(( حنين فتاة )) الشيخ راشد الزهراني
(5897 مجموع الكلمات في هذا النص)
(752 قراءة)
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين,الحمدلله الذي ا نزل على عبده الكتاب ولم يجعله عوجا,الحمد لله فاطر السموات والأرض : جاعل الملائكة رسلا الحمد لله من وأكرم : الحمد لله أعطى واجزل. احمده علي نعمة الإسلام واشكره علي
نعمة القران واثني عليه أن جعلنا من أتباع محمد(عليه الصلاة والسلام) الذي أرسله رحمة للعالمين وحجة للسالكين ودليل لجنات النعيم(صلى الله عليه وسلم) على اله وصحبه نجوم الهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليما كثيرا الى يوم القيامة
أيها الأخوة والأخوات أحييكم في مستهل هذا اللقاء فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوه والأخوات حديثنا مع منبت الرجال ومنبع الأبطال مع الفتاة المسلمة لنتحدث عن أمالها وأحلامها نتحدث عن تطلعنها وحنينها,نتحدث في هذا اللقاء عن صفات وأخلاق ينبغي أن تتحلى بها المسلمات
حديثنا عن المرآة يوم يكون حنينها الى ربها وطاعته وأملها مرضاته ومغفرته
أيتها الفتاة قبل أن نتحدث مع هذة القصة لتبحري بها بإيمانك وقلبك وعقلك
*** في صيف احد الأعوام فكرت الأسرة أن تسافر كالعادة الى بلاد أوروبا هناك حيث جمال الأرض وروعة المكان وخلو الرقيب وأكثر ما الحرية التي تمنحها المرآة لنفسها
كانت هذه الفتاة مع هذه الاسره تربط الامتعه وتنظر الى أخيها الأكبر, وتقول له في فرحه غامره وسعادة كبيرة أما هذه العباءة والحجاب الذي حجب عني حريتي وعني متعتي سوف ارمي به عرض الحائط وسأتركها لا حاجة لي به" سألبس لباس أهل الحضارة زعمت:: سارت الأسرة وطارت من ارض الوطن وبقيت في بلاد أوروبا شهرا كاملا مابين اللعب والعبث والمعصية لله سبحانه وتعالى
وفي ليلة قضتها هذه الأسرة بين سماع المزامير ورؤية المحرمات عادت الفتاة الى غرفتها وقبل النوم اخذ ت تقلب تلك الصور التي التقطتها والتي ليس فيها ذرة حياء ثم أخذت الفتاة الوسادة وتناولت سماعة الراديو تريد أن تنام مبكرا لان غدا مهرجان غنائي صاخب " نامت وهي تفكر كم الساعة الآن في بلدي ثم أيقظ تذكر لبلدها( إيمانها النائم) وقالت منذ حضرنا في هذه البلاد ونحن لم نسجد لله سجدة واحدة والعياذ بالله
قامت الفتاة وأخذت تقلب قنوات المذياع المعد لنزلاء وإذا بصوت (صوت الآذان من الحرم المكي) ينبعث من ركام
الصراخ وركام العويل والمسلسلات والأغاني ( صوت السديس ) يقرا قوله تعالى( يأيها اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
متهما رجالا كثير ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا) صوت ندي وصل الى أعماق قلبها واحيا الأيمان في فؤاداها من اطهر مكان وأقدس بقعة في الأرض من بلد الله الحرام؛ نعم انه صوت أمام الحرم الذي انساب الى قلب هذه المسكينة في هجعة الليل؛ انساب الى قلب هذه الفتاة التي هي ضحية من بين ملايين الضحايا ضحايا الأب الذي لأخلاق له وضحايا ألام التي ما عرفت كيف تصنع جيلا يخاف الله ويراقبه سبحانه وتعالى
تقول هذه المسكينة وكلها حنين الى ربها سبحانه وتعالى: سمعت صوت القران وهو بعيد غير واضح هالني الصوت حاولت مرارا أن اصفي هذه الاذاعة التي وصلت ألي القلب قبل أن تصل ألي الأذن،أخذت استمع ألي القران وا آنا ابكي بكاءا عظيما
أبكاني بعدي عن القران ـ أبكاني بعدي عن الاستقامة. أبكاني بعدي عن الله عز وجل. أبكاني ذلك التفريط والضياع, أبكاني نزع الحجاب.أبكتني تلك الملابس التي كنت ارتد يهاـ كنت ابكي من بشاعة ما نصنع في اليوم والليلة؟ فلما فرغ من قرائة أصابني الحنين ليس للوطن ولا للمكان ولا للجمال ولكن الحنين نابني لربي سبحانه وتعالى فاطر الأرض و السماء والى الرحيم الرحمان إلي الغفور الودود " فقمت مباشرة فتؤضت وصليت ما شاء الله أن اصلي : لم اصلي و لم اسجد لله ركعة خلال شهر كامل ثم عد ت ابحث عن شي يؤنسني في هذه الوحشة وفي هذه البلاد فلم أجد سوى أقوام< قال عنهم ربي سبحانه وتعالي>
( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) بحثت في حقائبي فلم أجد إلا صور خليعة وأرقام الأصدقاء...... بحثت في أشرطتي عن شريط قران أو محاضرة فلم أجد سوى شريط الغناء : فكان كل شي في هذا المكان يزيد من غربتي وبعدي عن الله عز وجل ...... بقيت ساهرة طوال الليل أحاول أن استمع المذياع لعله أن يسعف قلبي بايه " لعله أن يسعف فؤادي بحديث لأنني والله ما شعرت براحة ولا أمان ألا بعد أن استمعت إلى تلك الآيات والله لاطبيعه ولا جمال ولاالعاب ولا هواء ولا نزهه أسعدتني كما أسعدني القران............
