..
قي أبنائك و بناتك النار بفتح أبواب الخير لهم وتوجيههم إليها وتشجيعهم عليها، بيني لهم الحق ومنافعه ومريهم به وبيني لهم الباطل ومضاره وحذريهم عنه. فإنك راعية عليهم وكل راع مسؤول عن رعيته، فمن قام بحسن رعايته فيهم أفلح ونجا، ومن فرط في رعايته فيهم خسر وهلك. عرفيهم بأصول الإيمان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ألزميهم بأركان الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداًً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام، مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، علميهم كيف يتطهرون وكيف يصلون وماذا يقولون في صلاتهم وما يفعلون وماذا يجتنبون ويتركون، اغرسي في قلوبهم محبة الله وتعظيمه، وبيني نعم الله الظاهرة والباطنة العامة والخاصة لترسخ في قلوبهم محبة الله وذكر آلائه ونعمه، واغرسي في قلوبهم كذلك محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيي ما حصل على يديه من الخير العظيم لأمته، وأنه - صلى الله عليه وسلم - الإمام المطاع الذي يجب تقديم محبته وأمره على جميع المخلوقين، بيي لهم أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخلاق أصحابه الكريمة وما قاموا به من العبادات الجليلة والأعمال العظيمة حتى نصر الله بهم الإسلام وأقام بهم الدين، فإنهم هم العظماء النبلاء الذين حازوا قصب السبق في أعمال الدنيا والآخرة وقادوا الناس إلى الخير فانقادوا إلى ذلك برغبة صادقة. لما نظر الناس إلى أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأعمالهم عرفوا أنهم على الحق وأن طريقتهم هي الطريقة المثلى التي يقوم عليها أمر الآخرة والدنيا فدخلوا في دين الله أفواجاً من غير إكراه.
علمي أولادك الصدق بالقول والفعل، فإذا حدثتيهم فلا تكذبي عليهم وإذا وعدتيهم فلا تخلفي وعدك. يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أن من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة))، وإن أولادكم إذا رأوكم تكذبون هان عليهم الكذب وإذا رأوكم تخلفون الموعد هان عليهم الإخلاف. عوديهم الإحسان إلى الخلق وفعل المروءة وحذريهم من الاعتداء والظلم، اغرسي في قلوبهم محبة المؤمنين، وبيني أن ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وأن الواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة ليشبوا على الألفة والمحبة والاتحاد.
اختي الحبيبة، إن مسؤوليتنا كبيرة أمام الله في أولادنا وأهلنا ذكورهم وإناثهم، فنسأل الله الذي حملنا إياها أن يعيننا وأن يوفقنا للصلاح والإصلاح، فإن الفرد لو أصلح نفسه وأهله لصلحت الأمة لأن الأمة أفرادها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
بارك الله لي ولك في القرآن العظيم... .