السلام عليكم
ابغى حكم اللعب بتنس الطاوله للكبار ضرررررورري جدا وعاجل
مشتاقة للقاء الله @mshtak_llkaaa_allh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
jak700
•
ما أعتقد أنه حرام يا قلبواا >>>>> من راسها
um joud
•
عليكم السلام والرحمة
عزيزتي هذا ما وجدته
الموضوع : دروس حوارية : حكم الرياضة في الإسلام – الأحد 23/04/2006 - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، نلخص كل الدروس السابقة المتعلقة في الرياضة بهذه الحقائق البينة التي ينبغي أن تكون واضحة لدى كل الأخوة الكرام .
حقائق مهمة في ممارسة الرياضة :
أولاً : حكم الرياضة في الإسلام .
الحكم العام هو الجواز لأن الأصل في الأشياء الإباحة ، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت ، بينما العبادات الأصل فيها الحظر ، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت ، لأن الرياضة من الأشياء ، إذاً الأصل فيها الإباحة .
أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان ، ومقارعة العدوان فإنها ترتفع من مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب ، بل والندب ، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية ، وهادفة إلى ما فيه التدريب على تقوية الأبدان ، وتقوية الأرواح ، وهذأ أرجح أقوال أهل العلم في الرياضة .
ثانيًا : ضوابط ممارسة الرياضة :
شيء آخر ، ضوابط ممارسة الرياضة ، إسلامنا إسلام الحياة ، إسلامنا دين الفطرة ، إسلامنا مع الحياة بكل تفاصيلها ، ولكن مع الضوابط ، الفرق بين الإسلام والتفلت فرق الضوابط فقط ، فما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، إذاً الضوابط في ممارسة الرياضة هذا الكلام لجميع الشباب وللشابات .
تنوعت الرياضة في عصرنا ، ودخَلها كثير من المخالفات الشرعية ، إما في نظام الرياضة ذاتها ، أو في كيفية أدائها ، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي :
أول ضابط شرعي في الرياضة : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي ، قال تعالى :
أول ضابط شرعي في الرياضة ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي .
طبعاً ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي كإقامتها في أوقات الصلاة ، أو ما يقارب أوقات الصلاة لأن هذا لا يجوز بحال وهو من المنكرات الواجب إنكارها لأن اللهو عن الصلاة معصية كبيرة .
الضابط الثاني : مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه ، وهي أرفع صور الرياضة ، تدخل في وسائل نشر الحق ، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان وتنشيطها ، ولاستجمام المباح ، روحوا قلوبكم ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت .
لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة ، حتى يؤجر المرء ، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز وجل ـ أن الأمور بمقاصدها ، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الجامع المانع : (( إنما الأعمال بالنيات )) .
هذه قاعدة عظيمة ، يجب أن ترتبط بأحد أهداف المسلم ، إما من أهدافه الكبرى أن ينتشر الحق ، أو أن يعيش حياة ببدن قوي يعينه على طاعة الله ، أو أن يستجم استجماماً بريئاً يعينه على متابعة النشاط الديني ، إما أن تتقوى بها الأبدان على مواجهة الأعداء ارتبطت بالجهاد ، أو أن تتقوى الأبدان كي تتفرغ لعبادة الله والقيام بواجبات الخلق ، أو استجمام مباح يعين على متابعة النشاط .
أيها الإخوة الكرام ، سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو وسائل ضروب اللعب مما لا يستعان به على هدف نبيل مضيعة للوقت ، لأن الوقت أثمن شيء في حياة الإنسان .
أول ضابط : ألا تلهي عن ذكر الله .
والثاني : أن ترتبط بمقاصد يؤمن بها الإنسان ، فقد أصبحت الرياضة من الوسائل التي تحقق بها الأهداف .