جاء الفجر فتوضأت وصليت ,,, نظرت إلى أبي ,,, نظرت إلى أمي ,,, نظرت إلى أخوتي وإذا بهم كلهم يغطون في نوم عميق فزاد هذا المنظر حزني إلى حزن ـــــ فلما دنا الذهاب إلي المهرجان """ استيقظت الأسرة من النوم العميق وأنا لا أزال ساهرة لم أذق طعم النوم فقررت البقاء في الغرفة والتظاهر بالمرض فوافق الجميع على بقائي وذهبوا إلي المنكر فبقيت أتذكر في تلك اللحظات كم من معصية لله عصيته وكم من طاعة فرطت فيها وكم من حد من حدود الله انتهكته إلي أن غلبني النوم وعادت الأسرة بعد يوم صاخب اجتمع الجميع علي وجبة العشاء فقررت أن أتقدم وان أقول كل ما لدي وقفت أمام الجميع ؛؛ حاولت الكلام فلم استطع فانفجرت باكية :.فوقف والداي واخذ يهداني وقالا هل نحضر لك طبيبا . فقلت لا ولكن تلك الدمعة التي خرجت من عيني أخرجت معها زفرات كانت في صدري فقويت نفسي علي الحديث :::: فقلت ياابي لماذا نحن هنا : يا أبي لماذا منذ قدمنا لم نصلي ولم نسجد لله سجدة؛؛ ياابي لماذا لم نقرا القران ؛؛؛ ياابي أعدنا سريعا إلي ارض الوطن ::: أعدنا إلي ارض الإسلام :::: ياابي اتق الله في أيامي ،،،اتق الله الأمي ،،، اتق الله في دمعاتي """ فا تفاجأ الجميع بهذا الكلام وذهل اللب والأم والأخوة لهذه الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها " وتقول كل هذا الكلام
حاول الأب أن يبرر الموقف فلم يستطيع فاضطر ألي السكوت وفكر كثيرا في هذا الكلام الذي كان يسقي بذرة الأيمان الذابلة في قلبه
قام واخذ يستعيذ بالله من الشيطان :: تقول الفتاة والله لكان الجميع كانوا في نوم عميق ثم استفاقوا فجأة فوجدوا أنفسهم في بركة من القاذورات قام الأب وهو يردد استعاذته من الشيطان فأسرع وحجز علي اقرب رحلة وعادت الأسرة سريعة لأرض الوطن لم يكن حنينهم إلي العبادة والأنس بقربه"".هذه إيه الأخوة والأخوات قصة حنين فتاة
أيتها الأخوات لابد لنا من حنين إلي عبادة ربنا سبحانه وتعالي حنين يتبعه أمل حنين يتبعه عمل ويثمر سعادة حقيقة وراحة أبدية حقا : إيه الأخوة ما الذي اثر في نفس تلك الفتاة وفي قلب تلك المسكينة / سافرت / رأت/ سمعت/ وطوال هذه المدة ما رأت ولو بصيص من أمل في السعادة هذه السعادة الحقه لاتاتي بها طبيعة خلابة ولا نسمات الهواء ولا كؤوس الخمر ولأدور السينما ولا البارات ولا الحانات ولا الرقص ولا الأغاني ولا المجون كلا ثم كلا
فتاة حنت إلي الطاعة . حنت إلي عبادة ربها سبحانه وتعالي,,فأحست بشي من السعادة واستعادت قليلا من الراحة : فكيف أيها الأخوة بمن كانت هذه العبادة راحته وانشراحه
أيتها الفاضلة أ ن حنت روحك إلي الطاعة وسمت إلي الاستقامة فتأملي هذا الموقف العجيب ............ يقول احد الناس دخلت إلي سوق النخاسين ( سوق لبيع الإماء والعبيد) فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب فاشتريتها وانصرفت بها المنزل فلما صرنا في الدار عرضت عليها الطعام .
فقالت والله يا مولاي مارايت أحدا في دارنا أكل في النهار قط (أي أنهم يواظبون علي الصيام ) فلما كان العشاء أتيتها بالطعام . فقالت يا مولاي هل بقيت لك خدمة فقال لا . فقالت دعني لعبادة مولاي الأكبر دعني لعبادة ربي سبحانه وتعالي . فقال نعم و كرامة فانصرفت إلي بيت تصلي فيه وصليت أنا العشاء الآخرة ثم رقدت فلما مضى من الليل ثلثه ضربت الباب علي فقلت ما تريدين . فقالت يا مولاي ا مالك حظ من الليل . ا مالك حظ من صلاة الليل , فقلت لها : لا . فمضت وعادت إلي صلاتها فلما مضي نصف الليل . عادت فضربت علي الباب " فقلت ما تريدين فقالت يا مولاي قام المتهجدون إلى وردهم فقلت يا جاريه أنا بليل خشيه وبالنهار جنبه فقالت يا ويلها يا ويلها ثم عادت إلى صلاتها فلما بقي من الليل الثلث الأخير ضربت الباب علي ضربا عنيفا وقالت أما دعاك الاشتياق إلى مناجاة الملك الخلاق قم خذ لنفسك مكانا فقد سبقك الخدام إلى عبادة الله عز وجل نعم إيه الاخوه إلى الطاعة إنه الحنين إلىالاستقامه على دين الله وكل فتاه أمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم (نبيا) وأن كانت مقصرة تدفعها الرغبة إلى هذا الحنين والعمل به
وحنين فتاه كلمات وعظات وقصص وعبر ونقدمها إليك أيتها الجوهرة المصونة والدرة المكنونة إليك يا فتاة الإسلام يامن نبض قلبها بالتوحيد وخضعت جوارحها للحميد يامن وقرفي قلبها بالتوحيد وخضعت جوارحها للحميد المجيد يامن وقر في قلبها حب الله فهو معبود ها الذي لا يفتر عن ذكره لسانها ولا يتنازع فيه إيمانها ....
