,,, امريكي ويموت في مكة ,,,

الملتقى العام



بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



امريكي ويموت في مكة
د. عبدالرحمن صالح العشماوي


لم يكن يخطر بباله قبل أنْ يأتي إلى المملكة العربية السعودية أن يفكِّر في دين الإسلام، أو يشغل ذهنه بالمسلمين وبما هم عليه من هُدَى الإسلام، فهو موظف كبير في شركة كبيرة، مكانته في عمله مرموقة، وحياتُه حافلةٌ بالعمل الجاد الذي مكًّنه من الحصول على عددٍ من الشهادات والأوسمة من كبار المسؤولين في شركته وفي دولته «العظمى» أمريكا، يقول عن نفسه: «قبل أن آتي إلى الرياض مسؤولاً كبيراً في الشركة الأمريكية لم أكن أشغل بالي بالدين، ونصوصه وتعاليمه، حياتي كلُّها مادةٌ وعمل وظيفي ناجح، وإجازاتٌ أروِّح عن نفسي فيها بما أشاء من وسائل الترويح المباحة وغير المباحة، شأني في ذلك شأن ملايين البشر في هذا العالم الذين يعيشون حياتهم بهذه الصورة المملَّة من الحرية المزعومة.

ومرَّت بي شهور في عملي الجديد في مدينة الرياض وأنا مستغرق في تفاصيل وظيفتي المهمة في مجال عملي، كان همِّي الأكبر أن أنجح في هذا العمل حتى أزداد رقيَّاً في الشركة التي أعمل فيها، ومكانةً مرموقة بين الناجحين في بلدي الكبير الذي يجوب العالم طولاً وعرضاً مسيطراً متدخلاً بقوته العسكرية في شؤون الناس.



وذات يومٍ كنتُ جالساً في مكانٍ، في لحظة استرخاء، ولفت نظري لأول مرَّة منظر عددٍ غير قليل من المسلمين سعوديين وغير سعوديين يتجهون إلى مسجد كبير كان قريباً من ذلك المكان، وكنت قد سمعت الأذان أوَّل ما جلستُ، وشعرتُ حينما سمعتُه بشعور لم أعهده من قبل - هبَّت من خلاله نسائم لا أستطيع أن أصفها، وانقدح في ذهني سؤال: لماذا يصنع هؤلاء الناس ما أرى، ومن الذي يدفعهم بهذه الصورة إلى المسجد، وكأنهم يتسابقون إلى مكان يدفع لهم نقوداً وهدايا ثمينة تستحق هذا الاهتمام؟؟



كان السؤال عميق الأثر في نفسي، جعلني اهتمُّ بمتابعة ما يجري بصورة أعمق وسمعت حركة صوت مكبِّر الصوت، ثم الإقامة، وبدأت أفكَّر بصورة جدَّية، وحينما سمعت الإمام يقول «السلام عليكم»، وجهت نظري إلى بوَّابة المسجد الكبيرة فإذا بحشود المصلِّين يخرجون يتدافعون، ويصافح بعضهم بعضاً بصورة كان لها أثرها الكبير في نفسي، ووجدتني أردِّد بصوت مرتفع «يا له من نظام رائع»، وكانت تلك بداية دخولي إلى عالم الإسلام الجميل، وفهمت بعد ذلك كلَّ شيء، ووجدت جواباً شافياً عن سؤال سألته ذاتَ يومٍ وأنا غاضب ، حيث كنت في سوق كبير من أسواق الرياض وكنت أريد شراء شيء على عجلةٍ من أمري ففوجئت بالمحلات التجارية تغلق أبوابها، وحاولت أن أقنع صاحب المحل التجاري الذي كنت أريد شراء حاجتي منه أن ينتظر قليلاً فأبى وقال: بعد الصلاة إن شاء الله، لقد غضبت في حينها، ورأيت أن هذا العمل غير لائق، وبعد أن أسلمت أدركتُ مدى الدافع النفسي الدَّاخلي القوي الذي يمكن أن يجعل ذلك التاجر بهذه الصورة.



أمريكي أبيض أشرق قلبه بنور الإيمان، وعرف حلاوة الإسلام، وبدأ يتحدَّث إلى أصدقائه بالمشاعر الفيَّآضة التي تملأ جنبات نفسه، والسعادة التي لم يشعر بها أبداً من قبل، وبعد مرور شهرين على إسلامه أبدى رغبته في زيارة البيت الحرام للعمرة والصلاة أمام الكعبة مباشرة، وانطلق ومعه صديقان من رفقاء عمله من السعوديين، وهناك في رحاب البلد الأمين، وفي ساحات المسجد الحرام وأمام الكعبة المشرَّفة حلَّق بروحه في الافاق الروحية النقيَّة الطاهرة، وقد رأى منه مرافقاه عجائب من خشوعه ودعائه وبكائه، وقال لهما: كم في هذا العالم من المحرومين من هذا الجو الروحي العظيم.



