انا في مغسله الموتى

بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أحبتي في الله...

لقد أشتقت لكم كثيييراً... وأحببت أن تشاركوني بعض ذكريات إجازتي التي لا تنسى ...

في يوم الأثنين الموافق 17/5... أستيقظت لصلاة الفجر..وبعد الصلاة عقدت النية على الصيام.... وأخذت المنبه ووقته على الساعه 11 ظهراً... لأني لم أنم الا متأخره الليله الماضيه...

ودخلت في نوم عميق... دق المنبه...فتحت عيني وأنا لم أكتفي من النوم...نظرت إليه ..وجدت الساعه تشير للتاسعه والربع..أستغربت ..ولكني بعد لحظات أنتبهت لأن الجرس هو جرس الجوال...

- - نعم
- - السلام عليكم...آسفه ازعجتك..
- - وعليكم السلام ..لا عادي حبيبتي...عسى ما شر...
- - لا أببد... لكن أنا الآن في المغسله..فقد توفت أحد الأخوات...ولأني أعلم أنك تريدين أن تتعلمي طريقة الغسل عملياً... فكرت لو اتصلت عليك ..إذا كنتِ ترغبين الحضور!!
- - طبعاً..طبعاً 10 دقائق بإذن الله وأنا عندك..

انطلقت الى المغسله..فهي على بعد امتار من منزل أهل زوجي...وأنا في قمة الفرح...دققت الباب..ولكن بدأت يداي تبردان وبدأت أشم رائحة الموت....
ردت قريبتي ..من؟؟
قلت:أنا...
فتحت الباب...سلمت وجلست...

يالله..ياالهي... ما هذا أهذا هو المكان الذي سيعدوني فيه كي أقابل ربي...لن يفهم شعوري إلا من سبق له الدخول إلى هذا المكان...

بدأت نبضات قلبي بالأزدياد... بدأت أتردد..ماذا أحضرني الى هنا؟؟
أنا لا أستطيع عمل شئ كهذا..إلا أن الميته ستحضر بعد دقائق... وقريبتي لم تكلم غيري..إذا أعتمادها على الله..ثم علي...وأنا لن أخذلها بإذن الله...

بدأنا بتجهيز الكفن.... وضعنا عليه الكافور المطحون .. المسك الأسود...المسك الأبيض...هذا هو عطرها...يارب أنك تغفر لها...
ماهي الا دقائق ودق الباب..

أنها ميتتنا... أدخلوها .. ووضعوها على المغسله... وخرج الرجال....كانت ملفوفه تماماً... بعد قليل دخل ابناءها سلموا عليها وبكوا بكاءً مريرا... ..فهم أيتام... ولم يكن لهم عائل الا الله ثم أمهم...
خرجوا وبقت ابنتها الكبرى.. لم تستطع ان تساعدنا في شئ فقد كانت منهاره...
بدأنا بتجهيزها... وأعاننا الله في ذلك....
وضعناها على كفنها.. وبدأنا بتعطيرها في مواضع السجود...سبحان الله ....ما أطيب المؤمن حياً وميتاً...
كفناها تماماً...كانت قريبتي تلف اللفائف ، وأنا أحاول أن أزيلها عن وجهها..أشعر بكتمه فضيييعه...آه..آه ..أنفاسي تختنق...
أبعدتني وأتمت هي عملها....بخرناها ...ودعينا لها كثييراً... وخرجنا...رحمة الله عليها....


ولكني أخذت عبراً ودروساً عظيمه من هذه الحادثه أحببت أن تشاركوني بها..


1.كم لي وأنا أعيش بجانب المغسله ...ولم أفكر يوماً بزيارتها...لماذا لا تزوري مغسله وتستشعري بأنك ستدخلينها يوماً محمولة لا محاله...

2.سمعنا كثيرا عن تجهييز الموتى داخلياً وخارجياً...لماذا لا نشتري كفناً ونتصدق به لاحد المغاسل؟؟؟

3.نظرت الى الميته..فقلت سبحان الله...بعد ما تحرص الواحده منا أن لا تظهر عيوبها للناس..فمن لديها حبه في وجهها تخفيها..ومن تعاني من خشونه في شعرها تسشورها..ومن كانت ينها صغيرها كحلتها..وبعد ان نقف ساعات امام المرآه...نخرج بهذا المنظر...ربي كما خلقتني..فلماذا لا نحاول أن نجمل أنفسنا بالصدق والأخلاص ومحبة الناس؟؟؟

4.انقطع عمل(أم محمد) ..نعم انقطع فلا صلاة ولا تسبيح ولا استغفار..ولكن بقي لها الولد الصالح..فياهل ترى هل ربينا أبناءنا بالطريقة التي نأمل أن ينفعونا بها في الآخره؟؟؟

أعذروني أحبتي على الأطاله...إلا أني أحببت أن نعيد حساباتنا ...ونرى ماذا عملنا للأستعداد لهذا اليوم...

تقبلوا تقدير أختكم ومحبتها..ودمتم....
منقول