بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبي العالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
حديثنا اليوم عن قصة امرأة ضعيفة تملك ايمان ويقينا يضعف أمامه اقوى الرجال ، امرأة توكلت على ربها ثم أخذت بالاسباب وهي تعلم ان الله ناصرها ، امرأة اصبحت قدوة الرجال منذ ازمان يقتدون بفعلها في كل عام طاعة لربهم الذي امرهم بالاقتداء بها
أعرفتموها ؟؟؟؟؟؟
انها امرأة كانت جارية لدى زوجة ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم فلما شعرت زوجته سارة بشوق زوجها للولد وكانت عقيم اهدت له جاريتها هاجر ليتزوجها ولكن بعد ان رزقه الله بابنه اسماعيل من زوجته هاجر غارت ساره فطلب الله من نبيه ابراهيم ان يذهب بهاجر بعيدا عن ساره اكراما لغيرتها
فحمل ابراهيم ابنه الرضيع وزوجته هاجر وسار بهما مسافات كبيرة حتى وصل الى بقعة من الارض الجرداء التي لا تحوي بشر ولا شجر ولا اي من مقومات الحياة ،فيها انزل سيدنا ابراهيم زوجته هاجر وابنه الرضيع ثم اعطاهم ظهره وركب راحلته واخذ يمشى بعيدا عنه وسط دهشة زوجته التي ما ملكت الا ان تسأله سؤال من اعظم الاسئلة :أالله امرك بذلك فالتفت اليها قائلا :نعم فردت الزوجة المؤمنة : اذا لن يضيعنا الله ابدا فدعا هنالك ابراهيم ربه بثلاث دعوات :
1- أن يرزقهم من الثمرات
2- ان يجعل افئدة الناس تهوي اليهم
3- ان يرسل اليهم رسول من انفسهم
ثم ادار رأسه عائدا من حيث اتى تاركا زوجته ووحيده في ارض مقفرة جدباء ، ما هذا اليقين وما هذا التوكل من تلك العائلة الكريمة ؟؟؟؟؟؟؟
لم تقل له : انني انا زوجتك وهذا ولدك فالعقل يقول ان تبقى معنا لا مع الزوجة العقيم ،
لم تصرخ بزوجها وتقول له ما هذا الجنون اتتركنا بهذا المكان الموحش بلا ماء ولا زاد ولا حامي ،
لم تستعطفه وتسترحمه وتتعلق بثيابه طلبا لعدم تركها ( والله اننا يجب علينا ان نتصبب عرقا حياءا لما نحن فيه من النعم ومع ذلك نطلب المزيد )
لقد استسلمت هذه المرأة لامر ربها لانها على يقين بان الله لن يضيعها ، لقد احسنت الظن بربها فرفع الله من شأنها وجعلنا نقتدي بها بكل حج وعمرة .
ولكن هل توكلت على الله ثم قعدت تنتظر الفرج منه ؟
لا والله لقد احسنت هذه المرأة الظن بالله ثم سعت واجتهدت واخذت تركض وتهرول بين الصفا والمروة باحثة عن الماء وهي تسمع صراخ رضيعها يتضور من الجوع حتى اذا ما بذلت كل جهدها رجعت الى وليدها لتجد مكافأة ربها على توكلها وسعيها ماءا زلالا ينبع من بين رجلين اسماعيل فاخذت تزمه خوفا من ضياعه لتتحقق بذلك دعوة زوجها لله بان يرزقهم من الثمرات
وما ان اخذ الماء يتدفق حتى حامت الطيور فوق رأسها طالبة للماء وهذه كانت علامة لوجود الماء لقبائل جرهم المهاجرة التي كانت تقطع المسافات من اليمن الى هذه البقعة الجدباء بحثا عن الماء وما ان رأوا الطيور حتى اقبلوا يستأذنون السيدة هاجر في هذا الماء فاذنت لهم فتحققت دعوة زوجها وجعل الافئدة قبل الابدان تهوى وتشتاق وتهفو لهذا المكان وبعد اجيال بعث الله رسولنا محمد لجزيرة العرب قائلا لهم : ( ان دعوة ابي ابراهيم وبشارة اخي موسى ) فتحققت دعوة سيدنا ابراهيم بارسال رسول لهم من انفسهم
اتعلمون اخوتي لماذا اخذت من وقتكم لاقص عليكم قصة قد يقول البعض منكم اننا نعرف هذه القصة منذ ان كنا في الابتدائي فما الجديد فيها
اخوتي اننا في هذه الدنيا وقد انعم الله علينا والحمد له والمنه بالبيوت الفارهه والسيارات الجديدة والنعم العميمة دائما في قلق من نقصان هذه النعم فنحن لدينا كل شيء ونخاف ان يضيع او ينقص بينما لم تجد السيدة هاجر اي شيء وكانت آمنة مطمئنة بان الله لن يضيعها
