اريد حلا عاجلا انا ام لاربعة اطفال وكلهم اولاد
اللة يخليهم ويهديهم عنيدين وكثيرين الحركة
وانا بصراحة صرت افقد اعصابي واضربهم بقوة
واعورهم ياعمري واعمارهم صغيرة 5و6 و8سنوات
ابغى اعرف كيف اتعامل معهم :22: :21: :04: :23:
ام العيال
خفايف 2001 @khfayf_2001
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك..."، وفي الحديث الشريف: "المؤمن كالنحلة، تأكل طيبًا وتضع طيبًا، وإذا وقعت على عُود لم تكسره"؛ ولذلك فإن هناك معادلة تربوية مهمة تقول: "إن العصفور لا يترفق كالنحلة"، فالنحلة حين تقع على الزهرة تلعق الرحيق منها بهدوء، وتنال منها مطلوبها برفق دون أن تحس بها الزهرة، أما العصفور على ضآلته إذا أراد النزول سقط على السنبلة سقوطًا يحس به الناس، ويفسد به زرعهم، ويدفعهم إلى نبذه.
فكوني أيتها الأم الشفوقة كالنحلة التي تنال برفقها بزهور عمرها ما تشاء من البِرِّ والطاعة.
ومسألة استخدام العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الأبناء تحتاج منا إلى مراجعة، لن نملَّ من تكرار الحديث فيها، بل تحتاج أيضًا إلى مراجعة الأصول التي تحكم استخدامنا لهذه الوسيلة.
وهذا يتطلب منا أن نراجع أول مواثيق وواجبات الأبوة في التربية، وهو "أن واجب كل أب وأم أن يرسخا في ذهن الطفل ابتداء أن حبهما له غير مشروط، وأنه ينال حبهما وعطفهما.. لا لأنه يطيعهما ولا شيء سوى أنه موجود، "فهذا الحب المطلق" هو الذي يزرع الثقة في نفس الطفل، وكذلك يمنحه الأمن والأمان النفسي بأن حقوقه الأساسية في الحب والتقبل المنبعثين من وجوده لن تهدر تمامًا، كما يبني الكالسيوم هيكل الإنسان وبنيته الجسدية.
فهل حدث أن حرمت طفلك يومًا من وجبة الفطور أو كوب لبن المساء؛ لأنه ارتكب خطأ لا يمكن غفرانه؟.. لا أعتقد أن هذا قد حدث أو يمكن أن يحدث في يوم من الأيام.. فهل نحرص على بناء الأجساد أكثر من حرصنا على بناء ونماء نفوس أبنائنا؟!! لا أعتقد، فكم من علل تصيب الأجساد يحتار الطب في معرفة أسبابها والوصول إلى علاج لها، ثم يكتشفون أن السبب يرجع إلى علَّة نفسية.
فداخل كل طفل يوجد جهاز حسَّاس أشبه بالرادار يلتقط ردود أفعال الآباء، وأي تهديد يصيب البنية النفسية للطفل بالهشاشة، كما يصيب نقص الكالسيوم عظام الإنسان بالهشاشة؛ لأنه يفقده الثقة في نفسه واحتمالية ضياع الأمان الذي يحمي وجوده وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك، حين عبَّر الله تعالى عن الإشباع الجسدي والنفسي بكلمة الأمن في سورة قريش "الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف" صدق الله العظيم، فهما العنصران الأساسان لسلامة بقاء حياة الإنسان، والذي لا تقل أهمية إحداهما عن الآخر.
وبالتالي لا بد أن يبعد العقاب عن التهديد؛ لأنه يشعر الطفل أن حب والديه له مشروط بما يقدمه من فروض الولاء والطاعة، وهذا يشعره أنه عرضة؛ لأن يدمَّر من قبل والديه، وممن يمنحه هذا الحب المشروط في أي لحظة، وكأننا نقول له: إذا لم تُطِعْني فسأحرمك من شرب الحليب وكل الأطعمة التي تبني عظامك، وأتركك وحيدًا بلا حمايتي أو حماية جسد قوي.
