تعيش الفتاة في سن المراهقة --- حالة نفسية مهيأة للخطأ أو حالة يسهل معها اقتحام أسوار قلبها – وهنا تكمن نقاط الضعف التي يستغلها بعض المستهترين من الشباب المخادع فتظهر الوعود بالزواج والكلام المعسول مما يؤدي إلى الخضوع وحدوث ما لا تحمد عقباه .
وان الفتاة في هذه المرحلة تعيش معاناة حقيقية وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر عليها --- فقد نلاحظ فتاة ذات طباع هادئة طيبة تمر مراهقتها في هدوء واتزان وتعقل – وتسلك مسلكا جيدا دون تأثير من أحد – ولكن تحليلا لنفسيتها سيكشف لنا مدى معاناتها الداخلية – إن رأت من في سنها يتزوجن –ومن تعيش فترات من الحب – وبذلك تتداخل في نفسيتها صراعات بين المفروض والصواب وبين الممنوع والمرغوب. –
ولعلها ترغب في داخلها أن تعيش مثل الأخريات ومن هنا تعيش صراعا مع قيمها وتقاليدها وتعاليم دينها--- ومن هنا يجب الانتباه إلى الصديقة ويجب أن يسأل الأهل أنفسهم أبنتهم من تصادق ؟ وأين تخرج ؟ وما سلوك أسر صديقاتها وسمعتهن ؟
فالصديقة وسلوكها يؤثر تأثيرا كبيرا – فمن خلالها يتم التنازل وبواسطتها قد يحدث الخطأ أو الزلل إن كانت غير طيبة السلوك لأن الصديقة ممكن أن تؤثر عليها وتغير عاداتها وسلوكها .
وكما قلنا في البدا يه إن الفتاة تعيش معاناة تسهل وقوعها في الخطر إن لم نحسن التصرف معها والتكيف مع وضعها الجديد – ولنعبر هنا في لمحة سريعة على عادات الأهل وما تعيشه الفتاة في مجتمعاتنا الخليجية قبل العربية- ؟
1. الفتاة لدينا قد تختلف عن مثيلاتها في مجتمعات أخرى ليس في التركيبة البيولوجية ولكن الاختلاف يأتي في نظرة المجتمع إليها .
2. الفتاة تنشأ في أسرنا وكلنا نشعر بمدى مسؤولياتنا تجاهها ومدى حرصنا على سلامة سلوكها – حتى الصغير من إخوانها يراقبها ويرى فيها عارا لديه لا بد من المحافظة عليه .
3. تنشأ الفتاة والكل يراقبها ويتتبع خطاها ويحسب حركاتها وتصرفاتها .
4. الجميع ينتظر موعد زواجها ليلقي عن كاهله بحملها ومسؤولياتها إلى كاهل الزوج المرتقب---
في الوقت نفسه لا يعاني الشباب فيه أدنى شيء من ذلك ومن هنا يظهر التمايز والتفرقة وتفضيل الذكر على الفتاة مما يؤثر هذا في نفسية الفتاة ويؤدي بها إلى عقد نفسية أو كره الرجال بشكل عام أوعدم الزواج –
والذي يجب معرفته أن الفتاة كيان له مشاعر وأحاسيس وطموح وقد يزيد عن الموجود لدى الشباب وتحتاج إلى المساعدة والوقوف بجانبها واحترام وتقدير رأيها وطموحها فمتى نغير نظرتنا القديمة :
أن المرأة عار نخاف منه ؟ ومتى نغير سلوكنا نحو الفتاة حتى يحدث التغير لديها وتصح نفسيا ونستطيع مساندتها في الحياة بدلا من الخوف منها والعمل على زواجها بأسرع وقت ؟
إننا نظلم الفتاة بمراقبتنا لها وانتظار زواجها وانتقال عبء الحفاظ عليها إلى زوجها –----
وما أتعس من تتعدى سن العشرين وتدخل الأربعة والعشرين ولم تتزوج فان هي تغاضت عن ذلك واتجهت إلى علمها ودراستها وعملها – ستضطر للانتباه أمام نظرات الأهل والصديقات والمجتمع بنظراتهم أنها عانس –
وهنا لا بد أن نلمح سؤالا يفرض نفسه من دون طرح ---
ألا نتوقع منها التفكير في الزواج ؟ أو ليس المجتمع والأهل يسهمون هنا بطرق غير مباشرة في غرس مبدأ البحث عن الزواج أو الزوج أو الحبيب في تفكيرها ؟ أو ليس هذا أساس وقوعها في شراك المعاناة النفسية وفقدان الصحة النفسية التي يدعو إليها علم النفس؟
كلها أسئلة – وأجوبتها لا تحتاج إلى اجتهاد نحن نتحمل وزر معاناة الفتاة بتلك النظرات وقد ندفعها إلى الخطأ دون أن ندري أو تدري هي .
