امرأة مراقَبة بالأقمار الصناعية

هذه إحدى النساء جاءها الخبر بطريقة خاصة أنها مُراقَبة عبر الأقمار الصناعية

فارتبكت المرأة وضاع فكرها

أصبحت من تلك اللحظة

مهمومة مغمومة

من يراها يظن أنها قد أصابها الجنون

بل يظنها قد احتست شيئاً من الكحول المحرمة

لا لوم أبداً

فهي في مصيبة عظمى

فالمراقبة أتتها من شيء كبير كما هو معروف

فتلك الأقمار صاحبة التقنية الحديثة

تعلو رؤسنا لا نستيطع رؤيتها

إذن أين تختبئ ؟؟؟؟

حار عقلها ودار فكرها

أحسَّت بآلام في الرأس

ووجع بالبطن

لم تعد تشتهي أكلاً ولا شرباً

فالأمر خطيرررررررر للغاية

فمنذ تلك اللحظة لم تُفارق منزلها بتاتاً

بل أخذت أقصى زاوية يعتليها جدار سميك جداً وجلست تحتهُ

فالخروج في نظرها عبارة عن نهايتها

فلا تدري متى موعد تحديد المراقبة لها من قِبل تلك الأقمار الصناعية ذات التقينة الحديثة جداً

وعلى فكره فهي كانت من ذوي المعاصي الظاهرة والباطنة !!

وقد تكون تلك عقوبة إلهية أتتها

فجأة دخلت عليها تلك المرأة التي أخبرتها بهذا الخبر المؤلم الخطيررر
وهي تضحك ملئ فيها وتقول

أخرجي يا جبانه ،، فوالله لم أقل لكِ ذلك إلا مزاحاً !!!!!!!!!!!

لم تصدق تلك المرأة المهمومة ذلك القول

ولسان حالها يقول :

أحقاً ما أرى أم هو ضرب من الهذيانِ

اطمئنت المرأة بعد ذلك وهدى ما كان به من رَوع بعدما تأكدت جيداً من كذب ذلك القول

ثم خرجت من منزلها وهي تتنفس تنفس الصعداء

=====================

الغريب في الأمر أن هذه المرأة التي اطمئن قلبها بعد أن علِمَت أن ذلك مزاح ، كانت في السنة الماضية قد جاءتها امرأة وأخبرتها أنها أيضاً مراقََبَة

مُراقََبَة أشد من المُراقَبَة التي هي عبر تلك الأقمار الصناعية

فلم تأبَ لذلك ، بل لم ترتبك ولم يُحرِّك فيها ذلك الخبر قيد أنمله من الخوف

وواصلت سَيرها في الطرقات وفي أعمالها المعروفة !!

قد يتسآئل البعض بعد أن ظهرت على محيّاهم كثير من علامات التعجََّب حول وضع تلك المرأة وتناقضها العجيب قائلين :

إذن ما بالها غيّرَت المفاهيم !!

ألا تتمتع بقوى عقلية كاملة ؟؟

أم أنَّ في الأمر سرَّاً ؟!!؟

لكني أقول :

هي والله صحيحة معافاه وتتمتع بكامل قواها العقلية

أعرف أنَّ هذا الأمر قد زاد من تلك العلامات التعجبيَّة والتي ظهرت على محياكم

ولكن ماذا أعمل فلا أقول لكم إلا الحقيقة

أما قولكم وظنكم أن في الأمر سرَّاً

فـأقـول :

نعم هناك سراً ، ولكن لن أفصح عنه إلا بعد أن تعرفوا المراقبة والتي لم تأبَ لها تلك المرأة والتي أثارت العجب

فالمرأة قد أُُخبِِرََت أنها مُراقََبة










بــــ ( العين الإلهية )

نعم هذه المراقبة والتي هي أشد مراقبة عُرفت

والتي لا تُقارن بتاتاً مع تلك المراقبة البشرية عبر تلك الأقمار صاحبة التقنية الحديثة جداً

والتي يستطيع المرء تجاوزه هذه المراقبة البشرية

فمن خلالها

يستطيع التخفي تحت أي ساتر كان

أو كذلك أن يخرج متنكراً

أو في حالة وجود السُحب والغيوم

أو حتى في حالة تعكَّر الجو فحتماً تصبح الصورة مشوشرة

هذا إذا افترضنا أنَّ تلك المراقبة تستطيع أن تأتي بملامح الوجه مع التقنية الحديثة جداً

