اليوم الأخير في حياة أمي _رحمها الله _
استيقظت باكراً كعادتها وأتمت اعمال المنزل بهمة ونشاط وأستاذنت والدي للنزول مع أختي للسوق فهي تجهز حفيدتها _المغتربة_ التي ستتزوج قريباً
أتت أختي لاصطحابها جهزت رحمها الله السفرة لوالدي ورتبتها تماماً وتجهزت للخروج وعند الباب رن الهاتف قالت لها أختي لنخرج غالبا المتصل والدي وأنه سيؤخر خروجنا لحين عودته ردت على المتصل وكان أبي فقال لها انتظري عودتي .
فجلست أمي وأختي تتجاذبان الأحاديث بإنتظار أبي فجاءت سيرة الموت فقالت أمي _رحمها الله_
انظرو ماذا قالت:
_
_
_
_
آه لو يرزقني الله الشهادة الآن , الله يرزقني الشهادة ويرزق أولادي ويرزق حفدائي الشهادة حتى أكون بالجنة
الشهيدة - أم الشهداء - جدة الشهداء
وتابعوا احاديثهم الى أن أتى والدي فقامت ووضعت السفرة أمامه ثم نزلوا الى السوق واشتروا ما تيسر ورجعت الى البيت
وفي المساء كانت مدعوة لحفلة نكاح ابن أخت لها في بلدة مجاورة حضرت الحفل وفي طريق العودة
_
_
_
قرأت دعاء الركوب وبدأت بالدعاء فقد كانت لاتترك الدعاء في السفر لأنه سنة ولأنه مستجاب واستودعت نفسها الله سبحانه وتعالى بدعاء: (اللهم اني استودعك نفسي يامن لا تضيع ودائعه)
انقلبت السيارة بمن فيها وكانت إصابتها بالغة رحمها الله فتوفت لساعتها رحمها الله
كانت سمة الشهداء على محياها
كان أصبع يدها على وضع الشهادة
كانت ساعة مستجابة بإذن الله فقد
_
_
_
استشهد صهرها بعد سبعة أشهر في الفلوجة عن عمر 52 سنة .
واستشهد ابنها بعد سنتين من وفاتها في سجون سوريا عن عمر 37 سنة.
واستشهد زوج حفيدتها بعد ثلاث سنوات في بغداد عن عمر 30 سنة.
واستشهد حفيدها بعد خمس سنوات في أفغانستان عن عمر 18 سنة .
واستشهد زوج حفيدتها أيضاً بعد ست سنوات في الأحداث الأخيرة في سوريا عن عمر 28 سنة.
وبعده بشهرين حفيدها في سوريا ايضا عن عمر 18 سنة .
وبعده ماتت حفيدة لها أًيضا بالغربة في تركيا عن عمر 17 سنة ثاني يوم خطبتها وقد كانت تحسد ابن خالتها على الشهادة وتطلب من الله كثيرا ان يتوفاها شهيدة.
اللهم تقبلهم شهداء وتقبل دعائها فينا جميع واجمعنا معها
مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
أقوال قيلت فيها قبل وفاتها بفترة قصيرة
_هذه أمراة جنانية (قالها صهرها حين نصحتهم بترك مشاهدة مباراة وقالت كيف اذا متنا ونحن على هذا الحال وحشرنا يوم القيامة ونحن على هذه الصورة )وهذا قبل أسبوع من وفاتها ولم يكن ببيتها ولا بيت اولادها أجهزة تلفزيون ولكنهم كانوا يومها بمنتجع على البحر
_هذه امراءة تعيش بيننا ولكن نظرها للآخرة قالها صهرها الثاني لما يعرف عن معاملتها الحسنة وحبها للقرآن وأهله
_أهذه بشر ام ملائكة قالها صديق ولدها المرافق لهم في الحج قبل وفاتها بشهرين فقد لفت نظره أنها لم تطلب من ابنها أي طلب ولم تشتكي من أي ألم
_على جبينك نور كأنه مصباح قالتها لها ابنتها قبل أسبوع من وفاتها لما رأت نور ساطع على جبينها رحمها الله
ماتت وتركت أثر الطيب والذكر الحسن والدعاء الكثير الذي يرى أثره في ذريتها أجمعين فقد كانت لاتفتأ تدعو لهم بظهر الغيب
بكاها الكبير والصغير والغريب والقريب كانت رحمها الله ناصحة محبة للخير وداعية له لا يدخل عليها حزين إلا وخرج ضاحك مستبشراً فهي تذكره بالآخرة تارة وبقصر عمر الدنيا تارة وبالأجر العظيم للصابرين
ابتليت بإعتقال ولدها البكر الغالي على قلبها وحين سمعت أن (الصبر الجميل هو الصبر بلا شكوى ) لم تشتكي أبداً حتى تنال الأجر كاملاً
كانت نِعم الزوجة المطيعة ونعم الأم المعطاءة بلا حدود ونعم الحماة فقد بكيتها كناتها وأصهارها وأهلهم ونعم الجارة للجارات فقد فجعت الجارات بفقدها ولا يزلن يذكرنها بخير الصفات إلى الآن وقد توفيت في عام 2004 رحمها الله
اللهم ارحمها وتقبلها شهيدة واجمعنا معها في الفردوس الأعلى وارزقنا وارزقها لذة النظر لوجهك الكريم وذلك تمام النعيم
تاج محل 2011 @tag_mhl_2011
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بقايا غياب
•
الله يرحمها ويغفر لها ويجمعكم بها في أعالي الجنان
الله يتقبلها من الشهداء ويجمعكم وايانا في مستقر رحمته وليهنكم هذه الدعوة المباركة والدعوات والذكر الحسن والعمل الصالح فانتم والله اعلم من اهل وكان ابوهما صالحا بهذه الانسانة الصالحة ان شالله
الله يرحمها و يغفر لها و يحشرها مع الأنبياء و الصديقين و يجمعكم بها في جنته إن شاء الله ،،،
الصفحة الأخيرة