هذة قصه واقعيه منها تعلمت و تغيرت نظرتى لاشياء كثيرة و منها الاخلاص لله تعالى عسى ان ينتفع بها غيرى
الى كل طموحة
تعالي واقرأي
أمضيت عامي الأول في مدينتي الواقعة في شمال شرق ألمانيا
وذلك لمعادلة شهادة الثانوية العامة بجامعه تلك المدينةوإتمام دراسة اللغة الألمانية ..
ولكي أتمكن من الحصول على مقعد لدراسة الطب
كان يشترط حصولي على تقدير كبير خلال هذا العام ..
بعدها أقوم بمراسلة الجامعات للمنافسة على مقاعد الطب المحدودة
مع آلاف جموع المتقدمين من جميع بلدان العالم ..
مضى الفصل الدراسي الأول صعباً عسيراً ..
المدينة تخلو من المصريين ..
والطقس شديد البرودة ..
الهدف ليس بسهل على الإطلاق ..
ومع بداية الفصل الدراسي الثاني ..
وقدوم شهر مايو و بداية ظهور أشعة الشمس ..
وهي التي حُرمت منها خلال الفصل الدراسي الأول بأكمله ..
بدأ الدفء يتسلل إلى أركان حجرتي ..
ولم أكن أعلم أن الله تعالى قد أعد لي ما هو أهم من دفء اشعة الشمس ..
إنه دفء الصديق والأخ في هذا الجو القارص ..
ذلك الشاب المصري والذي أتى للحصول على الدكتوراة في جراحات المناظير
من جامعتي الواقعة بالجزء الشرقي لألمانيا ( جرايفزفالد ) .
بل وزادت سعادتي عندما علمت منه أنه من جامعة الأسكندرية ..
وكم كانت سعادته هو عندما علم مني أن خالي هو من درّس له
وقت أن كان طالباً في الكلية ..
ولم نكن نحتاج لذلك الوقت الطويل كي نقترب من بعضنا البعض ..
فلم يمض سوى الأسبوع الأول منذ قدومه
إلا ووجدته يطلب مني بأن أُحضر كتبي لنذاكر ..
ونقضي فترات المذاكرة نشجع بعضنا البعض ..
بل أصبحنا تقريباً نمضي وقتنا بالكامل سوياً ..
فلا نفترق إلا عندما يذهب كل منّا إلى وجهته الدراسية
ثم نعاود التجمع في البيت ثانية ..
كان شديد القرب من الله تبارك وتعالى ..
فقد كان يحرص على الصيام رغم أن عدد ساعات الصيام في هذا الوقت بألمانيا
تصل إلى 17 ساعة
فالنهار طويل ..والليل لا تتعدى ساعاته ال 5 ساعات ..
ولا أستطيع أن أصف مدى إحتياجي في ذلك الوقت لمثل تلك العلاقة ..
بل لقد وصلت علاقتنا لذروتها في أسابيع معدودة ..
وقد كان هذا الشاب أمام أحد إختيارين ..
فهو لازال في بداية رحلة حياته العلمية ..
وفي منتصف الثلاثينات من العمر ..
لديه طفلان وزوجة وأم يتكفل هو بها تماماً ..
فإما أن يستمر في الغربة بعض الأعوام أمام إحتياجاته المادية ..
أو أن يعود سريعاً إلى مصر ليواجه جبالاً من الالتزامات المادية ..
يَعْرض عليه أستاذه الاستمرار نظراً لكفائته ..
ولا مجال لمقارنة الدخل بين مصر وألمانيا ..
ولكنه أصبح على وشك الانتهاء من موضوع رسالته التي أتى لغرضها ..
فهى جزء معين في جراحات المناظير يخص المخ والأعصاب ..
ـ إيه رأيك يا محمود ؟؟ أنا عندي طفلان ..
ومعنديش عيادة ولا شقة لأني عايش مع والدتي ..
وأكيد محتاج عربية ..
ومرتبي في مصر زي ما أنت عارف ..
ـ خلاص .. طالما البروفيسور مبسوط منك ..
ممكن تستمر هنا 4 أو 5 سنين تعمل قرشين ..