القضية أن هناك عدّة مداخل يمكن من خلالها التجاوز لهذه المراقبة البشرية


ولكن المراقبة الإلهية لها شأن أخر

كيف لا وهو


لا تخفى عليه خافية

كيف لا وهو


يعلم السر وأخفى

كيف لا وهو


يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون

كيف لا وهو

وهو الذي يقول على لسان عبده لقمان


يا بني إنها إن تكُ مقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله

كيف لا وهو


الذي يرى دبيب النملة السوداء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء

كيف لا وهو


الذي يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة ومخها وعروقها ولحمها وحركتها ، ويرى مدَّ البعوضة جناحها في ظلمة الليل

كيف لا وهو


الذي يرى ما تحت الأرضيين السبع ، كما يرى ما فوق السماوات السبع

ولو تحدثتُ عن هذا لما وسِعنا الوقت لكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق .


حقيقة أمثال تلك المرأة كثير

فلقد رأيتم كيف أنها عندما عَلِمَت بتلك المراقَبَة عبر تلك الأقمار ارتبكت وارتعدت وحصل ما حصل معها وهذا مثال حي على ما نراه في كثير من النساء والرجال ، عندما يعلمون أن المراقِب بَشَر في مجالات شتى، ولكن في المقابل عندما يعلمون أن المراقِب هو الله لا يغيِّرون ساكناً

فالفتاة والفتى مثلاً في السوق

عندما يرون رجل الهيئة يتغيّرون

وعندما يجاوزهم يعود الحال لمبتغاهم

وكذلك في المعاكسة يخشون أن يعلم أباءهم بذلك ويتخفون أشد الخفية

أما عن وضعهم لمراقبة عين الله لهم فلا يحّرك فيهم ساكناً

ولننظر مثلاً في البيع والشراء وفعل البعض بالغش فيهما ولو علِموا بوصول مسؤول من وزارة التجارة أو من البلدية

لتغيّره حالهم ولا وقفوا أمامهم متضاهرين بإنهم أمناء

البعض قد يتظاهر أمام الناس بإنه من أهل الخير

فإذا خلا بمحارم الله أنتهكها

فمراقَبَة الناس لديه أشد من مراقبة رب الناس

وسامعي الغناء خذ مثلاً لو أحدهم يقود سيارته وقام بالمرور جانب فئة صالحة لقام بتقصير الصوت أو أغلاقه

وعندما يتجاوزهم يعود لرفعه

مروجي المخدرات ماذا لو علموا أنهم مراقبين من إدارة مكافحة المخدرات كيف يصبح معهم الحال

القاطع لإشارة المرور ماذا عن وضعه لو كان رجل المرور متواجداً هل يتم قطعها ؟؟

بعض الموظفين تجدهم متواجدين أول الدوام ، ماذا لو علموا أن مديرهم غير متواجد ، وماذا لو علموا أن وحدة المتابعة لديهم لن يحظروا اليوم ؟!

بعض النساء تراهم في وطنهم ساترين أنفسهم بالعباءة، وعند الخروج من دولتهم المطبقة للشريعة الإسلامية، يقومون بخلعه ورميه أيضاً

الأمثلة تطول جداً

ولكن تبقى القضية

يخافون من البَشَر ولا يخافون من رب البَشَر

عندما يوجه لبعضهم هذا السؤال :


ألا تخشون من نظر الله إليكم

يقولون :

إن الله غفور رحيم

نعم غفور رحيم ولكن :

هو غفور رحيم لمن تاب إليه وأناب

وشديد العقاب لمن خالف أمره وتمادى في العناد

والسر في هذا كله هو ما يسمى :

بــــــ ( الغفلة )

ضعف الوازع الديني

أدى إلى ذلك فكان من كان

فأنقلب المفهوم وتغيّر الحال

فمن هنا

نــداء ثــم نــداء ثــم نــداء

لمن كانت مراقبة البشر عندها أشد من مراقبة رب البَشَر

أن لا تجعل الله أهون الناظرين إليها

وأن تراجع نفسها وتأخذ الحذر

فإن الله يمهل ولا يهمل

ولتعلم أن الله يفرح بتوبة عبده وهو في غنى عنه عز وجل

فالباب ما زال مفتوحاً

قبل أن تخرج الشمس من مغربها و قبل أن تبلغ الروح الحلقوم

فيقول المرء حينها

ربي أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت

فيأتي الجواب المفزع

كلا إنها كلمة هو قائلها

فلا عودة فالأمر انتهى

وأختم بقوله تعالى :

{ قُل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ! لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }

منقووووووووووووووول