الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله ...
سطر الكاتب الحر خالد السليمان مقالا نقل فيه مأساة امرأة فقيرة ، مات زوجها وخلف لها ابنتين ... لا أريد سرد قصتها وإنما أدع المجال للكاتب يعبر عنها بقلمه ، ولكن لفت نظري أن هناك من حاول أن يبتز شرفها مستغلا فقرها !.
هذه قصة وصلت للكاتب فكيف بالقصص الأخرى التي لم تصل إلينا من ابتزاز شرف الفقيرات ممن اضطرهن الحال وقلة ذات اليد ، أو ذاهب العائل لمد اليد ، فوجدن من يريد استغلالهن بطريقة قذرة ؟
وربما يكون مسؤولا ممن ولاه ولي الأمر لمساعدتهن ، فظهر في صورة ذئب بشري يريد استغلال الفقر للنيل من شرفهن !
بالمناسبة هذه القصة في بلادنا وليست في بلد آخر ...
كان من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم التعوذ من الفقر .
الثمن الباهظ!
خالد حمد السليمان
«فتش عن الفقر» فيما تنتجه البيئة الفقيرة من جرائم و انحرافات، كتبتها من قبل و أكررها اليوم، هذه قصة فتاة تنتمي لهذه البيئة تزوجت مبكرا حيث يعتبر الزواج إحد ى وسائل الهرب من الفقر بالنسبة للفتاة أو نقل عبئها إلى الغير بالنسبة لأسرتها، و أنجبت طفلتين ثم اختطف الموت زوجها و تركها أرملة وحيدة في مواجهة الحياة و هي في العشرين من عمرها!!
تقول الأرملة الشابة: لم يكن انتقالي من بيت أهلي إلى بيت زوجي انتقالا من الفقر إلى الغنى أو حتى الكفاف، بل كان انتقالا من ركن في الفقر إلى ركن آخر منه، فزوجي كان ينتمي لنفس بيئتي الفقيرة ؛لكنني كنت في الصف الخلفي في معركة الفقر، و عندما مات وجدت نفسي فجأة في الصف الأمامي بلا أية أسلحة أو خبرة أو مساندة، فأسرتي عاجزة عن تدبر أمرها حتى تتدبر أمري و عيالي، أما أهل زوجي فحالهم ليس بأفضل من حال أهلي!!
لجأت إلى الضمان الاجتماعي فكان كل ما تمخض عن جبل مساعدته هو مبلغ 1430 ريالا في الشهر ـ نعم 1430 ريالا! ـ يذهب أكثر من ثلثه لسداد إيجار الشقة المتواضعة التي نسكنها والباقي بالكاد يغطي بعض نفقات الطعام و الملبس و النقل، هل تصدق أن طفلتي لم تدخلا في حياتهما صالة ألعاب ترفيهية أو مطعما أو محل لعب، و الكبيرة منهما تسألني بلسان يقطر براءة: لماذا لا أدخل روضة أطفال ثم تجيب بنفسها، «أنا أعرف يا ماما عشان ما عندك فلوس كفاية»، فلا أملك غير إجابتها بالدموع و الانهزام النفسي، و كان لابد و أن أبحث عن مصادر دخل إضافية، طالبت الضمان أن يصرف لي مساعدة مقطوعة ما دام عاجزا عن رفع مرتب الضمان الأصلي فرفض، دققت أبواب الجمعيات الخيرية فكانت تقدم لي مساعدات عينية من وقت لآخر تكلف أحيانا أجرة السيارة التي تقلني و تعود بي أكثر من قيمتها!!
لكن الأقسى أنني وجدت وراء بعض الأبواب التي طرقتها من يساومني على نفسي كي يساعدني، فتقديم المساعدة مرهون بتقديم شرفي بالمقابل، و المؤلم حقا أنهم يجلسون على مكاتب لا يملكونها و في وظائف أؤتمنوا عليها و جعلوا فيها لخدمة أمثالي و مساعدتهم على مواجهة ظروف الحياة بدلا من التحول إلى طرائد للافتراس البشري!!
أنا يا سيدي مهزومة نفسيا و إنسانيا و اجتماعيا، لكن الهزيمة الأعظم كانت عندما وجدت نفسي في النهاية مرغمة على تقديم التنازلات، و أقسم لك أنني لم أعد أكترث للثمن الباهظ الذي أدفعه للتعلق بطوق النجاة الممزق، لكنني أفكر في الثمن الذي قد تدفعه هاتان البريئتان غدا!!
منقول
الماسة مجروحة @almas_mgroh_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
حسبنا الله على كل من يستغل حاجة الناس...