إليك يامن سرى في دمها حب النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فما زالت تتمني أن تراه وتقطع أيامها علي ذكراه فلا تمل سيرته ولا تخالف مسيرته
إليك يامن طارت اشواقها الي جنة عرضها السموات والأرض افتراءات لها أنهارها الجارية وقطوفها الدانية وروضتها الفيحاء وحدائقها الفناء وحورها
وقصورها وأسوارها وحريرها وما لذا وما طاب من أنواع الطعام والشراب فشمرت لفعل الخيرات ونافست الباقيات الصالحات علها أن تظفر بتلك الدار فيطيب لها فيها القرار
أليك أم الرجال ..... يا منبت الأبطال ويا مدرسة الأجيال...... يامن كان لها في تاريخ المجد حكاية وفي سجل المكرمات اثر فما زال التاريخ يسجل أثارها
ويتلو أخبارها .......إليك يامن دار حولها المؤامرات وخطط لها المخططات .......كم حاول أعداءها وأعداء دينها أن يجعلوا منها لعبة رخيصة في ا يديهم فصاحت باعلي صوتها أنا لا ا قبل إلا ديني ولا ارضي إلا بعفافي ا نابت إلي ربها وابتهلت وهي تقول
< يا مجيب الداعوات يا مقيل العثرات :::: اعف عني آنت من قلبي من سبات وأنا عاهدت عهد المؤمنات ان تراني بين تسبيح وصوم وصلاة ...........
يا الهي جئت كي لعلن ذلي واعترافي ,,,, أنا ألغيت زواي انحرافي وتشبثت بطهري وعفافي ...... أنا لن امشي بعد اليوم في درب الرذيلة جرب الكفار كي
يردوني بكل وسيلة دبروا لي ألف حيلة وحيلة فليعدوا لقتالي ما استطاعوا فأمانيهم بقتلي مستحيلة يردوني بكل وسيلة دبروا لي ألف حيلة وحيلة فليعدوا لقتالي ما استطاعوا فأمانيهم بقتلي مستحيلة >
أيتها الفتاة أن حنت نفسك إلي أبناء يصلون إلي اعلي مراتب الدنيا فهناك من سمت روحها لترى أبناءها في اعلي مراتب الآخرة ،،،، ذكر صاحب مشارع الأشواق إلي مصارع العشاق انه كان في البصرة نساء عابدات وكان منهن ( أم إبراهيم الهاشمية) فااغار العدو علي ثغر من ثغور المسلمين فانتدبت الناس للجهاد فقام عبد الواحد بن زيد في الناس خطيبا فحثهم علي الجهاد وكانت أم إبراهيم حاضره في مجلسه فتماد عبد الواحد في كلامه ثم ذكر ما أعده الله عز وجل امن قتل في سبيله في الجنة من النعيم المقيم ثم تماد في وصف الحور العين وذكر ما قيل فيهن فانشد في صفة الحور
غادت ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها ما اقترح
خلقت من كل شي حسن طيب في الليت فيها مقترح
زان الله بوجهها جمعت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعين كحل من غنجها وبخد مسك فيه رشح
ناعم تجري غلي صفحته نظرت الملك ولالاى الفرح
فماج الناس وفرح الناس واخذوا يتحادثون فيما بينهم فاضطرب المجلس فوثبت أم إبراهيم في وسط النساء وقالت لعبد الواحد يا أبا عبيد , الست تعرف ولدي
إبراهيم ورؤؤس أهل البصرة يحطبونه لبناتهم وأنا أظن به عليهم فقد والله أعجبتني هذه الجارية وأنا إرضاءها عروس لولدي فكرر ما ذكرت من حسنها
وجمالها . فاخذ عبد الواحد بوصف الحوراء ثم انشد
تولد نور النور من نور وجهها
فما زاج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها علي الحصى لا أعشبت الأقطار من غير قطر
ولو شئت عند الخصر عقدته كغصن من الريحان ذو ورق خضر
ولو تفلت في البحر شهد رطابها لطاب لأهل البر شرب من البحر
فاضطرب الناس أكثر فوثبت أم إبراهيم وقالت لعبد الواحد قد والله أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضاها عروس لولدي فهل لك أن تزوجوها منها وتأخذ مني عشرة الاف دينار ويخرج معك في هذه الغزوة فلعل الله أن يرزق الشهادة ويكون شفيع لي ولأبيه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم فقال لها عبد الواحد لن فعلتي لتفوزين فوزا عظيما أنت وأبوك وولدك فنادت ولدها يا إبراهيم فوثب من وسط الناس فقال لها لبيك يااماه فقالت
أي بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله وترك العودة في الذنوب فقال الفتي أي والله أي والله يا أماه رضينها وأي رضي فقالت اللهم أني أشهدك أني زوجة ولدي هذا من هذه الجارية ببذل مهجته في سبيلك وترك العود في الذنوب فتقبله مني يا ارحم الراحمين ثم انصرفت فجاءت بعشرة الاف دينار وقالت أبا عبيد قال لبيك قالت هذا مهر الجارية تجهز به وجهز الغزاة في سبيل الله وانصرفت فاشترت لولدها فرسا جيدا واستجادت له السلاح فلما خرج عبد الواحد خرج إبراهيم يعدوا وهو يقرا ( أن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) فلما أردت فراق ولدها دفعت إليه كفنا وحنوطا وقالت له أي بني إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا وحنوطا وإياك أن يراك الله مقصرا في سبيله ثم ضمت ولدها و فلذت كبدها إلي صدرها وقبلت بين عينيه وقالت بابني لأجمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عر صات يوم القيامة قال عبد الواحد فلما بلغنا بلاد العدو وبرز الناس للقتال برز إبراهيم في المقدمة فقتل من العدو خلقا كثيرا . ثم اجتمع عليه فقتلوه .