العنوان
ما حُكم مَن ينزِّل الآية 8 من سورة النحل على القذافي مِن باب السخرية ؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤالبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله شيخنا على مجهودكم المبارك.
سؤالي حول الصورة التالية التي انتشرت في المنتديات على سبيل الاستهزاء بالطاغية القذافي, ولكن للأسف هم يضعون الآية {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (8) من سورة النحل, ويفسرونها على الشكل الذي ستراه, لكن صراحة قلبي لم يرتح من هذه الصورة, وأحسست بان هذه الصورة فيها اعتداء على القرآن وتحديدا هذه الآية, وأحس أنها من أشد المنكر والإثم نشرها, وذلك لما فيها بتنزيل الآية في غير موضعها, لا أعرف كيف أشرح لكم الأمر, أنتم اعلم مني في الموضوع شرعاً, كما قلت لم يرتح لها قلبي.
هذه هي الصورة :
http://i55.tinypic.com/34y41dz.jpg
فما رأي فضيلتكم
وجزاكم الله خيراً
الجوابوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
هذا من اتِّخاذ آيات الله هزوا .
قال الله تعالى : (وَلا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا) .
وقال عزّ وَجَلّ : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) .
ومثلها صورة أخرى ، رأيتها لبعض المتظاهرين ، وهم يحمِلون لافتة مكتوب عليها :
(أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ) : ابن علي
(ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآَخِرِينَ) : مبارك
(كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) : القذافي
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) : صالح
وهذا كلّه من الاستهزاء بالقرآن ، ووضع الآيات في غير موضِعها .
وقد غَضِب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه حين خَرَج وهم يَخْتَصِمُون في القَدَر . قال عبد الله بن عمرو : فكأنما يُفقأ في وجهه حَبّ الرُّمان مِن الغضب . فقال : بهذا أُمِرْتم أوْ لهذا خُلِقتم ؟ تَضْرِبون القرآن بعضه ببعض . بهذا هَلكَتَ الأُمم قبلكم .
قال عبد الله بن عمرو : ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتَخَلّفي عنه . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
فإذا كان ذلك الغضب مِنه عليه الصلاة والسلام في مثل تلك المسائل ، فكيف بهذا الاستهزاء ، والاستخفاف ، واتِّخاذ آيات الله هُزوا ؟
والاستهزاء بشيء مِن دِين الله كُفْر بالله ، ولا فَرْق بين كون الإنسان مازحا أو هازلا أو جادًّا .
والله تعالى أعلم .
المصدر شبكة مشكاة الإسلامية

heba200 @heba200
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

"ورد الجوري"
•
جزاك الله خير




الصفحة الأخيرة