فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

اليتيــم ~موضوع من مجلة نوافذ إجتماعية

الأسرة والمجتمع


width=695 height=315


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هناك في زوايا النسيان ..
وفي ركن قصيّ من حياتنا
مرايا كثيرة .. تراكمت بعضها فوق بعض ..
مرايا لانلتفت إليها ، ولانوليها اهتمامنا ؛ لأنها لاتعكس ملامحنا...
مرايا قد علاها غبار الزمن ، وتراكم الغفلة واللامبالاة
مرايا نغتني عنها بأخرى تعكس وجوهنا.. نجلوها كل يوم ، ونورثها الصقل والعناية ..
وقد نستعيض عنها بأخرى ..تنطقنا أجمل وأبهى..!
أما تلكم المرايا التي لانرى " نحن " فيها
فقد سرقتنا عنها مشاغل حياتنا ومتطلباتها
وكثير من أنانيتنا ..!
دعونا هنا نزيح عنها غبار الإهمال ، ونصقل وجهها بأنامل المحبة ..
ونوليها شيئاً من ذاتنا .. من وقتنا.. من تفكيرنا ..من الرعاية والاهتمام !








امتدت يدي إلى مرآة طرحت في زاوية منسيّة وتساءلت وأنا لاأكاد أميّز لها وجهاً:
ترى أي معالم تختفي خلف هذه الغشاوة ..؟
وطفقت منهمرةً عليها صقلاً وجلواً بأنامل العناية.. حتى غدت متألقة نضرة
فأيّ صورة اتضحت لي خلالها ؟! وأيّ معالم تجلّت ..؟!
لقد نطقت وأبصرتني .. صورة في كل ضمير حي !!

تلك هي مرآة ~ ~ ~ اليتيم !!
اليتيم .. تلك الصورة التي تعيش بيننا ولكن غالباً ماتغيب عنا.






فمن هو اليتيم ياترى؟
أهو الذي فقد أباه فقط ؟
أم أن هناك من يدخل مفهوم اليتيم غير ذلك ؟


دعونانسلط مجهر مشاعرنا؛ ولنتفاعل بصدق ، ونرى بحق ٍ صور اليتم في المجتمع ..
وأقول : اليتيم الآخر هو أيضاً كلّ من فقد العلم بنسبه ... وكل لقيط ..!
وهنا...! اليتم أكبر عمن فقد والده ، والمصيبة أشد..!
فالحرمان عند كليهما ظاهر لا يخفى ، وهما أحوج من غيرهما إلى رعاية الأيدي الحانية .
هذه الفئة من اليتامى ذكرها الله تعالى فقال :

{ فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين}
نعم ! إن القرآن الكريم أوجد لهم هنانسباً عقيدياً جديداً ، ورحماً دينية،
هي وحدها القادرة على جبر هذا الكسر المضاعف في نفوسهم .
فانظروا ! من منا ينادي اليتيم : أخي ، واليتيمة : أختي ؟ ويتبع هذا الأدب القرآني ؟!
إنهم إخواننا في الدين . فلم لانستجيب لهذه الدعوة ؛ لمن هم في ضنك الهم ، وعظم الحاجة ؟
فنخالطهم بأفضل أساليب التطبيع الاجتماعي ، بدءاً بالمصافحة باليد كأبسط مظهر للمخالطة ،
وانتهاءً بالتزويج كأقصى مظهر لها ، مرورا بمنافع أخرى ،
تندرج فيها المؤاكلة والمشاربة والمساكنة .. وحسن الصلة.
والآن ..! تعالين معنا لنشهد نوعاً آخر من اليتم لايقل حرماناً عن اليتم الحقيقي ؛
ذلك من يتعرض لهجر أباه وإهماله ...
فهنا إضافة إلى حرمانه من عطف وحنان الأب ،
يكون بمنأى عن الأيدي الحانية ..والأحضان الدافئة
فهل من قلوبٍ تلتفت إلى أبناء قست عليهم قلوب آبائهم ، ورمتهم في وادي النسيان ؟؟!!





