بنت عوفه @bnt_aaofh
عضوة جديدة
اليوم " التاريخ يعيد نفسه "
مَيَّز الله الإنسان بالذاكرة ، وتتعدد الذكريات في الحياة، فمنها المُفَرّحات، ومنها المُنَغِّصات، فمتى تذكر الفرح انبسطت اسارير وجهه، وشعر بالنشاط والحيوية في جسده ،يعامل الناس بكل ما يملك من حسن الخلق، والأريحية السارة، ومتى تذكر ما اقلقه وأقض مضجعه انكمش في داخله، وحاول وضع ستار على نفسه، لئلا يراه أحد، وربما قسا خُلُقه، واستعمل الشدة فيمن حوله .
فمن ذكريات ذاكرتي المثلجة لصدر كل مسلم ومسلمة، الحدث الضخم والمولود المكتمل الخلقة، الذي أخذ يبرز إلى حيز الوجود عام 1946م، كمدافع عن حقوق المسلمين في المحافل الدولية ، يجاهر بصوته في كل ما يمس كرامة أمة التوحيد ، يعلن بملء فيه أنه أحد أبنائها البررة، أمام كل طامعٍ ومغتصب، أعني بذلك جامعة الدول العربية .
فمن أعظم ما يثلج صدري وصدر كل ناطق بالضاد، أن الجامعة طلبت من كل دولة عضو يستظل بظلها، أن يقترح دستوراً لهذه المنظمة الدولية ، فقَدَّمَتْ كل دولة عضوٍ ما أملاها عليه ضميرها ، وما خاضتْه من تجارب في الحياة البشرية فشلاً ونجاحا .
أما أرض الحرمين الشريفين فتقدم مندوبها بشيء لم يخطر ببال أحد، من ممثلي الدول، فقدم مندوب المملكة العربية السعودية نسخة من القرآن الكريم، قائلاً هذا هو الدستور الذي ينبغى تَبَنِّيْه لهذه الوحدة الدولية .
وِسَام شرف نالته أرض الحرمين الشريفين ، ثقة في كتاب ربها، فيما مضى من الزمان، وما هو قائم وما نستقبله من الأحداث ، فإن القرآن الكريم يقدم الحلول الشافية لكل أحداث الحياة، الماضية والحالية والمستقبلية ، فإن الناطقين بالضاد مستعدون للتضحية دفاعاً عن مبادئ هذا الدستور، فهو الذي يلم شملهم ، ويوحد كلمتهم، ويدفع التنازع فيما بينهم ،ويجعلهم كالبنيان المرصوص .
وها هو الزمن يدور دورته من جديد، وتتصدر المملكة العربية السعودية مرة أخرى بالمبادرات الدولية، فتقترح الحلول المرضية للأطراف الدولية جمعاء ، ومؤتمر الناطقين بالضاد الحالي، ودعوة الإخوة من الرؤساء والقيادات في هذه الظروف الحرجة خير دليل لوعي قادة الحرمين الشريفين، لتوحيد صف المسلمين من جديد .
وإن دعوة التجمع فطرة هذه السلالة المباركة، فالتوحيد مطلبهم ولََمُّ الشمل دَيدَنُهم، وإصلاح ذات البين مبدأهم في الحياة ، نذروا أنفسهم لخدمة هذا الكتاب ومبادئه الخالدة ،فجعلوه دستوراً لهذه البلاد فأَمُِنوا واَمَّنُوا، اللهم ثبتهم على الحق واجعلهم هداة مهتدين وحقق لمؤتمرهم ما إجتمعوا من أجله، إنك قادر حكيم .
كتبه د.خادم حسين الهي بخش
مشرف موقع صوت الحق
admin@soutulhaq.com
2
632
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة