اليقيــــــــــــــــــــــــــــــن
اليقين
في هذه الرسالة:
ماذا يعني اسم الوكيل؟
هيا نوقع العقد مع الله
نماذج من قصص الانبياء في التوكل علي الله
للشباب رأي.. وللأباء تجارب في التوكل.
هل يتعارض التوكل مع الدعاء؟
حكايتهم بألسنتهم
اذا أردت أن تتعلم التوكل
إلي من لم ير ربه ويعلم أنه يراه...
ويحبه علي الدوام..وجعل بيت الحوت له خلوة والنار بردا وسلاما ..والغار حفظا وامانا ..
الي من هو في معيه الله ابدا المؤمن الحق...
حتي نتكلم عن "التوكل على الله" لابد ان نتكلم أولاً عن أسم من أسماء الله الحسنى هو أسم "الوكيل"
*ماذا يعني اسم الله الوكيل؟
الوكيل
هو الذي يتصرف برحمته في شئون عباده بما يصلحهم ولا يفسدهم..
قد يبدو تعريفا اكاديميا نظريا ولكن ايها الاخوة هذا هو الحاصل فعلا في واقع البشر، وهذا هو فعل الله تبارك وتعالى بالناس، فهو يتصرف برحمته في شئون عباده ولا يضيعهم.لذلك لا يصدر عنه سبحانه شر لك ابدا، فكل أفعاله لك خير، حتي ولو كان ظاهرها مصائب...
هل رأيت احدا وكْلَ احداً وضيعه؟!!فكيف يوكله إذن؟!
فالوكيل لا يضيع عباده ابدا...وهذا اليقين لابد ان يكون راسخاً داخلنا لذلك فعندما ننظر الي النبي (ص) نجده يدعو كل ليلة ويقول:
"لبيك ربي وسعديك والخير كله اليك والشر ليس اليك" لا ياتي من عندك غير الخير ولعل هذا يفسر لنا كيف تحدث لنا مصائب كذا وكذا ثم نجد في آخرها خيرا لنا ، فمثلا قد يبتلي احد الناس بان يموت ابنه ، وهو يري ان هذا الابن لو كان عاش لاقترف من الذنوب والمعاصي ما يجعله من اهل النار ، ولكنه بموته يضاعف ابواه طاقتهما في العبادة فيرضي الله عنهما ويلحق الابن بهما في جنة الفردوس وهو راضٍ عن الاسرة كلها ..هم يظنون ان الله اراد بهما الشر لكنه والله ما اراد بهما الا خيراً..هذا مثال بسيط حتي نفهم منه ان الوكيل لا يمكن أن يضيع عباده ولا يمكن ان يؤدي بهم إلى الشر ... وحتي نفهم أيها الاخوة كيف نتوكل علي الله ،اضرب لكم مثالا ظريفا ..هل ذهبت ووكلت احداً عنك من قبل؟؟ ومن المؤكد انك قمت بعمل توكيل لأي شخص وانت تقوم بتوقيع عقد التوكيل هل شككت لحظه فيمن توكله؟ بالطبع لا والا ماكنت توكله من البداية لا بد أنك وقعت وانت في منتهي الثقة...
فلماذا لا نوقع مثل هذا العقد مع الله سبحانه وتعالي ؟ لماذا لا نوكله؟ ونقول له القينا عليك بشئوننا يا وكيل ، فانت مسؤل عن حياتنا..
*ايها الاخوة ما اغلي هذا المعني لمن يفهمه.
وتعالو بنا احكي لكم نماذج ممن توكلوا على الله سبحانه وتعالي ..وتعالوا لنرى ماذا فعل الله بهم عندما توكلوا عليه، ونرى كيف انه في احلك الظروف واصعبها يمكنك ان تتوكل على الله ...
*اما لك فلا...واما لله فنعم
فلننظر إلى شخص مثل سيدنا ابراهيم عليه السلام...السن ستة عشر عاماً وهو ماخوذ إلى المحاكمة..كل البلدة تحاكمه علي تكسير اصنامها ..ويؤخذ ابراهيم عليه السلام مقيدا حتي يلقى في النار .ولكنها ليست نارا عادية (قالو ابنو له بنيانا فالقوه في الجحيم)
أرأيتم ماذا يريدون ان يفعلو بهذا الفتى الصغير ؟وبالفعل بنو له بنيانا واخذوه اليه وهم يسبون ويشتمون. وابراهيم لا يقول سوى كلمة واحدة "حسبي الله ونعم الوكيل"
هذا هو عقد التوكيل..نعم هل وقعت العقد يا ابراهيم؟؟هل سلمت امرك للوكيل؟؟اذن لا يضيعك الوكيل أبداً!!
ويقف ابراهيم أمام النار وهنا تظهر لهم مشكلة..من الذي سيلقيه في النار..؟ خاف الجميع ان يتقدم حتي لا يحترق معه.
أرأيتم فظاعة النيران وقوتها؟!ماذا يفعلون؟؟ فأتوا بالمنجنيق وهي آله تشبه "الزنبرك" تُشد للوراء وتطلقه فيسقط في النيران..
يا الله ..ليس هناك في التاريخ موته أبشع من هذة!! ويوضع ابراهيم عليه السلام في المنجنيق وهو لا يزال يردد صيغة العقد..
"حسبي الله ونعم الوكيل"
هل لديك هذه الثقة؟هل لديك هذا التوكل؟ ام انك تفزع لأي مشكلة ؟ لماذا لا تلقي على الله بمشاكلك التي لا ذنب لك فيها؟
فلان مرض بمرض كذا، وفلان حدث له كذا ..توكل على الله فماذا يمكنك ان تفعل سوى ان تقول "حسبي الله ونعم الوكيل".
نعود إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام في المنجنيق، وفي هذه اللحظة يأتيه جبريل عليه السلام ويسأله"ألك حاجة يا ابراهيم؟" بالله عليك لو كنت مكانه بماذا تجيب؟
اما لك فلا...واما إلى الله فنعم..حسبي الله ونعم الوكيل ..
ولكن...احيانا يترك الوكيل سبحانه وتعالي الأزمة حتى تصل إلى ذروتها حتى تظهر قدرته سبحانه وتعالي ..كان من الممكن ان تطفأ النيران وتنتهي المشكلة ولكن تركهم اليه تعالى حتي يُكملوا خطتهم ويُلقى ابراهيم داخل النيران ، ويُهلل اهل البلدة ويهتفون "قضينا على ابراهيم"، وينتظرون النتيجة حتي يروه متفحما بعد ان تهدأ النيران..
وبعد ثلاثة أيام... يخرج ابراهيم من النيران..يخرج كما هو لم تفعل به النيران شيئا إلا انها فكت قيوده فخرج وهو مفكوك القيود.
عاش ابراهيم عليه السلام فوق المائة عام ،ويسأل عند موته "ما أحلى ايام عمرك؟" فيقول: "الأيام الثلاثة التي قضيتها في النار"
ايها الاخوة ان الوكيل لا يترك عباده ابداً ولكن المهم ان يكون عندك هذه الثقة في الله
*فنادى في الظلمات..
داخل جوف الحوت، وفي جوف البحر ، وفي جوف الليل، يرقد يونس عليه السلام...هل تتخيلون هذا الموقف في هذه الظلمات الثلاث..؟؟ تخيل نفسك وقد حبسك أحد داخل دولاب واغلق عليك الدولاب بالمفتاح وسمعته يلقي بالمفتاح من النافذة ثم اغلق عليك باب الحجرة ثم اغلق باب الشقة وانصرف..بعد كم ثانية ستنهار؟؟ هذا وانت في بطن الحياة...ما بالك بمن في باطن البحر ؟!
فما كان من موسي الا ان قال :"لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين" الانبياء87
فوراً..يخرج الحوت إلى شاطيء البحر ، ويلفظ يونس عليه السلام ويخرج يونس من بطن البحر ، ولكنه كان معتادا علي ظلمة البحر فلا شمس ولا اضاءة ، فيقول ربنا "وانبتنا عليه شجرة من يقطين"
الصافات 146 كي تظلل جسمه..
ما هذا العفو؟ ما هذه المقدرة ؟انه الوكيل الذي لا يضيع عباده ابدا...
