
حين أفل نــجم أحلامها ...وسقطت أمنياتها في هاوية الخيبة ...
أختارت أن تمكث خلف جدران الصـــمت ..
أن تستسلم للواقع ..
أن تعيش بلامبالاة ..
بعد أن فقدت طعم الحياة ..
وتساقطت آخر ورقة من شجرة أحلامها
فغدت عارية الغصون كأنها شبح من عالم الأموات
::::::
بعد أن ظلت طويلاً تكبت أحاسيسها وتخنق مشاعرها
وتعودت أن تحني رأسها أمام عواصف الغضب . .
وأن تتجرع كؤوس الصبر على مضض ..
وأن تقابل جارح الكلام بالسكون وتكتم آلامها ..
وأن ترضخ للواقع الذي يستهين بها ..
ويستبيح كرامتها وإنسانيتها.
::::::
حين ارتضته .. كانت تأمله مرفأ الأمان .. وموطن الأحلام ..
ترسم معه طريق المستقبل جميلاً مشرقاً ..
وتخطو معه خطوات الأمل .. ويأخذ بيدها لتكمل تحقيق الامنيات
التي لم تكتمل في بيت أبيها ..
وعدها ومنٰاها ..بأن يقف معها ولن يقف في طريقها ..
وأخبرها انها النصف الذي يكتمل به مستقبله ..
وينشئ معها براعم المستقبل ..
وأنها الصورة التي رسمها في خياله ورعاها حتى تمثلت أمامه واقعاً
كان رفيقاً حنوناً كنسمة منعشه في لبلةٍ صيفية..
وهكذا كانت البداية ..
حتى رفع الستار ..
وظهر الفصل الاول من بداية سلسلة من المعاناة ..
على مسرح الحياة!
وكشر الحمل الوديع عن انيابه فإذا به وحش في صورة بشر ..!
:::::
تمضي السنوات .. والعمر يجري
ويكبر الصغار .. وتكبر المأساة ..
في ظل ذاك الوحش الذي كمم الأفواه وأراق إنسانيتها ..
فرّت بروحها الحبيس منه مرة .. ثم عادت لأجل الأبناء
لأجلهم فقط تحتمل ..وتبقى
حتى آخر الأنفاس ..!
:: :::: ::
هي الآن كحطام متهالك على أرض جدباء ....
لم تعد لديها القوة الكافية للمقاومة ...
رفعت راية الاستسلام..!
وهي تنظر الى صور أحلامها تصــغر وتصغر...
حتى تلاشت تماماً ..!!
::::::::
صديقتــي ... !
هل ســتظلين مجرد خيال خلف الضبــاب ...
هل ستسلمين للظلام وتنذري عمرك للعتمة ...
واسمك ضياء؟!
أين ذهــبت أحاديثك بالأمس معي ..؟!
هي لم تكن مجرد أحاديث ..!
بل شتلات أمل كنت تغرسينها في قلب كل موجوع!
فاطلقي روحك الحبيسة ..ياصديقة !
قاومي ! لاتنكسري !
لاتكوني ميتة في عالم الأحياء !
صديقتي ..!
هل ساراك قريباً خارج أسوار الظلام ؟
لو أفاقت فيك ( ضياء) التي عرفتها..
فأنا متأكدة أني سأراك هناك
صديقتي هو وجعك الذي لا يكتسيني طول اليوم
لأنك لستِ بخير و لأنك يائسة و محبطة
هو جميل جدا ذاك الإحساس الصادق منك لأجل صديقتك يا نون
كلمات توقظ من عثرة الآلام للنهوض من جديد
راجعتها عدة مرات لأنها بالكاد مثلتني
أعجبني ما سطرتِ هنا شكرا لك لانني عشتها حرفا حرفا دون مبالغة
جعلك الله كالغيث أينما وقع نفع
و وفق قلمك لسرد كل ما هو طيب