وقد تسألين: فكيف يكون التعامل مع الطفل إن خالف للوالدين أمرًا لا يمكن التجاوز عنه؟
سأقول لك ما تفعلين على طريقة قُلْ ولا تقل، لا تقولي له إذا فعلت كذا فلن تأتي معي، أو إذا لم تفعل كذا فسوف تحرم من كذا؛ لأن التهديد يدمِّر، وكذلك يطلق العنان لخيالات الطفل غير السارة في تفسير سبب منعه منه؛ فهو يتصور عندما تصدرين له الأمر بهذه الطريقة أن كل شيء متاح ومن حقه، وأنت كنت المانع بتهديدك له من التمتع بالمتاح والمباح.
ولكن قولي: "إن الحلوين سيأتون معي"، "حبيبي لو عملت شيئًا جميلاً ستأتي معي"، "الحلوين سيأتون معي"، فإذا أصرَّ على فعل ما حذرتِه من فعله بالطريقة السابقة، فماذا تفعلين؟
ساعتها تخرجين بمفردك وأنت تقولين له وبكل هدوء وحب: "حبيبي كم كنت أتمنى أن تأتي معي فأنت طفل جميل، وكم أستمتع وأحب الخروج معك، لكنك عملت أشياء غير جميلة ومن يفعلها لا يخرج، فلا يخرج إلا الأطفال الذي يفعلون الأشياء الجميلة"، هذا إذا كان لا بد أن تخرجي.
وفي مرة ثانية وعدتِه مثلاً بالذهاب إلى النادي، وفعل شيئًا خطأ بعد أن تكوني طلبت منه بنفس الطريقة ألا يفعل، فتقولي له في هذه المرة بأننا لن نستطيع أن نخرج، كم كنت أتمنى أن أخرج وأنت معي، كنت أتمنى الذهاب إلى النادي حتى أتنزه قليلاً، لن نستطيع الآن، وهذا يوصل له رسالة أنكم في سلَّة واحدة، وأنكما كيان واحد لا ينفصل، وكأنك يا ولدي حين تخطئ لا أعاقبك وإنما أنت من تعاقب نفسك وتحرمني من السعادة لا أنا الذي أحرمك، وإنما يحرمك ويحرمني معك الخطأ.
هكذا عزيزتي الأم يجب أن تُدار العلاقة في عملية التربية والتهذيب بيننا وبين أبنائنا.. علاقة تقوم عملية التهذيب فيها على هدف واحد وغاية تسعى لتحقيقها، وهي "بناء ضمير الأبناء"، وأن الخطأ هو سبب الحرمان، وأن العقاب والثواب تابع لفعل الإنسان، وهذا هو نفسه القانون الذي يعامل الله به كل البشر بارهم وفاجرهم "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه".
أنك تضعين الأساس لعمارة لن يكتمل بناؤها إلا في المستقبل.
وبالتالي حاولي قدر المستطاع أن تكون هادئة حتى في أشد لحظات غيظك من فعل قام به، ولنتذكر توجيه النبي (صلى الله عليه وسلم) حين سأله سائل النصيحة والموعظة، فلم يزد (صلى الله عليه وسلم) عن قوله: "لا تغضب". فأي خطأ ترتكبه لا تقومين بعلاجه بهدوء وحكمة وروية، وتستسلمين فيه للانفعال الشديد، فإن هذا الانفعال يشبه المطر الغزير الذي تتركينه ينزل، ويصدأ الحديد الذي كان من المفترض أن تبني به أساس العمارة التي تحدثنا عنها.
وفي النهاية أحب أن ألخص لك الإجابة عن سؤالك:
- لا بد أن يكون مصدر العقاب شيئًا خارجًا عنا نحن المربين، وأن يكون مصدره الفعل الخطأ لا نحن.
- لا بد أن تكون المرغِّبات أكثر من المرهِّبات.
- أن يكون عقابنا لأبنائنا منبعه الإشفاق عليهم لا الغيظ والانتقام.
- أن نتذكر دائمًا أن هدف التربية التهذيب وليس العقاب بالتهديد والحرمان؛ لما لهما من آثار سيئة في إطلاق خيالات الأبناء السيئة التي لا حصر لها.