وأكيد حتتعلم كتير لسه
ـ أيوه .. بس أنا اتعلمت خلاص اللي كنت جاي عشانه ..
ـ في 11 شهر بس ؟؟ معقوله !!!!
ـ أنا كنت جاي عشان أتعلم حاجات معينه في جراحات المناظير ..
ودي موضوع رسالة الدكتوراة بتاعتي ..
العلم مش حيخلص ..
ولو حستمر عشان العلم يبقى ممكن أستمر عمري كله
ـ طيب .. إعمل قرشين عشان حتى تقدر تعمل عيادة
ـ حسألك سؤال ولو جاوبتني عليه أنا حستمر هنا ..
لو أتى قضاء الله بعد شهر من الآن وسألني الله
ليه مارجعتش مصر عشان تعالج الناس باللي أنا علمتهولك في الغربة ..
حقوله إيه ؟؟
كانت المرة الأولى في حياتي والتي أسمع فيها هذا السؤال ..
وأصابني الذهول ..
ولازلت أذكر هذا المشهد وتلك الجلسة حتى الآن ..
ومكثت في اليوم التالي أفكر ..
ليس في سؤاله ..
بل في طريقة تفكيره ..و إعماله لعقله ..
لقد أدرك هذا الشاب أن الله تعالى هو الذي علمه العلم ..
وهذا ليس من أجل العلم ..بل من أجل المسلمين في مجتمعه ..
وهو يؤمن أنه بمجرد حصوله على مقدار العلم الذي يؤهله بأن يكون نافعاً للمسلمين
فعليه بالعودة ..
ذلك لأن العلم لن ينتهي .. وإذا أطلق للطموح العلمي العنان ..فلن تكتب له عودة في حياته ..
بل والأهم ..
أنه سيصبح إثماً أمام الله تبارك وتعالى ..
ذلك لأنه لم ينفق مما رزقه الله من العلم ..
فالعلم وسيلة وليس غاية ..
والغاية هى نقل العلم وليس اكتنازه ..
وأدهشني هذا التفكير ..
ولكن ..
لماذا سألني هذا السؤال .. ؟؟!!!
لابد أنه أراد أن يعلمنى شيئاً ..
ولابد أن أعاود أنا عليه السؤال ..كي أفهم مراده ..
ـ شوف يا محمود ..أنا عايزك تعرف حاجة مهمة جداً ..
الإنسان مش حياخد كل حاجة في الدنيا ..
لأن الحاجات اللي ربنا بيعطيها لك في الدنيا هي في الأساس سبب
عشان تتحقق بذاتك في الدنيا وعشان تقوم بوظيفة معينة ورسالة معينة ..
يعني ..رزق ربنا ليك هو في الأساس ليس للرزق ذاته ..أو للاستمتاع بيه ..
ده مجرد سبب عشان تقوم أنت بوظيفتك ..
وتنجح في الامتحان بسيطرتك على هذا الرزق .. وبعدين توجيه الرزق لتحقيق رسالتك ..
ـ طيب ممكن توضحلي ده على نفسك عشان أفهم أكتر ..
ـ شوف ..أنا جيت عشان أتعلم حاجة معينة وهي جراحة مناظير المخ والأعصاب ..
وده عشان أرجع أعالج الناس اللي مستنياني في مصر ..
وعشان أرجع أُعلّم هذا العلم لغيري هناك ..ده هدف الغربة بتاعي ..
عشان أقوم برسالتي في الحياة ..
التفكير بقى في البقاء بحجة إني أزود نفسي في العلم ..ده مدخل للشيطان ..
لأن العلم مش حينتهي .. الرسالة إني أرجع عشان أعالج الناس أولاً ..
وأعلم غيري اللي أنا اتعلمته ثانياً ..ولما أتأكد أني نقلت العلم اللي اتعلمته وعلمته كله لغيري ..
وهناك من يؤدي وظيفته فيه ..يبقى ممكن أفكر أرجع تاني عشان أتعلم جديد ..
فهمت ؟؟!!!
ـ طيب .. ووضعك المادي .. إلتزاماتك ؟؟
ـ ده مش شغلي إني أفكر فيه .. ربنا يسر لي إني أتخرج من كلية الطب عشان حاجتين ..
