
دمي ولادمعة أمي @dmy_oladmaa_amy
كبيرة محررات
الولاء والبراء
الولاء والبراء
----------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير
من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من
الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته .
وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب
واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) .
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوايؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن
عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على
طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله
عنهما - قال ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن
الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله )
أحوال الصحابة والتابعين مع الولاء والبراء
يقول أبو الدرداءِ- رضي الله عنه-:
" ما أنصف إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبكَ يا أبا الدرداء، فإذا احتجت إليه في شيءٍ امتنع مني "
ويقول أيوب السيختيان- يرحمه الله -:
" إنَّه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنَّه مات، فكأنما فقدتُ بعض أعضائي ".
وكان أحمد بن حنبل- رحمه الله - إمام أهل السنة
، إذا نظر إلى
نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال- رحمه الله -: "
لا أقدرُ أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه " فانظر
- يا رعاك الله كيف كان تعظيم الله وتوقيره في قلب الإمام أحمد
يجعله لا يطيق النظر إلى من افترى على الله وكذب عليه، وأي
افتراء أعظم من مقالة النصارى أن لله ولد - تعالى -الله عن
ذلك علواً كبيراً
قال عمر بن الخطاب في شان النصارى: "
أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبُّوا الله - تعالى -أعظم المسبة ".
وهذا بهلول بن راشد - رحمه الله -
من أصحاب مالك بن أنس - رحمه الله - دفع إلى بعض
أصحابه دينارين ليشتري به زيتاً، فذُكر للرجل أن عند نصراني
زيتاً أعذب ما يوجد. فانطلق إليه الرجل بالدينارين وأخبر
النصراني أنه يريد زيتاً عذباً لبهلول بن راشد، فقال النصراني:
نتقرب إلى الله - تعالى -بخدمة بهلول كما تتقربون أنتم إلى الله
بخدمته. وأعطاه بالدينارين من الزيت ما يعطى بأربعة دنانير،
ثم أقبل الرجل إلى بهلول وأخبره الخبر، فقال بهلول: قضيت
حاجةً فاض لي الأخرى، رُدَّ علىّ الدينارين فقال: لم؟ قال:
تذّكرت قول الله - تعالى - ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) (المجادلة: من الآية22).
فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة فأكون
ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير
وسئل الإمام أحمد
عن جار رافضي؟ فقال: " لا تسلم عليه، وإذا سلم لا يُرد عليه "
وكان ابن رجاءٍ من الحنابلة،
يهجرُ من باع لرافضي كفنه، أو غسله، أو حمله
ولما كان العزُّ بن عبد السلام في دمشق،
وقعَ فيها غلاءٌ فاحش، حتى صارت البساتينُ تباع بالثمن القليل، فأعطتهُ زوجته ذهباً وقالت: اشرِ لنا بستاناً نصيّف فيه، فأخذ الذهبَ وباعهُ، وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا ؟ قال: نعم بستاناً في الجنة. إنِّي وجدتُ الناس في شدةٍ، فتصدقتُ بثمنه، فقالت المرأة: جزاك الله خيراً
وهذا محمد بن عبدوس المالكي
، من علماءِ المالكية،
كان في غايةِ النصحِ والإشفاقِ على المسلمين، ففي أحدَ المرات ذهبَ إلى أحدِ أصحابه وعليه جُبَّةَ صوف، وكانت ليلةً شاتيةً، فقال له: ما نمتُ الليلةَ غمّاً لفقراءِ أمة محمد، ثم قال: هذه مائةُ دينار ذهبا، غلةُ ضيعتي هذا العام، أحذر أن تُمسي وعندك منها شيء وانصرف.
دخل أبو الوليد الطرطوش- يرحمه الله -
على الخليفة في مصر، فوجدَ عنده وزيراً راهباً نصرانياً، قد سلّم إليه القيادة، وكان يأخذُ برأيهِ، فقال الطرطوشي:
يا أيها الملك الذي جودهُ *** يطلبهُ القاصدُ والراغب
إنَّ الذي شرفت من أجله *** يزعمُ هذا أنَّه كاذب
أى رسول الله صلى الله علية وسلم
فعندئذٍ اشتد غضبُ الخليفة، فأمرَ بالراهبِ فسُحبَ وضُرب، وأقبل على الشيخِ فأكرمهُ وعظَّمهُ بعد ما كان قد عزم على إيذائه.
يقول القرافي
معلقاً على هذه القصة: " لما استحضر الخليفةُ تكذيب الراهبِ للرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو سببُ شرفه، وشرفَ آبائهِ وأهل الأرض، بعثهُ ذلك عن البعدِ عن السكونِ إليه والمودة، وأبعدهُ عن منازلِ العزِّ إلى ما يليقُ به من الذلِ والصغار
....
منقول
الزهد لابن المبارك (ص 232).
طبقات الحنابلة (1/12).
ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/337).
طبقات الحنابلة (2/14).
طبقات الحنابلة (2/57).
طبقات الشافعية للسبكي (214).
الذي شرفت من أجله هو النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الفروق (3/16).
10
828
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
جزاك الله خير


الله يجزاك الفردوس الأعلى من الجنه .......
ياليت تسوين لنا بحث كااااااامل عن الولاء والبراء ان قدرتي .
ياليت تسوين لنا بحث كااااااامل عن الولاء والبراء ان قدرتي .


الصفحة الأخيرة