فهل تعرف ان تقول بيقين ( ان الله لن يضيعني )
فالايمان هو ان تتوكل على الله بيقين ان الله معك وفي نفس الوقت تسعى وتجتهد وتبذل الاسباب
فالرسول عليه الصلاة والسلام له في حياته مواقف جمه تصور لنا قمة التوكل مع قمة السعي والعمل فهاهو عليه الصلاة والسلام يعلم يقينا ان الله لن يدع احدا يمسه بسوء وانه لن يموت او يقتل قبل ان يتم الرساله وعلى الرغم من ذلك خطط ونظم وتوكل لرحلة الهجرة محققا بذلك كل مقومات النجاح
لم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام ان الله لن يضيعني ثم انتظر البراق التي حملته في رحلة الاسراء والمعراج حتى تحمله الى المدينة في لمحة بصر بل ذهب الى رفيقه في الرحله فاعدا الراحلتين اللتين سيركبانها ثم اتفق مع علي كرم الله وجهه بان ينام في فراشة ثم امر عامر بن فهيرة بان يمحو آثار اقدامهما بقطيع الغنم وامر ا بن ابي بكر وابنته بان يأتيا لهما بالطعام والاخبار !!!!! لم كل ذلك يا رسول الله وانت كنت تقول لابنتك فاطمة ان الله حاميك وحافظك من كيد المشركين .
بالله عليكم لو اتانا هاتف يقول لنا اننا من المبشرين بالجنة فالله أعلم هل سنؤدي صلاة غدا ام سنتكاسل عنها بعد يقيننا باننا سندخل الجنة ؟؟؟؟؟؟
يتسأل احد الكتاب عن رحلة الهجرة وتصرف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بها ويتعجب بقوله : اني اعجب كيف خرج بقوة السماء وضعف البشر .
لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام متوكلا باذلا للاسباب في كل حياته معلما اياها لصحابته
فهاهو يدخل المسجد فيرى احد الصحابه قد ترك دابته على باب المسجد وقال : توكلت على الله فناداه الرسول عليه الصلاة والسلام قائلا : يا رجل اعقلها وتوكل
ونحن في مقابل ذلك بين حالين : إما متوكلين على الله متقاعسين عن العمل بحجة ان الله يبدل من حال الى حال فنحن بذلك من العصاة لاننا لم نبذل الاسباب متبعين قول الشاعر :
ودع المكارم ولا ترحل لبغيتها واقعد فانت الطاعم الكاسي
وإما عاملين مكدين مجتهدين في العمل مع اعتقاد بان ما يأتينا من النتائج والثمار انما هو من جهدنا وعملنا متناسين ان كل ذلك من فضل الله فنحن بذلك من المشركين
اذا التوكل يحتاج الى بذل اسباب حتى يمد الله يده اليك وهذا سبب عدم الاستجابه للكثير من الدعاء فالله لا يعطي الجنة لمن يدعوه بلا عمل فالجنة عروس مهرها النفوس
فالرسول عليه الصلاة والسلام في الهجرة بعد ان توكل وبذل الاسباب قال لابي بكر عندما سأله وهما في الغار خائفا يا رسول الله لو نظروا تحت ارجلهم لرأونا فرد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام : ماذا تقول في اثنين الله ثالثهما لا تحزن فان الله معنا وهنا حدثت هزة كونية ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
فقد حشد الله له الجيوش ولكن متى ؟عندما بذل الاسباب
فيا ايها المكروب ويا أيها المحزون توكل على الله وابذل الاسباب لينزل الله سكينته ونصره عليك ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
اللهم اني اسألك مقادير الايمان وخوف ورجاء وتوكل ويقين وبذل اسباب
اللهم انك اودعت في كل قلب ما يشغله فاشغل قلوبنا بحبك وطاعتك وذكرك ]
كفته @kfth
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
من سألني
•
جزاك الله كل خير
شيم***
•
خلود العلي :جزاك الله خيرجزاك الله خير
بارك الله فيك اختي
موضوع جدا رائع
ربي يصلح احوالنا ويثبتنا على الايمان
موضوع جدا رائع
ربي يصلح احوالنا ويثبتنا على الايمان
الصفحة الأخيرة