*من يمنعك مني؟
وهذا رجل يأتي إلى النبي (ص) وهو نائم وقد علق سيفه على الشجرة فيأتي أعرابي كافر يريد قتل النبي (ص) فياخذ السيف من على الشجرة ويضعه علي رقبة النبي (ص) فيستيقظ النبي (ص) فيجد السيف علي رقبته ويقول له الرجل:"من يمنعك مني؟"! فيقول النبي (ص) "الله" فيسقط السيف من يد الرجل من قوة الكلمة وصدقها، فيأخذ النبي (ص)السيف ويضعه في يده ويقول له وانت من يمنعك مني؟ رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله
ما أريد ان أصل إليه أيها الاخوة...هل لدينا هذه الثقة وهذا التوكل؟ هل توكلنا علي الله تعالى يمكن ان يكون بهذه الدرجة؟
**هناك صنفان من الناس ايها الاخوة..
- صنف ضعيف الإيمان ...يجزع عندما يجد أسباب الدنيا قد تأخرت ونقصد بالاسباب أي الحظوظ الدنيوية المادية وغيرها من حاجات يريدها ولا يستطيع ان يصل إليها أو يعجز فى الحصول عليها ، يقل يقينه بالله تعالى...
- وصنف مؤمن صادق...كلما ادبرت الدنيا كلما ازداد يقينه بالله تعالى... لماذا؟ لانه ما دامت هناك اسباب تعتمد عليها فانك تركن إلى الدنيا ولو قليلا ولكن عندما تنقطع بك الأسباب وتشعر بأنها ضاقت ولم يتسع لها حل، فلا يبقى لك سوى الله ..وسأحكي لكم حكاية توضح هذا المعنى الجميل
اليقين ( 2 )
*حتى نكون صادقين
كان هناك شاب يبلغ من العمر 18 سنة وكان نابغة فله من القدرات غير العادية ما جعله يتفوق علي اقرانه .وفجأه مرض هذا الشاب مرضاً غريباً افقدته القدرة على اتزان جسمه.وطاف به اهله على الاطباء في انحاء العالم فلم يستطيع احد ان يشخص حالته.. وكنت ازور هذا الشاب وانا متألم ،وذات يوم قالت لي امه كلمة جميلة جداً، قالت.." اتصدق اننا فرحين بعدم قدرة الاطباء على تشخيص حالته..؟!!" فسألتها "لماذا؟" فقالت" حتى لا يبقى لنا إلا الله ، وحتى نكون صادقين حينما نقول توكلنا عليك يا الله"!
ايها الاخوة....ان التوكل معنى صعب ، هل تعرف ما معنى التوكل..؟
التوكل..هو ان تسعى في الدنيا بجوارحك ولكن قلبك مؤمن بأنه لا احد يملك الضر والنفع إلا الله "..
أي.. تعلم ان مشكلتك حلها عند هذا الشخص فتذهب له وتطلب منه أن يساعدك في مشكلتك ولكنك تعلم من داخلك ان الله هو الذي يحلها .. اي انك تسعى الى الناس بجوارحك وتسعى الى الله تعالى بقلبك ..هذا هو التوكل الذي يريده الله تبارك وتعالى منا..
يا جماعه توكلوا على الله ،فكلما احسنت التوكل على الله وكنت صادقاً في توكلك كلما اكرمك الله واعزك..
*وللأباء رأي....
** صادفتنى ازمة مالية ولم يكن معي نقود وفى نفس الوقت كان وقت الحج وكنت اريد ان احج بيت الله تعالى اريد ان احج ولكن ليس معي نقود ...فصليت العشاء ثم ناجيت الله كما أتكلم الآن" يارب أريد ان احج غداً"وفي اليوم التالي اخذت جواز السفر وتوجههت بالمختص بالتأشيرات في الشركة واعطيته الجواز وقلت له :"اريد ان احج وليس معي نقود"،فقال لي: " هل تمزح ؟" فانا ذاهب الآن إلى أحضار التأشيرات..
سلمت أمري الى الله وبعد ذلك فوجئت بالرجل يزورني بالبيت ويطلب مني جواز السفر فسألته لماذا؟ فقال لي لقد حصل العاملين بالشركة التى تعمل بها زوجتك على التصريح بالسفر ماعدا زوجتك لكننا طلبنا ان تكون زوجتك معهم لانها طبيبة فقالوا: اذن فاحضروا معها محرم ،وكانت النتيجة أن حججت والحمد لله..
