السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله , وبعده
فإن الولاء و البراء ركن من أركان العقيدة , وشرط من شروط الأيمان , تغافل عنه الكثير من الناس و أهمله البعض فاختلطت الأمور و كثر المفرطون.
و معنى الولاء : هو حب الله ورسوله و الصحابة و المؤمنين الموحدين و نصرتهم .
و البراء : هو بغض من خالف الله و رسوله و الصحابة و المؤمنين الموحدين , من الكافرين و المشركين و المنافقين و المبتدعين و الفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر و النواهي الشرعية , تجب محبته و موالاته و نصرته . و كل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه و معاداته و جهاده بالقلب و اللسان بحسب القدرة و الإمكان , قال تعالى : (( و المؤمنين و المؤمنــت بعضهم أولياء بعض)).
و الولاء و البراء أوثق عرى الإيمان و هو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان و الجوارح , قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح : ((من أحب لله و أبغض لله , و أعطى لله و منع لله , فقد استكمل الإيمان ))
و منزلة عقيدة الولاء و البراء من الشرع عظيمه و منها :
أولا : أنها جزء من معنى الشهادة و هي قول : (( لا إله )) من (( لا إله إلا الله )) فإن معناها البراء من كل ما يعبد من دون الله .
ثانيا : أنها شرط في الإيمان كما قال تعالى : (( ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خلدون و لو كانوا يؤمنون بالله و النبي و مآ أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء و لكن كثيرا منهم فسقون )) .
ثالثا : أن العقيدة أوثق عرى الإيمان , لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله ))
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله : فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلا بالحب في الله و البغض في الله , و المعاداة في الله , و الموالاة في الله , و لو كان الناس متفقين على طريقة واحدة , ومحبة من غير عداوة و لا بغضاء , لم يكن فرقانا بين الحق و الباطل , ولا بين المؤمنين و الكفار , و لا بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان.
رابعا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان و لذة اليقين , لما جاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما , و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله , و أن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )) .
خامسا : أنها الصلة التي تقوم على أساسها المجتمع المسلم (( إنما المؤمنين إخوة ))
سادسا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله , لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : من أحب في الله و أبغض في الله , ووالي في الله و عادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك .
سابعا : إن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر , قال تعالى : (( و من يتولهم منكم فإنه منهم )).
ثامنا : أن كثرة ورودها في الكتاب و السنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ بن عتيق رحمه الله . فأما معاداة الكفار و المشركين فاعلم أن الله سبحانه و تعالى قد أوجب ذلك , و أكد إيجابه , وحرم موالاتهم و شدد فيها حتى أنه ليس في الله تعالى حكم في من الأدلة أكثر و لا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد و تحريم ضده .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا الله , و لا يبغض إلى لله , و لا يعادي إلا لله , أن يحب ما أحبه الله و يبغض ما أبغضه الله .
و من صور مولاة الكفار أمور شتى منها :
1. التشبه بهم في اللبس و الكلام .
2. الإقامة في بلادهم , و عدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3. السفر إلى بلادهم لغرض النزهة و متعة النفس
4. اتخاذهم بطانة و مستشارين .
5. التأريخ في أعيادهم خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم و أعيادهم كالتاريخ الميلادي
6. التسمي بأسمائهم
7. مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8. مدحهم و الإشادة بما هم عليه من المدينة و الحضارة , و الإعجاب بأخلاقهم و مهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة و دينهم الفاسد .
9. الاستغفار لهم و الترحم عليهم .
قال أبو الوفاء بن عقيل : إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان , فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع , ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك , و إنما انظر إلى مواطنهم أعداء الشريعة , عاش ابن الراوندي و المعري – عليهما لعائن الله – ينظمون و ينثرون كفرا , وعاشوا سنين , وعظمت قبورهم , و اشتريت تصانيفهم , و هذا يدل على برودة الدين في القلب.
و على المسلم أن يحذر من أصحاب البدع و الأهواء و الذين امتلأت بهم الأرض , وليتجنب الكفار و ما يبثون من شبه و شهوات , وليعتصم بحبل الله المتين و سنة نبيه الكريم . و على المسلم أن يفطن إلى الفرق بين حسن التعامل و الإحسان إلى الذمة و بين بغضهم و عدم محبتهم . و يتعين علينا أن نبرهن بكل أمر لا يكون ظاهرة يدل على مودات القلوب. و لا تعظم شعائر الكفر . و من برهم لتقبل دعوتنا : اللطف بضعيفهم , و إطعام جائعهم , وكسوة عاريهم , ولين القول لهم على سبيل الطف معهم و الرحمة لا على سبيل الخوف و الذلة . و الدعاء لهم بالهداية . و ينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا . و تكذيب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .
اللهم و فقنا للعمل بكتابك و سنة نبيك صلى الله عليه و سلم و السير على هداهما , حب الله و رسوله و المؤمنين و مولاتهم و بغض الكفار و المشركين و معاداتهم .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبة و أجمعين .
(عبد الملك قاسم )
أرجو منكم نشره لتعم الفائدة جزاكم الله خيرا

شرينه @shrynh
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.

جزاك الله خيرا ..
إن موضوع الولاء والبراء من أهم المواضيع العقدية التي لا بد لكل فرد من هذه الأمة القيام به وإنزاله على أرض الواقع , وهو واجب ولا يكون إيمان دون ولاء لله ولأولياءه وبراء من أعداء الله عز وجل .
بارك الله فيك والمزيد المزيد من هذه المواضيع الهامة.....
إن موضوع الولاء والبراء من أهم المواضيع العقدية التي لا بد لكل فرد من هذه الأمة القيام به وإنزاله على أرض الواقع , وهو واجب ولا يكون إيمان دون ولاء لله ولأولياءه وبراء من أعداء الله عز وجل .
بارك الله فيك والمزيد المزيد من هذه المواضيع الهامة.....

الصفحة الأخيرة
جعل ما ستطرتي يسرك رؤيته في صحيفتك ..
:02: :02:
:02: