الى الجنة♥ .... جميعاً بإذن الله ...
الدنيا ناقصة، وهي ( دنيا ) ولن تكون ( عليا ) على الإطلاق. لذلك أؤمن بشدة أننا سنغادر هذه الدنيا وهناك الكثير مما لم نحققه بعد ولن نحققه، وهناك الكثير من الأمنيات ستبقى أمنيات. وأن هناك أمورا مهما بدت جميلة فإنها لن تحدث قط. الدنيا قصيرة مهما تخيلنا في لحظة يأس أنها طويلة، لذلك كانت الأحلام في بعض المرات ( كثيرة ) على الدنيا، كثيرة أن تتحق في حياة ناقصة وسفلى، كثيرة على أن تكون قصيرة وأن لاتطول. بعض الأحلام الأجدر بها الخلود لذلك لم يكن مكانها قط في هذه الدنيا التي سينتهي كل مافيها بنفخة.
في كل مره أتذكر ما قرأته عن جيفري لانغ، أن الحياة مجرد وهم. ومرحلة عابرة. وعندما نستيقظ في العالم الأخير، العلوي ، سيبدو لنا أن الحياة كانت مجرد حلم أو شيء يشبه الوهم، في الآية التي تقول : وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ، ما يقول بأن هذه الفكرة منطقية ربما. أو الاخرى التي تشبّه الاقامة في الدنيا بـ : كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، في كل مره أتذكر هذا ، أفهم تماما كيف أن الانشغال بالدنيا (فقط ) مصيبة كبرى، أفهم أنه يجب أن أمرر بعض الخيبات والكثير من الانخذالات، والأكثر من الإساءات. في كل مره أتذكر هذه الفكرة وأتخيل إفاقتي من الوهم أتفهم تماما أن تكون الدنيا أخاف من جناح بعوضة ، الأمر الذي يجعل مجرد تذكرها بين أهل الجنة يستحق أن تهب ريحا لتنسيهم إياها، فكيف يحضر الوهم وسط الحقيقة ؟ كيف تحضر الدنيا في الجنة ؟
(شحن الأحلام) هذا مصطلح اخترعته لكي أجمع أحلامي وأمنياتي التي ربما لن تتحقق، ولن يكون لدي الوقت الكافي لتحقيقها في مدة اقامتنا القصيرة. سأجمع الكثير من الأمور التي أطلبها من الله في هذا الصندوق الجميل ، وسأشحنها معنويا للجنة، أنا علي ثقة بالله أني سأراها وبشكل أجمل في بيتي هناك. سأضحك من شخصي الدنيوية كثيرا ، وسأقول: ما أدري وش عليه كنت متحمس تبينها هناك وهنا كل شيء أحلى.
تعودت أن أكتب لنفسي في الجنة رسائل، أتخيل أن هناك طائر سلام جميييل وريشه فاتن سيسقطها على بيتي كل يوم، سأقرأ رسائلي وسأحمد الله أن غفر لي، وأن أنجاني من كل هذا، وأن تجاوز عني. وأن نزع من صدري الغل، وأن أسكنني مكانا خالدا أنا فيه خالدة، وأن أنالني رضاه. وأن رزقني رحلة أسبوعية علي منابر من نور تُسقط قلبي من مكانه من شدة الجمال ثم يعود. أن صار خطي في الجنة أجمل سأقرأ كل ما كتبته وربما ستهب الريح قبل أن أكمل الرسالة. ثم سأخرج لسوق الجنة المميز وابتاع هدايا جميلة ومحرضة على الاقتناء لكل أحبابي، لكل من يمر هنا ويقرأ، لكل من أثنى علي ولكل من ظن بي سوء، ولكل من أخطأ في حقي، ففي النهاية سنكون في الجنة بدون أحقاد وسننسى كل هذا الوهم. لن أنسى أحدا، ولن أضطر أن أحاسب البائع ، فأنا في الجنة وكل مافيها لي ولكم.
الصاعدة @alsaaad_6
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ورزقنا وإياك الجنة
صادقه في كل كلمه....
النعيم الحقيقي في الدنيا....والباقي لنا بعد مماتنا
هو نعيم التقرب لله ....والباقي كله إلى زوااااال...