وردة شرقية :

الدليل من السنة غاليتي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأها يوميا ولا اصحابه يوميا ، وبل لم يقرأها في قيام الليل يوميا ولا أصحابه . وأما حديث أخذها بركة ، فقد جاء حديث آخر يشرح أيضا ( أخذها بركة ) أنه بتعلمها والعمل بها . قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أحمد والدارمي وغيرهم : (( تعلَّموا سورةَ البقرةِ ، فإنَّ أخذَها برَكَةٌ ، وتركَها حَسرةٌ ، ولا تستطيعُها البطلةُ . قالَ : ثمَّ سَكَتَ ساعةً ، ثمَّ قالَ : تعلَّموا سورةَ البقرةِ ، وآلَ عمرانَ ، فإنَّهما الزَّهراوانِ ، يُظلَّانِ صاحبَهُما يومَ القيامةِ)) لاحظي كلمة ( تعلموا ) . فإذن أخذها ليست بالقراءة اليومية بل بالمواظبة على قراءتها بعدم هجر القرآن ، وبتعلمها والعمل بها . لذلك يقول الله تعالى في القرآن ليحي ( يا يحي خذ الكتاب بقوة ) . قال ابن كثير في تفسير الآية : تعلم الكتاب . أما البركة فالقرآن كله مبارك ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فبركة البقرة والقرآن تأتي تبعا ومن ثمرات العمل وليس قصدا لثوابها الدنيوي . مثل قوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) . ولم يرد أن سورة البقرة لعلاج الأمراض فلو كان خيرا لسبقنا إليه خير القرون وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم حين مرض أو حين مرض أصحابه وحين أصابهم الغم ! ------------------------------------------- فتوى اللجنة الدائمة للافتاء : س: ما حكم الرقية بسورة البقرة لجميع الأمراض أو بعضها، والمداومة على ذلك يوميا، وما رأي سماحتكم في بعض الرقاة الذين يأمرون مرضاهم بأن يقرؤوها أربعين يوما لعلاج السحر أو العين؟ وما حكم قراءتها بنية الزواج أو الحمل أو الحصول على وظيفة، حيث يأمر بذلك بعض مفسري الأحلام؟ ج: إن القرآن كله شفاء للقلوب من الشك والنفاق وغيرهما كما أنه شفاء للأجسام إذا رقي به عليها سواءً كان ذلك بسورة كاملة أو بآيات منه لعموم قوله تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، والرقية عند الحاجة مشروعة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وإقراره، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين والإخلاص وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله أو أمر أن يسترقى من العين ، متفق عليه، ورقى أبوسعيد رضي الله عنه اللديغ بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. ولم يرد في السنة تخصيص الرقية بسورة البقرة، ولزوم قراءتها كاملة في مجلس واحد أو في عدة مجالس وتكرار ذلك مدة أربعين يوما أو أقل أو أكثر مع ورود الأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل قراءتها كما أنه لم يرد في السنة قراءتها بنية حصول الزواج أو الحمل أو الوظيفة كما يوصي بذلك الرقاة ومفسرو الأحلام. ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل من الشرع ولا نعلم دليلا يدل على ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن محمد المطلق صالح بن فوزان الفوزان عبد الكريم بن عبد الله الخضير محمد بن حسن آل الشيخ عبد الله بن محمد بن خنين عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

الدليل من السنة غاليتي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأها يوميا ولا اصحابه يوميا ، وبل لم...