امراة واحدة تكفي .. تعدد الزوجات استثناء محاط بالعديد من الشروط والضوابط

في بيت كان يمتلئ بالحب والدفء ، تجلس زوجة مغلوبة على أمرها باكية وحزينة على سنوات عمرها التى ضاعت هباءً مع رجل لايصون العشرة ولا الأيام .

نعم أنها زوجة مطعونة بطعنة الغدر من زوجها الذى تزوج عليها امرأة اخري في سن أولاده ، ليعيش حياته من جديد ، وتبكي هي وحيدة شريدة على الأطلال .

لاشك أن تعدد الزوجات قضية مشتعلة وعلى صفيح ساخن دائماً ، فهي شرع الله الذي يتخذه بعض الرجال حجة للوصول إلى أهوائهم وأغراضهم التى لا يعلمعا إلا الله ، فقد يلجأ الزوج للزواج بأخري لشعوره بلذة ذل الزوجة الأولي وإهانة كرامتها ، وهذه الطريقة أفضل سكين تطعن بها المرأة عندما تجد ما يهدد خراب عشها السعيد ، ومشاركة امرأة أخري قلب زوجها .

هذا الجرح العميق التى يتسبب فيه الرجل بحماقته وعينه "الزايغة" ، لا يجد له مبرر سوي أن يقول أنه حق من حقوقه الشرعية التى أحلها الله له ، لو كان كذلك فأين العدل والإنصاف إذن؟.

التعدد فطرة الرجال
*************

يؤكد الدكتور الدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي " أن تركيبة الرجل النفسية تميل إلى التعدد بصورة فطرية ، حتى أن دراسة حديثة أشارت إلى وجود جينات تدفع الرجال إلى ممارسة التعدد بعلاقات خارج نطاق الزواج في الشرائع التي لا تسمح بتعدد الزوجات ، بما يفسر انتشار خيانة الأزواج على حد التعبير الغربي ".

ويضيف " ركزت الدراسات على رد فعل الزوجة الأولى التي تكون الطرف الأكثر تأثراً ، والآثار النفسية السلبية للزواج المتعدد ، وتم وصف متلازمة مرضية تصيب الزوجة بعد أن يتزوج شريكها بأخرى تبدأ برد فعل عصبي برفض هذا الزواج الثاني وإبداء الغضب والمقاومة ، ثم تتجه الحالة إلى الاستقرار والاتزان مع قبول الواقع الجديد في فترة زمنية تتراوح من 6 شهور إلى عامين ".

زواج بإذن القاضي
**************

وتشير د. مني ذو الفقار إلى أن " الأصل في الإسلام زوجة واحدة والاستثناء هو التعدد ولهذا نجد كثير من الدول العربية قد وضعت ضوابط لتعدد الزوجات كسوريا والعراق وليبيا واليمن والمغرب".

وتضيف د . ذو الفقار كما ذكرت جريدة الجمهورية " ليكن التعدد بإذن القاضي بحيث يتأكد من وجود مبرر مشروع لحدوثه وان الزوجة الأولي علي علم به وراضية أو تود التطليق وأن الزوج قادر ماديا علي اعالة اسرتين والمساواة بين الزوجتين مع الاحتفاظ بأن يكون للزوجة الأولي حق طلب الطلاق للضرر خلال سنة ، فالأخذ بالضوابط هو الأجدي وهو الذي يحقق مصلحة الأبناء ".

تشريعات وضوابط
************

ويشير المستشار إبراهيم مصطفي كمال الي ان " الأجدي أن ينظم مسألة التعدد ، تشريعات اجتماعية بوضع ضوابط مختلفة في شكل امتيازات للرجل المتزوج من واحدة ، وعقوبات لغيره ممن يلجأ للتعدد فلا يحدث الا للضرورة القصوي ، وقد يكون هذا بتمييز زوج الواحدة في الحوافز والمرتبات أو اقتصار التعليم المجاني والتأمين الصحي وخلافه علي أولاد الزوجة الأولي ، ومع فرض رسوم قد تصل الي ثلاثة آلاف جنيه علي وثيقة الزواج الثانية ، أو فرض ضرائب علي الزوجة الثانية فضلا عن تهديد المرأة التي تقبل رجلاً متزوجاً بأن تكون نفقتها أقل من نفقة الأولي في حالة الانفصال لعلمها بزواجه مما يجعل النساء يفضلن أن يكن الأوليات في حياة أزواجهن ، فالتعدد رجل وامرأة معا ولابد من التوعية للجنسين وعدم القاء التهم علي الرجال فقط".

التوعية الدينية
**********
ويؤكد د. فريد واصل مفتي مصر الأسبق " أنه عندما يتعلم الناس دينهم جيداً لن يكون هناك تعدد إلا في حدود ما يسمح به الشرع ، والذي وضع ضوابط كثيرة فرغم أن الأصل في الإسلام واحدة إلا أن هناك التعدد لأمور ضرورية تقتضيها الحياة وتركها الله سبحانه وتعالي لعبده مكلفا اياه بالعدل في الأمور الدنيوية ، فالمشكلة لن تحل بالقضاء وإنما بالتوعية الدينية ".

وللأسف دعم الإعلام بعض الصور فى المجتمع كمسلسل الحاج متولي الذي فتح شهية كثير من الرجال لعلى الإقبال على الزواج من أكثر من واحدة ، ورسخ صورة الرجل المتزوج من أربع نساء أنه ملك زمانه ، ونسخة أخري من هارون الرشيد .