
يحكى ان امرأة تزوجت رجلا كان فيه عيبا بائنا ومَن مِن البشر بدون عيوب؟
فسبحان الكامل المتعالي ... وكانت كل صباح تتوكل على الله و تخرج غير بعيد
عن دارها الى منبع ماء عذب تجلب منه ماءا يقض حوائجها
ولم يكن لديها غير كوز مشقوق تعبؤ فيه الماء
ولكنها في طريق العودة كانت تفقد نصفه ؛
بعد مدة من الزمن زارتها قريبة لها وكانت تضمر لها في نفسها حسدا وغيره فور جلوسها
بدأت تستفزها بالكلام الجارح وتلمح لعيوب زوجها وصعوبة العيش معه والمرأة صامتة تبتسم ...
في الاخير طلبت منها ان ترافقها لمنبع الماء حملت كوزها المشقوق وسارتا في نفس
الطريق الذي تعودته المرأة منذ زمن والقريبة لم تصرف نظرها عن كوز الماء فقد كان الشق فيه واضحا ...
عند العودة احرجتها بهذا السؤال " لماذا لم تغيري هذا الكوز المشقوق بآخر افضل منه؟
صمتت الزوجة وواصلت سيرها حتى نهاية الطريق ثم التفتت الى الوراء وقالت لقريبتها :
"انظري الى حافتي الطريق" وكانت حافتا الطريق رائعة الجمال مزدانة بالإزهار والورود المختلفة الالوان ....عندها قالت الزوجة :
عرفت ان في الكوز شق فنثرت بذور الورد والريحان والأزهار على حافتي الطريق وكل يوم امر من جانب غير الذي ممرت به سابقا ويسقي الماء الذي يسيل من الكوز البذور فانبتت وازهرت واصبح الطريق كما ترين
وهكذا فعلت مع زوجي"
بقلمي