فلما أراد الرجوع إلي البصرة قال لصحابه لا تخبروا آم إبراهيم بخبر ولدها حثي ألقاها بحسن العزاء لألي تجزع فيذهب أجرها . فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج فلما أبصرتني قالت ياابا عبيد هل قبلت مني هديتي فأهنا أم ردت علي فأعزى فقلت قد قبلت والله هديتك أن إبراهيم حي من الشهداءان شاء الله فخرت ساجدة لله وقالت الحمد لله الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني وانصرفت إلي بيتها ونامت وهي قريرة العين لان ابنها قد قتل في سبيل الله عز وجل فلما كان من الغد أتت إلي المسجد فقالت السلام عليكم يا أبا عبيد بشراك بشراك فقلت لازلتي مبشرة بخير فقالت يااباعبيد رأيت البارحة ولدي إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو علي سرير من اللؤلؤ وعلي رأسه تاج وإكليل وهو يقول يا أما ه يا أماه ابشري فقد قبل المهر وزفت العروس الله اكبر ما أعظمها من مواقف
أيتها الفتاة هكذا تساهم المراءة في أعداد الأبطال ونصرة الإسلام وصنع التاريخ هكذا حمل الصالحات هم الإسلام وربينا أولادهن علي التضحية و الفداء في سبيل الله عز وجل
أن الجهاد الإسلامي اليوم يحتاج أول ما يحتاج إلي امراءة كهذه ترضع ابنها مع اللبن حب الإسلام والتضحية في سبيله فهل تكونين تلك المراءة هل تستطيعين أن تقدمي مثل هذا الجيل ليتك أختاه تفعلين أيتها الفتاة الحجاب والعفاف بقية العفيفات واحسب وان كنت مقصرة أن الحنين دفعك إلي العفاف والي الحشمة في الدنيا ولكن يا أختاه هل تعلمين أن هناك من تعدي شرفها وعفافها إلي يوم موتها إلي يوم أن تحمل بين الناس
استمعي إلي هذا الخبر فاطمة بنت محمد(صلي الله عليه وسلم ) تربت في بيت رسول الله فهي من اطهر الناس (سيدة نساء العالمين ) تضرب للمؤمنات مثلا للعفيفات كما ينبغي أن يكون العفاف استمعي لها وهي تحاور أسماء بنت عميس يااسماء أني لا استحي أن اخرج غدا علي الرجال أن يخرج جسمي من هذا النعش وقد كانت النعوش عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح عليها الثوب فيصف حجم الجسم فخشيت فاطمة ( رضي الله عنها ) من شدة طهرها و عفافها أنها إذا ماتت ان تحمل علي مثل هذه النعوش فيكون ذلك خدشا في حياءها وخدشا في حشمتها وعفافها . فقالت لها أسماء أولا نصنع لك شي رايته في الحبشة . قالت لها نعم فصنعت لها النعش المغطي من جوانبه بما يشبه الصندوق ثم طرحت عليه ثوب فكان لا يصف فلما رأته فاطمة واستبشرت به خيرا ورأت أن طهرها و عفافها سيستمر معها إلي موتها والي ان تدخل قبرها . قالت لها ما أحسن هذا و أجمله سترك الله في الدنيا والآخرة كما سترتني أيتها الفتاة. ارايت المراءة الصالحة كيف تحمل هم حجابها وكيف تحمل هم عفافها أنها تحمل ذلك الهم وذلك الحنين حتى موتها تريد أن تعيش عفيفة وتموت عفيفة وتحشر إلي ربها وهي عفيفة الحجاب عند الصالحات قضية لا تحتمل النقاش وهم لا يقبل المساومة انه الروضه التي تقر به العيون و الظل التي تفي إليه القلوب والطهر الذي تسعد به النفوس والسعادة التي ترفرف في جنباتها راوي الصالحات انه طاعة الله انه لاستجابة لأمر الله انه الانقياد لحكمه أن الحجاب والعفاف ثغر المسلمة التي ترابط عليه حتى لا تتسرب من خلاله الرذيلة إلي المجتمع أو تستباح المحرمات أو تدنس الأعراض انه عنوان صلاح المراءة ودليل اعتزازها بدينها وشعارها الذي ترفع به رأسها في حياتها وبعد موتها وحين تلقي ربها وشعارها ( لست من تأسر الحلية صباها فكنوزي قلائد القران وحجاب الإسلام فوق جبيني هو عندي أبهي من التيجان . لست ابغي من الحياة قصورا فقصوري في خالدتي الجنان )
هكذا تفهم المسلمة الصالحة أمر الحجاب وليست كمن قطعت صلتها بالدين ونظرت إلي الحجاب علي انه تخلف ورجعية وتقليد للحرية وحرمان من المشاركة في الحياة أن المسلمة لا تفخر بحجابها وعفافها هي في حاجة أن تصحح إسلامها
أيتها الفتاة وهذا موقف أخر لامراءة عفيفة تضرب المثل في العفاف وتزهد في اغلي ثيابها لماذا لماذا لان رجل من غير محارمها نظر إليه ( ذكر بعض المؤرخين أن احد الخلفاء العباسين غضب مرة علي أهل مدينة بلخ فبعث إليهم جيشا عرمرما وكلف قائده أن يأخذ منهم ضريبة كبيرة من المال ومن أبي منهم أن يدفع الضريبة فليقيده وليرسله إليه ببغداد فلما سمع أهل بلخ بذلك ضجوا وفزعوا وخافوا وبعد تشاور تقرر أن يرفع بأمرهم إلي أحدى النساء الفاضلات العفيفات الثريات من أهل مدينتهم لعل الله أن يجعل علي يجعل علي يديها الفرج فلما قصوا عليها الخبر وما أن وصل قائد جيش الخليفة إلي بلخ حتى أرسلت إليه باغلي ثيابها الفاخرة المرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة وأمرته أن يدفعه إلي الخليفة ضريبة عن أهل مدينة بلخ فلما وصل الثوب إلي الخليفة أمر بنشره أمامه فلما علم بقصة تلك المراءة خجل من نفسه وقال لا والله لا تكون تلك المراءة منا فأمر يرفع الضريبة علي أهل مدينة بلخ ومسامحتهم فيها وأمر برد الثوب إلي تلك المراءة فلما وصل ذلك الثوب الثمين المرصع بالجواهر والذي تتمناه تلك الفتاة سالت الرسول هل وقع بصر الخليفة علي الثوب قال نعم قد رآه الخليفة فقالت و الله لا البس ثوبا رآه غير محرمي فأبت أن تلبس هذا الثوب فأمرت به فباعته وتصدقت بثمنه في سبيل الله عز وجل انه المثل الحي للمراءة يوم أن تتثبت بطهرها وتتمسك بعفافها وثالثة هذه العفيفات امراءة سوداء من صحابة محمد ( صلي الله عليه وسلم ) روى الأمام البخاري بسنده عن عطاء ابن رياح قال قال لي ابن عباس ( ألا اريك امراءة من أهل الجنة قلت له بلي قال هذه امراءة سوداء أتت إلي النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فقالت يا رسول الله أني اصرع واني أتكشف فادع الله لي فقال ( صلي الله عليه وسلم ) فقال لها أن شئت دعوة لك وان شئت صبرت ولك الجنة فقالت يا رسول الله بل اصبر واحتسب ولكنني أتكشف فادعوا الله لي أن لا أتكشف فدعا لها رسول الله ( صلي
الله علية وسلم ) الله اكبر لا تنسى حجابها ولا تنسى عفافها تحت وطئت الألم وفي نشوة الفرحة ا ليست هذه المراءة السوداء جديرة بان تكون من أهل الجنة
أختاه الحجاب قبل أن يكون غطاء للوجه والبدن هو طاعة لله عز وجل هو أتباع لأمر محمد ( صلي الله عليه وسلم) ودعامة متينة يقوم عليها العفاف في المجتمع قد نستثقل الحجاب إذا وقفنا عند صورته الظاهرة ولكن إذا تساءلنا من الذي أمر به من الذي جاء به ما الهدف من الالتزام به فانه ذلك سيكون علي نفوس الصالحات ابرد من الثلج
أيتها الفتاة بقيت لتلك المراءة التي خرجت سافرة لوجها ناشرة لشعرها كاشفة لساقيها متمايلة في مشيتها متزينة متعطرة تلفت الأنظار وتثير الفتنة هناك من المسلمات من
تتمدد علي الشواطي ويتجول في المنتزهات عارضة مفاتن جسدها للأعين الجائعة وكأنها قد خلقت عبثا وكأنها لم تؤمر بعباده أين حياء المسلمة أين الطهر والعفاف أين الخوف من الله أين الشوق إلي الجنة أين الرغبة فيما أعده الله لعباده للمتقين أنها معان لا تحسب لها أي حساب أن تفريط المسلمة في حجابها أعلانا لا نهزامها وذوبان لشخصيتها وسقوط لها في المؤامرات التي يخطط لها الذين امنوا كما أن اعتزازها بحجابها إعلان لااعداء الدين بأنها لن تكون سلعة رخيصة تتدولها الإعلانات و المجلات و المسلسلات آو طعام مكشوفا يتهامي عليه ذباب البشر في الأسواق والمنتزهات وهم يريدون منها جسدها وأما روحها وعفافها وسعادتها ومصيرها حين تلقي ربها فانه أمر لا يعنيهم ولا يفكر فيه فهل تسقطين في أيدي هؤلاء يا ابنة الإسلام انك قادمة علي الله وواقفة بين يديه فما أجمل أن تلقيه بثوب الحشمة وان تلقيه بثوب العفاف مستجيبة لأمره وأمر رسوله ( يا أيها النبي قل لا ازواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) أيتها الفتاة لن الموقف الرابع ولا الموقف الخامس ولا الموقف السادس واتي بأخبار أولئك العفيفات ولكن أريد أن تكون يا أمل صاحبة الموقف الرابع و يا سعاد صاحبة الموقف الخامس ولدينا في مجتمعنا الإسلامية المعاصرة الكثير من المواقف الخالدات للعفيفات
أيتها الفتاة الرجعة الرجعة إلي الحجاب التوبة التوبة إلي الله من التفريط فيه تداركي أيامك الباقيات والبسي لها ثوب الحشمة والعفاف علي الله أن يغفر ما مضي ويثبتك فيما بقي ويدخلك جنات تجري من تحتها الأنهار أنها نعم الدار ( يا أيها النبي قل لا أزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفرا رحيما )
أيتها الفتاة أن حنت نفسك يوما إلي الدنيا و زخارفها و ا شربت عنقك إلي أموالها وجمالها و أحبت البقاء فيها و التلذذ بما فيها فا حبي ما شئت ولكن اعلمي انك مفارقة لهذه و مقدمة إلي حياة أخرى لكنها تعرف أنصاف الحلول فأما نعيم وأما جحيم وأما جهنم وأما نار فهل تفكري في هذه اللحظة وهل أعددت عدة وهل أعددت أيتها الغالية لسؤال جواب لجواب سؤالا وهل فكرت يوما في قول ربك ( كل نفس ذائقة الموت ) ( كل من عليها فان ) وقوله ( كل شي هالك إلا وجهه ) الموت كل باب و كل الناس داخله فيا ليت شعري بعد الباب ما الدار فبقول آخر الدار دار نعيم أن عملت بما يرضي الإله وان خالفت فالنار فهل أبكاك تذكر هذه اليوم وهل أزعجك مصيرك بعد ذلك
ولدتك أمك يا ابن ادم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا
فا اعمل ليوم أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا
أيتها الغالية أن أشفافا عليك وخوفا عليك نابع من أيمانا بقول نبينا ( صلي الله عليه وسلم )لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
أيتها الغالية آمل أن تمعني النظر وان تتفكري في لحظة من أعظم اللحظات أنها لحظة نزع الروح وخروجها يوم يتلجلج اللسان ويعرق الجبين ويرتعد الإنسان وبعدها أما أن يمن الله سبحانه عليك بنهاية نهاية السعداء في جنات النعيم وأما أن تكتبي في نهاية اسأل الله أن يبعدها عنك وهي نهاية الأشقياء
أختي الغالية ارعي سمعك لهذه المواقف وأنصتي لهذه الأخبار لترين ثمرة من حنت إلي الطاعة واستقامة علي طاعة الله عز وجل ونهاية من حنت إلي المعصية وعصيت الله عزو جل
أنصتي ثم احكمي علي نفسك إلي أين تقودك أعمالك يقول احد الصالحين الذي نحسبه كذلك والله حسيبه انه من أهل الخير طبيب جراح يقول أدخلت إلي قسم الإسعاف امراءة في الخامسة والخمسين من عمرها وذلك اثر ذبحة صدرية شديدة أدت إلي توقف قلبها . اتصل بي الزملاء وطلب مني الإسراع في رؤيتها هدت إلي الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء علي يدي فلما وصلت وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلي حاله عصيبة وطلبت نقلها بسرعة إلي غرفة العمليات لعمل قصدرة إلي قلبها وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه توقفت النبضات وأشار الجهاز إلي وفاة هذه المراءة فرفعت يدي وأنا أقول ( أنا لله وأنا إليه راجعون ) لكن توقفت مندهشا أتدرون ماهو لقد انتبهت هذه المراءة وقعدت وفتحت عيناها بل تكلمت نعم تكلمت ولكن ما تظنون كلماتها هل صرخت لا والله هل اشتكت لا والله هل أوصت با أبنائها كلا ولم تنطق بأمر من أمور الدنيا بل نطقت بكلمة هي خير من الدنيا وما فيها انتبهت وفتحت العينان ثم قالت ( اشهد أن لا اله الاالله واشهد ان محمد رسول الله) ثم هرعت إليها حاولت أنعاش قلبها لكن القلب توقف مرة أخري ثم تكرر الحدث ثانية وثالثة تقعد المراءة وتفتح العينان ثم تنطق بكلمة التوحيد والله ما سمعت كلمة غيرها غير أنها تقول (اشهد أن لا اله الاالله واشهد أن محمد رسول الله) ثم توفيت رحمها الله وصعدت روحها إلي بارئها
يقول لكنني رأيت أمرا عجيبا رأيت منظرا غريبا والله الذي لا اله غيره لقد استنار وجهها لقد رايته يشع نورا ثم خرجت إلي زوجها معزيا فوجدته رجلا بسيطا يبدو من حاله انه فقير فسلمت عليه فقلت له عظم الله أجرك في زوجتك فقال ( أنا لله وأنا إليه راجعون ) فقلت له يااخي لقد حدث من زوجتك أمرا عجبا والله ما رايته عند غيرها وما سمعت به ولكن قبل أن أخبرك بهذه الكرامة التي تحصلت عليها وبهذه الجائزة التي نالتها أريد أن أسالك سؤالا واحدا ماذا كانت تعمل هذه المراءة ما العمل الذي جعلها تفوز بهذه الجائزة وتنال هذه الكرامة يوم أن تتلفظ بكلمة التوحيد في آخر حياتها الم يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم ) من كان كلامه من الدنيا لا اله الاالله دخل الجنة . فقال زوجها الأمر وبكل بساطة تزوجت هذه المراءة منذ خمسة وثلاثون سنة وطيلة هذه المدة لم تترك فرض من فرائض الله ولكن كنت أراها تعمل عمل وهو قيام الليل كانت تقوم الليل وتصلي كثيرا وتدعوا الله عز وجل فقلت لنفسي هذا الذي نالت به الكرامة وهذا الذي نالت به الجائزة انه شرف المؤمن قيام الليل دأب الصالحين ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) وهذه امراءة شابة في العشرين من عمرها كانت مع والداها في سيارته فانقلبت السيارة بمن فيها فأصيبت الفتاة بجروح كبيرة والألم عظيمة وفي ساعة احتضارها وقبل وفاتها كان أهلها يقولون يا فلا نه اصبري و احتسبي فتقول سأصبر واحتسب ثم قال لها أبوها يا ابنتي كيف هي حالك وكيف هي صحتك قالت ياابتاه والله أني راضية عن الله ( اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله ) ثم أسلمت روحها إلي ربها عز وجل تقول المراءة التي كانت تغسلها جاءوا بها إلي المغسلة وحين وضعتها علي خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها فإذا بنا ننظر إلي وجه مشرق وجه مبتسم وإذا بذلك البشر يكسوا محياها وكأنها والله نائمة والأمر الذي أدهشنا إننا أردننا رفعها لإكمال التغسيل خرج من فمها مادة بيضاء ملئت المغسلة برائحة المسك سبحان الله أنها فعلا رائحة مسك فكبرنا وذكرنا الله سبحانه وتعالي هذه الفتاة ما نالت هذه الكرامة بذهابها إلي الأسواق وما نالت هذه الكرامة بتلك الملابس الخليعة التي تلبسها ذهبوا إلي خالة الفتاة فسألوها كيف كانت هذه الفتاة ما العمل الذي نالت به هذه الجائزة وحظيت به هذه الكرامة