هذا السؤال اجاب عليه د: صالح الدقله على احدى الاخوات
وكان سؤالها :
حياتي الزوجية غير مستقرة لا أعرف إن كنت امرأة أم لا، فزوجي لا يحبني هو يفضل جميع الناس عليَّ وقد قالها لي: (الله - أهلي - ثم - أنت....آخر شيء في حياته ودائما أتمنى أن أجد من يحبني ويعطيني الإحساس الأنثوي, أن أعرف معنى السعادة، أن أجد من يتكلم معي ويفهمني ماذا أفعل؟
ما الحل؟
الجواب
وسأقدم لجواب سؤالك بمقدمة سبق ذكرها: (من أين نستمد المشاعر "الحب"؟)
اعلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات أبوه وهو لم يولد، فما رأى أباه وما عاش في حضنه ولو لحظة، ولم يقبله أبوه يوماً من الدهر، وقضى سنتين في بني سعد بعيداً عن حضن والدته، وماتت أمه وعمره ست سنوات، ثم بدأ رحلة الحياة حتى اضطر لرعي الغنم في جبال مكة الملتهبة حيث يرعى غنمه طوال اليوم ولا توجد أم تنتظر قدومه ولا أب يفتقد غيبته سوى عمه المثقل بالعيال.
والسؤال من أين هذا الحب والعطف والرحمة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي منها الناس بسخاء حتى قال الله تعالى عنه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}الأنبياء107
إن التربية المعاصرة التي تلقيناها عبر المسلسلات وكلمات الأغاني التي تتحدث غالبا عن الغدر والهجر والخيانة والقسوة والجفاء فلا نجد أغنية لا تتحدث عن هذه الهموم والجروح، هذه التربية هي التي جعلتنا نتربى على أن مصدر العطف والرحمة والحب هم البشر فقط فإذا لم يعطونا حقنا من العطف والرحمة والحب نعيش تعساء ونشعر بالإحباط واليأس وننسى أن مانح الرحمة الحقيقي هو الله.
عندما أقول لأي شاب أن مصدر شعورنا بالحب هو الله يجيبون مباشرة نعلم أن الله أرحم الراحمين ولكن!!
ولكن ماذا ؟؟
الجواب:
إننا بصراحة لم نعرف الله بعد، علمنا بالله لم يبلغ الحد الذي يجعلنا نذوق طعم الحب الذي يجعل في كل عبادة أو حركة أو سكنة مجالاً للتقرب إليه كم هي حياة مليئة بمشاعر الحب والسعادة والسرور والنشاط الروحي والنفسي حين نمتلك للحب مصدراً لا ينضب لا يقل بكثرة الشاربين ولا تمنعنا عنه مزاحمة المحبين، الله يحبنا حين نحبه وحين نحبه لا نمل ذكره ولا نسلو عنه ولا نبحث عما يسلينا سوى مناجاته والبحث عما يحبه لنفعله كلما تقربنا إليه اقتربنا من نفوسنا، فازددنا إليه قرباً وله حباً
ليمنع كل ذي حب حبه وليوقف كل ذي عطف عطفه وليحجب كل ذي رحمة رحمته فلم نعد بحاجة لحب ألذ من حب خالقنا ولن نستجدي عطفاً بعد لطف مولانا سنشعر بغنانا عن كل رحمة إلا رحمة الرحيم الرحمن.. آه ثم آه لو يعلم الناس طعم الحب الذي يذلنا لله ويعزنا كل ما سواه، الحب الذي يجعلنا لا نستوحش ولو كنا في القفار الخالية بل نتلمس الخلوات لنناجيه ونذكره.
إن مصدر التدرب على هذا الحب المقدس هو القرآن الكريم، نقرأ كلام الله لنا يخاطبنا به ونردده على ألسنتنا كأشرف ما تحدثت به الألسن، ونستلهم معايير ذلك الحب وكيفية الشعور به كما يريد المحبوب سبحانه، لا كما تشطح خيالات أهل الهوى حيث إن شعور الحب بحر لا ساحل له، فلا بد من معرفة مرسى الحب الذي يجعلنا نحب حباً يرضاه الله ويوافق سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فليس من الحب أن نتقرب إلى الله بما لا يحب ولمعرفة ما يحبه الله علينا أن نصغي لما يقوله لنا في الوحي على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
أختي السائلة:
لقد دعونا لك ولكن عليك أن تعلمي أنه رغم أنك تعانين من أزمة مشاعر وتسألين حقاً من حقوق العشرة لكن لا تنسي أنك أيضا مسؤولة عن الحل لأنك المعنية بهذا الحل وأنت من سيجني ثمرته فلا بد من الاستعداد لحمل راية الحل وتحمل مشاقها مهما طالت المدة.
لذا يجب أن تتغيري في عاداتك اليومية في البيت وتبادري بوضع هدف في ذهنك وهو تحد كبير, هذا الهدف أن تجذبي مشاعر زوجك وتستخدمي كل الطرق والحيل المباحة في جذب مشاعره، أقول جذب مشاعره وليس انتباهه فقط املئي قلبه حباً وسليه، حدثيه تغني بحبه ركزي على حسناته وتأمليها، تجاهلي سلبياته وتأملي الجانب المشرق فيها. ابذلي له الحب ولا تنتظري منه أي رد فعل، تحدي نفسك وقولي لها سوف أقدم الحب واستمر في تقديمه, أقدم الحب طاعة لله وحباً في الله وأنتظر الجزاء من الله لن يوقف سيل الحب من قلبي أي شيء ولن يتسبب تجاهل زوجي في إيقاف الحب سأتلذذ بالحب لك عطاءً وبذلاً وسأناجي ربي وأبثه حاجاتي..
أختي السائلة: قد لا تناسبك هذه الطريقة طريقة العطاء ولكن هذه الطريقة التي كسب بها الأنبياء عليهم السلام ملايين البشر.
fa_am @fa_am
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ياليتنا مثلهم