الى احساس الفنانة ومن تريد الاطلاع

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي في الله ......
اطلعت على موضوعك وحاولت الرد عليه ولكني لم استطع اضافة المشاركة !!!!
وحاولت ارساله لك برسالة ولم تنفع المحاولة !!!!! وقلت ادرجه موضوع جديد والله المستعان....
أختي إحساس الفنانة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي قرأت موضوعك واشتركت في المنتدى لأجل أن أرد عليك ......
أولا : أحب أن أذكرك ونفسي بقول الله سبحانه ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) ...
وثانيا : لنحمد الله أن مصيبتنا لم تكن في ديننا .....
وثالثا : لنتذكر أن أجور الصابرين مضاعفة عند الله تعالى .....
لن أطرح عليك رأي ..... أو أشور بمشورة ...... بل سأحكي لك قصتي لعلك تجدي فيها عضة وعبرة .......
تزوجت وعمري 20 سنة من زوج يكبرني 11 سنة منذ الليلة الأولى اكتشفت به عيوب ولكنني تغاضيت عنها لأنني أعلم أنه ليس هناك إنسان كامل ...لاحظت فارق في التفكير وكيفت نفسي مع مايناسبه .... وقبل أن نكمل سنة عملنا كشف وتبين انه يعاني من عقم !! خففت عنه وذكرته بأن الله على كل شئ قدير ...
عشت معه عدة سنوات وانا الاحظ منه جفوة ...وعدم أحساس بي كزوجة ... مع انني لاأشعره بأنه مقصر ولااذكره بحاجتي للأبناء فالكلام في هذه الامور يغضبه ... اصبر نفسي وأحمد الله انني لست السبب وأجد له العذر...تحملت 6 سنوات وفكرت في الطلاق !!! ليس لاجل الابناء فقط ولكن لامورعديدة لم أعد احتمل أكثر من ذلك ..
ولكن حصل له حادث سيارة واصبح معاقا نوعا ما .... اليت على نفسي الا أفكر فيها
والا أطلب الطلاق فاستحقرت نفسي كيف أتركه في هذه الحالة ... واحتسبت الأجر عند الله وبقيت وأنا أعلم أن الشمعة التي أضآت له عدة سنوات مطلوب منها مضاعفة ذلك ... انا من طبعي العطاء بلا حدود ... أعطي ولو على حساب نفسي وراحتي ... هكذا أنا مع الجميع ...مع ما الاقي من عذاب لكن هذا طبع جبلت عليه
حاول الجميع نصحي القريب والبعيد ولكن نسيت نفسي وكرست جهدي لهذا الزوج
حاولت أن أكون الزوجة المعطآة وأن اكون الممرضة وأن أكون المسلية له ...حتى بدا في الاعتماد على نفسه والتكيف مع الاعاقة ....
استمر في العلاج في مستشفيات خاصة عدة سنوات ولم نرى نتيجة ... وبعدها ذهب الى مستشفى حكومي ومن ثاني زيارة قيل له ليس هناك أمل !!!
أنا كما أنا في السابق أخفي مشاعري وأهون عليه واذكره بالله واننا راضين بما قسم الله لنا ... وأكدت عليه أن لايخبر أحد بالموضوع لانني أخاف أن يجبروني أهلي على الطلاق ..... وكل تفكيري في كيف أسعده ....وانسيه وضعه .....
استمريت على العطاء بدون حدود .... وبدون مقابل ..... كل شئ يناسبه عملته له أما هو فلم يفكر في !!!! بل لم يكلف نفسه أن يسألني هل أرضى أن أعيش معه بدون أبناء أم لا !!! وبعد الحادث لم يكلف نفسه العناء أن يفتح الموضوع ويترك لي حرية الاختيار !!! سبحان الله جبل على الأخذ بدون عطاء .... في نظره أنه لم يقصر علي وأننا أسعد زوجين ....لم يحاسب نفسه ..... ولم يفتح المجال لي لأناقشه في أي موضوع يخص حياتنا كل ذلك من الممنوعات وعلي عدم تجاوز ذلك بل وعلي الا أبدوا متضايقة من تقصيره معي ... تحملت واشغلت نفسي باتمام الدراسة وبعدها الوظيفة وأشتركت ولله الحمد في أعمال خيرية وانا الآن اكمل دراستي العليا ...
قد تقولين ما المشكلة ؟؟؟ المشكلة انني بعد مضي 25 سنة من الصبر قررت الطلاق !!!! أعلم انه بعد فوات الآوان ولكن أخبرك أنه انتهى عطائي والشمعة التي كانت تضئ خفتت .... أصبت بعد24 سنة من الصبر بمرض نفسي ( اكتئاب ) وعندما أخبرته بتشخيص حالتي من قبل الطبيبة النفسية أعترف انه السبب الذي اوصلني لذلك ...فحمدت الله انه شعر بالذنب وأنه السبب وطلبت منه أن يعينني على نفسه ولو بالكلام فقط أنا لا أطلب المستحيل ولاأطلب المال ولاحقوقي كزوجة أنا كرست حياتي له ونسيت نفسي أعطيته حتى مرتبي هوالذي يتحكم به وهو يبخل علي حتى بالكلام..
ظننت أنه بعد مرضي النفسي سيتغير ولو تغير بسيط حتى أجد من يساندني لانني من طبعي التكتم على وضعي والجميع يظن انني في قمة السعادة ..ولكن خاب ظني وأملي بزوجي خروجة من البيت كما هو باستمرار مع محاولاتي المتعددة في توفير جو ملائم لم بدون منغصات ولكن لم يفيد ... الحدود المفروضة في الكلام كما هو ممنوع مناقشة موضوع يخص حياتنا ماعدا الأكل واللبس كأن الله لم يخلقنا الا لهذا ....استمريت في العلاج النفسي مايقارب السنة الآن وبدأت ولله الحمد في الانساب التدريجي واستخرت الله وسأمضي في الطلاق لأني أعطيت بما فيه الكفاية وقبل أن أرحم غيري يجدر بي أن أرحم نفسي حتى لاأصاب بالاكتئاب مرة أخرى وأنا الآن أنتظر منه أن يعطيني ولو جزء بسيط من مالي حتى أشتري بيت أستقل به ولاأحتاج لاحد وهو يماطل في الأمر حتى أبقى أطول مدة ...نسيت أن أقول لك أنه انسان متدين ويخاف الله ولكن لاأعلم لماذا يتصرف معي هكذا .....
أنا لست نادمة على ضياع عمري لانني أعلم أن كل شئ بقضاء الله وقدره..
قال الشافعي رحمه الله واعظا :
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
اذانزل القضاء بارض قوم فلا أرض تقيه ولا سماء
أعتذر أخية على الاطالة ولكن أحببت أن أكتب لك تجربتي لعلك تجدين فيها درسا تستفيدين منه ...
أسأل الله يفرج همك ...وأن يكتب لك الخير في حياتك .... وتذكري قول الرسول عليه الصلاة والسلام (من يرد الله به خيرا يصب منه ) رواه البخاري
فبالابتلاء يرفع الله شأن الصالحين ويعظم أجرهم ، يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قلت : يارسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائة ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ) رواه البخاري .