ويجب أن نرى ما أثر تصرفات الأهل وتضيق الخناق على الفتاة ؟
سنجد دون شك صورا أخرى من صور المعاناة – وأعني الرقابة المفرطة عليها من الجميع – في الوقت نفسه الذي نجد الأصغر سنا من الأخوان الذكور يمرح ويسرح وقد يتحكم في دخولها وخروجها ويؤيده الجميع دون مراجعة أو استفسار ليس لشيء وانم لأنه ذكر ولأن قدرة الله شاءت أن تكوم هي الأنثى –----
والحل هو------------------------------------------------ ؟
إن التعامل في الأسرة من الأهل والأخوان له تأثير كبير على سلامة الفتاة وتوازنها وحمايتها – وقد يستغرب البعض ذلك ولكن نؤكد أن الرقابة المفرطة وقسوة الأب والأخ تعملان على إجهاد نفسية الفتاة وضعف مناعتها ووقايتها من الوقوع في الخطأ – لأن الفتاة رقيقة وحساسة تزيد شفافيتها في سن معينة وهي تتجه للبحث عما تفتقده في الأسرة وأن الضغط وسوء المعاملة وعدم التفاهم يجعلوها تقع فريسة لأول من يحسن معاملتها ويقدم لها الحب والحنان من خارج الأسرة – وطبعا لسنا ندعو هنا إلى ترك الرقابة وترك الفتاة تتصرف كيف تشاء ولكن نؤكد ضرورة التوازن – لأننا بالرقابة الشديدة والمعاملة القاسية سنرتكب في حقها أكبر خطأ وندعوها بذلك للخطأ دون أن ندري وكيف ذلك ؟ انه بكل بساطة رد فعل طبيعي لفقدان الحنان – والنفس البشرية رقيقة في تركيبتها ولها احتياجات ضرورية قد لا تتعدى الكلمة الحلوة والطيبة وهذه الرقة والشفافية تزيد عند الفتاة المراهقة فيجب الانتباه.
فان الخطر هو افتقاد الفتاة للصدر الحنون والفكر الناصح المتفهم الذي تتمناه لدى أخيها الذي في سنها وان افتقدته وصدمت فيه تذهب للوالدين فكيف إن صدمت فيهما وانتهت الجولة لصالح الذكر وانه على حق دائما – أين تتجه في رأيكم ؟
وهذا هو السؤال الحرج لأنها ستعيش صراعات عنيفة وتجد في عدم الإنصاف في المعاملة وفي الردود السلبية أداة تقهر أنوثتها وتدمي فؤادها – كيف نطلب من هذه الفتاة بعد هذا كله أن تكون في صحة نفسية جيدة تمنعها من الوقوع في الخطأ ؟
فانتبهوا أيها الأباء والأخوة إلى بناتكم وأخواتكم فهم أمانة في أعناقكم ----
------------------
الانسان يساهم في بناء سعادته أو شقائه وذلك لأنه يوظف نفسه في اختيار البدائل
جورجي @gorgy
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️