فقالت خالتها والله لم تترك فرضا من فرائض الله ولم تكن تشاهد الأفلام و المسلسلات ولا تستمع إلي الأغاني الماجنات ولا ترتدي هذه الملابس الضيقة والعارية منذ بلغت ثلاثة عشر من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس وكانت تتمني أن تعمل عملا وهو أن تتطوع في تغسيل الموتى ولكنها غسلت قبل أن تغسل غيرها أنها المواقف العظيمة للمراءة يوم آن يحن قلبها للي طاعة الله يوم أن يحن قلبها إلي محبة الله عز وجل يوم يدفعها الشوق إلي أن ترضي رب العالمين سبحانه وتعالي وفي المقابل هناك من النساء من أدمنت علي المعاصي والفت الفجور وفي لحظة أمنت فيها من الموت وظنت أن الموت لم يأتيها وان عذاب القبر لغيرها أتاها هادم اللذات ومفرق الجماعات
أيتها الفتاة لا شك أن الموت مصيرنا فكل من عليها فان ( كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ولكن أيسرك أن تموتي علي الطاعة والاستقامة ام تلقي ربك في ثوب الفجور و المعصية كثير من الفتيات في غفلة عن الموت وسكراته وبعد عن التفكير في الآخرة وأهوالها وفي لحظة الغفلة والبعد عن الله عز وجل وإذا بملك الموت يفجع الإنسان بنفسه هذه فتاة ابتعدت عن الله وشرعه وما قدرت الله حق قدره فنصحت في اللباس الضيق وذلك اللباس العاري قال ( صلي الله عليه وسلم ) نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات . فكانت تقول الإيمان في القلب و اللباس قشور وسألبس علي الموضة وارتدي لباس أهل الحضارة فلبست بنطالا فاتنا يفصل حجم جسمها ويظهر مفاتنه والنساء يعرفونه وفي لحظة غفلتها وبعدها عن الله أتاها هادم اللذات ومفرق الجماعات فاخذ الأمانة التي ما حفظتها وما رعتها حق رعيتها فأخذت إلي المغسلة وهناك حدث أمر غريب وحل خطب كبير أرادت المغسلة أن تخلع الثياب التي عصي فيها رب العباد وهنا تصاب المغسلة بارتباك وارتياب أرادت أن تخلع البنطال فإذا بجلد الفتاة وإذا بلحمها يخرج معه حاولت مرارا وتكرار خلعه لكن محاولتها بات بالفشل وعندها اتصلت بأحد العلماء الأجلاء فأشار بدفن هذه الفتاة بهذا اللباس الذي عصت به الله سبحانه وتعالي نسال الله السلامة والعافية
أيتها الأخوات وهذه امراءة أخري لم تكن لذتها القران ولا في أداء ركعتين في جوف الليل لم يكن انسها في طاعة الله ولا في قراءة القران وإنما كان انسها مع الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء كانت تجد انسها في القنوات فكانت تعبث مع هذا التلفاز فهو انيسها في ليلها ونهارها فكانت في يوم من الأيام كعادتها تعبث بجهاز التحكم الريموت وتنتقل بين القنوات التي تنشر الرذيلة وتنشر الفاحشة وتغضب الرب سبحانه وتعالي وفي لحظة غفلتها وأعراضها عن الله كانت تظن أن الموت لن يأتيها إلا وهي تصلي لن يأتيها إلا وهي في المسجد لن يأتيها إلا وهي تركع ركعتين وإذا بهادم اللذات ومفرق الجماعات يأتيها فيقبض روحها وهي في حالت أعراضها وبعدها عن الله سبحانه وتعالي فحاول أهلها أن ينزعوا الريموت من يدها وان يزيحوه ولكن والله ما استطاعوا إلي ذلك سبيلا ذهبوا إلي المغسلة فغسلتها ثم أرادت أن تنزع هذا الجهاز من يدها لكنها حارت كلما أرادت أن تنزعه تكسرت يدها فا اتصلت بااحد العلماء الأجلاء فا أشار أن تدفن هذه المراءة بهذا الأمر وان تدفن بهذا الجهاز نسال الله السلامة والعافية
أيها الاخوه والأخوات أن الأمر أن ينتهي بدفن الأولي ببنطالها والأخرى بالجهاز في لكن الأمر الأعظم والخطب الافضع أنها ستقابل الرب سبحانه وتعالي ستقابل رب العباد العزيز الجبار المنتقم ذو الجلال و الإكرام بهذه المعصية الم يقل نبينا ( صلي الله عليه وسلم ) < يبعث أحدكم علي ما مات عليه> من مات وهو يغني يبعث أمام الله كذلك من مات وهو يشرب الخمر يبعث أمام الله كذلك فتخيلوا تلك الفتاة وهي تقف أمام ربها بهذا البنطال والأخرى تقف أمام خالقها بهذا الجهاز أي فضيحة هذه أي مصيبة تحل بصاحبها أنها الفضيحة الكبرى أنها الطامة العظمى انه العار فكيف يقف الإنسان كيف يقف أمام ربه بهذه المعصية أم كيف سيجيب عن السؤال أمام خالقه أنها أهوال عظيمة وأمور كبيرة
أيتها الأخت الفاضلة أننا أمام رحلة تختلف عن أي رحلة رحلة من الدار الفانية إلي الدار الباقية رحلة لا رجعة فيها وليس لها وقت محدد ولا مكان محدد فقد تبدأ غدا وقد تبدأ بعد غد فسبحان من يعلم وحده متي تكون هذه اللحظة
