصالح المراهقات على الشكل الأصلي والطبيعي لأجسامهن بحيث تتقبل الفتاة شكلها ولا تلهث وراء أشكال أخرى مصنوعة قد لا تكون الأنسب لصحتها ولا الأمثل لصورتها الخارجية.
ولا شك أن صناعة الصورة الذهنية عن الجسد المثالي تأثرت أيضًا بآلية دعائية لصناعات ضخمة تروج لموضات ومظهر يناسب النحيفات، فارتبطت النحافة بالقدرة على ملاحقة هذه الموضات إلا أن هذا يربط قيمة المرأة وتحققها بشكلها ومظهرها فقط بالأساس وهو ما يهدد قيمة الثقافة والقرابة والخلفية الأسرية، وهي قيم تحميها ثقافتنا التي ما زالت ترى أن المرأة يمكن أن تكون ممتلئة.. بل وبدينة وجميلة في الوقت ذاته
0000000000000000000000000
ماتعليقكم على هذا الكلام ؟اليس بصحيح؟
منقول(البوابه)
ديباج الجنان @dybag_algnan
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
***ريناد***
•
موضوع حلووو
الصفحة الأخيرة