*وبالمناسبة فهناك من يعتقدون ان كلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" هي دعاء على احد ولكن حسبي الله ونعم الوكيل تعني..وكلتك يارب فافعل ما تشاء..
**دخل عثمان بن عفان على سيدنا عبد الله بن مسعود وهو يموت وكان له ثلاث بنات فقال لابن مسعود :نامر لبناتك بعطاء؟ (يعني نصرف لهم نقود) فقال:لا حاجة لبناتي في المال ،فقال عثمان كيف؟ فقال : يا امير المؤمنين علمني رسول الله (ص) ان من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصبه فقر ابدا وقد علمت بناتي ان يقرأن سورة الواقعة كل ليلة..
هل يمكن ان يكون لدينا هذه الثقه وهذه الطمأنينه على أولادنا!!؟
الناس تعيش اليوم في اكتئاب وارهاق نفسي ولا يعلمون ان التوكل على الله تبارك وتعالى يحل هذه المشاكل..
*رأي الشباب
*يقول احد الشباب .. لو رجعنا الى التاريخ ونحن نتكلم عن التوكل ، سنجد دائما في الغزوات والحروب الأسلامية ان المسلمين كانوا اقل في العدد والعتاد ..سواء في بدر أو أحد أو مؤته وغيرها... وربما ما نحن فيه الآن في مصر من نعمة الاسلام يكون له في ميزان عمرو بن العاص الذي طلب من سيدنا عمر بن الخطاب المدد بأربعة الاف رجل ليفتح مصر فأرسل اليه عمر بثلاثة الاف رجل ورجل قال هو بألف رجل ..فدخل الرجل وكبّر وفُتحت مصر ..انها الثقة في الله..
**والان نرى طفلا بحجارة يهرب من امامه جندي برشاش ودبابة ..ان هذا الطفل عنده من التوكل والثقة في الله ما يجعل هذا الجندي يهرب من أمامه .
احدى الشابات تسأل..
هل يتعارض التوكل على الله مع الدعاء؟
يعني عندما اتوكل على الله في امر ما ثم ادعو الله تبارك وتعالى في الصلاة ،هل يعتبر هذا ضعف في ايماني ؟ ام انني يجب ان ادعو الله حتى يتحقق الامر؟
**معنى التوكل يا اختي ان يكون قلبك مسلم امره لله تعالى مع الاخذ بالاسباب والدعاء من الاسباب فندعو الله لانه أمرنا بهذا كما أمرنا ان نطرق جميع الابواب حتى تحل مشاكلنا وفى الأول والآخر الأمر لله وحده فنحن نقوم بالمفروض علينا ...
لذلك أيها الأخوة..لا يأتي طالب مثلا لا يذاكر طوال السنة ويقول"انا متوكل على الله في النجاح".
**أحياناً أيها الاخوة تظلم الدنيا تماماً وتغلق كل الأبواب وكأن الله يريد الا يبقى لك غير بابه سبحانه وتعالى.. ولعل دعوة النبي (ص) لقريش تضرب لنا مثلا على ذلك . فعندما كان يشتد إيذاء قريش للنبي كانت هناك صخرتان يتحطم عليها الايذاء صخرة خارج البيت وهو عمه أبو طالب الذي كان يخافه المشركون واخريى داخل البيت وهي السيدة خديجة رضي الله عنها والتي كانت تخفف عنه الإيذاء
ولكن يشاء الله ان يموت الاثنان في سنة واحدة وفي شهر واحد ..انه الوكيل يتصرف كما يشاء .. فلم يموتا بعد ان انتشرت الدعوة واكتمل الاسلام ولكن اراد الله ان يموتا في وقت كان النبي (ص) احوج ما يكون اليهما .وكأن الله يقول لنبيه(ص) "من لك غيري؟!"
فماذا يفعل النبي (ص) بذل مجهودا اكثر ومشى مائة كيلو متر على قدميه حتي يدعو اهل الطائف وكأنه يقول لله...