ولكن هناك ..! وسط هذه الزوابع من الهمّ التي تهب على سماء الطفولة اليتيمة
يدٌ حانيةٌ عطوفٌ شغوفٌ ..تحيطهم ..! تداوي جراحهم ، وترتق فتق نفوسهم ،
وتمسح على قلوبهم بيد المحبة التي لاتعرف الحدود ..! تلك هي الأم الرؤوم ..!
الأم الصابرة التي تتعلق بأردان صغارها ، وتتشبث بهم بعد وفاة زوجها ،أو قسوة هجره
فتنزع الراحة من نهارها ...والنوم من ليلها ؛
لتحيطهم بأنفاسها ، وتغذيهم من معين قلبها، وتمنحهم بثبات صمودها ،
وجميل تحملها أقوى عروةٍ يستمسكون بها ؛
تغنيهم عن البحث خارجاً عن ملاذٍ يأويهم .
فهي أولى باليتامى من أنفسهم ، وليس لهم بعدها إلا الضياع ،
أو يد محسن تمتد إليهم فتكسو عِريَ يتمهم..!




وجدانٌ يلامس المرآة ~

بين عتبة اليأس وباب الرجاء..
يقف اليتيم شاخصاً .. واجف القلب ..يحدّق بنظرةٍ فارغة من الأمل إلى الآتي؛
وعينٍ تجول في أحداقها عبرات مخنوقة تنطق غصات ألمٍ وحسرة
ونفس ظامئة إلى ذراعين حانيتين.. تحتضنا عزلة وجوده ، وغربة روحه
يتيمٌ .. يتناول الأوجاع ، وتنهش انتظاره آهات تتقاطر من صنابير الأنين ،،!
فهلا امتدت الأيدي الرفيقة ؛ لتنتشل هذه البرعمة الضائعة من أرض الكفاف،
وتغرسها في روض المحبة ؟؟

هل من يحتويه .. ويؤويه من الضياع ويخرج به من ذاكرة الغياب والنسيان ؟
يضمه تحت جناحيه، ويمر بأنامل الرحمة العطوف ، والحب الرؤوف على هامته؟؟
هل من يوسده فراش الأمان ليلاً ، ويتعهده بالرعاية نهاراً، ويقيه غائلة الأيام ؟؟
هل من يداوي جراح نفسه، ويذيب جمرة الحسرة في قلبه ،
ويهدي البسمةإلى شفتين.. لم تألفامذاق السعادة؟؟
يمحي لواعج الشقاء في أعماقه ،
ويطفو به على وجه الحياة وينتشله من الغرق في غيهب الألم والوحشة ؟؟
ويمهد للضياء طريقاً إلى قلبه الغارق في كآبة الحرمان الوجداني؟؟





هل ؟ وهل ؟ وهل ؟؟؟
تساؤلات كثيرة تغص بها القلوب المشفقة ، وتعلق في حنجرة الألم ..!
فمن يستجيب ...؟؟؟
ومن يحب أن يفرش لذاته طريقاً إلى رضا الله وفيئه؟؟
ويفوز بجائزة القرب من الرسول .. في الجنة ؟؟
من ... من ياترى .. يكفل اليتيم ؟؟؟؟













36
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صيدلانية سنفورة
تغريد حائل
تغريد حائل
أحلام طفولة وردية تهاوت في قاع اللا إحساس،
ومشاعر ندية أختنقت قبل الميلاد
فكان الإمضاء... يتيم وفي ثغره أحزان..!
فيضنا الغالية..
ما أطلت عليه نافذتكِ روض مترف من الإنسانية
تناغمت نسائم شجونه مع أطياف حرمانه..!
موضوع قيم تتنفس رئتاه أكسجين الحنان.
سلَّم الله نبرة اليراع الراقي.!
حماكِ المولى!!
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
مرآة اليتيم تستحق منا أن نصقلها بالعناية
وننفض عنها مآسي الزمن بيد رحيمة محبة
فيكفيهم جور الزمان!!
ولا نكون نحن أيضاً سبب ألم لهم

المتألقة فيض
طريقتك وصلت الى أعماق روحي..
ومرآة اليتيم أشعرتني بالحزن ..
وقبلها مرآة اللقيط ومن حرم من العلم!!!

تقبلي مروري غاليتي
وبورك في الطرح المتميز
حنين المصرى
حنين المصرى
حبيبتى لمس موضوعك مشاعري
فاليتم ليس من فقدوا تواجد اﻻب فقط
رب اباء احياء يشعر ابناؤهم معهم باليتم اكثر من موتهم
جعل الله ما كتبتيه فى ميزان حسناتك حبيبتى ونفعنا واياك به
تقبلي مرورى وحبي وتقديري لقلمك المبدع غاليتي
الجيل الجديد .
كم احببت القراءة لك يا فيض

دوما تأخذني كلماتك الى عالم اخر

طرح قيم
ماشاء الله لا قوة الا بالله