الضابط الثالث : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز :
هناك لاعب كرة بمصر من كبار لاعبي الكرة اعتزل اللعب ، وقبع في بيته ، كان هناك مباراة دولية ، المسؤولون في وزارة الشباب يحرصون على النجاح في هذه المباراة حرصاً لا حدود له ، فذهب وفد من قِبَل وزير الشباب إلى بيت هذا اللاعب ، وطلب منه أن يعود عن قراره باعتزال اللعب ، وأن يدخل في هذه المباراة ، اشترط أن يرتدي بنطالاً طويلاً ، ولأنهم في أمسّ الحاجة إليه وافقوا له ، فلما وافقوا قلّده رياضون كثر ، والآن يمكن أن يمارس اللاعب لعبة كرة القدم ببنطال طويل يستر عورته .
إذاً : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز ، طبعاً بعض ألعاب الكرة يكثر فيها كشف العورات على وجه مثير للفتنة ، وهذا لا يجوز ، ومن الرياضات ما يمارسه النساء فقط ، ويكشفن فيه المواطن التي نهى الشرع عن كشفها ، سواء كان ذلك الكشف بحضرة رجال أو نساء ، كل ذلك محظور شرعاً ، وبعض الرياضات تشتمل على ما يثير الغرائز ، كالاختلاط المحرم ، الذي يمكن أن يحدث في أثناء ممارسة الرياضة ، والنصوص الشرعية تؤكد على خطورة اختلاط الرجال بالنساء ، إذاً : فلا يجوز ممارسة هذه الرياضات المشتملة على هذه المحرمات .
الضابط الرابع : عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن :
لأن الله عز وجل قال :
وقال أيضاً :
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا ضرر ، ولا ضرار )) .
إذاً : أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر ، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة ، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً ، ولأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، ومستحيل أن يزهق روحه لسبب تافه .
فإن كانت الرياضة خطرة ، أو يغلب على الظن أنها خطرة ، سواء أكان هذا الأذى والضرر يلحق باللاعب ، أو يلحقه هو بغيره ، فإنها ممنوعة ، لأن مفهوم الرياضة يقوم على أساس التمرين دون إيذاء أو ضرر .
الضابط الخامس : البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة :
إنّ أكثر أنواع سباقات الخيول فيها قمار ، وفيها مراهنة ، والقمار محرم ، لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .
الضابط السادس : ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة :
ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة بسبب تلك المسابقة ، المؤمن يوالي عادة المؤمنين ، ولا يوالي أهل الشرك والكفر ، أما حينما ينتقل ولاءه من ولاء للدين إلى ولاء لفريق معين ، وحينما ينتقل براءه من براء من كافر أو مشرك إلى براء من لاعب كرة فكأن هذه الرياضة أصبحت ديناً جديداً .
ذكرت لكم مرة أني كنت في طريقي من مكة المكرمة إلى جدة بسيارة عامة ، ورأيت السائق يكاد يخرج من جلده ، ويتأثر تأثراً لا حدود له ، ويعلو صوته ، لأن الفريق الذي يواليه خسر المباراة ، بدل أن تغضب لله ، بدل أن تغضب إذا انتهكت حرمات الله ، تغضب فقط إذا لم يستطع الفريق الذي تواليه أن يربح المباراة ، قلت لكم : لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون الرياضة ديناً ، الرياضة وسيلة لتقوية الأجساد .
الآن مع الأسف الشديد جداً أن نساءنا الطاهرات المحجبات لا يعتنين بصحتهن ، ولا يمارسن الرياضة ، فتجد المرأة في سن مبكرة تترهل ، ويضعف قلبها ، وتضعف مفاصلها ، هناك أمراض كثيرة تتأتى للمرأة ، مع أنها طاهرة ومؤمنة ومحجبة ، لكن ضعف وعيها الصحي ، وضعف ممارستها للرياضة يسبِّب لها ذلك .
الرجال والنساء ، وقبل قليل قلنا : الأصل في الرياضة الجواز .
عزيزتي هذا ما وجدته
الموضوع : دروس حوارية : حكم الرياضة في الإسلام – الأحد 23/04/2006 - لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، نلخص كل الدروس السابقة المتعلقة في الرياضة بهذه الحقائق البينة التي ينبغي أن تكون واضحة لدى كل الأخوة الكرام .
حقائق مهمة في ممارسة الرياضة :
أولاً : حكم الرياضة في الإسلام .
