اليوجا تساعد الحوامل على الولادة

يقول المؤيدون لممارسة رياضة اليوجا إنه يمكنها خلال فترة الحمل أن تساعد الأم في الإعداد لمرحلة الطفولة بتهيئة الأم للدخول برفق في الإعداد الجسدي والعقلي والروحي لهذه المرحلة.

تقول العداءة فرانسيس هول الأم البالغة من العمر 30 عاماً أنها عندما كانت حاملا أرادت الاستعاضة عن التمارين التي كانت تمارسها قبل الحمل بأخرى أخف. وأضافت "لقد اعتدت على النشاط الدائم ولا أريد التوقف عن ممارسة الرياضة حتى بعد الحمل، ولكن أصبح العدو في هذه الحالة أصعب ما يكون على جسدي وبطني. وبعد تجربة اثنين من الطرق نصحني صديق بممارسة اليوجا وشعرت بالارتياح لهذه النصيحة، فاليوجا تشبه العدو في أنها تجعل الشخص يتعمق في التفكير وتصفي الذهن. هذا بالإضافة إلى ما تقدمه من فوائد جسدية إلا أنها ليست كبيرة."
إن قصة فرانسيس مع اليوجا لم تنته مع انتهاء الحمل فعندما كان ابنها جامي ابن شهرين عزمت على ممارسة اليوجا حتى بعد الحمل، وقد مضت الآن سنتان تقريباً على مولد جامي ولا زالت فرانسيس متحمسة لليوجا.


وفي حوار صحفي له مع موقع ويب إم دي يقول /جورموخ كور خالسا/ خبير اليوجا المشارك في تأسيس مؤسسة /جولدن بريدج/ لليوجا والذي يعمل مديراً بها في لوس أنجلوس كما قام بتدريب يوجا كوناداليني لمن هم على شاكلة المغنية المشهورة مادونا مثل /سيندي كروفورد/ و/ديفيد دوتشوفوني/ "أعتقد أن اليوجا تفيد ثلاثة أجزاء في جسم الإنسان هي: الجسد والعقل بالإضافة إلى الروح." ويضيف خالسا "إن اليوجا تحافظ على استواء هذه الأجزاء الثلاثة، والأمر الأكثر أهمية هو أنها تحافظ على جعل الأم في حالة من الاسترخاء والثقة والشجاعة."

وتقول هول "بالنسبة لجانب الاستفادة الجسدية من ممارسة اليوجا فإنها تحافظ على استواء العمود الفقري كما تحافظ على وضع الحوض حيث تنقل النفس العميق الذي تقوم به الأم حال ممارستها لليوجا إلى المكان الذي ينمو من خلاله الطفل وتعمل على تحسن حالة الأم." وأضافت خالسا "إنه بمجرد حدوث تغيرات في الجسد ويزداد وزن الأم فإنها تشعر أحياناً بالتعب والانتفاخ، وعلى المستوى البدني فإن اليوجا تساعد في تخفيف الضغط على العمود الفقري كما تساعد البطن في توفير مساحة للأم والطفل. أضف إلى ذلك فإنها تساعد في الحفاظ على عمل الأعضاء بطريقة منتظمة وكذا الحفاظ على عمل الجهاز التناسلي بقوة.
وتستمر كالسا في عرضها لفوائد اليوجا وتقول "وبالنسبة للفوائد التي تعود على العقل من ممارسة اليوجا فإنها تعلمنا كيفية تنمية البديهة فإننا لا نستطيع بأي حال من خلال اليوجا أن نولد فكرة من العقل، فإن اليوجا ليست عملية تفكير بل إنها عملية ناتجة عن التفكير تنتقل من العقل إلى البديهة فقد توصلنا إلى أنه يمكن الوصول إلى هذه النتيجة من خلال التأمل ومن خلال الكلام. وعلى المستوى الروحي فإن اليوجا تقوي فقط الروح للحفاظ على المعجزة والغموض الذي يكتنف العقل، ففي أحيان كثيرة فإن ثمة أشياء تتحول إلى علاجات في هذا العالم... حيث تفقد المرأة الصلة حتى مع نفسها.
وأضافت كالسا "وفي النهاية فإن اليوجا تعد مجتمعاً : يشارك الناس من خلاله بعضهم البعض لديهم نفس العقلية ونفس الأهداف والأغراض مما يعمل على بناء الوعي لدى الشخص،مما يمكن الأشخاص من قيادة بعضهم البعض.


