المعنى السامي للمضغ من أجل الجسم , العقل والروح
جعلت أسناننا لطحن الطعام , فكلما زاد الطحن كلما قلت الطاقة الهاضمة اللازمة لامتصاصه . لدينا 32 سن و32 فقرة مجموعها هو 64 وهذا الرقم هو عدد السداسيات الموجودة في I Ching الآتية من القواعد البيولوجية. كلما مضغت كلما زاد امتصاص الجسم للطعام بصورة أفضل, ولنشكر جميعاً غاندي حين قال ( امضغ ماءك و كل أكلك ) أي أمضغ طعامك حتى يصبح سائل.
يبدأ الجهاز الهضمي من الفم لذلك فالمضغ مهم جداً , جداً للشفاء .فالمعدة ليس لها أسنان وإنما هي لحم لا يمضغ و إنما يمتص, إذاً فلنستخدم أسناننا في الغاية التي جعلت من أجلها.لا تستطيع أن تنتج طاقة إذا لم تمضغ طعامك, فكلما مضغت حفز كل سن من أسنانك فقرة من فقرات ظهرك , بمعنى أن الجهاز العصبي بأكمله يحفز بالضغط بواسطة الفقرات. هذا الضغط ينشط الدورة الدموية تبعاً لنشاط العضلات التي تحرك الفكين, حيث يوجد 15 زوج من العضلات متصلة بالفك. إذا فثلاث أجهزة رئيسية في الجسم ( الهضمي , العصبي , الدموي ) تعزز بشدة من زيادة المضغ. فكلما مضغنا زاد اختلاط الطعام باللعاب الذي يحتوي على خصائص و مواد معقمة ضد البكتريا . ففيروس الإيدز , البكتيريا العنقودية و الكروية لا تستطيع مقاومة اللعاب إلا الجزء اليسير الذي يستطيع أن ينجوا منها, بالتالي فإن زيادة مدة المضغ تقلل من نسبة إصابتك بالأمراض المعدية. فتناول الخضراوات الطازجة مثل الخس وبعض الأطعمة الغير مطبوخة التي تحمل بعض الفيروسات والبكتيريا قد تؤدي إلى إصابة بعض الناس بالأمراض. و لكن بالمضغ واللعاب السليم فإنك تطحن الطعام إلى أجزاء صغيرة بحيث تتعرض البكتيريا الكامنة فيه لكريات الدم البيضاء الموجودة في اللعاب, كجزء من الجهاز المناعي للجسم. يوجد ستة غدد لعابية في الفم بعضها ذات طاقة يانغ والبعض الآخر ذات طاقة ين . Ptyalin ( خميرة في لعاب الإنسان ) عبارة عن أنزيم هاضم ونشط تفرزه الغدة النكافية Parotid glands( توجد أسفل الأذنين في كلا الجهتين و هي أكبر من الغدد الأخرى وتنتج كمية كبيرة من اللعاب) وهو يكسر الكربوهيدرات إلى سكر بسيط و الذي يتحول فيما بعد إلى الجلوكوز. فالمعدة لا تستطيع إتمام هذا العمل بمفردها. تفرز أيضاً الغدة النكافية بفعل المضغ هرمون الباروتين Parotin و لكن بكمية أقل , وهو يحفز عمليات الأيض في الخلايا و التي تؤدي إلى تجديد الجسم ككل. الPtyalin يحفز اللوزتين لترسل إشارات إلى الغدة الصعترية ( غدة صماء قرب العنق ) لتنتج المزيد من خلايا T القاتلة. اكتشفت هذه الحقيقة قبل 12 عام من قبل Nuboru Muramoto . حيث أثبتت الدراسة أن زيادة المضغ يعني زيادة من التحفيز من قبل اللوزتين للغدة حتى تفرز هذه الخلايا القاتلة. لذلك فالمضغ مهم جداً جداً جداً لهؤلاء المرضى المصابين بالسرطان إذ هم في حاجة لهذه الخلايا T القاتلة و التي تهاجم الخلايا السرطانية وتقضي عليها. فإذا لم يكن لديك لوزتين فأذهب إلى طبيب الأسنان وأسأله إذا كان بإمكانك المضغ بالطريقة الصحيحة بدونها أو لا . نستطيع أن نحفز جهاز المناعة أيضاً بواسطة Do-In دو-إن و هي عبارة عن مساج لغدد المضغ . هذا الأسلوب يساعد الPtyalin إلى اللوزتين و الغدة الصعترية حتى تساند خلايا T الطبيعية القاتلة.