هل تاملتي نزع الروح هل فكرتي في بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الوحشة وبيت الدود القبر أول منازل الآخرة من سعد فيه سعد فيما بعده ومن شقي فيه شقي فيما بعده . أنصتي واستمعي لهذا الحديث من محمد ( صلي الله عليه وسلم ) من منطق خير من منطقي وحديث خير من حديثي ( يقول جابر بن عبد الله شهدت مع رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) الصلاة يوم العيد فبدا بالصلاة قبل الخطبة من غير آذان ولا أقامة ثم قام متؤكي علي بلال فأمر بتقوى الله وحث علي طاعته فوعظ الناس وذكرهم ثم لم ينسى النساء ( صلي الله عليه وسلم) فقام إلي النساء فوعظهن وذكرهن فقال يا معشر النساء تصدقن فان أكثركن حطب جهنم وفي رواية فان أكثركن أهل النار فقامت امراءة من وسط النساء سفعاء الخدين فقالت لما يا رسول الله قال لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير.قال الراوي فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن و خواتمهن
أيتها المسلمة انظري إلي النساء المؤمنات . تأملي كيف وقعت الموعظة من قلوبهن فلم تتمالك أحداهن نفسها وهي ترفع يدها إلي قرطها في أذنها وتمد يدها إلي خاتمها وتلقي بما معها من حلي صدقة في سبيل الله وافتداء لنفسها من النار . ما قيمة المال إذا لم نتقرب به إلي الله ونقدمه لأنفسنا يوم القيامة
الداعية الى الحق @aldaaay_al_alhk
عضوة توعيه سابقاشعلة المجلس
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
dreaming
•
جزاك الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناتك
اي والله للاسلام طعم اخر في الغربه
اثابك الله
اي والله للاسلام طعم اخر في الغربه
اثابك الله
الصفحة الأخيرة
أيتها الفتاة أما تشعرين برهبة من النار وقد أيقنت أن أكثر أهلها من النساء والنار شر دار عذابها شر عذاب حرها شر حر وقعرها بعيد ومقامعها حديد وطعام أهلها الزقوم والضريع لا يسمن ولا يغني من جوع شرابهم الحميم والفساق يشوى الوجوه ويقطع الأمعاء ( وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) لا أريد الإسهاب في ذكر أهوال أهل النار ولكن استمعوا لحال أهون أهل النار عذاب يوم القيامة ولكم ان تتصوروا بعد ذلك ما تشاوءن . عن النعمان بن بشير ( رضي الله عنه ) أن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص رجليه جمرتان يغلي متهما دماغه ما يري أن أحدا اشد منه عذابا وانه لا أهونهم عذابا . نعوذ بالله من عذابه من اليم عقابه
أيتها الفتاة سأرسم لك طريقا أن حن إليه قلبك فا ابشري بالخير والسعادة وابشري بالحياة الكريمة طريقا يجعل قلبك مبتسما ووجهك منيرا نعم أختاه انه طريق الإيمان انه طريق الاستقامة انه طريق الالتزام بامورالله عز وجل هذا الطريق أوله حياة كريمة في الدنيا وخاتمته جنات فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر . فاسلكي هذا الطريق واستعيني بالله الحميد المجيد قبل أن يفاجك الموت وتقول نفسا يا حسرة علي ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلي ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون ام تقول نفسا يا حسرة علي ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين او تقول حين تري العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلي قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين)
أيتها الفتاة بينت لك في لقاءنا هذا حنين فتاة إلي الاستقامة حنينها إلي طاعة الله عز وجل ثم كيف أثمرت الاستقامة في حياتها ورسمنا لك حنين الصالحات إلي طاعة الله عز وجل ومسارعتهن في الخيرات واحسب انك علي طريقهن سائرة و بركابهن لاحقة فآمل أن تفكري في كلماتي وان تسترجعي عبارتي وان تحاسبي نفسك قبل أن تحاسبي
اسأل الله عز وجل أن يجعلك ممن يسطرون الأمجاد الخالدة بالأفعال والأقوال وفي المستقبل سنتحدث عن صانعات للأمجاد ومعدات للأجيال من بناتنا بإذن الله سبحانه وتعالي وعندها سنسطر أمجاد خالدة من أمجاد معاصرة
أيتها الفتاة إياك والتسويف وقول غدا . احن إلي طاعة ربي سبحانه وتعالي وأقدم عليه
أيتها الأم الحنون والزوجة المعوان والأخت الكريمة والابنة البارة العمر قصير والمغبون من ضيع أيامه فلم يبني فيها مجدا ولم يعمل فيها صالحا
أخت الإسلام اغتنمي هذه الأيام واجعلي لك فيها جسرا من العمل الصالح تصلين به إلي جنات عرضها السموات والأرض نريد أن نري مواقفك الخالدة و أثارك الطيبة التي لا يسع التاريخ إلا أن يلقيها علي الأيام منارة وضاة تلوح للأجيال القادمة وتهديهم سبيل الرشاد
الأمة المسلمة المنكوبة تنتظر منك أن تعودي إلي حمل رسالتك وان تقومي بدورك الذي لا يقوم به سواك وعند ذلك سنفرح بإذن الله عز وجل
واعلمي أختاه انك غدا ستسالين بين يدي الله سبحانه وتعالي . فاعدي لسؤال جوابا
وتأملي رسالة مواقف خالدة للمؤمنات علها ان تنير لك الطريق وترسم لك القدوة
( سبحانك اللهم وبحمده اشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك)
لاتنسونا واختنا في الله من الدعاء
منقول