أتمَّ عمرته قبل صلاة العشاء، وكان حريصاً على الصلاة في الصف الأوَّل المباشر للكعبة، وحقَّق له مرافقاه ذلك، وبدأت الصلاة، وكان الأمريكي المسلم في حالةٍ من الخشوع العجيب، يقول أحد مرافقيه: وحينما قمنا من التشهُّد الأوَّل لم يقم، وظننته قد استغرق في حالته الروحية فنسي القيام، ومددت يدي إلى رأسه منبها له، ولكنه لم يستجب، وحينما ركعنا رأيته يميل ناحية اليمين، ولم يسلَّم الإمام من صلاته حتى تبيَّن لنا أن الرجل قد فارق الحياة، نعم، فارق الحياة، أصبح جسداً بلا روح، لقد صعدت تلك الروح التي رأينا تعلُّقها الصادق بالله في تلك الرحاب الطاهرة، صعدت إلى خالقها يقول المرافق: لقد شعرت بفضل الله العظيم على ذلك الرجل رحمه الله ، وشعرت بالمعنى العميق لحسن الخاتمة، وتمثَّل أمام عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الرجل الذي يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، لقد عرفت هذا الرجل الأمريكي كافراً قبل أن يسلم، ورأيت كيف تغيَّرت ملامح وجهه بعد أن أسلم، ورأيت خشوعه لله في صلاته، ورأيته طائفاً ساعياً، ورأيته مصلَّياً ورأيته ميتاً في ساحة

الحرم المكي الشريف، وودَّعته مشيعاً حيث تم دفنه في مكة المكرمة بعد استئذان أهله في أمريكا.



يقول مرافقه: حينما علم زملاؤه الأمريكان وهم غير مسلمين بما حصل له.



قال أحدهم: إنني أغبطه على هذه الميتة، قلت له: لماذا؟



قال: لأنه مات في أهم بقعة، وأعظم مكان في ميزان الدين الإسلامي الذي آمن به واعتنقه.



اللهم إنا نسألك حسن الختام ياربَّ الأَنام.


إذا لم أستعنْ بك يا إلهي

فمن عوني سواك ومَنْ مجيري؟


اللهم انى اسألك حسن الخاتمه.


{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (56) سورة القصص








منقووول من بريدي..
11
938

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

vanlia
vanlia
ماشاء الله اللهم ارزقنا حسن الخاتمه اجمعين
ويهدى كل عاصى
وتسلم ايديكى على القصه الرائعه دى :26:
][أم شــوق][
][أم شــوق][
اللهم انا نسالك حسن الخاتمه يارب

مشكوره
♥● نوران ●♥
♥● نوران ●♥
اللهم انا نسالك حسن الخاتمه يارب:27:
,,, هنيـــ أم ـــده ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نورتوني أخواتي الغاليات الله يحيكم..

هلا غاليتي vanlia ..

سبحان الله , سبحان من أودع في قلبه حب الإسلام وهداه لطريق الحق , ماشاء الله ..

اللهم آمين أخيتي لنا ولكم ..

الله يسلمك غاليتي , وتسلمي لي على طلتك ومرورك الطيب..:26:

هلا غاليتي ][..

اللهم آمين ,, ولله الحمد والمنه على أن هداه وجعله مسلماً ومات على ذلك....


العفو عيوني ,, وتسلمي لي لمرورك وطلتك الطيبه..:26:


هلا وغلا بمشرفة قسم التصاميم الإبداعيه غاليتي *نوران*...

اللهم آمين لنا ولكم يارب,, والله يهدي الجميع لطريق الحق..


تسلمي عيوني لطلتك ومرورك الكريم ياغاليه..:26:



على فكره حبيت أقولك مبارك على الإشراف ووسام الإبداع يمكن تكون متأخره أو مكرره بس فرحتلك والله , وماشاء الله لاقوة إلا بالله عليكِ تصاميمك رائعه وجميله ومن معكِ من الأخوات أتمنى أن أتعلم منكِ ومنهن وكل فتره أرى قسمكم الجميل وفقكم الله للخير دائماً وسلمت أيديكن ..

لكِ :24: :26: أغلى سلام..
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لاشلت يمناك أخيتي أم عمار.

ماشاء الله قصة مفرحة وخاتمتها تبشر له بالخير أخية >>>> بس مدري ليه نزلت الدموع من عيني بعد قراءتها

اللهم أجعل أحسن أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك.

بارك الله بك وأحسن خاتمتك وجعل مصيرك إلى جنة الفردوس.