اليوم الحلم .. والأنا الزائفه

الأسرة والمجتمع

سطور قرأتها وحبيت اشاركها معاكم
بعنوان ( اليوم الحلم ) .

معظم البشر يعيشون بانتظار ( اليوم الحلم)‏اليوم الذي تتحقق فيه أحلامهم ويشعرون بفرحة عارمة على طريقة نهايات الأفلام السعيدة لذلك حتى يأتي هذا اليوم الموعود فهم يعيشون في شقاء وتعاسة وشعور عميق بعدم الرضا..

‏ هذي الطريقة في العيش هي من اختراعات ( الأنا الزائفة ) المهووسة بالشعور بالدونية أو الغطرسة فبالنسبة لها هذا اليوم الحلم هو الطريقة الممكنة للانتقام من الاخرين الذين أساؤا معاملتها من خلال إظهار أفضليتها المطلقة والتفوق عليهم ..

‏الأنا تعرف أنه حتى لو تحقق كل شئ لن تشبع ولن يأتي الرضا التام بل هي دائما تشعر بوجود شئ مفقود، وهذا الشعور طبيعي بحكم الشراكة الأبدية الموجودة بين الأنا والزمن، وعاء الأنا سحيق جدا لايمتلئ فهو يريد إما المزيد أو السخط

الأحلام ليست شيئا خاطئا إنما الخطأ في انتظارها وتوسل ظهورها، الأحلام لاتتحقق بطريقة فجائية لإنقاذك من تعاستك، هي تأتي بشكل متصاعد غير منتظر، تأتي عندما تكون هذه اللحظة معجونة بشكل كامل داخل حضورك تعيشها كماهي وكيف كانت عندما تكون اللحظة هي هدف الأهداف، ينمو تدريجيا شعور الإمتلاء الذي من خلاله تأتي الأحلام، لم يعد ظهور الحلم أمرا صاخباً ومفاجئا فهو لم يملأني إنما امتلائي هو الذي أتي به ..

‏تماما مثل الفنان الرسام الأسطوري، ليست نهاية اللوحة اللي ملأته ولاشهرتها ولاقيمتها لقد كان حين يرسمها مستغرقا ذائبا في تفاصيلها لم يشغله إكمالها، لذلك أنت لاتقف أمام لوحة فقط إنما تقف أمام وعي متدفق ممتلئ في لوحة لذلك يسحرك بريقها وعمقها لأن روحك ميزتها ..
الحلم الحقيقي أن تمتلئ الآن بما هو موجود مهما كان في عينيك صغير، الانصهار الكامل وأنت تشرب قهوتك مثلا يعتبر صغير جدا بالنسبة للأنا ولكنه عظيم وفرح كامل يشبه الاحتفال بالنسبة للروح ..
بمجرد تقرر العيش بدل الإنتظار يحدث للشيطان صدمة عنيفة لأنك خربت كل شغله وأفسدت كل خططه تجاهك، الشيطان يتحرك في الزمن يعرف بالضبط أقصر الطرق للدخول لنفسك والتلاعب بها وأهم تكتيكاته هو إخراجك من الشكر وإدخالك لحالة السخط والإنتظار (( ويعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا)) أي أنه طول الوقت يبث بداخلهم الأماني الكاذبة والوعود الباطلة عن اليوم الذي سوف يأتي ويحقق كل أحلامهم ليجعلهم ينتظرون فقط ثم عندما لايأتي يتسخطون ويكفرون وهذا غاياته الكاملة منك لايريدك أن تكون حاضرا ممتلئا ممتنا هذي الحقيقة نورانية يخفيفها عنك طول الوقت بوسوسته وأباطيله واوهامه وبمجرد إدراكك لها يخسر أهم أسلحته تجاهك

لو كان للروح طريقة مادية للتواصل معاك لن تعطيك محاضرة كاملة وتوصيات كثيرة ونقاط عديدة سوف تكتفي بهذي العبارة ( عيش لاتنتظر ) لأنك لما تعيش دون انتظار اليوم المزعوم والحلم الموهوم سوف تمتلئ بطاقة الحياة وهذا الإمتلاء وحده اللي يفتح لك كل الخير والسلام والنور وتتحق أحلامك .


مصدر المقال : قناة تيلجرام عبدالله الهاشمي
187
12K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امطار الشتاء ☔
ياهلا والله بحبيبتي عطوف ❤️
مره تكلمتي بشكل مختصر برد من ردودك عن هذا الموضوع وتمنيت مرررره انك تتكلمين عنه بشكل تفصيلي 👌🏻
برجع اليوم واقرا ع روقان ومعاي كاسة شاهي وبسكوت مالح عشان اركز
😋🫡
🇸🇦السعوديه🇸🇦
لأ
لأ
لأ
مو معقول
عطوفه نزلت موضوع بعد طول إنتظار!
والله وبالله ان قلبي زادت دقاته من الفرحه
لأن الموضوع لعواطف والمحتوى بيكون فريد من نوعه

ع السريع قرأت وبإذن الله برجع له
💗
🇸🇦السعوديه🇸🇦
كلنا عندنا يوم حلم ننتظره..
هذي طبيعة البشر
وعشان تحقيق هذا اليوم
ممكن نسوي أشياء كثيره
ونسعاله بمختلف الطرق
برضه مهو غلط.
الغلط لما هذا الإنتظار
يتحول لسخط على الواقع
.ويحرمنا حلاوة اللحظه
والأيام الي عايشينها
ويصير وساوس وأماني شيطانيه..
في الجنة القاك ١
جميل جدا
Yasmeen 7
Yasmeen 7
غلط لا تنسي ان انتظار الفرج عبادة!!!!
الغلط السخط وعدم الرضا بالقضاء والقدر
الغلط ان الانسان يحط يده على خده وما يسعى للوصول لحلمه وكأن الحلم هو اللي بيجيه لعنده دون سعي ولا اخذ بالاسباب