اليك انت..لأنك غالية

ملتقى الإيمان


تلك الغالية لسان حالها يقول..


لـست منكم فلتغضوا طرفكم *** عـاشق القـيـعـان يعجزه القمـم

لست منكم إن قدري فوقكم *** مــتعالــي فوق هــامات الديم

إنــنــي جـــوهــرة مــكـنـــــونـة *** فـي حمــى الـطهـر وأجــفان الــقيم

لســـت أرضى أن أراني سلعــة *** كعـــروض السـوق سيمت بـــالقيــم

يـذبـل الـورد ويــخــبــو زهـــره *** كلمــا أزداد لــــــه لمـــــس وشــــــم

فــاطــلــبوا أخرى تداري نقصها *** ظــل يغــريهـــا إلــيكم كــل طــعــم

في متــاهــات الهــوى تابعة *** من أمـانيهــا سرابا مــن عدم

تطــرد الــوهــم إلى أن أصبحت *** لــذئـــــاب الــعهــر نهبـــاً مـقـســم

فــأسمعــي أختــاه نصحـي إننـي *** ذات قلــــب مشفــــق ممــا يصـــــم

في رحــى الرحمــن تغدوا عذبه *** هــــذه الـــــدنيــا وعـمــرا يـبــتســم

فــاحذري أن تطلبــي عــزا سوى *** عــز جنــات بــهــــا كــل الــنــعـــم

واحــذري أن تكــونــي لــعــبـــة *** لأولــي الــفســق فـلـــن يجدي الــندم

وسلــي إن شئت مـــاذا قــدمــــوا *** لضحــايــاهــم ســــــوى عــار وهــم

نــزعـــوا عنهـــا حجـاب طاهـراً *** ثـــــم ألقــوهــا وولــوا أيــن هـــــــم


وبعد ذلك نالت مرادها في الجنة ، قال تعالى ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

حتى تقوم على رؤوس الخلائق هناك يوم التغابن يوم تتعانق المتقيات والمتفلتات الساقطات يتلاعن

فقامت والناس يرتقبونها بأعينهم و قد فرغت من الحساب لدى العظيم رب الأرباب

وقد نادى منادٍ على رؤوس الخلائق وهم يسمعون لقد سعدت فلانة بنت فلان سعادة لن تشقى بعدها أبدا ( أي لن تحزن بعدها أبدا )

فإذا بذلك الوجه قد تغير كيف لا وقد بُشّر أنه لن يرى بعد اليوم إلا جمال في جمال ونعيم في نعيم

وهناك في جنة الخلد قصورها تنتظرها وحليها تتشرف بملامسة عنقها وأساورها تاقت أن تلتف حول ساعديها والتيجان تشتاق أيها تختاره ويكون له الشرف أن يعلو ويزهو فيزداد حسناً فوق رأسها محيطاً بشعرها

قال تعالى ( إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ )

فهل اشتاقت نفسكِ لهذا ؟؟؟ فلنبدأ من الآن
للـنـعـيـم الدائم أعـدت الـصـالـحـات الـعـدة فتلك الصالحة تستطيع أن تــتــفــلــت لكنها عن كل هذا تنزهت وارتفعت

سليها لماذا لم تــتــفــلــت ؟ لم تسكن في الصحاري أو في الأدغال والبراري !

بل عاشت في المكان نفسه الذي تعيش فيه الرخيصات اللاهثات وراء الشهوات اللاتي هن كالأطفال لا يميزن الحلوى من المخدرات

لكنها حين اشتهين اشتهت شيئاً يفوق خيالهن وحفظت عرضها يوم سلبت ودنست أعراضهن خافت مقام ربها يوم أمن هن من مكره

( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون)

علمت أن تلك النفس التي بين جنبيها غالية كيف لا ؟ وهي نفسها التي سوف تنعم وتعز وتكرم إذا خافت مقام ربها ونهت النفس عن الهوى أو سوف تعذب وتهان وفي دركات الجحيم تحرق إذا سمحت لنفسها بالانغماس في درن الهوى

فكرت وقدرت فعزت نفسها عليها أن تعذب وتسقى الحميم وفي جهنم تـتـقــلـب فخططت كيف بالنعيم تظفر وكيف في قصورها تنهى وتأمر

كيف إذا سحب الكثيرات على وجوههن وهي إلى الرحمن مع الوفد تحشر وإذا أخذ الناس كتبهم بالشمال أخذته باليمين وهي بالجنان تبشر

فعملت لذلك اليوم العمل المطلوب واجتنبت كل ما نهى الله عنه ولو كان مرغوباً :

لـــبـــست الـــعـــبـــاءة عـــلـــى رأســـهـــا فســـتـــرت جـــمـــيـــع بـــدنـــهـــا امتثالاً لأمر ربها لتفوز بقوله سبحانه ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )

غــطــت وجـــهـــهـــا عن غير محارمها فجعله الله نوراً يشرق له مابين السماء والأرض ، قال تعالى ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

صـاغـت أسـاور الـذهـب الـتـي لـيـسـت كـذهـب الـدنـيـا فـأُعـدت لـهـا تـلـك الأسـاور الـتـي تـسـلـب الألـبـاب لـمـا لـبـسـت قـفـازاتـهـا وشرابها فغـطـت كـفـيـهـا وقدميها ، قال الله تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )

حـــفـــظـــت لـــســـانـــهــا وفـــرجـــهـــا لتظفر بالجزاء العظيم الذي يسعى إليه الناس كافة ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) وماذا أيضاً ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون ) ماذا قال فيهم ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

حـفـظــت بـــيـــتــهـــا وزوجـــهـــا ، قال تعالى ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُم ْتُحْبَرُونَ )

بـرت والديهـا ، قال الله تعالى ( وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا )

صبرت على الطاعات وصبرت عن المعاصي والمنكرات وصبرت على الأقدار ، قال تعالى ( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )

هذا ما أعدته الصالحات لجنة عرضها الأرض والسماوات يوم أن تركن نعق الناعقات ولم يكن من الإمعات أللآتي يوجهن من العلمانيين والعلمانيات ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

وأنتِ أخيه : بالطبع تحبين الله ولكن ! هل يحبك ؟؟؟
اعلمي أن غيرك ممن تحشمت بحجابها كتب لها عظيم الأجر وأعد لها عند ربها جنات ونهر

أما من تعرضت لغضب الجبار فخرجت بحجاب يجلب الأنظار فيراها ذاك ويفتن والآخر يراها فيخاف عليها ويحزن وهي بذلك تحمل أ وزارها وأوزارهم وهي لا تعلم

( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ )

فيأتي آلاف الناس يوم القيامة يتعلقون بعنقها وهي كسيرة عارية حافية بين يدي ربها فيا خسرانها !!!


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقي المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) رواه البخاري

ألا إن أعظم أمراض القلوب هو ضعف الإيمان

يقول أحد الزملاء في المستشفى إنه في يوم من الأيام كان يعاكس النساء ويؤذي محارم الله فتم حجزه في أحد مراكز الشرطة

وكان بجانبه رجل تم حجزه لنفس المشكلة فتبادل وإياه أطراف الحديث

فقال له ذلك الرجل ( يا أخي والله العظيم أن هؤلاء الناس امتحنونا ما هذا التعقيد والله العظيم إن الواحد يفكر بجد أنه يتنصر )

فمريض القلب هذا يريد أن يتنازل عن دينه من أجل معصية منع منها

قال تعالى ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )

ومن أمراض القلوب ضعف الشخصية واتباع الهوى

ففي يوم من الأيام وفي أحد ممرات المستشفى كنت واقفاً أتكلم مع رجل الأمن لحظات وأنا أتبادل معه الحديث

فإذا بامرأة تأتي عباءتها تشكو إليها تحتاج إلى عباءة أخرى ( عباءة مزركشة ... عباءة فاتنة )

مرت من عندنا والتقطت أنفاسها ثم قالت لرجل الأمن : لو سمحت تعال ساعدني فيه واحد قليل حيا يتعرض لي ويتكلم علي

نظر إليها رجل الأمن وهي في عباءتها المزركشة التي تضم ألواناً عديدة وحروفاً وأسماء نقشت عليها

فقال لها : لو احترمت نفسك لاحترمك الآخرون

فقالت: ماذا تقصد أنني ما احترمت نفسي ؟

فقال: لا والله بهذه العباءة لم تحترمي نفسك

فانفجرت كالطفل وقالت يعني الناس يقاسون بعباءاتهم ؟

فقلت لها : لو أنك تسترتِ يا أختي لم يتعرض لكِ أحد أنتِ التي أعطيتهم الضوء الأخضر بهذه العباءة

