امرأة بحاجب واحد !

ملتقى الإيمان

امرأة بحاجب واحد!

يحلو لبعض شياطين الإنس أن يمارسوا ألعابهم بأبناء وبنات آدم، على أعلى مستويـــات الاحتقار والعبث والاستهانة، لا يخشون من عقلٍ رادع أو خلقٍ دافع أو حياء مانع.

وكما ينقل اللاعب الماهر كرته بين رجليه، ويرفعها لأعلى، ثم يرفسها للخلف، ويؤرجحها، وينطّقُها دون أن تعترض الكرة أو تحتج، يفعل بعض الشياطين ذلك بحواء، التي صارت كرة بين أيدي بارونات الموضة، وأدعياء التحرير، حتى مرضت هذه بمرض خبيث اسمه "الموضة"، وهذا المرض يشل مراكز التفكير، ويصيب العيون بالزغللة!!

فإذا نظرت إلى الشعور لوجدت تشكيلة من تسريحة الكلاب الكانيش، إلى المفلفل كشواشي الذرة المحترقة، إلى المجدول ستمئة جديلة، إلى السايح النايح، ومن الأسود الغطيس إلى الملون بالموف والفوشيه والأصفر الليموني وألوان الطيف السبعة، ومن المقصوص كشراع المركب إلى عُرف الديك، ومن الألاجارسون إلى إزالة الشعر كله، وهو ـ بلغة المتحضرين ـ زَلَبَطَّه فاشُنْ!

وفي الثياب تجد العجب العُجاب: فمن الشوال الفضفاض إلى الاستريتش اللاصق بالجلد، ومن السواريه مفضوح الظهر والصدر إلى الهوت شورت والبيرشست، و"المفيش"!!

ومن الحرير والفراء إلى الخيش الذي صنعوا منه أزياء وتصاميم بالشيء الفلاني !

وكل ذلك له زبائنه من أصحاب المال الوفير، والعقل الصغير، والهدف الحقير، وتتسابق نساء الناس "اللي فوق" في متابعة هذه الموضات والتقاتل على اقتنائها، والتباهي بها، تدليلاً على ما هن فيه من عزٍّ، وما عليه عقولهن الأنصع بياضاً من اللبن الحليب .

ولأن أمي ـ رحمها الله ـ كانت فلاحـة، تحرص على لبس الجلابية السودة والطرحـة، وعاشت زمن البرقع واليشمك، ولأنني متزمت لا أزال أنظر للدنيا بعقلية القرون الوسطى، وأريد أن أردّ الناس ألفاً وأربعمئة سنة، فإن شهادتي في هذا مجروحة، لذا سأدع الحديث لقلم نذر نفسه للتنوير.. فماذا قال صاحب "نص كلمة" عن العبث المنظم بحواء، والاستخفاف بأنوثتها وآدميتها وكبريائها تحت مسمى الحرية، وحقوق المرأة، والتحضر والاستنارة؟:

"كل نساء الأرض مجانين بالموضة، وكل نساء الأرض يعشن في جبلاية كبيرة كجبلاية القرود. وكما يتزعم الشمبانزي جبلاية القرود، يتزعم إيف سان لوران، وجي لاروش، وكاردان، جبلاية نساء العالم.

فكبار مصممي الأزياء في باريس هم ملوك الجبلاية وسلاطينها، وأي إشارة من واحد منهم تقوم بعدها كل نساء العالم بعجين الفلاحة: فإذا قال روبين نوريز : إن المايوه الذي يعري الصدر هو الموضة، قامت النساء في جبلاية العالم بعجين الفلاحة.

وإذا قال إيرفن سيلرز: إن فستان فوق الركبة هو الموضة،أو إن موضة الصيف القادم هي الفستان المفتوح من جهة البطن، قامت النساء اللاهثات وراء الموضة بعجين الفلاحة.