الحكم العام هو الجواز لأن الأصل في الأشياء الإباحة ، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت ، بينما العبادات الأصل فيها الحظر ، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت ، لأن الرياضة من الأشياء ، إذاً الأصل فيها الإباحة .
أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان ، ومقارعة العدوان فإنها ترتفع من مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب ، بل والندب ، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية ، وهادفة إلى ما فيه التدريب على تقوية الأبدان ، وتقوية الأرواح ، وهذأ أرجح أقوال أهل العلم في الرياضة .
ثانيًا : ضوابط ممارسة الرياضة :
شيء آخر ، ضوابط ممارسة الرياضة ، إسلامنا إسلام الحياة ، إسلامنا دين الفطرة ، إسلامنا مع الحياة بكل تفاصيلها ، ولكن مع الضوابط ، الفرق بين الإسلام والتفلت فرق الضوابط فقط ، فما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، إذاً الضوابط في ممارسة الرياضة هذا الكلام لجميع الشباب وللشابات .
تنوعت الرياضة في عصرنا ، ودخَلها كثير من المخالفات الشرعية ، إما في نظام الرياضة ذاتها ، أو في كيفية أدائها ، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي :
أول ضابط شرعي في الرياضة : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي ، قال تعالى :
أول ضابط شرعي في الرياضة ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي .
طبعاً ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي كإقامتها في أوقات الصلاة ، أو ما يقارب أوقات الصلاة لأن هذا لا يجوز بحال وهو من المنكرات الواجب إنكارها لأن اللهو عن الصلاة معصية كبيرة .
الضابط الثاني : مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه ، وهي أرفع صور الرياضة ، تدخل في وسائل نشر الحق ، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان وتنشيطها ، ولاستجمام المباح ، روحوا قلوبكم ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت .
لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة ، حتى يؤجر المرء ، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز وجل ـ أن الأمور بمقاصدها ، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الجامع المانع : (( إنما الأعمال بالنيات )) .
هذه قاعدة عظيمة ، يجب أن ترتبط بأحد أهداف المسلم ، إما من أهدافه الكبرى أن ينتشر الحق ، أو أن يعيش حياة ببدن قوي يعينه على طاعة الله ، أو أن يستجم استجماماً بريئاً يعينه على متابعة النشاط الديني ، إما أن تتقوى بها الأبدان على مواجهة الأعداء ارتبطت بالجهاد ، أو أن تتقوى الأبدان كي تتفرغ لعبادة الله والقيام بواجبات الخلق ، أو استجمام مباح يعين على متابعة النشاط .
أيها الإخوة الكرام ، سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو وسائل ضروب اللعب مما لا يستعان به على هدف نبيل مضيعة للوقت ، لأن الوقت أثمن شيء في حياة الإنسان .
أول ضابط : ألا تلهي عن ذكر الله .
والثاني : أن ترتبط بمقاصد يؤمن بها الإنسان ، فقد أصبحت الرياضة من الوسائل التي تحقق بها الأهداف .
الضابط الثالث : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز :
هناك لاعب كرة بمصر من كبار لاعبي الكرة اعتزل اللعب ، وقبع في بيته ، كان هناك مباراة دولية ، المسؤولون في وزارة الشباب يحرصون على النجاح في هذه المباراة حرصاً لا حدود له ، فذهب وفد من قِبَل وزير الشباب إلى بيت هذا اللاعب ، وطلب منه أن يعود عن قراره باعتزال اللعب ، وأن يدخل في هذه المباراة ، اشترط أن يرتدي بنطالاً طويلاً ، ولأنهم في أمسّ الحاجة إليه وافقوا له ، فلما وافقوا قلّده رياضون كثر ، والآن يمكن أن يمارس اللاعب لعبة كرة القدم ببنطال طويل يستر عورته .
