بسم الله الرحمن الرحيم
قصتي مع العقبات
في البداية احب ان انوه انه على الرغم من كوني فخورة بقصتي الا اني لا أوجه ابدا دعوة لاحد بان يحذو حذوي ,,,فقط أتمنى ان يكون فيها عبرة لاحدهم او سلوى او حتى درس لا يُكرر ,,
بدأت القصة عندما اغتربت انا و زوجي و ابنائي الثلاث عن الوطن لمدة تسع سنوات اضطررت خلالهم ان أقوم بالإضافة لدور الام بدور معلمة أيضا لأبنائي الثلاثة و كان ذلك لظروف شخصية منعت من ان يرتاد ابنائي المدرسة كباقي اقرانهم و اكتفينا في هذه الفترة بانتساب الأولاد لمدارسهم في الوطن بشكل صوري على الأوراق الرسمية مع الالتزام منا بالحضور في مواعيد الاختبارات السنوية من نهاية كل عام ليؤدي الأولاد اختبار في كل المواد الدراسية تشمل الترمين معا ,,
,,,,,, و في ظل هذه التجربة الحياتية كان لي عقبات احمد الله ان اعانني في التغلب عليها و قد كان لي نظام يومي التزمت به على مدار التسع سنوات لأصل بأبنائي للتفوق الدراسي و السلامة النفسية
* كان من اكبر تلك العقبات هو النظام التعليمي نفسه لأبنائي حيث انه يعتمد على اللغة الإنجليزية في كل المواد من رياضيات و علوم و غيره,, و على الرغم من كوني لم ادرس بحياتي التعليمية اللغة الإنجليزية سوى كلغة ثانية بمناهج ضعيفة المستوى الا اني و لله الحمد اعتمدت على نفسي و لم الجأ يوما خلال التسع سنوات لمدرس خارجي لأبنائي ,, فقد سعيت للتطوير من ذاتي و لغتي و سهرت الليالي ادرس مناهجهم حتى أتمكن من تدريسها لهم في الصباح كما ينبغي و على اكمل وجه
طبعا خلال التسع سنوات تدرج الأولاد في صفوفهم التعليمية بداية من المرحلة الابتدائية و حتى الثانوية
* العقبة الأخرى التي واجهتني هي محاولة تعويض ابنائي عن مساوئ عدم الاختلاط بأقرانهم في تلك الفترة العمرية و جميعنا نعلم أهمية الاختلاط في تلك الفترة من العمر و ما لها من اكتساب خبرات و صقل للشخصية بما يعجز الوالدان عن تعويضها ,, فشجعتهم على اقتحام عالم الانترنت في سن صغيرة جدا و علمتهم حسن الاختيار بين الصالح و الطالح في هذا العالم الافتراضي ,, كما شجعتهم على ارتياد الأندية الرياضية و ممارسة الرياضة و الهوايات النافعة لتفريغ طاقتهم بشكل مشروع و مفيد
* العقبة الثالثة قد كانت الضغط النفسي الذي تعرضت له انا خلال تلك الفترة ,, فبجوار دوري كأم و ما يشمله هذا الدور من تربية للأبناء و اعمال منزلية و تمريض و اهتمام بشؤون كل افراد اسرتي التي لم يكن هناك من يشاركني فيها ,, كان دوري كمعلمة " و معلمة وحيدة " مطلوب منها احسان كل شيء و القيام به كما ينبغي
و يؤسفني ان اذكر ان تلك العقبة بالذات تركت في نفسي اثرا غائرا و تبعات صعبة من ملازمة القلق و التوتر و الخوف على الصغار
اما عن النظام المتبع خلال تلك المرحلة من حياتي انا و ابنائي فقد كان كالاتي :
*الاستيقاظ مبكرا كل يوم من أيام الأسبوع الدراسية عند الساعة السابعة
* بعد الصلاة و الإفطار اتناوب على الأبناء في شرح الدروس الجديدة حتى الساعة الثانية عشر بعدها اتركهم ساعتان للقيام بواجبات منزلي ريثما يصلوا الظهر و يراجعوا على ما تم شرحه بحثا عن جزء غير مفهوم
* عند الثالثة عصرا تماما اضع وجبة الغداء و نصلي العصر و نجتمع لتجاذب اطراف الحديث
* عند الخامسة نصلي المغرب و يقوم الأولاد بحل الواجبات و التدريبات على الدروس التي تم شرحها و أقوم انا بتصحيحهم بشكل دوري
* عند الثامنة يرفع ابنائي مناهجهم الدراسية لتناول حلوة اعددتها منزليا او فاكهة ثم قضاء ساعة في حفظ بعضا من كتاب الله
*عند العاشرة تماما يكون ابنائي في اسرتهم بعد تناول وجبة العشاء
يوم الخميس يكون للترفيه و الخروج في الأماكن المحببة لنا
يوم الجمعة مراجعة و اختبارات دورية
نتاج تلك التجربة
عدت و ابنائي من شهور الى ارض الوطن و بدأ الأولاد ارتياد مدارسهم بشكل طبيعي و الحمد لله تسير الأمور في اطار الطبيعي
الكبيرة وفقنا الله و انتسبت الى كلية طب اسنان و لم ترتاد المدرسة يوما و تثبت تفوقها بالجامعة يوما بعد يوم
الولد الأصغر بدأ المرحلة الثانوية هذا العام و يشيد بتفوقه و ادبه معلميه
صغيرتي الثالثة بدأت المرحلة المتوسطة و ادعو ربي لها بالتوفيق هي و اخوتها
بعد انتهاء تلك الفترة من حياتي و بعدما أصبحت لي ذكرى افتخر بها و لله الحمد انظر الى ابنائي لأجدهم ما شاء الله تبارك الله متميزون على المستوى العلمي و الأخلاقي مثقفون و ذلك لأني علمتهم ان الكتاب خير رفيق
أتمنى ان تكون تجربتي مفيدة لأخواتي الكريمات
و اشكر الأخت فرناز و إدارة المنتدى لإتاحة الفرصة للاستفادة من تجارب بعضنا البعض
كل التوفيق ارجوه للجميع
نسرين حسن
اهنيكِ اختي على هذا الجهد العظيم
وعند الله عزوجل لا يضيع تعب
الله يبارك فيكِ وفي اولادك ويقر عينك فيهم