اليقين في الله. فيض يفيض به الله سبحانه وتعالي علي من شاء من عباده. هذا الفيض يورثه زهدا في الدنيا وإيثاراً لما عند الله علي ما عند الناس. فيعتمد علي الله اعتماداً كاملاً في أموره كلها. وهو إذ يعتمد علي الله فانما يعتمد علي ركن شديد. وحصن حصين. إذا دعا ربه أجابه. وإذا سأله أعطاه. وإذا استنصره نصره ويقينه لا يقل ولا يهتز تحت وطأة الشدائد ولا يزيده كل ذلك إلا عزيمة وقوة في اليقين.
فسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. والنار من حوله مشتعلة ولهيبها مرتفع يسقط الطير من السماء. والملائكة تزداد عليه إشفاقاً فتنادي ربه سائلة إياه أن يغيث نبيه وخليله. والمولي سبحانه يختبر وفاءه وهو أعلم به أليس هو القائل "وإبراهيم الذي وفيّ" فيقول المولي سبحانه وتعالي للملائكة "إن استغاث بكم فأغيثوه. وإن استغاث بي فأنا أقرب إليه من حبل الوريد" فعلي الفور يأتيه جبريل قائلاً له يا إبراهيم ألك حاجة فرد عليه سيدنا إبراهيم في إيمان المتيقن ويقين المؤمن قائلاً أما إليك فلا وأما إلي الله فعلمه بحالي يغنيه عن مقالي فبقوة هذا اليقين جاءه من عند الله فرج قريب. ونصر مبين. بأمره سبحانه وتعالي للنار أن تكون برداً وسلاما. يقول العلماء لو أمرها بأن تكون برداً فقط لمات إبراهيم من شدة برودتها.
ولم تحرق النار من إبراهيم إلا قيوده وخرج من النار رافعاً رأسه أمام أعدائه مطمئن القلب بذكر ربه. فبذكر الله يطمئن القلب. وباطمئنان القلب يقوي اليقين مما يملأ المؤمن غبطة وسعادة.
منقول

Muslima @muslima
محررة
هذا الموضوع مغلق.

نبراس الحياة
•
جزاكي الله كل خير على موضوعك الرائع
الصفحة الأخيرة