"انا متوكل عليك لاخر الطريق ،وانا راضٍ بما تفعله"
** قصة سيدنا يوسف....فعندما نرى ترتيب الأحداث نعجب فهذا الصبي يحبه ابوه هل هذا شيء سيئ؟! ولكن تكون النتيجة لذلك ان يلقى في البئر (شئ سيئ )فتكوت النتيجة ان يدخل قصر العزيز(شئ جيد) فتكون النتيجة ان يدخل السجن(شئ سيئ) ثم يكون عزيز مصر(شئ جيد)وهكذا...لاشيئ يسير كما نتوقعه وكأن الله يعلمنا ان احداث الدنيا تخضع لإرادة الله يفعل بها مايشاء فالذي تظنه خيرا قد يؤدي الي الشر، وما تظنه شرا قد يؤدي الي الخير فالامر كله مرده الي الله.
*واذا اردت ان تعرف التوكل حقيقه وتتعلمه فانظر الى ...قصة هجرة النبي(ص) التي تظهر لنا حقيقة التوكل والاخذ بالاسباب...
فقد اخذ النبي (ص) في الهجرة باحدى عشر وسيلة من اسباب الدنيا فلم يترك شيئا من التخطيط السليم إلا فعله..
يخرج من بيته في وقت متأخر من الليل حتي لا يشعر الكفار... ثم يذهب الى بيت ابي بكر في منتصف النهار..حيث يقول ابو بكر(جاءنا في وقت لم نعهد ان يأتينا فيه) وذلك حتى يضلل قريشا، ويخبر النبي(ص) ابا بكر بأمر الهجرة فيخرجان من كوة في مؤخرة البيت (الباب الخلفي للبيت)،ثم يسلكان طريق الجنوب –رغم ان المدينة باتجاه الشمال-حتى لا يعثر عليهما المشركون الذي يمسحون طريق الشمال الى المدينة ،ثم يمكثان في غار ثور ثلاثة ايام زيادة في التمويه والاحتياط..ويأتيهما عبد الله ابن ابي بكر بأخبار قريش ..وتأتيهما اسماء بنت ابي بكر بالطعام والشراب.
انظر الى التخطيط السليم..فلن يتخيل احد من قريش ان امرأة تذهب إليهم حتى ولو كانت بنت ابي بكر وايضا لا يمكن ان يتخيلوا ذلك لانها كانت حاملاً في سبعة أشهر...
أرأيتم كيف يكون تخطيط المتوكل؟؟!!!
وماذا عن اثار الاقدام ؟يرسل ابو بكر راعي غنمه عبد الله بن فهيرة فيمر بغنمه كل يوم على الطريق الذي تمشي فيه اسماء وكأنه يرعي الغنم فلا يشك فيه احد من قريش.
ولكن..بعد كل هذا التخطيط هل وصل اليهما الكفار ام لا؟؟ نعم وصلوا.. حتى وصلوا الى باب الغار؟
وكأنك تقول بداخلك الم يكن من المنطقي بعد كل هذا التخطيط الا يصلوا إليهما؟!!!
لا..هذا بمنطق البشر ولكن بمنطق الوكيل أراد سبحانه وتعالى ان يصلوا اليهما حتي يعلم النبي(ص)ويعلمنا جميعا معنى التوكل على الله ، وان الاخذ بالاسباب واجب ولكن من قال بان الاسباب هي التي تنجي..
ويصل المشركون امام الغار ويقول ابو بكر لرسول الله(ص):
"لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا "ويرد النبي (ص)
"مابالك باثنين الله ثالثهما،لا تحزن إن الله معنا"
هذا هو معنى التوكل الذي يجب ان نتعلمه والذي يجب ان يرسخ في نفوسنا،بدلا من الاكتئاب الذي يسيطر على الشباب في سن العشرين خوفاً من المستقبل ،توكل على الله وخذ بالاسباب ، وأفعل ماتستطيع ان تفعله وأسلك كل الطرق ، وأطرق كل الأبواب ، وأستعن بالآخرين ولاتترك شئ إلا وتقوم به , وتوكل على الله سبحانه وتعالى سواء استطعت أن تنجز مهمتك ام لم تنجح فى إنجازها،كن عندك يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيحققها لك فبهذه البساطة تحل كثير من المشاكل.....
في ختام هذه الحلقة ...اتمنى من القراء ان ينووا التوكل على الله .
خذ بالأسباب وافعل مايجب عليك فعله،ووقع عقد الوكالة مع الله بكلمة "حسبي الله ونعم الوكيل"ولن يخذلك الله أبداً إن شاء الله...

ارياف @aryaf_2
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️