ويختلف أسلوب ممارسة اليوجا بالنسبة لمن هم قبل الوضع أو بعده عن الأساليب العادية، حيث تتسم بأنها أقل حدة فهناك حركات معينة يجب عدم الاقتراب منها، منها على سبيل المثال الأوضاع المعكوسة مثل الوقوف على الرأس والكتفين وكذا الأوضاع التي يضغط فيها الممارس على البطن.
وتقول /تيري أو كونور/ المشتركة في ملكية مركز بلوم تري لليوجا في روسويل بولاية جورجيا الأمريكية في حديث لها مع موقع /ويب ام دي/ "إن أهم فائدة تعود على الحامل من ممارسة اليوجا خلال فترة الحمل تتمثل في جعل الحامل تدخل في حالة من التركيز الداخلي حال تحريك الجسم كما تجعلها تدرك مدى قدرتها على التنفس. وعندما تقوم اليوجا بهذا الدور فإنها تساعد الحامل في تقليل أي توتر حول العملية بأكملها، كما تقوي جسدها وتخلق حالة من الهدوء الداخلي الهام والضروري لمثل حالتها. فأوضاع اليوجا عندما تكون خفيفة فإنها تعطي الجسم نوعاً من الاستقامة وتخلق وضعاً ثابتاً وبهذه الطريقة فإنك توفر للعقل حالة من الهدوء، كما تعطي مساحة تؤمل بتوفير مساحة أكبر في الرئتين والبطن للتمكن من التنفس وبعض القوة تساعد الشخص خلال العمل."
وتستطرد أو كونر في حديثها عن اليوجا "إن أهمية الفترة التي تلي الولادة تتمثل في رجوع جسد المرأة إلى حجمه الطبيعي وتقوية عضلات البطن، والحفاظ على وضع الهرمونات واتزانها وأضافت أن ممارسة اليوجا بعد الولادة برفق وببطء يعود بالمرأة ثانية لسابق عهدها قبل الولادة وتأخذ هذه العملية العديد من الأشهر. فمن خلال الحركات الجسدية وطرق التنفس تساعد اليوجا على التكيف مع التغييرات في الهرمون التي تحدث قبل وبعد الولادة، ومن ثم يمكنني القول بأن أهم شيء في هذا الموضوع هو الوعي الجسدي وتقوية المقدرة على التنفس وخلق مكان داخلي هادئ."


وتقول كالسا إن المرأة تكون في حاجة إلى استرداد صحتها بعد ولادة طفلها "ليس عليك إلا أن تتحلى بالقوة الداخلية والخارجية وستصبح حياتك أكثر اتزاناً. فهناك وقفات خاصة للغاية وأنواع معينة من التأمل نحضرها للحامل خلال ممارستها لليوجا وأخرى خاصة للغاية لفترة بعد الحمل لإعادة بناء الجسد. وأعود وأقول ثانية إن اليوجا هي المجتمع ففي العديد من الأوقات لا نجد عائلة نميل عليها وتكون اليوجا هي المأوى."
ويقول جورموخ إن اليوجا للأطفال شيء رائع وأضاف "إننا نجعل الأطفال يمارسون اليوجا للمساعدة في اتزان أجسادهم ولزيادة طاقاتهم فما نفعله هو الرقص والغناء معهم وتدليك أجسادهم.


نسمة من الهواء النقي

في أي نوع من أنواع اليوجا يكون هناك تشديد على النفس وعملية التنفس ويتضاعف هذا التأكيد في فترة ما بعد الحمل. وحول فوائد النفس العميق خلال تمرينات اليوجا تقول سات جيفان كور خالسا المدير المساعد لمركز كوندانيلي لليوجا شرق مدينة نيويورك "إن للنفس في رياضة اليوجا فوائد جسدية حيث يزود الدم بالأوكسجين ويزن عمل الجهاز العصبي كما يساعد الشخص في التكيف مع التغيرات الهرمونية التي تحدث له. كما أن للنفس آثار إيجابية أيضاً على الناحية العقلية للفرد فيساعد النفس على المزيد من الوضوح والتركيز والصفاء الذهني وبالتالي تكون المرأة مستعدة للولادة. وبالنسبة للعديد ممن يلدن للمرة الأولى تتمثل المشكلة الكبرى في "ما الذي سأفعله عندما يحين موعد الولادة؟" فالتدريب على النفس العميق واليوجا يساعد المرأة بالفعل في معالجة هذه المشكلة."

وتقول أو كونر "لا تمثل مسألة طريقة التنفس لدى العديد الحوامل منهم وغير الحوامل أهمية. فعندما تعطي مثل هذا الأمر أهمية يمكنك إبطاء الروتين المعتاد للحياة فبإمكانك تعميق النفس والذي يعمل بدوره على استرخاء الجسد وخلق هذا المكان الهادئ في العقل. فعندما ندرك أهمية التنفس فإننا ندرك بالتالي أهمية الجسد وهذا الأمر هام للغاية خلال مرحلة الحمل لأن النفس يثقل مع التقدم في الحمل حيث يزداد ضغط البدن."
وتضيف أو كونور إن التنفس الملائم والواعي يحافظ على تزويد الجسد بالأكسجين وهو ما يساعد في عملية الهضم وكذا يساعد الجنين "إنك تريدين التنفس من أجل طفلك لأنه هو الذي يحصل على كل الفوائد من التنفس عندما تتنفسين بعمق."


التنوع إكسير الحياة

ونجد أن جميع أنواع اليوجا تقريباً تركز على أهمية النفس ولكنها جميعاً تقف عند نقطة التقاء فبعضها يركز على الأيروبيك بينما يركز العديد من بقية الأنواع على التأمل. ويقع البعض الآخر في نقطة بينهما. ومن ثم كيف يمكنك معرفة أي هذه الطرق مفيد لك ولجنينك؟