امسك حرامي..الانترنت والفضائيات والتليفونات و البلوتوث

ملتقى الإيمان

حذر الداعية الشيخ محمد حسين يعقوب من الآثار السلبية الناجمة عن الاستخدام السيئ لما تطرحه التكنولوجيا من أدوات، وحدد ثلاث وسائل أطلق عليها لفظ «الحرامي» في المحاضرة الرابعة من الموسم الثقافي الثامن والعشرين الذي تقيمه إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، حدد الشيخ محمد حسين يعقوب في محاضرته التي جاءت بعنوان «امسك حرامي» ثلاث وسائل هي: الانترنت والفضائيات والتليفونات ذات البلوتوث، وقال انها تسرق أوقاتنا وأموالنا وشبابنا وفتياتنا.
وذكر الشيخ يعقوب في معرض توضيحه لخطورة تلك الوسائل قصة الفتاة التي انتحرت بسبب قيام أمها بقطع خط التليفون عنها وحرمانها من الدخول الى الانترنت.
وكان عنوان محاضرة الشيخ يعقوب (امسك حرامي) التي حظيت بحضور جماهيري حاشد، حيث امتلأ جامع عمر بن الخطاب على بكرة أبيه، وقام بعض الحضور بمناشدة الناس التقدم للإفساح لاخوانهم خارج المسجد حيث ظل الكثيرون وقوفاً طوال المحاضرة
مرارة الهزيمة
وبدأ الشيخ محمد حسين يعقوب محاضرته قائلاً: إن قصة الدعوة قصة طويلة، أثرها واضح، ووعد الله بالنصر قائم، والأمة في هذه الأيام تعاني مرارة الهزيمة والكآبة، والتشتت والألم، لذا وجب علينا ونحن نرى شباب المسلمين تائها، ونساء المسلمين بعيدات عن خط الدين، والأمة تغتصب أراضيها وتنتهك أعراضها، وجب علينا أن نتساءل: من الذي يسرق جهود الدعاة؟ من الذي يسرق التزام الملتزمين؟ من الذي يسرق دين المسلمين؟ من الذي يسرق هوية المسلمين؟ من الذي يسرق إيمان المؤمنين؟ من هذا الذي يسرق عقول المسلمين؟ أوقات المسلمين وقلوب المسلمين؟ من هو؟
إننا نريد اجابة شافية، نريد ان نتعرف على الذي يسرق شبابنا، ولماذا يسرقهم من أسرهم ووالديهم، ومن الذي يسرق أبناءنا لتغيير فكرهم وهويتهم، بل من الذي يسرق رجالنا؟ فهناك رجال كبار سرقوا من بيوتهم وتربية أولادهم، سرقوا من زوجاتهم.. فمن الذي سرق أصولنا؟ من الذي سرق عقيدتنا؟ بل من الذي سرقنا؟ اننا بحاجة لأن نجد اجابة واضحة.
وقال الشيخ يعقوب: امسك حرامي، العجل الفضي في اشارة إلى كل ما يلهي عن ذكر الله، وأخذ يعدد أوصاف هذا الحرامي قائلاً: امسك حرامي: المستعمر الإلكتروني، مسيخ الضلالة، مدرسة الإجرام، مأدبة الشيطان، معلم النيام السلبية، غول القرن، منبر الدعاة الى جهنم، هاتك الأسرار، مخرب البيوت، المخدر الكهربي القاتل اللذيذ، وكل هذه الأسماء، لشيء واحد هو الذي سرق شبابنا، ورجالنا ونساءنا، ويتركز في ثلاثة: النت والدش والبلوتوث.
وأكد الشيخ يعقوب ان هذه القضية من اخطر ما يكون على الشباب وعلى المجتمع بأسره، وقال انني أسأل الجميع: من منا نجا من هذه الفتنة؟ فالحقيقة اننا سرقنا، ولا أحب أن تكون الصورة مظلمة، بعد أن دخل المسلمون جحر الضب، كما أخبر الصادق المصدوق [ وإن هذا ليزيدنا ايماناً بأهمية التمسك بشرع الله.
وأضاف ان امتنا تعيش اليوم محنة لم تكره عليها، ولم تضطر لها، بل فتحت ذراعيها لها وتمسكت بأهدابها، وتشبثت بأذيالها، ولم يعد الناس في حال عمى أو صمم عما يراد بهم، بل صاروا في حال رغبة في ما يفسد دينهم ويخرب دنياهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
ونبه الشيخ الى ان هناك فوائد لتلك الأجهزة الالكترونية، ومنافع، ولكن لما حرم الله الخمر والميسر قال: «فيهما إثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما».
وقال: انني لا أقول الآن بحكم شرعي بالتحريم، وانما أحدد لكل منكم في بيته قراراً بتحديد النفع والضر، ولتحديد المسألة أكثر فهناك ثلاثة عناصر لتوضيح المسألة أولها: الأسباب، وثانيها الخطورة، وثالثها النتائج.

وأوضح الشيخ أن الأسباب التي دفعت شبابنا إلى الجلوس ساعات طوال، أمام الشاشات سواء فضائية أم انترنتية، ولدى احصائيات فظيعة عن شباب يجلسون أمام شاشات النت، بأكثر من عشر ساعات حتى صاروا فضائح في أسرهم الطيبة. وذكر الشيخ ان تسمية هذه الوسائل بالعجل الفضي، لأنها تفسد القلوب، قال تعالى: {وأشْرِبوا في قلوبِهم العجلَ} وقال رسول الله [: «تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيما قلب أشْرِبَها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء».
وتوجه الشيخ إلى الحضور قائلاً: إنني غير مستعد لأن أجاملكم لترضوا عني، وتساءل: أليس بعض نسائنا يجلسن أمام التلفاز 12 ساعة في اليوم أو أكثر؟ ألا تأتي فاتورة التليفون بالآلاف شهرياً؟ ألا يجلس بعض أبنائنا على الشات بالساعات وأنت لاتدري ماذا يصنع؟ قولوا لا.. إنها حقائق، انني أشير إشارة ليعلم من يظن أن المشايخ لايعرفون شيئاً وأنهم يعيشون في العصر الحجري، فبسبب التساؤلات المستمرة يعيش المشايخ كل هذه التطورات ويعرفونها.
وقال إن الكثيرين لايستطيعون الآن الاستغناء عن التيلفون، بل ربما حمل اثنين أو ثلاثة، والبيت لم يعد فيه تليفزيون واحد، بل اثنان وثلاثة وأربعة.
وتساءل الشيخ يعقوب قائلاً: اننا ندعو الله ليل نهار «اللهم انصر دينك ومكن له في الأرض» فإلى أين تمضي الأمة ونحن ننتظر النصر من الله، بمن؟! بشباب الإنترنت الذين لو دخلت عليهم في أحد المقاهي لما شعر بك أحد، وقد حدث أن دخلت أحد المقاهي ووضعت يدي على كتف أحد الشباب وقلت له ماذا تفعل، قال «لاشيء، أكلم ست بنات في وقت واحد» هذا واقع عام لايظن أحد أنه خاص بمجتمع ما.
وقال يعقوب: لو أن الأمة احتاجت شبابها من عمر 25 - 15 سنة، فأين تجدهم؟ هل تجدهم رجالاً يحملون الأمانة، أو قادة كأسامة بن زيد الذي قاد جيشا فيه السابقون من المهاجرين والأنصار وهو في السابعة عشرة من عمره.
وأوضح الشيخ محمد حسين يعقوب أن اخطر ما في هذه القضية هو تغيير اسلوب التربية، فنحن كمسلمين لنا غاية في التربية، اننا نربي أبناءنا لله، للآخرة، اننا نبحر الى مرفأ، فلنا غاية ننتهي عندها، أما الآخرون فإنهم يبحرون إلى غير مرسى، وأن الصورة التي نراها للغرب في الأفلام والمسلسلات ونقرأ عنها في المجلات ليست هي الصورة الحقيقية التي يعيشها الغربيون، فالصورة التي تعرض علينا هي صورة للتغييب عن الوعي، أما الصورة التي وصلت بهم إلى الذرة والتقدم فيحتفظون بها سراً، ولايطلعون عليها أحداً.
وقال الشيخ يعقوب إن الإسلام يقيم أساسه على الفرد، فالفرد تتكون منه الأسرة، والأسرة تتكون منها البيئة، والبيئة تكون المجتمع، ومن المجتمعات تتكون الأمة، فأصل القضية الفرد، أب، أم، أولاد، فالعلاقة في الأسرة المسلمة علاقة تراحم ومودة، وافتقدها الغرب منذ فترة بعيدة، وأصبحنا نفتقدها حالياً.
وأضاف أين الصورة العربية في الاجتماع على الطعام، » فالأب يجلس بين أبنائه والكل يأكل مما أعدته الأم بيديها، أين ذلك من الدليفري؟ فهذا يطلب «كنتاكي» وذلك «ماكدونالدز» والآخر «بيزاهت» وهكذا، كل يأكل في غرفته، وصار الأب لا يرى أولاده إلا لماماً. وبين الشيخ يعقوب أن من خطورة تلك الوسائل أنها خلقت التفكك الأسري، فصار الولد ليس له أب، بل له أصدقاء، وصارت البنت ليس لها أم ترجع إليها في أمرها، بل لها صديقات، وهذا هو الضياع بعينه، حتى هانت في عيوننا الحرمات، وأصبحنا لانعظم الحرمات.
ونادى الشيخ يعقوب كل من أدمن متابعة الشات أو السات أو انشغل بالبلوتوث الى العودة إلى الله، قائلاً: تعال ذُق سجدة، ذُق آية، تسبيحة، تحميدة، تكبيرة، تهليلة، تعال أدلك على السعادة الحقيقية،
تعال إلى قوله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.
وبيّن أهمية الوقت في حياة المسلم، حيث ان الفراغ سبب رئيسي لكثير من المفاسد، فنظم وقتك يتسع، وقسمه إلى أجزاء تستفد منه أكثر.
منقول من جريدة الشرق القطرية
1
618

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كربوجه8
كربوجه8
جزاك الله خيرا اختي عائشة -قطر