إذاً : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز ، طبعاً بعض ألعاب الكرة يكثر فيها كشف العورات على وجه مثير للفتنة ، وهذا لا يجوز ، ومن الرياضات ما يمارسه النساء فقط ، ويكشفن فيه المواطن التي نهى الشرع عن كشفها ، سواء كان ذلك الكشف بحضرة رجال أو نساء ، كل ذلك محظور شرعاً ، وبعض الرياضات تشتمل على ما يثير الغرائز ، كالاختلاط المحرم ، الذي يمكن أن يحدث في أثناء ممارسة الرياضة ، والنصوص الشرعية تؤكد على خطورة اختلاط الرجال بالنساء ، إذاً : فلا يجوز ممارسة هذه الرياضات المشتملة على هذه المحرمات .
الضابط الرابع : عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن :
لأن الله عز وجل قال :
وقال أيضاً :
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا ضرر ، ولا ضرار )) .
إذاً : أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر ، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة ، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً ، ولأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، ومستحيل أن يزهق روحه لسبب تافه .
فإن كانت الرياضة خطرة ، أو يغلب على الظن أنها خطرة ، سواء أكان هذا الأذى والضرر يلحق باللاعب ، أو يلحقه هو بغيره ، فإنها ممنوعة ، لأن مفهوم الرياضة يقوم على أساس التمرين دون إيذاء أو ضرر .
الضابط الخامس : البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة :
إنّ أكثر أنواع سباقات الخيول فيها قمار ، وفيها مراهنة ، والقمار محرم ، لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .
الضابط السادس : ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة :
ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة بسبب تلك المسابقة ، المؤمن يوالي عادة المؤمنين ، ولا يوالي أهل الشرك والكفر ، أما حينما ينتقل ولاءه من ولاء للدين إلى ولاء لفريق معين ، وحينما ينتقل براءه من براء من كافر أو مشرك إلى براء من لاعب كرة فكأن هذه الرياضة أصبحت ديناً جديداً .
ذكرت لكم مرة أني كنت في طريقي من مكة المكرمة إلى جدة بسيارة عامة ، ورأيت السائق يكاد يخرج من جلده ، ويتأثر تأثراً لا حدود له ، ويعلو صوته ، لأن الفريق الذي يواليه خسر المباراة ، بدل أن تغضب لله ، بدل أن تغضب إذا انتهكت حرمات الله ، تغضب فقط إذا لم يستطع الفريق الذي تواليه أن يربح المباراة ، قلت لكم : لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون الرياضة ديناً ، الرياضة وسيلة لتقوية الأجساد .
الآن مع الأسف الشديد جداً أن نساءنا الطاهرات المحجبات لا يعتنين بصحتهن ، ولا يمارسن الرياضة ، فتجد المرأة في سن مبكرة تترهل ، ويضعف قلبها ، وتضعف مفاصلها ، هناك أمراض كثيرة تتأتى للمرأة ، مع أنها طاهرة ومؤمنة ومحجبة ، لكن ضعف وعيها الصحي ، وضعف ممارستها للرياضة يسبِّب لها ذلك .
الرجال والنساء ، وقبل قليل قلنا : الأصل في الرياضة الجواز .
أنقل لكم مبحثاً من رسالة الأخ الشيخ بدر العتيبي والتي بعنوان(رسالتي إلى بعض المحبين من أهل إخواننا في مدينة الدوادمي )
وفي خاتمة الرسالة قلت :
أمّا المسألة الثانية وهي مسألة اللعب بالكرة :
فالكلام عليها يكون بالجواب على سؤالين :
الأول : ما حكم اللعب بها ؟
الثاني : وهل هي من المسائل التي يهجر المخالف فيها ؟ .
أمّا حكم اللعب بالكرة ، فهو من اللهو بلا شك ، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما يحل لنا أن نلهوا به فقال (( كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلاّ رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنه من الحق )) وفي رواية (( وتعليم السباحة )) رواه أحمد وأهل السنن من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه .
قال شيخنا ـ حمود التويجري رحمه الله ـ : فدل هذا الحديث الصحيح على أن اللعب بالكرة من الضلال لقول الله تعالى { فماذا بعد الحق إلاّ الضلال } .
