بسم الله الرحمن الرحيم
إذا صحوت في الصباح فاذكر الله ،واسجد له سجود شكر لكونك تعيش في شيء حرم منه العديد إنه00 وطنـــــــــــــــــــــــك00
كانت شقراء الشعر ، شديدة.. زرقة العينين.. يتراءى للناظر فيهما 00بحر ركزت
عليه الشمس أشعتها وبقوة،،
تلك هي رفيقتي" صافيناز
كانت أكثر من رفيقة لي 00
فقد ولدت بعدي بيومين وتلازمنا حتى أنني في طفولتي كنت أظُنها أختي !
لا أنسى ابتسامة أستاذتي عندما سألتني عن سر محبتنا وأننا لا نفترق أبدا وحتى ملابسنا وأفكارنا وشقاوتنا متشابهة !
أجبتها ببراءة طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها : (هي أختي يا أبلا ليش ما تبغيننا نصير زي بعض؟)
كتمت الأستاذة ضحكتها وهي ترى فارق الشبه بيني وبين صافيناز وفارق بلدها الذي يفصله عن بلادي الآلاف الاميال00
تصرف أستاذتي أثار في ذهني تساؤلات عديدة لا أطلق سيل تساؤلاتي على أمي حال قدومي من المدرسة
لتجيبني بكلمات لازالت محفورة بذهني حتى الآن : حبيبتي هي أختك مهما كان
الفارق بينكما ألست مسلمة وهي مسلمة ؟ إذا هي أختك.
من يومها صرت لم اعد أبالي بالضحكات التي تطلق عندما أصر على أنها أختي .
مرت بنا الأيام سراعاً،
وخلعنا ثوب الطفولة لنرتدي ثوبا آخر له ألواناً أبهى و أجمل00
ارتدينا ثوب الصبا ..
عندما ارتديناه كنا نشعر بسعادة غامرة
أحسست بأني امرأة كبيرة جدا سارعت بتوزيع جميع ألعابي وممتلكاتي
لا أخوتي الصغار وصافيناز فعلت نفس الشيء!
لكن تأتي أيام يجرفنا فيها الحنين إلى أيام الطفولة واللعب فاذهب إلى ألعاب أخوتي
واسلب الألعاب التي أعطيتهم وقتها ونذهب أنا وصافيناز لنلعب بها في الخفاء!.
صافيناز كان الجميع يتهمها بالغرور والعجرفة
فهي إما مقطبة الجبين 00او عابسة الوجه 00
الجميع مخطئون بظنهم فهم لا يعرفونها كما اعرفها أنا000
كان الخجل ملازما لها ومما زاد منه ،00 غربتـــــــها 00التي أضفت عليه ثوبا آخر00
كان انعزالها و عدم اندماجها بالمجتمع مصدر قلقها وحزنها00
فهي تمتلك قلبا معطاء يضج بمحبة الآخرين00
كانت تطلق علي لقب " موطني" كنت ابتهج لهذا اللقب فقد كنت أنا وحدي أسري
عنها الآلام الغربة،،
دائما ما تقول لي :اشعر أمام الجميع باني غريبة عنهم بكل شيء لا املك
ولا طرفاً واحداً للحديث معهم ، إلا أنت فمرآك يسليني00 بصحبتك أحس بأني بين
أهلي وأقاربي
كـــــــلا فبوجودك أحس باني بوطني بكاملة ولم أتجرع يوما ما كأس الغربة المرير..
كنت أتألم عندما أرى دموعها في صبيحة العيد
الكل سعيد باجتماع أهله وأقاربه
إلا هي فهم يمكثون بالبيت ويتبادلون التهاني بالهاتف مع أقاربهم الذين تفصلهم عنهم
مئات الأميال..
كانت صافيناز تذبل يوماً أثر يوم بسبب شوقها إلى موطنها وتربته وهوائه00
فأصبحت أشاكسها واسميها ب" شبح الغربة" لنحولها الذي أضحى مثيرا للإنتباه ..