فقالت لماذا أنتم هكذا ؟ أعرف من صاحباتي من إذا أرادت أن تخرج مع صديقها وضعت عباءتها على الرأس

فقلت لها : إذاً يلبسون العباءة على الرأس ليظن الناس أنهن محترمات

حمداً لله أنتِ اعترفتِ بنفسك أن من أرادت أن يحترمها الناس تحشمت

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )

أخيتي إني سائلك أسئلة اطرحيها على نفسك ؟


هل تحسين أن هذه العباءة تجلب الأنظار ؟
إذاً ليست حجاباً لأن الحجاب شرع ليحجب الأنظار لا ليجلبها !

هل تحسين أن هذه العباءة تزيد من احترامك عند الناس ؟إذا قلت نعم فأقول لك عذراً ما صدقت فالفساق قبل المستقيمين يقولون : إن أصحاب هذه العباءات هن من أردن أن ينتهك عرضهن فلا نحترمهن أما تلك التي احترمت نفسها ووضعت عباءتها على رأسها ولبست قفازاتها وشراباتها فهي تجبر الجميع على احترامها

هل تحسين بدون هذه العباءة المخصرة أو التي على الكتف أنك لا شيء ؟
إذاً اسمحي لي أن أقول لك لا شخصية عندك ولا ذات قيمتك بتلك العباه

قال تعالى ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )


من كتيب لأنك غالية(للشيخ عبد المحسن الاحمد)"حفظه الله"
اجل تلك الغالية ابت عليها نفسها الا ان تكون ممن يبشرون بالجنان
فحرمت نفسها من اشياء كانت تحبها في الدنيا لكنها اختارت رضى الرحمن
فلم تلتفت الى ماتفعله الغافلات مما نراه ونشاهده اليوم
تلك الغالية علمت ان الدنيا لذات زائلة..وان الاخرة ملذات باقية
تلك العفيفة احتشمت وكان كل همها رضى رب الانام
تلك العفيفة ثبتت على قيمها ودينها يوم تقهقرن الكثيرات
وفي دنيا الموضة اصبحن اسيرات
هي حرة اختاه بدينها..فعا شت حرة وماتت حرة
ارضت ربها فأرضاها...فكان لسان حالها في الدنيا

سألونى قالوا كيفما هذا الثبات ..وحولنا فتن تهز الراسيات

أليس يغريكى زمان الشهوات.. أليس تشتهى نفسك هذه الحياة

فأجبتهم والقلب يملؤه اعتزاز..لا تشتهى نفسى لذائذ ناقصات

لما اشتهيتم اشتهيت مثلكم..لكن اهدافى ستبقى خالدات

اريد قصرا لا يهدده زوال..أريد عيشا ليس يقطعه ممات

أريد زوجا مثل يوسف فى الجمال..وأريد انهارا بقصرى جاريات

فعقولنا إن لم تبلغنا الجنان..فحياتنا ليست حياة بل ممات

فأمامنا قبر تشيب له العقول..وظلامه تخاف منه الظلمات

وبعده حشر ونشر وحساب ..وسوف يخسر من أتى بالسيئات

وسوف يسأل ربنا عن الخطا.. وسائل عن العيون المبصرات

وسائل عن اللسان والجنان..وسائل عن كل لحظة بالحياة

فمطالبى فاقت عقول الحائرات ..فلاتلومونى فذا سر الثبات

نبح الكلاب لكن ما ضر السحاب..هبت رياح والجبال ثابتات

نامت عيون وعيون ساهرات ..باتت تصلى لمجيب الدعوات

فتلك همتها جنان خالدات.. وتلك همتها زخرفة العباة.





فكان حالها في الآخرة

انهاري تجري من تحتي

وتكلم من شوقي صمتي

***

أغصاني حولي ترقبني

تتمايل طربا من صوتي

***

اكرمني ربي بصبري

امشي بجناني وبقصري

***

مدلـلة مسموعٌ امري

نسمات تلعب بشعري

***
كم كانت تخشى وتصابر

كي ترضي المنان القادر

***
كم قامت تدعو فجزاها
حلل وحلي واساور
1
355

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شامخة الذات
شامخة الذات
جزيت خيرا