وقد توسع شيخ مشايخنا مفتي الديار السعودية في وقته الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ـ رحمهم الله ـ في الإجابة على حكم الرياضة عامة وحكم اللعب بكرة القدم خاصة فقال ما صورته من مجموع الفتاوى (8/144ـ120) : (( ... أمّا السؤال عن حكم الرياضة في الإسلام فلا شكّ في جواز أو استحباب ما كان منها بريئاً هادفاً مما فيه التدريب على الجهاد وتنشيط للأبدان وقلع للأمراض وتقوية للأرواح ، فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بالأقدام وسابق بين الإبل ، وسابق بين الخيل ، وحضر نضال السهام ، وصار مع إحدى الطائفتين ، وركب الخيل مسرجة ومعراة ، وصارع ركانة وصرعه ، وقد بسط الإمام ابن القيم رحمه الله بحث هذا في كتابه (( الفروسبة )) كما أشار رحمه الله في كتاب (( زاد المعاد )) إلى أن ركوب الخيل ورمي النشاب والمصارعة والمسابقة بالأقدام كل ذلك رياضة للبدن قالعة للأمراض المزمنة : كالاستسقاء ، و القولنج .
ونص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على حكم الشرع في الكرة نفسها فقال في باب السبق في مختصر فتاواه : (( ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال يستعان بها على الكرّ و الفرّ والدخول والخروج ونحوه في الجهاد ، وغرض الاستعانة على الجهاد الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حسن ، وأن كان في ذلك مضرة بالخيل أو الرجال فإنه ينهى عنه )) .
وبمناسبة الحديث عن الألعاب الرياضية وتعريجنا على اللعب بالكرة وإيرادنا ما ذكره الشيخ من النهي عن اللعب بها إذا كان فيه مضرة بالخيل والرجال يحسن أن نغتنم هذه الفرصة لنقول بأن اللعب بالكرة الآن يصاحبه من الأمور المنكرة ما يقضي بالنهي عن لعبها ، هذه الأمور نلخصها فيما يلي ... )) انتهى بنصّه .
ثم ذكرها الشيخ محمد واختصارها :
أولاً : أنهم يلعبونه وقت الصلاة مما يؤدي إلى ضياعها أو التأخر عنها ،
قلت : ويقاس على من يلعبها في وقت الصلاة من تسببت في تضييعه لها كمن يسهر ليلعب بها .
ثانياً : أن فيها مدعاة إلى التفرق والتحزب و منافرة القلوب ، وهذا عكس ما يدعو إليه الإسلام .
ثالثاً : أن فيها مخاطر وإصابات بالغة قد تميت أحياناً ، وهذا مما يؤكد منعها .
رابعاً : انتفاء القصد التي أبيحت الرياضة من أجله فيها ، فلا تمت إلى التقوي للجهاد بأي صلة وإن كان فيها بعض الفائدة إلا أنها لا تخلوا من المحاذير السابقة الذكر .
وقال في فتوىً أخرى له ( صحيفة : 119) من الجزء المذكور : (( الجواب : الحمد لله : اللعب بالكرة على الصفة الخاصة المنظمة هذا التنظيم الخاص بجعل اللاعبين فريقين ويجعل عوضٍ أو لا يجعل لا ينبغي لاشتماله على الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وقد يشتمل مع ذلك على أكل المال بالباطل ، فيلحق بالميسر الذي هو القمار ، فيشبه اللعب بالشطرنج من بعض الوجوه ، أمّا الشخص والشخصان يدحوان الكرة ويلعبان بها اللعب الغير منظم فهذا لا بأس به لعدم اشتماله على المحذور ، والله أعلم )) اهـ .
ويرى شيخنا شيخ الإسلام ابن باز ـ بارك الله في عمره ـ جوازها إذا اجتنبت المحاذير المذكورة سابقاً مع عدم كشف العورة سمعته منه غير مرّة .
أمّا شيخنا حمود التويجري ـ يرحمه الله ـ فقد شددّ الحكم فيها على الصورة الموجودة الآن وحرمها من سبعة أوجه وهي على وجه الاختصار :
الأول : أن فيها تشبه بالكفار ، لأنها على هذه الصورة من عاداتهم .
الثاني : أن فيها صدٌ عن ذكر الله .
الثالث : أنها مشتملة على المضرّة .