أعالج الناس .. وأعلم غيري اللي بتعلمه .. فقط لا غير ..
الفلوس دي وسيلة عشان أقوم برسالتي ..
فهمت ؟؟!!!
دار هذا الحوار بيننا في حجرته ..
ولازلت أذكر أدق تفاصيل الحوار ..
كان الكلام يبدو مثالياً أكثر من اللازم ..
وكنت أعتقد أن هذا الرجل لن يصمد طويلاً امام أعاصير الحياة
ومتطلباتها المادية عندما يعود إلى مصر ..
ولن تستمر به الحياة بهذا الهدوء الداخلي والخارجي ..
ولكني أدركت بعد هذا ..
أن هذا الشاب لديه مصدراً أخر للطاقة التي لا تنفذ ..
وهدفاً آخر غير أهداف عامة البشر ..
إنها ليست العيادة ..والسيارة ..والشقة ..وفيلا الساحل الشمالي ..
فقد كان هذا الشاب وعلى مدار سبع سنوات كاملة وقبل قدومه لألمانيا
لا يقضي العشر الأواخر من كل رمضان إلا في الحرم المكي ..
كان هذا أحد أهداف حياته .. ولازال حتى تلك اللحظة ..ولازال الله تعالى يوفقه في تحقيقه ..
وكان الهدف الآخر من غربته هو أن يحج إلى بيت الله الحرام ..
فرزقه الله من فضله في الغربة ..
وأبى أن يوجه ذلك الرزق للشقة التي يحتاجها ..
أو للسيارة التي يتمناها الجميع ..
أو للعيادة التي يحلم بها كل طبيب ..
فاستدعى زوجته ووالدته ..وأتم الله عليهم نعمته وأدوا مناسك الحج ..
وانتهى هذا الشاب من هدفه في الغربة بعد 13 شهراً
هي حصيلة ما قضاه في الغربة لطلب العلم ..
وعاد ذلك الشاب إلى أرض مصر ..
وهو يعمل حالياً مدرساً لجراحات المناظير بكلية الطب جامعة الأسكندرية ..
ورغم صعوبات الحياة ومشاكلها ..
إلا أن الله تعالى قد رزقه في مصر العيادة والسيارة ..
ورزقني أنا معرفته في الغربة ..
ليعلمني واحداً من أهم وأعظم دروس الحياة ..
فلا أملك إلا أن أكتب له تلك الكلمات البسيطة ..
أخي الحبيب ..
كنت ولازلت واحداً من نعم الله تعالى علي في تلك الحياة ..
فكان لي الشرف أن أصبحت أخاك الأصغر ..
وكان لي الشرف أن تعلمت منك ما لايتعلمه الإنسان في أرقى جامعات العالم ..
محمود رشاد نجم
طالب في كلية الطب _ جامعة جوتنجن _ ألمانيا
29 سنة
تعلمت من هذة القصه يا بنات ان اعيش لله وله و به ويكون رضاة هو هدفى
الاخلاص لله فى كل شىء هومفتاح رزق الدنيا و الاخرة
om sarah @om_sarah_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
يا الله ... فعلا قصة رائعة ... ومؤثرة .... :27:
نحتاج دائمًا وأبدًا ... أن نجدد نياتنا ... وأن نصلحها لله .... وأن يكون
لدينا يقين ... وحب للعمل من أجل أداء الرسالة التي استخلفنا الله لتأديتها .....
بقدر حبنا لأمانينا ... وتحقيقها ....
فعلا لدينا نماذج رائعة في حياتنا .... وعلينا أن نستفيد منها ... بشتى الطرق ....
ونحاول بقدر المستطاع وبكل عزيمة وطموح ....
وشكرًا أختي على القصة الجميلة .....:26:
قصة رائعه بجد وملهمة لكل انساان فعلاا ما اجمل الاخلااص لله
جزاج الله كل خير اختي على هالقصه وسدد خطاج
جزاج الله كل خير اختي على هالقصه وسدد خطاج
الصفحة الأخيرة
قصة مؤثره
مشكووورة ياقومر على الطرح