المضغ عبارة عن فك علوي ثابت ( Superior maxillary bone ) وفك سفلي ثابت ( Inferior maxillary bone ) حيث يقع مركز تلاقيهما أمام الأذنان. فكلما زدنا في المضغ زاد جريان الدم في العضلات , و الدم يحتوي على الحديد الذي يمغنط نتيجة انتقال تيار الطاقة من مركز عضلة إلى مركز عضلة أخرى حول الرأس.فالمضغ يطور هذه المسارات للطاقة عبر مراكز العضلات .و يتم أيضاً تحفيز ثلاث مقامات , يمكن تسميته بتحفيز الأذنين المؤدي إلى تيارات مشحونة . توجد طاقة كونية تهبط عن طريق الحلزون عبر مركز الرأس وتصطدم باللهاة ( uvula ) الموجودة في أعلى الحلق. وهذه تخلق طاقة يانغ الموجبة . أما الطاقة الأرضية السالبة ين تمر عبر الأقدام على شكل حلزوني وتتجمع في اللسان.إذا فاللهاة شحنة موجبة و اللسان شحنة سالبة. بزيادة المضغ يطور اللعاب قاعدة معدنية محكمة و المعادن توصل الشحنات. و كلما كان اللعاب أكثر سيولة كلما كان موصل أفضل. نحصل على هذه الطاقة من قوة الأرض الصاعدة إلى أعلى و قوة السماء الساقطة إلى أسفل و التي تتوقف في اللسان. إحدى الممارسات الروحية تضع اللسان على سطح الفم لتكتمل الدورة و الأخرى تجعل الطعام سائلاً بالمضغ, وبينما هذه الطاقة التي من السماء والأرض تتجمع في اللهاة واللسان , فإنها تشحن الطعام , بالتالي فإن سيولة الطعام والقاعدة المعدنية الموجودة في اللعاب يتصرفان كالبطارية ويحفظان الطاقة. هذه عبارة عن طاقة حرة . الكمية الزائدة من الطاقة تكون نتيجة التقاء الحلزون مع طاقة الأذنان في نقطة التقاطع وهي في منتصف الرأس حيث توجد الغدة النخامية و ( Hypothalamus ) فتلتقط الغدة هذه الطاقة الهائلة . و الغدة النخامية هي الحاكم المسيطر على جميع الهرمونات التي تتحكم في عمليات الغدة الدرقية , إفرازات البنكرياس , لحاء الأدرينال , و الأعضاء الجنسية. فعلاقة اللسان / اللهاة و التي تتقاطع مع الخط الواصل بين الأذنين لابد وأن تكون روحية. الغدة النخامية هي الوعاء المتحكم في الهرمونات ( هناك أماكن أخرى في الجسم تنشئ الهرمونات ) . إذاً فقد أشركنا الجهاز العصبي , الدورة الدموية و كل أعضاء الجهاز الهضمي (يزيد إفراز البنكرياس للعصارة الهضمية , يرسل الكبد المزيد من العصارة الصفراء إلى الإثنى عشر ..... وهكذا ) جهاز المناعة , تم تحفيز الطاقة المشحونة وأيضاً الجهاز الهرموني. الهرمونات عبارة عن محاليل غروية معلقة و مشحونة بالطاقة . السوائل الغروية المعلقة مشحونة شحنة عالية بالتالي المضغ يعطيها سيالات مشحونة من اتجاهين مختلفين حيث يلتقيان ويتقاطعان. إن هذه الحالة تشبه البرق و الجنس حيث تتجمع طاقتان عبر طريق واحد. في المثال الأول لدينا سحابة و لدينا الأرض . السحاب ممتلئة بالشحنة الموجبة و الأرض ممتلئة بالشحنة السالبة بالتقائهما ينتج البرق. كذلك المضغ و الهضم فإن الطاقة الكونية تتكون وتبنى كما تتكون السحابة فتنصب نحو طاقة الأرض التي ترتفع بالتالي يحدث البرق. لذلك عندما يقال لشخص مصاب بالسرطان أن يمضغ 150 إلى 200 مرة و يقول أنه لا يستطيع فهو لا يرى المعنى الروحي الذي يتضمنه المضغ لجهازه المناعي وجميع الأجهزة الأخرى والتي تبدأ بالتناغم معاً .
نعم أيها الأصدقاء .. المضغ ليس مجرد كلمة أو جملة إنها طريقة حياة توصل بنا إلى الصحة الدائمة للجسم والعقل و الروح. عندما نمضغ قطعة خبز فإننا نمضغ أمنا الأرض و قوة الكون. إذاً فالمضغ قوة شافية تمنحنا القوة الداخلية للكنز الداخلي. المضغ عطية بدون مقابل من الله لكل مخلوقاته فلنستخدم هذه العطية عبر الرحلة قبل أن نرحل.........
أشكركم على مضغكم
سلام سنتر – مريم نور
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️