الرابع : أن اللعب بها من الأشر والمرح ، ومقابلة نعم الله بضد الشكر .
الخامس : أنه يكثر بين اللاعبين الوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه .
السادس : أن فيها كشف للعورات ، وهذا محرم .
السابع : أنها من اللهو الباطل .
ثم وجّه الشيخ ـ رحمه الله ـ كلام شيخ الإسلام بن تيمية السابق ، بأن هذا على صورة ما في عصره ، وأن القصد هو التعود على مهارات الجهاد أمّا إن كان على ماهية ما في عصرنا أو مجرد اللهو فهي من المحرمات ، ثم بحث الشيخ ـ رحمه الله ـ هذه المسألة والرياضة عموماً ، بمبحثٍ نفيس في كتابه القيم : ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين )) ، الصفحات ( 224 ـ 244 ) ، فراجعوه لزاماً ، وإن لم يكن عندكم الكتاب لندرته فأعلموني كي أصور لكم ما كتبه الشيخ ـ رحمه الله ـ .
إذا تبين كل ما تقدّم ، فلاشك أن الواجب على طالب العلم أن يكون أولى من يتجنبها من غيره لأن وقته أثمن من الذهب والفضة فكيف يضيعه في لعب الكرة !! ، هذا إن جعلناها من اللهو المباح الخالي من المحاذير كيف وبعض أهل العلم قد حرّم اللعب بها !! .
وبعد ذلك يأتي الكلام على السؤال الثاني وهو : ما هو الموقف من المخالف للصواب في هذه المسألة ؟ .
فيقال : أنه لاشك أن هذه المسألة من مسائل الفقه التي يحصل فيها الاختلاف ، ويتسع فيها النظر ومثل ذلك لا يجوز أن يكون مدعاة إلى المفارقة والهجر وقطع الصلة ، فقد حصل بين بعض السلف خلاف في مسائل أعظم من هذه ومع ذلك لم تنقطع بينهم حقوق الإسلام من السلام والمحادثة والزيارة والعيادة وإجابة الدعوة والبشاشة في الوجه والدعاء للآخر ، بل بعض مسائل الأصول من مسائل الاعتقاد لا يجوز أن يهجر فيها المخالف إذا قويت فيها الحجة وكثر الخلاف كما حصل لعائشة رضي الله عنها عندما خالفت ابن عباس رضي الله عنه في أن محمداً رأى ربه ليلة المعراج ، ومع ذلك لم يُبدّع أحد قال بقولها أو بقول ابن عباس من كلا الطرفين ، وهكذا مسألة الإقعاد على العرش ومسألة فناء النار ، وهي من مسائل الاعتقاد ، فكيف بما دونها من المسائل !! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته إلى أهل البحرين في الفتاوى ( 24/173 ) وهي تصلح أن تكون رسالة إلى أهل الدوادمي !! : (( وأمّا الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط ، ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيٍ تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة ... )) .
وفي الختام إخواني اسأل الله أن يجمع قلوبكم على الحق وأن يفقهكم في دينه وأن يجعلكم من أنصاره ، الذابين عنه مكيدة كل كائد ، وأن لا يُشمت بكم مريد حسود أو مبتدع لدود ، والله يرعاكم ويسدد على الهدى خطاكم ، والسلام عليكم يعود كما بدأ ورحمة الله وبركاته .
كتب ذلك أخوكم الفقير إلى عفو ربه العليّ بدر بن علي العتيبي تجاوز الله عنه وغفر الله له.
وذلك ضحى يوم الأحد اليوم الثلاثين من شهر رمضان المبارك لعام تسعة عشر وأربعمائة وألف
وفي خاتمة الرسالة قلت :
أمّا المسألة الثانية وهي مسألة اللعب بالكرة :
فالكلام عليها يكون بالجواب على سؤالين :
الأول : ما حكم اللعب بها ؟
الثاني : وهل هي من المسائل التي يهجر المخالف فيها ؟ .
أمّا حكم اللعب بالكرة ، فهو من اللهو بلا شك ، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما يحل لنا أن نلهوا به فقال (( كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلاّ رمية بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنه من الحق )) وفي رواية (( وتعليم السباحة )) رواه أحمد وأهل السنن من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه .
قال شيخنا ـ حمود التويجري رحمه الله ـ : فدل هذا الحديث الصحيح على أن اللعب بالكرة من الضلال لقول الله تعالى { فماذا بعد الحق إلاّ الضلال } .
وقد توسع شيخ مشايخنا مفتي الديار السعودية في وقته الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ـ رحمهم الله ـ في الإجابة على حكم الرياضة عامة وحكم اللعب بكرة القدم خاصة فقال ما صورته من مجموع الفتاوى (8/144ـ120) : (( ... أمّا السؤال عن حكم الرياضة في الإسلام فلا شكّ في جواز أو استحباب ما كان منها بريئاً هادفاً مما فيه التدريب على الجهاد وتنشيط للأبدان وقلع للأمراض وتقوية للأرواح ، فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بالأقدام وسابق بين الإبل ، وسابق بين الخيل ، وحضر نضال السهام ، وصار مع إحدى الطائفتين ، وركب الخيل مسرجة ومعراة ، وصارع ركانة وصرعه ، وقد بسط الإمام ابن القيم رحمه الله بحث هذا في كتابه (( الفروسبة )) كما أشار رحمه الله في كتاب (( زاد المعاد )) إلى أن ركوب الخيل ورمي النشاب والمصارعة والمسابقة بالأقدام كل ذلك رياضة للبدن قالعة للأمراض المزمنة : كالاستسقاء ، و القولنج .
ونص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على حكم الشرع في الكرة نفسها فقال في باب السبق في مختصر فتاواه : (( ولعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال يستعان بها على الكرّ و الفرّ والدخول والخروج ونحوه في الجهاد ، وغرض الاستعانة على الجهاد الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حسن ، وأن كان في ذلك مضرة بالخيل أو الرجال فإنه ينهى عنه )) .
وبمناسبة الحديث عن الألعاب الرياضية وتعريجنا على اللعب بالكرة وإيرادنا ما ذكره الشيخ من النهي عن اللعب بها إذا كان فيه مضرة بالخيل والرجال يحسن أن نغتنم هذه الفرصة لنقول بأن اللعب بالكرة الآن يصاحبه من الأمور المنكرة ما يقضي بالنهي عن لعبها ، هذه الأمور نلخصها فيما يلي ... )) انتهى بنصّه .
ثم ذكرها الشيخ محمد واختصارها :
أولاً : أنهم يلعبونه وقت الصلاة مما يؤدي إلى ضياعها أو التأخر عنها ،
قلت : ويقاس على من يلعبها في وقت الصلاة من تسببت في تضييعه لها كمن يسهر ليلعب بها .
ثانياً : أن فيها مدعاة إلى التفرق والتحزب و منافرة القلوب ، وهذا عكس ما يدعو إليه الإسلام .
ثالثاً : أن فيها مخاطر وإصابات بالغة قد تميت أحياناً ، وهذا مما يؤكد منعها .
رابعاً : انتفاء القصد التي أبيحت الرياضة من أجله فيها ، فلا تمت إلى التقوي للجهاد بأي صلة وإن كان فيها بعض الفائدة إلا أنها لا تخلوا من المحاذير السابقة الذكر .
وقال في فتوىً أخرى له ( صحيفة : 119) من الجزء المذكور : (( الجواب : الحمد لله : اللعب بالكرة على الصفة الخاصة المنظمة هذا التنظيم الخاص بجعل اللاعبين فريقين ويجعل عوضٍ أو لا يجعل لا ينبغي لاشتماله على الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وقد يشتمل مع ذلك على أكل المال بالباطل ، فيلحق بالميسر الذي هو القمار ، فيشبه اللعب بالشطرنج من بعض الوجوه ، أمّا الشخص والشخصان يدحوان الكرة ويلعبان بها اللعب الغير منظم فهذا لا بأس به لعدم اشتماله على المحذور ، والله أعلم )) اهـ .
ويرى شيخنا شيخ الإسلام ابن باز ـ بارك الله في عمره ـ جوازها إذا اجتنبت المحاذير المذكورة سابقاً مع عدم كشف العورة سمعته منه غير مرّة .
أمّا شيخنا حمود التويجري ـ يرحمه الله ـ فقد شددّ الحكم فيها على الصورة الموجودة الآن وحرمها من سبعة أوجه وهي على وجه الاختصار :
الأول : أن فيها تشبه بالكفار ، لأنها على هذه الصورة من عاداتهم .
الثاني : أن فيها صدٌ عن ذكر الله .
الثالث : أنها مشتملة على المضرّة .
الرابع : أن اللعب بها من الأشر والمرح ، ومقابلة نعم الله بضد الشكر .
الخامس : أنه يكثر بين اللاعبين الوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه .
السادس : أن فيها كشف للعورات ، وهذا محرم .
السابع : أنها من اللهو الباطل .
ثم وجّه الشيخ ـ رحمه الله ـ كلام شيخ الإسلام بن تيمية السابق ، بأن هذا على صورة ما في عصره ، وأن القصد هو التعود على مهارات الجهاد أمّا إن كان على ماهية ما في عصرنا أو مجرد اللهو فهي من المحرمات ، ثم بحث الشيخ ـ رحمه الله ـ هذه المسألة والرياضة عموماً ، بمبحثٍ نفيس في كتابه القيم : ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين )) ، الصفحات ( 224 ـ 244 ) ، فراجعوه لزاماً ، وإن لم يكن عندكم الكتاب لندرته فأعلموني كي أصور لكم ما كتبه الشيخ ـ رحمه الله ـ .
إذا تبين كل ما تقدّم ، فلاشك أن الواجب على طالب العلم أن يكون أولى من يتجنبها من غيره لأن وقته أثمن من الذهب والفضة فكيف يضيعه في لعب الكرة !! ، هذا إن جعلناها من اللهو المباح الخالي من المحاذير كيف وبعض أهل العلم قد حرّم اللعب بها !! .
وبعد ذلك يأتي الكلام على السؤال الثاني وهو : ما هو الموقف من المخالف للصواب في هذه المسألة ؟ .
فيقال : أنه لاشك أن هذه المسألة من مسائل الفقه التي يحصل فيها الاختلاف ، ويتسع فيها النظر ومثل ذلك لا يجوز أن يكون مدعاة إلى المفارقة والهجر وقطع الصلة ، فقد حصل بين بعض السلف خلاف في مسائل أعظم من هذه ومع ذلك لم تنقطع بينهم حقوق الإسلام من السلام والمحادثة والزيارة والعيادة وإجابة الدعوة والبشاشة في الوجه والدعاء للآخر ، بل بعض مسائل الأصول من مسائل الاعتقاد لا يجوز أن يهجر فيها المخالف إذا قويت فيها الحجة وكثر الخلاف كما حصل لعائشة رضي الله عنها عندما خالفت ابن عباس رضي الله عنه في أن محمداً رأى ربه ليلة المعراج ، ومع ذلك لم يُبدّع أحد قال بقولها أو بقول ابن عباس من كلا الطرفين ، وهكذا مسألة الإقعاد على العرش ومسألة فناء النار ، وهي من مسائل الاعتقاد ، فكيف بما دونها من المسائل !! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته إلى أهل البحرين في الفتاوى ( 24/173 ) وهي تصلح أن تكون رسالة إلى أهل الدوادمي !! : (( وأمّا الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط ، ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيٍ تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة ... )) .
وفي الختام إخواني اسأل الله أن يجمع قلوبكم على الحق وأن يفقهكم في دينه وأن يجعلكم من أنصاره ، الذابين عنه مكيدة كل كائد ، وأن لا يُشمت بكم مريد حسود أو مبتدع لدود ، والله يرعاكم ويسدد على الهدى خطاكم ، والسلام عليكم يعود كما بدأ ورحمة الله وبركاته .
كتب ذلك أخوكم الفقير إلى عفو ربه العليّ بدر بن علي العتيبي تجاوز الله عنه وغفر الله له.
وذلك ضحى يوم الأحد اليوم الثلاثين من شهر رمضان المبارك لعام تسعة عشر وأربعمائة وألف
الصفحة الأخيرة