مع أن سلاطين الجبلاية هؤلاء يصدرون أوامرهم وفق ما تمليه نزواتهم الشخصية، فسلطان مثل جي لاروش يقول إنه أصبح يكره الارتباط بحب امرأة أثناء تصميم الموضة الجديدة؛ لأن المرأة التي يرتبط بها تقيده في خطوط الموضة..فلو كانت بكرش جعل خطوط الموضة تخفي هذا الكرش.. ولوكانت رُكَبها وحشة غطى الركبتين ..فإذا كانت جميلة الركبتين رفع ذيل الفستان لفوق.. وإذا كانت سيقانها معيزي جعل الفستان طويلاً إلى تحت. وإذا كانت مصابة بحروق في صدرها أقفل صدر الفستان بالضّبة والمفتاح، فإذا لم يكن صدرها مقفعاً صمم الديكولتيه واسعاً جدّاً!!

* أهواء
ولو أتيح للأطباء النفسيين أن يحللوا كل سلطان من سلاطين الجبلاية لوجدوا جذوراً عميقة لهذه "الهبالات والعباطات" التي يفرضونها على نساء العالم باسم الموضة. وربما وجد الأطباء أن مخترع الميني جوب من عيلة كلها أرتستات.

فالميول النفسية تتحكم في هؤلاء السلاطين, وقد كان ديور ـ مثلاً ـ رجلاً عجوزًا زاهداً في المرأة، ولهذا ابتكر لها موضة الفستان الطويل الذي انتشر في العالم كله، فلما خلفه الولد المراهق إيف سان لوران أسرع يعري سيقان المرأة إلى ما فوق الركبة.

وما أسهلها من شغلانة تقوم بها بمنتهى البساطة!! تقليعة واحدة وبعدها تصبح إمبراطوراً من أباطرة الجبلاية الكبيرة، تقليعة تقول للستات: إن بيت فلان الفلاني للأزياء والتجميل يعلن أن الموضة الجديدة هي أن تكون الست بحاجب واحد، وبعدها ستختفي نصف حواجب الستات من الدنيا، وتصبح أي ست بحاجبين مضحكة لبقية الستات،؛ لأن حواجبها "ديموديه"، يعني: موضة قديمة".

لا فض فوك يا أحمد يا رجب، على هذا الكلام الجميل الذي يعري أباطرة الموضة، ويكشف عن هيافة اللواتي يخربن ديارهن ودنياهن وآخرتهن من أجل آخر موضة.

وأنت أختي المسـلمة..

هل أيقنت أنها جبلاية، وأنهم يريدونها حياة قرود، بلا دين، ولا قيم ولا أخلاق ولا مروءات؟

وهل تذكرين شروط الحجاب الشرعي وأدب المسلمات في الزي؟

أختي المسـلمة ..

مكانك تحمدي .. أو تستريحي!


عبد السلام البسيوني

م ن ق و ل
أختكم / حسناء الوجود :38:
7
619

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
بارك الله بك يا حسناء الوجود و رزقك الفردوس الأعلى من الجنة
ضوء المكان
ضوء المكان
أخيتي حسناء الوجود ..

موضوع قيم ..

واكثر ما شدني فيه هو ..

(( وقد كان ديور ـ مثلاً ـ رجلاً عجوزًا زاهداً في المرأة، ولهذا ابتكر لها موضة الفستان الطويل الذي انتشر في العالم كله، فلما خلفه الولد المراهق إيف سان لوران أسرع يعري سيقان المرأة إلى ما فوق الركبة. ))
طيف الأحبة
طيف الأحبة
طرح رائع ومشوق

بارك الله لكي حسناء فقد جاء الموضوع في وقته

في وقت كثرت فيه الموضة الفانية والمروجه لكل ما هو منحل وفاسق وخارج عن تطبيق احكام الشريعة

جزاكي الله كل خير
,,,سندريلا,,,
,,,سندريلا,,,
مشكوره

فعلا موضوعك حلو وشيق ومفيد
صبوحة
صبوحة
يعطيك العافيه عزيزتي حسناء
موضوع رائع......