
يُختزل الفرح في حرفين
ويضاعف الحزن عند فراقها ضعفين
عندما نصبح أمهات تتجلى أمام أعيننا معاني الأمومة نتلمسها بأدق تفاصيلها ونستشعرها في أعماق أرواحنا نبض متدفق يغمرنا حتى النخاع
قصة اعجبتني فاحببت ان اشارككن قراءتها واستخلاص العبر منها
ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺏ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩتهم ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ إلى آخر ﻃﻠﺒﺎ للعشب ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ، لﻤﻮﺍﺷﻴﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦهم ﺭﺟﻞ ﻭﺣﻴﺪ لﺃﻡ مسنة ﻔﻘﺪت الكثير من ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻬﺬﻱ اغلب الأوقات ولا تتذكر إلا ﻮﻟﺪﻫﺎ و ﺗﺮﻳﺪﻩ أن لا ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ، ومع الوقت أصبح وحيدها ﻳتﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓاتﻬﺎ ﻣﻌﻪ خاصة عندما يكون بين القوم فتاتي بحثا عنه فكان يشعر ان منزلته تأثرت بسببها !
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﺮﺑﻪ أن ﻳﺮﺣﻠﻮﺍ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ بحثا عن الكلأ والماء ،ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ : إذا ﺷﺪدﻨﺎ ﻏﺪﺍ الﺮﺣﻴﻞ ، ﺍﺗﺮﻛﻲ أمي في ﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﺗﺮﻛﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺯﺍﺩﺍ وقربة ماء ﺣﺘﻰ إذا ما مر احد السيارة ﺄﺧﺬﻫﺎ معه ﻭﺨﻠﺼﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ لعلها ﺗﻤﻮﺕ !! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ﺃﺑﺸﺮ أوامرك مطاعة . وﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺷﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ وﻌﺮﺏه
إلى وجهتهم وﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ أم ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ بناءا على طلبه ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ أيضا ﺃﻣﺮﺍ ﻋﺠﺒﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ذو السنة والنصف ﻣﻊ جدته ، ﻭﻫﻮ ﺑﻜﺮﻫﻤﺎ ووحديهما ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﺤﺒﻪ ﺣﺒﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ، واعتاد ﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻖ أن يﻃﻠﺒﻪ ﻟﻴﻼﻋﺒﻪ ﻭﻳﺪﺍﻋﺒﻪ . ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ منذ الفجر ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻧﺰﻟﻮﺍ للراحة والتزود بالطعام ﻭلكي ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻣﻮﺍﺷﻴﻬﻢ ودوابهم وتأكل وترعى ،وﺟﻠﺲ ﻛﻞ ﻣﻊ أهله ﻭﻣﻮﺍﺷﻴﻪ ، وبعد أن انتهى الرجل من طعامه ﻄﻠﺐ ولده ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻟﻴﺘﺴﻠﻰ ويلاعبه .ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻣﻊ أمك ، ﻻ أﺮﻳﺪﻩ .
فزع الرجل صارخا يتوعد ويشتط غضبا! ﻗﺎﻟﺖ زوجته : ما بي حاجة لابن حملته على وهن تسعة أشهر ووضعته كرها وارضعه لبني في كل وقت يطلبه وأتفقده في كل حين وعندما يصلب عوده ويشتد ويرق عظمي ويشتعل راسي شيبا ويفتر صوابي ويكتمل عقله ﻳﺮﻣﻴني في ﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ لوحوش البراري والذئاب ﻛﻤﺎ ﺭﻣﻴﺖ أنت أمك . وتسمر الرجل في مكانه للحظات شاردا أبكم وكأنه في حلم... وسريعا ﺃﺳﺮﺝ ﻓﺮﺳﻪ ﻭﻋﺎﺩ أدراجه فعسا ﻳﺪﺭﻙ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺃﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺮﺳﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ، فﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﺷﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﺗﺨﻠﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻜﻨﺘﻬﻢ ﻓﺘﺠﺪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﻭﺟﻴﻒ ﻣﻮﺍﺵ ﻧﺎﻓﻘﺔ ﻓﺘﺄﻛﻠﻬﺎ . ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ إلى ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺇﺫﺍ بﺃﻣﻪ تضم ﻭﻟﺪﻩ إلى ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻟﺘﺄﻛﻠﻪ ، ﻭﺍلجدة ﺗﺮﻣﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ،ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ : ﺍﺧﺰﻱ ، ﺍﺑتﻌﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﺪ ﻓﻼﻥ .
عمد الرجل إلى بندقيته فصوبها ناحية ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ فﻗﺘﻞ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﺮﺏت ﺍﻟﺒﻗﻲة ، ﺣﻤﻞ ﺃﻣﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ عائدا ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺭﺃسها ورجليها ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻧﺪﻣﺎ وحسرة ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ الشنعاء ، وﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ من اﺑﺭ الأبناء ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻴﻨا ﺄﻣﻪ ولا يطعم زادا قبلها أبدا و إذا ﺷﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ هي أول ﻣن ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻞ سائرا ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ .........
ﻗُﻄِﻊَ ﺣﺒﻠُﻚ ﺍﻟﺴّﺮﻱّ ﻟﺤﻈﺔ ﺧﺮﻭُﺟﻚ للدنيا .. ﻭِﺑﻘﻲّ ﺃﺛﺮه ﻓِﻲ ﺟﺴﺪِﻙ
ﻟﻴُﺬﻛُﺮﻙَ ﺩﺍِﺋِما ﺑِـﺇﻧﺴَﺎﻧﻪ ﻋﻈﻴﻤَة هي : امك
ﻳَﺎ ﺭﺏ ﺇﻧﻲَ ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻘﺪﺭ ﻣَﺎ ﻧﺒﺾُ ﻗﻠبيَ وبقدر أنفاسي طامعة في كرمك راجية رحمتك في ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺃﻣـﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻧﺴﺎﺀَ ﺟﻨﺘﻚ ..
أُخيتي بعد قراءة هته الأسطر اتركي دعوة لامك حية كانت أو ميتة واعلمي أن :
برك بوالديك هي قصة تكتبينها بيديك ويرويها لك احفادك