كانت ظروفهم لاتسمح لهم بالذهاب دائما إلى موطنهم فيذهبون إليه كل ثلاث سنوات ..
صدقيني .. كنت ابتهج عندما يحين موعد سفرهم !
فصافيناز تبدو مختلفة جداً
بمرحها وانبساطها بالحديث..
لكن لا تسأليني عن حالها بعد العودة00
كنت كثيراً ما أذكرها بأنها ليست هي الوحيدة التي تكتوي بنار الغربة فهناك المئات لا
بل الألوف من أمثالها ..
فتندفع قائلة: إن كان الجميع لا يملكون مشاعر يحنون فيها إلى تراب موطنهم فأنا
املك مشاعر تحن وتهفو إلى موطني..
في بلادي الجميع يغبطنا على ذهابنا وهجرتنا هم أغبياء00 مغفلون
فلم يجربوا ذاك الشعور الذي يرغمك على أن تحن إلى وطنك أرضك ارض أجدادك
يشعرك حبه با لإنتماء يعطيك من خيراته لا يضن عليك بها ولايمن ..
شعورك بأنك في موطنك محاطاً بين أهلك وناسك ..
شيء مختــــــــــــــلف جداً.
-تمت بحمد الله-
لغة الغروب @lgh_alghrob
مبدعة الواحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قصة جميلة .....وجذبني عنوانها ....
فراق الأهل والأرض ...صعب للغاية ...لكن الحياة كفاح ...كان الله في عون المغتربين .
فراق الأهل والأرض ...صعب للغاية ...لكن الحياة كفاح ...كان الله في عون المغتربين .
بحور 217
•
كم أسعدني وجود اسمك على صفحة الواحة يا لغة الغروب
حياك الله دوما ...
أمور كثيرة في الحياة لا يشعر بها إلا من عاشها ...
وأمور كثيرة نستهين بها حتى إذا تذوقنا طعمها فهمنا ...
حياك الله دوما ...
أمور كثيرة في الحياة لا يشعر بها إلا من عاشها ...
وأمور كثيرة نستهين بها حتى إذا تذوقنا طعمها فهمنا ...
رائعة..
بالفعل رائعة..
سلمتِ غاليتي على تلك القصة..
وفعلاً ما أغلى الوطن..
فأنت لا تعرف قيمته إلا إذا غادرته..
تحياتي اكِ..
آنسة مرتبة:27:
بالفعل رائعة..
سلمتِ غاليتي على تلك القصة..
وفعلاً ما أغلى الوطن..
فأنت لا تعرف قيمته إلا إذا غادرته..
تحياتي اكِ..
آنسة مرتبة:27:
اتشرف بمجرد وجودي مع قلمك الممتع.........
كان جميل ماكتبتيه.......
احسست ...... ووضعت نفسي مكان تلك الاخت .........
اخبريها اننا لها اخوات.......
لانحتمل حزنها ولا شئ من دموعها........
ذكريها بهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من احب البلاد اليه وصبره على ذلك........
فلم يترك لنا شيئا الاوترك معه العظه!!
كان جميل ماكتبتيه.......
احسست ...... ووضعت نفسي مكان تلك الاخت .........
اخبريها اننا لها اخوات.......
لانحتمل حزنها ولا شئ من دموعها........
ذكريها بهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من احب البلاد اليه وصبره على ذلك........
فلم يترك لنا شيئا الاوترك معه العظه!!
الصفحة الأخيرة
لايدرك قيمة الوطن إلا من اكتوى بحر فقده..وعاد إلى أرضه ليتنسم نسائمه العذب
الوطن وجود وانتماء وكيان..
حينما كنت أسافر بلداً عربياً وتطول مدة بقائي يقفر مني كل شيء..أشتم رائحة موطني
من بعيد تحرك الشوق في داخلي وتشعرني بالوحشة والغربة..
ولايغادرني ذلك الشعور...إلا إذا حطت قدماي على أرض موطني..